• وفرة و رهان على تطوير الشعبة محليا
استطاع الشابان زهير و محمد بجيجل، تحقيق حلمهما و الشروع في تسويق منتوج الموز، على إثر نجاح مشروع زراعته في البيوت البلاستيكية متعددة القبب، بعد قصة كفاح و مراقبة مستمرة للمشروع، إذ سيطرحان ما يقارب 500 قنطار في السوق خلال الأشهر القليلة المقبلة عبر مراحل، فيما دعا المعنيان، الشباب، للاستثمار في المجال المربح.
روبورتـــاج : كـ.طويل
نجاح تجربة زراعة الموز تحت البيوت البلاستيكية متعددة القبب
و قد سبق للنصر أن نقلت تجربة الشابين زهير و محمد اللذين شرعا منذ أشهر في هذه التجربة التي كللت بالنجاح و بدآ في تسويق المنتوج محليا و بكميات كبيرة.
النصر زارت الشابين بأحد المحلات التي يقومان فيها بتوضيب المنتوج، أين وجدناهما في كامل النشاط و الحيوية و قد استقبلانا و البسمة بادية على وجهيهما، فيما شاهدنا كمية كبيرة من الموز داخل المحل، حيث أخبرنا محمد بأنهما يقومان بجلب كميات من البيوت البلاستكية و يضعانها بالمحل، ليقوما بعدها و عبر مراحل، بداية من عملية القطف النقل و التخزين التي تتم وفق شروط معينة، على غرار التدفئة التي يجب أن تتراوح بين 18 إلى 22 درجة و بعد مرور ما يقارب ثلاثة أيام، تتم إزالة الموز من العرجون، ليتم بعدها و في أقل من أسبوع تعليبه و توجيهه للمستهلك، حيث يتم تتبع مرحلة النضج قبل التعليب بدقة، إذ تظهر عدة علامات على حبات الموز و خلال تتبعنا للعملية، شاهدنا الشابين يعتمدان على وسائل بسيطة على غرار قارورة غاز و مدفئة داخل غرفة محكمة الإغلاق.
طلبيات من كل جهات الوطن
و قد اختار الشابان العلامة التجارية «السفير الذهبي إيجلجلي»، حيث قاما بطلب كميات من علب التغليف و فضلا التسمية القديمة لولاية جيجل، و يقول محمد، بأن مرحلة التسويق تعتبر صعبة بالنسبة لأي منتج أو فلاح، لكنهما في الوقت الحالي لم يقعا في مشكل التسويق، بدليل الطلبات الكثيرة على المنتوج من قبل التجار، قائلا « الحمد لله، في الوقت الحالي لم نجد صعوبة في تسويق المنتوج، بدليل وجود متعاملين و تجار اتصلوا بنا و أكدوا على استعدادهم لشراء الكميات و قد فضلنا طرح الكميات بالتدريج و تقسيمها على مختلف التجار و عبر عدة نقاط و الغرض من ذلك عدم احتكار المنتوج من قبل بعض الباعة فقط و العمل على تسويقه و الترويج له و تقريبه من المستهلك مباشرة، كما قمنا بضمان كميات لأحد التجار يقوم ببيعه للمدارس و الابتدائيات.
و أضاف المعنيان، أنه كان لوسائل الإعلام الدور الكبير في الترويج للمنتوج و التعريف به محليا و وطنيا، الأمر الذي بعث أريحية في نفسيهما، فضلا عن مرافقة السلطات المحلية و الجهات المختصة، وهو ما ساهم في تقديم المساعدة المطلوبة.
و أشار زهير، إلى أن الطلبات فاقت كل التوقعات و من كل ربوع الوطن، بحيث وصلت طلبات يمكن أن تغرق السوق المحلي و لكنها تفوق كمية الإنتاج، الأمر الذي حفزهما كثيرا و جعلهما يؤمنان بالمشروع و يطمحان مستقبلا لتوسيعه.
ترويج مسبق و سعر تنافسي للمنتوج
و ذكر زهير، أنه سيتم ضخ كميات معتبرة في السوق على مراحل إلى غاية شهر مارس، حيث يتم جني المنتوج تقريبا كل أسبوعين، قائلا: « كمية الإنتاج بالبيتين البلاستيكيين متعددي القبب، تقدر بحوالي 500 قنطار و خلال الفترة المقبلة و إلى غاية شهر مارس، سنقوم بتقديم كميات، حسب مردودية الأشجار»، و أكد محمد، على أن كمية المنتوج كانت جيدة للغاية و بمردودية كبيرة، فتجربة البيوت البلاستيكية متعددة القبب، كان لها دور كبير في تحقيق المنتوج و بالنوعية المطلوبة على عكس البيوت البلاستيكية العادية، في حين قال زهير، بأنه و بالرغم من أن تكلفة البيت مرتفعة، إلا أن المردودية جيدة و في المستوى المطلوب.
و بالنسبة لسعر الموز، فذكر الشابان أن سعر البيع سيكون أقلا من الموز المستورد، حتى يكون في متناول المستهلك، مشيرين إلى أن السعر يتحدد حسب العرض و الطلب و دعا البائعين إلى بيع المنتوج بهامش ربح قليل، مؤكدين على أن سعر الجملة سيكون أقل بنحو 20 دج للكيلوغرام الواحد مقارنة بالمستورد، كما أشار إلى أن مسألة ضبط السعر في الوقت الراهن صعبة، خصوصا و أن مشروعهما جديد و تم تمويله عن طريق أونساج بقرض يقارب مليار سنتيم للبيت الواحد، ما يتطلب منهما ضمان تغطية التكلفة و تحقيق هامش ربح كبير.
