عودة قوية للصالون الدولي للكتاب بالجزائر و إقبال كبير للجمهور
* ترحيب واسع بقرار إعفاء دور النشر من تكاليف كراء الأجنحة
سجل صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 25 الذي فتح أبوابه للجمهور يوم الجمعة الفارط، بقصر المعارض ‹› صافيكس ‹› بالجزائر العاصمة، عودة قوية بعد سنتين من الغياب، بمشاركة قياسية لدور النشر بلغت 1250 دار نشر ، و عرض ما لا يقل عن 300 ألف عنوان، ما أتاح الفرصة للجمهور الجزائري للعودة إلى حضن هذه التظاهرة الثقافية البارزة، ترجمها إقباله الكبير الذي فاق كل التوقعات، على مختلف أجنحة المعرض منذ افتتاحه.
* روبورتاج: عبد الحكيم أسابع
الإقبال القياسي للجمهور على الصالون الذي ينظم في الفترة الممتدة من 24 مارس إلى الفاتح أفريل المقبل، تحت شعار «الكتاب جسر الذاكرة»، أثار ارتياح أصحاب دور النشر، الذين ثمنوا مبادرة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بإعفاء كل دور النشر المشاركة، سواء الجزائرية أو الأجنبية في طبعة هذه السنة، التي تعقد في ظرف استثنائي، من تكاليف كراء الأجنحة، فضلا عن قرار إعفاء المشاركين من الرسوم الجمركية لتكون أسعار الكتب في متناول القراء.كما ثمن المشاركون في هذه الحدث الثقافي الكبير، قرار محافظة الصالون الدولي للكتاب، المتمثل في تمديد ساعات فتح الصالون من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة التاسعة ليلا، لمنح الفرصة لقطاع واسع من القراء، لزيارة المعرض و حضور مختلف الفعاليات المنظمة على الهامش، فضلا عن تمكين المهنيين القادمين من مختلف أنحاء الوطن، من الاحتكاك بالناشرين، سيما الراغبين في إبرام اتفاقيات شراكة تتعلق بكل ما يرتبط بعالم النشر.
تنوع و ثراء في المضامين و تخفيضات تصل إلى 60 بالمئة
تتيح الطبعة 25 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، اكتشاف أهم الكتب التي نشرتها دور نشر فتية أخذت في شق طريقها في مجال النشر، جنبا إلى جنب مع دور النشر العريقة، فضلا عن اكتشاف الإصدارات التي تزينت بها رفوف الجناح الإيطالي، ضيف شرف هذه التظاهرة.
زائرو دور النشر الجزائرية، سيجدون إصدارات جديدة في مختلف مجالات العلوم و التكنولوجيا و الأدب و النقد و الفلسفة وعلم نفس و علم الاجتماع و التاريخ و الفكر و الفن.
تشارك الوكالة الوطنية للاتصال و النشر و الإشهار «أناب» بأكثر من 800 عنوان، بينها 27 عنوانا في التاريخ، احتفاء بالذكرى 60 للاستقلال.
يعرض ذات جناح الإصدار التاريخي الجديد للأستاذ مصطفى خياطي بعنوان «إبادة إستعمارية ، محرقات وسد المغارات» و كتاب «الأمير عبد القادر ، خصوم و معجبون» لعمار بلخوجة، و كذا كتاب «الاستقلال المالي ، الجزائر 1962» لمحمود عوفي، فضلا عن سلسلة تاريخ أعلام الجزائر التي تتناول هذه المرة الفترة العثمانية بشخصيات جزائرية، هي حمدان خوجة و أحمد باي ورايس حميدو، إلى جانب تسليط الضوء على حقبات تاريخية قديمة، على غرار الحقبة الرومانية و النوميدية، و التعريف بأبوليوس، بهدف تبسيط التاريخ في قالب قصصي يشد الطفل.
