ضبط أقراص مهلوسة وأسلحة بيضاء في مداهمات بمدينة قسنطينة
أجرت مديرية الأمن الوطني لولاية قسنطينة مساء أول أمس، عملية تحسيس ومراقبة للمفرطين في السرعة على الطرقات، متبوعة بمداهمات في إطار تأمين المدينة والفضاءات العامة خلال شهر رمضان، حيث أخضعت مجموعة من الأشخاص والمركبات للمراقبة والتفتيش وتمكنت من ضبط مجموعة من الأقراص المهلوسة وأسلحة بيضاء.
* روبورتاج : سامي حباطي
وانطلقت جولتنا مع عناصر المديرية الولائية للأمن الوطني حوالي الساعة السادسة مساء من مدخل مدينة قسنطينة على مستوى الحاجز الثابت، حيث رافقنا الإطار بخلية الاتصال والعلاقات العامة بالمديرية، الملازم الأول للشرطة فارس زلّاقي، في إطار عملية لمراقبة المفرطين في استعمال السرعة قبيل ساعة الإفطار فضلا عن تحسيس السائقين بضرورة الحذر، في حين أكد لنا ممثل خلية الاتصال أن العملية ليست استثنائية، وإنّما انطلقت مع بداية شهر رمضان. وتقدمنا بعد ذلك إلى غاية المكان المحاذي لمعهد التغذية والتغذي لنعود إلى الجهة السفلى من الطريق قدوما من بلدية عين سمارة، فحركة المرور على الجهة المذكورة تُفضي لزوما إلى الحاجز الأمني الثابت.
والتقينا في المكان برجل أمن يضعُ جهاز «رادار» لرصد سُرعةِ المركبات خلف لافتة كبيرة، حيث شرح لنا أن السرعة القانونية في المكان محددة بخمسين كيلومترا في الساعة، لكنه أوضح أن عناصر الأمن يتعاملون بهامش تسامح يصل إلى 75 كيلومترا في الساعة، أخذا لعدة عوامل بعين الاعتبار، من بينها فقدان السيطرة النسبي في مستوى السرعة. وقد كان محدثنا يحمل كمبيوترا محمولا بينما يسجل الرادار سرعة المركبات ويلتقط صورا للوحات ترقيمها، قبل أن يرصد مركبة من نوع «تيغوان» يسير صاحبها بسرعة 105 كيلومتر، لتليها بعد ذلك شاحنة أخرى يسير صاحبها بسرعة 78 كيلومترا في الساعة.
وقام المكلف بالرادار بتبليغ أفراد الأمن الموجودين على مستوى الحاجز الأمني بخصوص المركبتين المتجاوزتين للسرعة القانونية حتى يتم توقيفهما، وأكد لنا أن ملف صاحب المركبة التي تسير بسرعة 105 كيلومتر سيحال على العدالة، لأن الأمر يتعلق بجنحة، كما أن المركبة كانت تسير بضِعف السرعة القانونية. ولاحظنا أن بعض السائقين قد أبطأوا من سرعة مسيرهم إلى مستوى مبالغٍ فيه بعد ملاحظتهم لوضع رادار، بسبب تواجدنا في مجموعة مع ممثل خلية الاتصال بالبدلة الرسمية، لكن بعد حوالي عشر دقائق من توجهنا مجددا إلى الحاجز الثابت، عادت السيارات المسرعة إلى الظهور، حيث رصد الرادار مجموعة منها وتم إخطار أعوان الحاجز ليستوقفوا أصحابها.
و وزّع عناصر الأمن خلال العملية مطويات وتجاذبوا مع السائقين أطراف الحديث حول مخاطر السرعة، رغم أن الكثيرين منهم بدوا متلهفين للمغادرة ومواصلة طريقهم مع اقتراب الساعة من السابعة مساء، في حين استوقف عناصر الأمن مركبة «بيكانتو»؛ رصد الرادار صاحبها وهو يقود بسرعة 90 كيلومترا في الساعة، حيث لم يجد ما يبرر به موقفه، لكن ممثل خلية الاتصال بالمديرية اكتفى بتقديم بعض النصائح له في إطار عملية التحسيس. وشملت المراقبة الأمنية في الحاجز المذكور استيقاف أصحاب دراجات نارية لا يضعون خوذات الوقاية، حيث قدمت لهم نصائح أيضا، فضلا عن بعض المركبات والدراجات التي أخضعت للتفتيش.
تأمين لمحيط المساجد
واصلنا جولتنا بعد ذلك مع مصالح الأمن الوطني، حيث تناولنا طعام الإفطار في نادي الإطارات التابع لأمن الولاية، إلى جانب العناصر المداومين خلال الفترة المسائية، لنتجه بعد حوالي الساعة من أجل الاطلاع على عملية تأمين الفضاءات العامة ومحيط المساجد مع بداية دخول المصلين من أجل أداء صلاة العشاء والتراويح. وقد كان أعوان الأمن يقومون بتأمين محيط جامع الاستقلال من خلال تنظيم حركة المرور عند التقاطع المقابل له، خصوصا عندما يتزامن الأمر مع العدد الكبير من المصلين الذين يأتون إلى المسجد من أجل أداء صلاة التراويح.
