كاشير تحت أشعة الشمس ولحوم وأجبان غير صالحة
حجزت مصالح أمن ولاية قسنطينة بالتنسيق مع مديرية التجارة أمس، أزيد من قنطار من اللحوم والنقانق والأجبان بحي السويقة، لعدم احترام تدابير النظافة المعمول بها، وذلك خلال خرجة رقابية تم فيها الوقوف على ممارسة تجار بعلي منجلي عملهم دون ارتداء كمامات، فيما لم يوفر آخرون معقمات بمحلاتهم.
روبورتاج: حاتم/ب
ونظم أمن الولاية خرجة ميدانية بالتنسيق مع مديرية التجارة، على مستوى مدن قسنطينة والخروب وعلي منجلي، وسُخر لهذه العمليات التحسيسية والردعية 500 شرطي وأكثر من 50 مركبة، وعدد معتبر من أعوان مصلحة قمع الغش.
وأعطى رئيس أمن ولاية قسنطينة، مراقب الشرطة بوطيرة رشيد شارة الانطلاقة بعد إعداد خطة على مستوى مقر أمن الولاية، حيث قسم أعوان الشرطة إلى 6 فرق تضم مؤطرين من طرف رؤساء المصالح ورؤساء الفرق، كما يرافق كل فريق ممثلون عن مديرية التجارة.
وكانت الساعة تشير إلى الثامنة و30 دقيقة عند انطلاق الفرق نحو نقاط بمدينة قسنطينة، منها «شارع فرنسا» وحي عواطي مصطفى و»طريق جديدة» وحي السويقة وقدور بومدوس والنجمة وسوقي بطو وبومزو وعبان رمضان وشارع بلوزداد ودقسي وسوق البودروم والإخوة عباس.
رؤوس خرفان وأحشاء ونقانق تباع مجمدة بالسويقة
وتوغل الوفد المتكون من حوالي 10 شرطيين و4 ممثلين للتجارة، داخل الحي الشعبي «السويقة» المعروف بتجارة اللحوم البيضاء والحمراء، وبعد سلسلة من مراقبة محلات بيع اللحوم، توقف المعنيون بمحل ظهرت على صاحبه علامات الارتباك، حيث توجه أعوان مديرية التجارة إلى ثلاجة كبيرة موضوعة بآخر المحل، وكانت بها كميات كبيرة من اللحوم.
وعند إخراج أعوان التجارة لتلك اللحوم من الثلاجة، اتضح أنها مجمدة ومقطعة و مفرومة حيث وضعت بأكياس و ضمت أيضا أحشاء تتمثل في كبد وكلية ورئة إضافة إلى كمية معتبرة من النقانق، وكان لونها يميل إلى الاخضرار إذ بدت غير صالحة للاستهلاك.
وعند استفسار أعوان قمع الغش من صاحب المحل عن سبب بيعه للحوم مجمدة رغم أنه يحوز على رخصة بيع لحوم طازجة، رد بأن الكميات تكدست كثيرا منذ بداية جائحة كورونا، وعليه قرر تجميدها ثم بيعها عوض رميها، خاصة وأنها كلفته كثيرا حسبه، ورد عليه عون التجارة أنه كان عليه جلب كميات قليلة تتماشى حسب عمليات البيع اليومي، ورغم أن الكمية كانت كبيرة إلا أن صاحب المحل لم يعارض قرار الحجز، رغم أن علامات الحسرة وعدم الرضا كانت بادية على محياه.
و واصل فريق ثان مكون من رجال شرطة وأعوان مصلحة قمع الغش طريقه وسط حي «السويقة»، ليتم التوقف أمام إحدى الطاولات المستعملة في البيع غير الشرعي، وكانت بها أجبان مختلفة الأنواع من «غريار» و»روج» وكذا «كاشير» و»باطي»، واحتج صاحب السلع على قرار الحجز و قالوا إن المواد غير فاسدة.
جبن وسط الغبار والحشرات
وقررت الفرقة حجز تلك المواد، التي كانت معرضة لأشعة الشمس وتحت حرارة تفوق 32 درجة مئوية، كما كانت موضوعة على رصيف ما جعلها عرضة للغبار والحشرات، واتضح أن صاحبها لا يحوز على وثيقة تثبت خضوع مادة «الكاشير» لتحاليل تؤكد صلاحيتها للاستهلاك، ليتم أخذ كل تلك المواد لمقر الأمن الحضري 15.
وتحدث مفتش رئيسي لفرقة قمع الغش بمديرية التجارة بولاية قسنطينة، لفوالة سمير، عن عملية المراقبة بالتنسيق مع مصالح الأمن، موضحا أن فريقه حجز 105.1 كلغ لحوم ومشتقاتها و18.4 كليوغرام من مادة «الكاشير» وجبن مختلفة الأنواع، بقصابة لبيع اللحوم الطازجة بالشارع الرئيسي ملاح سليمان «السويقة».