من أجل تمكين القارئ في أي مكان عبر التراب الوطني، من الوصول إلى الكتاب، قالت مديرة نشر «أناب»، السيدة لامية حماش، للنصر أنه تم استحداث منصة رقمية لاقتناء الكتب عن بعد، مع ضمان التوصيل إلى القارئ ، و ذلك من خلال الاتفاق الذي أبرمته هذه المؤسسة العمومية مع بريد الجزائر.كما تشارك، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، «إيناك»، بعدة مؤلفات، من بينها كتاب حول فنان الغناء الشعبي العاصمي الراحل أعمر الزاهي، للباحث الموسيقي عبد القادر بن دعماش بعنوان «الشيخ أعمر الزاهي، رائد الجيل الجديد لأغنية الشعبي» يبرز من خلاله الكاتب محطات من حياة الزاهي و إبداعاته في فن الشعبي.وتشارك من جهتها دار «داليمان» بعدد من الإصدارات الروائية الجديدة باللغة الفرنسية، أبرزها «جوع أبيض» لأمين الزاوي و»فاطمة، بنت النهر» للكاتب بن يوسف عباس كبير، وكذا «دروب النسيان» لأمينة بقاط. كما تشارك دار الحبر بـ 12 عنوانا جديدا، بينها روايات بالعربية، على غرار «رعاة أركاديا» لمحمد فتيلينة، و»حصاد الرمال» لمحمد ساري و»العاشقان الخجولان» لإسماعيل يبرير.و سيكون القراء على موعد أيضا مع عدد من الإصدارات الجديدة لدار «الوطن اليوم»، أبرزها سلسلة «أعلام الجزائر» التي ترصد سير الشخصيات الثقافية الجزائرية منذ القدم، ضمن مشروع الدار الرامي لتخليد ذاكرة ألف شخصية ثقافية جزائرية، في مختلف مجالات العلوم.
و تتميز مشاركة دار «ميم» بعدد من الروايات الجديدة لكتاب من الجزائر و البلدان العربية، بينها «عين حمورابي» لعبد اللطيف ولد عبد الله و»غزة 87» ليسري الغول، و كذا «الغول البهي» لعمار الثويني، بالإضافة إلى «خريف تيلة» للطاهر مرابعي.
و تشارك كذلك دار «خيال» بعدد من الإصدارات النقدية، أبرزها «المنجز السردي العربي القديم في ضوء المناهج النقدية الحديثة» لواسيني الأعرج و»أحلام مستغانمي في ميزان النقد» لنورة حادي، وكذا «الأبعاد الدلالية في قصيدة حيزية للشاعر محمد بن قيطون» لنعيمة العقرب.
وتقترح من جهتها منشورات البرزخ، مؤلفا جديدا بعنوان «الجزائر 1962، حكاية شعبية» لمليكة رحال، يتناول المرحلة الممتدة من جانفي إلى ديسمبر 1962، وهي سنة مفصلية، تمثل «نهاية مسار الاستعمار الفرنسي الطويل»، كما تعرض مؤلف «أحمد بومنجل (1908-1982)» للمؤرخ صادق سلام الذي اعتمد على الأرشيف العائلي للفقيد، ليعيد بناء مسار المحامي الجزائري أحمد بومنجل، شقيق الشهيد علي بومنجل. و توقع الكاتبة نهاد العلياء روايتها الأولى الموسومة «منتصف الليل بالجزائر العاصمة» عن دار البرزخ، و تعود الروائية والشاعرة والمترجمة الأدبية سعاد لعبيز بكتابها «الانزلاق عارياً على منحدر الزمن « عن نفس الدار، كما تعرض الدار أحدث إصدارات روائيين آخرين.
أما دار القصبة فتقترح على جمهور سيلا 2022 ، قائمة ثرية و متنوعة من المؤلفات، ضمنها «عتبة اللحظة» ليلى حاموتان و آخر رواية للكاتب ياسمينة خضرة بعنوان «من أجل حب هيلينا» و «المغفلين» للكاتب أحمد بن زليخة، و «كيلا» لآير ميمون، و «أنت أكثر حرية من سجانيك» لجميلة رحال، و»الرجل الذي يكتب على راحته» لجيلالي خلاص، و حكاية «بابا مرجان» التي كتبها وصممها سليان عثمان.
كما ذكرت مديرة النشر لدار القصبة نسيمة أمزيان، بأن ثمة إصدارات مختلفة في علم النفس والتاريخ الذي يعد الخط الافتتاحي للدار، إلى جانب تنظيم عمليات يومية للبيع بالإهداء، على غرار العديد من دور النشر. بدورها أصدرت منشورات «كوكو» للأكاديمية فريدة آيت فروخ، مؤلف «كاتب ياسين و دبزة في قلب الربيع البربري»، إلى جانب إصدار المجموعة القصصية القصيرة «كلب أمك» لبيار عمروش،و مؤلف جماعي حول الجامعة الجزائرية، نسقته لويزة إدريس آيت حمادوش، و فاطمة أوصديق، و خولة طالب الإبراهيمي.
