طرقــات متدهــورة وعائــلات تنتظــر الربــط بالكهربــاء بقرى في قسنطينـة
يعاني سكان قرى تقع ببلدية مسعود بوجريو بقسنطينة، من عدم ربط منازلهم الريفية بالكهرباء منذ سنوات، كما يشتكون من تدهور الطرقات ما صعب عليهم التنقلات اليومية و جعل تلاميذ لا يلتحقون بمدارسهم مرات عديدة كلما تساقطت الأمطار، أما مصالح البلدية فتطمئن أن مشكلة التيار ستحل قريبا وتؤكد إنهاء مشاريع تهيئة.
روبورتاج: حاتم بن كحول
تعد مسعود بوجريو من أهم البلديات الفلاحية بولاية قسنطينة، كما عرفت نموا ديموغرافيا جعل عدد سكنها يقارب 17 ألف ساكن. قبل الوصول لمركز هذه البلدية بأمتار، لاحظنا أن المدخل تحوّل إلى ورشة كبيرة، بسبب أشغال على جانب الطريق، لنصل وسط المدينة، ونجد الشوارع شبه خالية و كذلك المكتب البريدي.
بعد أن توغلنا بوسط المدينة، التقينا ببعض الشباب الذين كانوا يقفون مقابل مقهى وهم يحملون أكواب بلاستيكية ويراقبوننا بنظرات خفية، وبعد التحدث إليهم، علمنا أن جلهم يقطنون في القرى والمشاتي المحيطة بمركز مسعود بوجريو.
وأثناء استماعنا لانشغالات هؤلاء الشباب سمعنا صوتا قويا لنكتشف أن إحدى المركبات وقعت داخل حفرة بوسط الطريق، خلفتها أشغال غير مكتملة يقول السكان إنها تسببت في حوادث مرور، فيما تحدث آخرون عن هدم منازل أنجِزت سنة 2011 في إطار البناء الريفي، تحت مبرر وقوعها على أرضية بها انزلاق.
تنقلنا بعدها إلى حي بولقزاز الذي يبعد بأمتار عن وسط المدينة، حيث يضم سكنات منحت في إطار البناء الريفي تقع على يمين وشمال طريق ضيق، لكن المنازل الواقعة في الجهة العلوية تظهر بها تشقّقات على مستوى الجدران الخارجية، فيما شاهدنا بنايات مائلة، ليتقدم لنا صاحب سكن تم هدمه منذ 7 سنوات، حيث قال لنا إنه لم يُعوض رفقة بعض جيرانه ممن استفادوا من الصيغة المذكورة، بينما لجأ عدد منهم إلى العدالة.
عائلات تلجأ للربط العشوائي
واصلنا طريقنا ناحية المخرج الشمالي للبلدية، لنشاهد مبنى يتكون من طابقين به محلات مهجورة، حيث وجدنا شخصا واحدا يعمل داخل ورشة للتلحيم. الشاب وهو في الثلاثينات من العمر، قال لنا بنبرة حزينة إنه الوحيد الذي يزاول النشاط بـ “محلات الرئيس” منذ قرابة 9 سنوات، مضيفا أنه تلقى إشعارا بضرورة إخلاء المكان الذي تقرر تحويله إلى مدرسة ابتدائية، ما جعله يطالب بالتعويض في مكان آخر، وهو أمر أكد لنا أنه تحدث بشأنه مع والي قسنطينة مؤخرا خلال زيارته للمنطقة، حيث وعده حينها بإيجاد حل لوضعيته، خاصة وأن المحل يعتبر مصدر رزقه من أجل إعالة عائلته الصغيرة.
بمنطقة بولقزاز لاحظنا عشرات الكوابل الكهربائية المربوطة من سكن إلى آخر على طول عشرات الأمتار وصولا إلى محلات تجارية، لنعلم لاحقا من السكان أن عددا من منازلهم الريفية غير مزودة بالتيار منذ تسلمها في 2011.
توغلنا بالمنطقة لكننا عجزنا عن التقدم أكثر بالسيارة بسبب مسلك طيني زلج أصبح غير صالح بسبب تهاطل الأمطار. بقينا هناك لبرهة من الزمن لنشاهد تلاميذ يجتازون تلك الطريق بصعوبة من أجل الوصول إلى ابتدائية تقع في وسط المدينة، حيث كانت خطواتهم ثابتة وحذرة خشية الوقوع في تلك البرك المائية.