وأكد المتحدث أن تلك اللحوم غير صالحة للاستهلاك بسبب عدم احترام شروط الحفظ، وكذا تحضير لحم مفروم مسبقا موضحا أن القانون ينص على أنه يحضر عند الطلب وأمام أعين الزبون، كما تحدث عن تغير لون الكبد ما يؤكد حسبه أنه مجمد منذ مدة طويلة.
وبخصوص الأجبان مختلفة الأنواع ومادتي الكاشير و»الباطي» اللتين كانتا تباعان على طاولة بأحد الأرصفة، أوضح لفوالة أن القانون يمنع بيع تلك المواد على الأرصفة لأنها معرضة للغبار والحشرات، وخاصة تحت أشعة الشمس، مضيفا أن القانون ينص أن تحفظ تحت حرارة لا تفوق 6 درجات مئوية فيما كانت الحرارة أمس لا تقل عن 30 درجة، وقال أيضا إنه نظرا للانتشار الرهيب لفيروس كوفيد 19 والأعداد الكبيرة للإصابات التي تسجل يوميا، فقد قررت مديرية التجارة تكثيف عمليات المراقبة بالتنسيق مع مصالح الأمن، وخاصة على مستوى الأسواق والمحلات المتخصصة في بيع اللحوم والحلويات والمواد الغذائية العامة.
بائعون دون كمامات وانعدام المعقم بالمحلات
توجهنا بعدها إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي، أين تم إعداد خطة من طرف رئيس أمن الدائرة، وقُسم رجال الشرطة إلى قطاعين الأول بالجهة الشرقية والثاني بالغربية، وبعد دقائق تم التوجه إلى أحد المراكز التجارية، حيث وقفنا على احترام إجراء ارتداء الكمامات بالنسبة لبعض المواطنين.وعند ولوج المركز التجاري لاحظنا أن عددا معتبرا من التجار وخاصة بائعي الخضر والفواكه بالطابق الأرضي يخفضون الكمامة نحو الرقبة، كما هو الحال مع مواطنين يفضلون وضعها أسفل الوجه واستعمالها فقط كـ «تأشيرة» لدخول المرفق.وصعودا إلى الطابق الأول، لاحظنا أن كثيرا من التجار لا يضعون المعقمات بمداخل المحلات رغم أنهم يحوزون عليها، حيث قدمت الفرق نصائح وأوامر بوضع المعقم بالمداخل من أجل استخدامه من طرف الزبائن قبل لمس السلع المعروضة للبيع وتفادي نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، كما لم يفصل تجار بين رواقي الدخول والخروج، فيما لم يتم وضع أشرطة لاصقة على الأرض تنظم عمليات التحرك داخل المحل.
غادرنا بعدها صوب محلات تجارية تقع في وسط مدينة علي منجلي، وتحديدا أسفل أحد المراكز التجارية، حيث وقفنا على عدم احترام تجار للإجراءات الوقائية، من خلال امتناع عدد منهم عن وضع الكمامات وخاصة من فئة الشباب، كما لم يضع جلهم قطعة قماش معقمة بمدخل المحل، و برر آخرون عدم توفير المعقم للزبائن بأنه نفد لديهم.
رئيس أمن الولاية بوطيرة رشيد
عدم وضع الكمامات بالمحلات التجارية أبرز المخالفات
أكد رئيس أمن ولاية قسنطينة مراقب الشرطة بوطيرة رشيد، أن جل المخالفات التي سجلتها مصالحه تشمل عدم ارتداء مواطنين للكمامات داخل المحلات التجارية، موضحا أن مصالحه تستهدف تنظيم حملات تحسيس لنشر الوعي بالمجتمع القسنطيني، لأنها أكثر فعالية من الردع بحسبه. وقال رئيس أمن الولاية الذي شرع في مهامه قبل أيام، أن سكان قسنطينة مشكورون على تجاوبهم مع إجراءات الحجر، موضحا أنه دائما ما يوجد استثناءات، وعليه سجلت مصالحه حوالي 10 مخالفات يوميا تخص خرق مركبات للحجر الجزئي، موضحا أن الامتناع عن وضع الكمامات داخل المحلات التجارية يعد أكثر المخالفات المسجلة في الولاية.
وقرر مراقب الشرطة، التركيز على تنظيم حملات التحسيس، لأنه يراها أكثر فاعلية من الردع، مضيفا أن الولاية سجلت أكثر من 1500 مخالفة تتعلق بخرق الحجر الصحي منذ بداية الجائحة. ح.ب