ويحضر المؤرخ دحو جربال في الطبعة 25 من الصالون بالجزء الثاني من مذكرات الأخضر بن طوبال عن منشورات الشهاب، التي تقدم لقرائها عدة مؤلفات، بينها «1871 ، انتفاضة مسلحة على شرف الأرض» لإيدير حاشي، و»الولاية الثانية التاريخية ظل قسنطينة» لعبد العزيز خلف الله، وكذا كتاب «حزن غريب» لمحمد مقاني.
و على غرار دور النشر الرائدة في عالم الكتاب، يشارك الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، المعروف بحضوره الدائم في الصالون الدولي للكتاب بـ 55 عنوانا جديدا، و حوالي 1300 عنوانا آخر، أعيد طبع بعضها و البعض الآخر عبارة عن طبعات جديدة، في مختلف التخصصات، سيما في الطب و التكنولوجيا.
و أشار مدير النشر بالديوان صلاح طلاش، إلى برمجة عدة جلسات للبيع بالإهداء لبعض المؤلفين، على غرار الوزيرين السابقين شمس الدين شيتور و نور الدين بوطرفة، و مصطفى خياطي.
و شاركت من جهتها دار «ألفا للوثائق» بقسنطينة، المتخصصة في الكتاب الجامعي في هذا الصالون، بحوالي 700 عنوان، بينها 400 عنوان صادر خلال سنتي 2021 و 2022. بهذا الصدد قال مدير هذه الدار الصادق بوربيع، للنصر بأن ‘’ ألفا للوثائق ‘’ التي تعودت على المشاركة في كل الطبعات السابقة للتظاهرة، أن إصدارها الجديد حول ‘’ تجربة البنوك الإسلامية في الجزائر» ، لقي رواجا كبيرا، حيث نفدت كل النسخ في أول يوم من الصالون، على غرار كتابي ‘’ريادة الأعمال» للدكتور محمد فلاق و’’موسوعة التفسير في الجزائر» الصادرة في ثلاثة أجزاء.
كما أشار المتحدث إلى إدراج تخفيضات في أسعار البيع، تتراوح بين 50 و60 بالمئة.
و ثمن بالمناسبة، كل مسؤولي دور النشر الجزائرية و الأجنبية و كذا المنظمات المشاركة في صالون الكتاب، قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بإعفاء كل دور النشر المشاركة في المعرض، من تكاليف إيجار الأجنحة، معبرين عن ارتياحهم لمراعاة الظروف الصعبة التي يمرون بها منذ عامين، جراء جائحة كورونا.
كما رحبوا بقرار السلطات العمومية بإعفاء كل دور النشر المشاركة في الصالون من الرسوم الجمركية، لكي تكون أسعار الكتب في متناول القراء.
وزارة الدفاع الوطني تشارك لأول مرة في الصالون
يشهد الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته 25 المشاركة الأولى من نوعها، لوزارة الدفاع الوطني، من خلال الهياكل التابعة لها، والمتمثلة في المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية الذي يشارك بمجلة ‹›إستراتيجيا››، وهي مجلة متخصصة في مجالات الدفاع والاستشراف، و مجلة ‹›الجيش›› بإصداراتها باللغة العربية و الفرنسية، و المركز الوطني للدراسات والبحث في التاريخ العسكري الجزائري الذي يعرض مجلة ‹›الدراسات التاريخية العسكرية››. وتهتم هذه المجلة - حسب النقيب مهدي أمين ممثل مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي - بالتاريخ العسكري الجزائري.
كما يعرض المتحف المركزي للجيش، مختلف إصداراته نذكر منها «أطلس التاريخ العسكري الجزائري» و «الكتاب الجاد الجزائر»، كما تعرض المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال مجلة «مصداقية» وهي مجلة علمية دولية محكمة سداسية، تنشر مقالات علمية في مجال الإعلام والاتصال وكذا العلوم الاجتماعية والإنسانية.
و يشارك المعهد الوطني للخرائط و الكشف عن بعد بدوره في هذه الطبعة، من خلال إصداراته المتمثلة في الخرائط الطبوغرافية و السياحية، وكذا ‹›أطلس جزائرنا›› و››الأطلس الطبوغرافي›› وغيرها من الإصدارات، بهدف تعريف المواطنين بمختلف إصدارات الجيش الوطني الشعبي.