و قال زهير، بأن تخفيض سعر الموز في الأسواق، يتطلب كميات معتبرة و إرادة، بالترويج لشعبة الموز و تقديم الدعم للفلاحين محليا، خصوصا الراغبين في اقتحام المجال، بدليل وجود عدد معتبر من الطلبات الموضوعة للحصول على قطع أرضية و كذا تقديم الدعم المادي لإنجاز بيوت بلاستيكية متعددة القبب و يقدر عدد الشباب المؤهلين و الراغبين في اقتحام المجال بـ 16 فلاحا، قاموا بوضع طلباتهم لدى الجهات الوصية، مؤكدين على أن تخصيص الأراضي في الوقت الراهن جد مهم، كونه من بين أهم العوائق و قد تبينت جدية العديد منهم، بدليل عزمهم على إنشاء جمعية منتجي الموز بجيجل.
و قد سبق للنصر أن أعدت روبورتاجا حول مشروع الشابين «محمد و زهير» و تطرقت لقصة طويلة بدأت منذ سنوات الثمانينيات، حيث كانت عائلتهما تقومان بغراسته في البيوت البلاستيكية و مع مرور الوقت تلاشت زراعة الموز و تحديدا سنة 1998، لعدة أسباب أبرزها كثرة الاستيراد للمنتوج الذي كان أقل سعرا من الموز المزروع محليا، بالإضافة إلى ضعف زراعة الشتلات، كما أن الفلاحين وجدوا هامش ربح في إنتاج الخضر و الفواكه، ما جعلهم يغيرون الشعب الفلاحية تدريجيا، حيث تسبب الاستيراد الكبير للموز خلال تلك الفترة، في إفشال زراعة الموز.
و عاد محمد لزراعة هذه الفاكهة رفقة صديقه و رفيق دربه، حيث قررا زراعة الموز من الحجم الكبير سنة 2019 و ظلا يبحثان عن الشتلة لمدة أربع سنوات، قبل أن يجداها عند فلاح في ولاية البليدة و باشرا بعدها عملية الزرع، حيث تعتبر الزراعة في البيوت متعدد القبب، الأنجع لزراعة هذا النوع من الفاكهة، إذ تعطي مردودية كبيرة مقارنة بالبيوت البلاستيكية.
بداية الغرس كانت شهر أكتوبر الفارط و تمت العملية في ظرف عشرة أيام، فيما كلف البيت متعدد القبب الفلاح زهير، قرضا من وكالة «أونساج» بقيمة مليار سنتيم لإنجازه، بالإضافة إلى المشتلة، حيث قام بغرس 1100 شجيرة و هو الحال بالنسبة لمحمد بوحالة، كما أن تكلفة البيت من ناحية الغرس، لا تتجاوز 30 مليون سنتيم، فيما يتم تأمين البيتين دون الحاجة لتجهيزات معينة، حيث أكد «محمد» على أنه من السهل إرجاع القرض في أقرب وقت، فالخبرة و الجدية ستجعله يسدد ما عليه في أقرب الآجال.
مديرة المصالح الفلاحية
تجربة الشابين ساهمت في تطوير الشعبة
ذكرت مديرة المصالح الفلاحية، فضيلة أكلي، أن زراعة الموز الكبير بدأت تعرف تطورا محليا بفضل مجهودات الشابين، خصوصا في ما يتعلق بزراعة الموز تحت البيوت البلاستيكية متعددة القبب، أين قام زهير بزراعة حوالي 800 شجيرة من الموز، أما محمد، فقد قام بزراعة عدد مماثل.
مشيرة إلى زيارتهما ميدانيا برفقة والي جيجل و كذا القيام بخرجات لمرافقتهما و تبين أن التجربة ناجحة و قد قاما بمرحلة التسويق عبر تعليب المنتوج الذي يحمل علامة تجارية محلية.
كما كشفت المسؤولة، عن وجود رغبات لشباب في ولوج زراعة الموز تحت البيوت البلاستيكية متعددة القبب، يقدر عددهم بحوالي 16 شابا، قاموا بإيداع ملفاتهم من أجل تمويلها عبر «لونساج» أو «لونجام».
رئيس الغرفة الفلاحية
إنشاء الجمعية سيسمح بالنهوض بهذا النوع من الزراعات
قال رئيس الغرفة الفلاحية، باقة توفيق، بأن مشروع زراعة الموز تحت البيوت البلاستيكية متعددة القبب، يعتبر بمثابة نموذج للمشاريع الناجحة في مجال زراعة الموز، فقد استطاع زهير و محمد تقديم نفس جديد لشعبة الموز بجيجل، بعدما كانت تقام تحت البيوت البلاستيكية العادية و بكميات صغيرة و قد تمت مرافقتهما من قبل مصالح الغرفة، كما تم القيام بلقاء مع السلطات الولائية و وضع اللبنة الأولى لإنشاء جمعية لمزارعي الموز و هي حاليا في طور الاعتماد، وهو ما سيسمح بتنظيم الشعبة أكثر و النهوض بالإنتاج المحلي، مذكرا بأنه ستتم مرافقة الشابين في تسويق المنتوج.
كـ.ط