أما بجامع الأمير عبد القادر فقد لاحظنا تواجد عناصر الأمن عند المدخل المقابل لمحطة التلفزيون، في حين أوضح لنا ممثل خلية الاتصال بمديرية الأمن أن عملية التأمين تشمل تواجدا أمنيا عند المدخل السفلي أيضا، فهي تأخذ بعين الاعتبار العدد الكبير من المصلين الذين يترددون على الجامع المذكور، حتى من خارج الولاية، كما نبه أنها تشتمل على تنظيم حركة المرور أيضا؛ من أجل ضمان عدم وقوع ازدحام بالمكان.
ويتمثل الجانب الأخير من الجولة، في عملية مداهمة نظمتها المديرية بوسط المدينة وبعض الأحياء، حيث انطلقت من مقر الأمن الولائي بشارع «الكدية» أين تجمع العشرات من الأعوان المشاركين في العملية ضمن فرق مشتركة من أمن الحواضر ومصلحة الشرطة القضائية؛ ليقدم لهم رئيس الأمن الولائي، مراقب الشرطة رشيد بوطيرة، مجموعة من التوصيات خلال العملية؛ ذكر منها ضرورة احترام حقوق الإنسان واحترام الإجراءات القانونية، فضلا عن ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من الإصابة بفيروس كورونا، في حين أكد رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، العميد الأول للشرطة يزيد بوبكري، أن القطاعات المعنية هي الأول والثاني والعاشر والخامس عشر، مشددا على ضرورة الالتزام بالاحترافية في العمل.
وقد انطلقت المداهمة من حديقة ابن ناصر، التي كان محيطها مكتظا بسبب وجود معرض لبيع الملابس وبعض السلع على طول رصيف شارع باب الوادي، في حين قام عناصر الأمن بتفتيش شابين كانا جالسين على أحد مقاعد الحديقة دون أن يجدوا شيئا، فضلا عن تفتيشهم لمحيط جلوسهما، كما شملت عملية المراقبة عددا من الأشخاص، قبل أن يُلاحظ رجال الشرطة مراهقين انطلقا راكضين هربا من عناصر الأمن، ليلاحقوهما ويوقفوهما عند مخرج الحديقة. ولم يجد أعوان الأمن أي شيء مريب بحوزة الشابين بعد التفتيش، في حين تبين أنهما مراهقان؛ فحُوّلا إلى مقر الأمن الحضري من أجل اتخاذ الإجراءات القانونية واستدعاء أوليائهما.
واستمرت عملية تفتيش المركبات والأشخاص المشبوهين بمحيط الحديقة، قبل أن ننتقل إلى المدينة القديمة انطلاقا من حي القصبة، حيث انتبه عناصر الأمن إلى قاعة ألعاب مفتوحة في شارع «القدس» بالقصبة، ليدخلوا إليها ويجدوا مجموعة من الأطفال بها، في حين لا يملك صاحبها سجلا تجاريا قانونيا لممارسة نشاطه. وقد حول الشاب؛ الذي ظل يردد أنه شرع في النشاط منذ أيام فقط، إلى مقر الأمن الحضري من أجل استكمال الإجراءات معه، بينما واصلنا مسيرنا إلى غاية شارع 19 جوان؛ ثم عبرنا إلى عمق المدينة القديمة مخترقين رحبة الصوف، قبل العودة إلى شارع ديدوش مراد، لكن الأزقة بدت شبه خاوية من الحركة، خصوصا من الشباب.
وفر أحد الشبان من عناصر الأمن بمجرد أن رآهم بالقرب من مدخل شارع ديدوش مراد، فلاحقه أعوان الشرطة لكنه اتجه إلى داخل أزقة السويقة، فيما واصلنا مع موكب الشرطة إلى غاية ملتقى الطرق المقابل للمقبرتين المركزية والمسيحية، حيث يطلق عليه سكان المدينة تسمية «بين الجبابن»، لينصب حاجز في الموقع وتمت عملية مراقبة للعديد من المركبات والأشخاص. وقد أكد لنا المشاركون في العملية أنهم ضبطوا كمية من الأقراص المؤثرة عقليا من نوع «ترامادول» على مستوى حي القصبة فضلا عن بعض الشبان الذين يحملون أسلحة بيضاء.
وأكد ممثل عن المصلحة الولائية للشرطة القضائية، الملازم الأول للشرطة وليد بن حمودة، في تصريح للصحافة مع نهاية العملية التي استمرت إلى حوالي منتصف الليل، أن مديرية الأمن وضعت خلال شهر رمضان خطة أمنية لدراسة النقاط الحساسة وبؤر الإجرام المستنبطة من التقارير الإحصائية لخلية التحليل الجنائي العملياتي بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية؛ حيث تعتمد على مقاربة ميدانية من خلال تنسيق جهود المصالح الشرطية على مستوى إقليم الاختصاص، في حين أوضح أن الهدف من عملية المداهمة التي شاركنا فيها، وقائي بالدرجة الأولى، فضلا عن أنه يستهدف التحسيس في ظل الجائحة.
س.ح