و أكد النقيب مهدي أمين، للنصر بأن جناح المؤسسة العسكرية، حظي بإقبال كبير من الزوار، للاطلاع والتعرف أكثر، على ما تحوزه وزارة الدفاع الوطني من إصدارات.
إصدارات تاريخية و أدبية وأكاديمية بالجناح الإيطالي
يتميز الجناح الإيطالي بمشاركة 14 دار نشر، تعرض حوالي 500 عنوان في مختلف التخصصات، باللغة الإيطالية و في التاريخ و الأدب. أكد مسؤول الجناح، حكيم شنيتي، ممثل «الوكالة الإيطالية للتعاون الخارجي» ، التابعة لوزارة الخارجية الإيطالية،في حديثه للنصر، أن الإقبال على هذا الجناح معتبر، منذ الساعات الأولى من افتتاح الصالون ، خصوصا من قبل طلبة اللغة الإيطالية و أساتذتها من مختلف ولايات الوطن.
وأشار شنيتي إلى أن دور النشر الإيطالية، تهدف من خلال مشاركتها في الصالون، إلى البحث عن تعاون و شراكة أوسع بين دور النشر الجزائرية والإيطالية، في مجال الكتب و النشر، والتركيز على الترجمة، إلى جانب التعرف على سوق الكتاب و النشر في الجزائر. و تضم رفوف أجنحة دور النشر الإيطالية،عدة مؤلفات تاريخية لمؤلفين إيطاليين حول تاريخ الجزائر و الروابط التي تجمع بين إيطاليا والجزائر، بينها ، «أنريكو ماتي و الجزائر»، «صداقة لا تنسى 1962- 2022» الصادر في 2022 من قبل سفارة إيطاليا بالجزائر.
كما يعرض بذات الجناح كتاب «إيطاليا وحرب الجزائر 1954 - 1962» لبرونا باغناتو (منشورات دحلب/ 2016) ، بالإضافة إلى كتاب «تاريخ الجزائر المستقلة» لكل من جيامباولو كالتشي نوفاتي وكاترينا روجيرو (بومبياني/ 2018)، إلى جانب إصدارات أخرى.
ويعرف الجناح الإيطالي، طيلة فترة تنظيم الصالون إقامة عدة فعاليات بينها لقاء حول «الرواية التاريخية» و ندوة حول «ترجمة الروايات الجزائرية في إيطاليا وترجمة الروايات الإيطالية في الجزائر»، بمشاركة كتاب جزائريين ترجمت أعمالهم إلى اللغة الإيطالية، وممثلين عن دور نشر، إلى جانب تنظيم مائدة مستديرة حول الثورة الجزائرية و تضامن الشعب الإيطالي مع الشعب الجزائري و ثورته التحريرية، خلال الحقبة الاستعمارية .
قالــــــوا عن الصالــــون
* أحمد عبد القادر مدير دار الأدب العربي المصرية
أدرجنا تخفيضات تتناسب و قرار إعفاء المشاركين من تكاليف الأجنحة
"نشارك هذه السنة بنوعية مميزة من الإصدارات، مختلفة عن تلك التي شاركنا بها في الطبعات السابقة، و تتمثل في كتب مميزة في اللغة العربية، من بينها كتب المنفلوطي والعقاد و كتب في أحكام القرآن الكريم والتجويد وكتب في الصحة النفسية وروايات أدبية إسلامية وكتب حول اللغة العربية، وكتب في التاريخ الإسلامي المميز وروايات من الأدب العالمي المميز، فضلا عن كتب الدكتور مصطفى محمود.
والتشكيلة التي نشارك بها، مناسبة في مجملها لمختلف القراء، وقد أدرجنا عدة تخفيضات، تتراوح بين 20 و25 بالمئة، بما يتناسب والموقف الكريم للسيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية، الذي أعفى المشاركين في هذه التظاهرة ، من تكاليف كراء الأجنحة، إلى جانب قرار الإعفاء من الرسوم الجمركية التي نرحب بها. إقبال الجمهور كان منذ اليوم الأول كبيرا ، و لا يزال صالون الجزائر، من أفضل معارض الكتاب في العالم العربي، على غرار معرض القاهرة، من حيث الحجم
و إقبال الجمهور و نسبة المشتريات في مختلف المجالات.في اعتقادي أن دور النشر المصرية المشاركة في معارض الكتب التي تنظم في العالم العربي، تمثل الفاعل الأكبر، سيما وأن تعدادها يبلغ أكثر من 1000 دار نشر، وعادة ما يكون حضورها قويا، ولا يقل عن 50 بالمئة.كما أنها عادة ما تمثل مشاركتها بالكتاب الأكاديمي، العلمي والتكنولوجي، بما لا يقل عن 50 بالمئة".