مسالك طينية تغرق في الحفر
لجأنا بعد ذلك إلى عبور طريق آخر يؤدي مباشرة إلى قرية كاف بني حمزة والتي تقطن بها حوالي 81 عائلة، و كذلك قرية بوحصان عبد الله، حيث تقعان داخل منطقة لا تتوفر على طريق معبد ما جعلنا نعجز عن اجتياز تلك المسالك الطينية المليئة بالحفر الكبيرة.
تحدثنا إلى بعض القاطنين في هذين القريتين البعيدتين بحوالي 5 كيلومترات عن وسط مسعود بوجريو، وعلمنا منهم أنهم يعانون منذ 7 سنوات، حيث لم يتمكنوا من أن يقطنوا منازلهم الريفية أو من بيعها، بسبب عدم ربطها بالكهرباء طيلة هذه المدة، كما لا يوجد طريق يسهل عملية دخول وخروج السكان.
وبقرية سياح رابح، التي أنجِزت بها 20 سكنا ريفيا، كرر السكان نفس المشاكل، وأضافوا أن أبناءهم صاروا يجدون صعوبة في التنقل إلى المدرسة خلال تهاطل الأمطار لعدم تمكنهم من اجتياز تلك المسالك الوعرة.
رئيس بلدية مسعود بوجريو نتابع المشاريع الخاصة بكل المشاتي
رئيس بلدية مسعود بوجريو، زعطوط أحمد، ذكر في اتصال بالنصر أنه يتابع كل المشاريع الخاصة بالأحياء والمشاتي والقرى التابعة للبلدية والتي يشرف على تسييرها، موضحا بالنسبة للمجمع الريفي بولقزاز المتكون من 36 و 44 سكنا، أن أشغال تهيئة الشطر الأول من الطريق قد انتهت، وسيسجل الشطر الثاني من أجل تهيئته هو الآخر، وبخصوص التيار أضاف أن مصالح مؤسسة امتياز للغاز والكهرباء أكدت له أن إطلاق عملية ربط المجمع ستنطلق خلال الأيام القادمة.
أما بالنسبة للمشاتي والقرى التابعة للبلدية، على غرار بوحصان وسياح، فقد أكد «المير” أنه استقبل ممثلين عن مصالح سونلغاز في الأيام الماضية وتلقى تطمينات بأن الأشغال ستنطلق في غضون أيام، مضيفا أنه أخذ بعين الاعتبار كل القرى التي لا تتوفر على الكهرباء، مذكرا بأن أشغال ربط قرية عين الكبيرة انطلقت منذ شهرين لفائدة 122 سكنا ريفيا، وقد تم إنجاز المحولات بالمنطقة، ليؤكد بشأن التهيئة بقرى بوحصان وكاف بني حمزة وعين الكبيرة، أنها انتهت.
وبخصوص «محلات الرئيس» أكد المسؤول أنه تم إلغاء الاستفادات الخاصة بعشرة أشخاص من أجل تحويل هذه المحلات إلى ابتدائية، مضيفا أن شابا واحد فقط من زاول نشاطه بها، بحيث ستتم مساعدته قدر الإمكان وفق ما ينص عليه القانون.
كما أضاف رئيس البلدية، أنه لا توجد سكنات انهارت أو مهددة بالانهيار، موضحا أنه تم تهديم سكن واحد يعود لشخص استفاد منه في إطار البناء الريفي، بعد أن مالت قاعدته و أسقفه، ولم يكن هناك مجال لإعادة ترميمه بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقته، موضحا أن القضية تعود لحوالي 8 سنوات وهي في أورقة العدالة، حيث ستطبق مصالحه ما ستفصل فيه المحكمة، مثلما أوضح.
وكان والي قسنطينة، ساسي أحمد عبد الحفيظ، قد قام بزيارة إلى هذه المنطقة قبل أشهر قليلة، واستمع حينها للانشغالات المطروحة من طرف السكان، كما وجه تعليمات لممثلين عن مؤسسة ديوان الترقية والتسيير العقاري ومديرية التعمير من أجل التنسيق لإيجاد حل للمحول الكهربائي المعطل، والتمكن من ربط السكنات بالتيار، إلى جانب توجيه تعليمات بالانطلاق في مشروع إنجاز مجمع مدرسي بحي قزاز عبد الحميد.
ح.ب