* الدكتور محمد الأمين بلغيث أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر سابقا
أروع ما في هذا المعرض وجود إيطاليا كضيف شرف
"هذا المعرض في طبعته ـ 25 (اليوبيل الفضي) يعتبر عودة للحياة وعودة للثقافة وعودة للحياة الإنسانية، بعد الابتلاء الذي أصابنا به المولى سبحانه وتعالى و هو وباء كوفيد 19.
الجميل في هذا المعرض، هو وجود الجديد في كل التخصصات، في علم الاجتماع و الفلسفة و التاريخ، وحتى التكنولوجيات الدقيقة والمتقدمة، إلى جانب هذا الزخم من النشاطات والفعاليات المختلفة. أروع ما في هذا المعرض وجود إيطاليا كضيف شرف، سيما وأنها كانت سندا لنا أيام ثورة التحرير بين 1954 و 1962، و نحن نتذكر بشكل جيد أندري ماتي، الذي يعتبر واحد من الشخصيات التي حمت الجزائريين، لذلك فأنا أهيب جريدتكم بتوجيه الجزائريين، قصد الانتفاع من الأرشيف الإيطالي المتعلق بالثورة الجزائرية، وأنا بصدد إعداد كتاب وهو على وشك الصدور، يتعلق بنشر وثائق متميزة جدا ذات صلة بالثورة الجزائرية".
* لامية حماش مديرة النشر بالمؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار
إقبال الجمهور فاق توقعاتنا و تواصلنا إلكترونيا خلال الجائحة
"كنا نتوقع هذا الإقبال وشغف الجمهور بالكتاب، غير أن هذا الإقبال للعائلات والشباب على صالون الكتاب، فاق توقعاتنا.
إن عودة التظاهرة بعد سنتين من الانقطاع، يمثل لنا أكثر من حدث، ونحن ملتزمون دائما بأن نكون كحلقة وصل بين الكاتب والقارئ، وأن نتميز بالمهنية في انتقاء النصوص الجادة و التصميم الجذاب والمدروس، لإعطاء بصمة لمختلف إصداراتنا، والإجابة على مختلف الأسئلة المطروحة على مستوى الساحة الوطنية والدولية حول ما ننشره من أعمال التي عادة ما تكون خلاصة بحوث، لأساتذة باحثين في العلوم السياسية وفي التاريخ و الأنتربولوجيا.
لقد استثمرنا الفترة التي توقفنا خلالها عن إصدار الكتب في البحث عن كيفية الوصول إلى القارئ، فاستحدثنا منصة رقمية لاقتناء الكتب عن بعد، بمساعدة بريد الجزائر، لنوصل كتبنا للقارئ في أي منطقة عبر الوطن، وحتى في أقصى المناطق النائية، حتى نربط الصلة الدائمة للقارئ مع الكتاب، الحمد لله هذه المبادرة حققت صدى جيدا".
* الدكتور بداه مهدي ممثل اتحاد الناشرين الموريتانيين
صالون الجزائر من أهم معارض الكتب في العالمين العربي والإسلامي
"أشكر الدولة الجزائرية على المساعدة الجليلة التي قدمتها لاتحاد الناشرين الموريتانيين، وهي مساعدة متميزة في نوعها، ساعدتنا في تقديم الكتاب بسعر يناسب الزبائن من القراء.
نحن نشارك في هذه التظاهرة بأمهات الكتب في الفقه المالكي التي قام بتحقيقها العلماء الشناقطة الأجلاء، و الذين لديهم دورا رياديا في هذا المذهب، ونحن سعداء بالإقبال الكبير الذي حظيت به كتبنا في الأوساط العلمية. لقد سررنا كثيرا في موريتانيا بعودة هذا الصالون المتميز الفريد من نوعه، في الفضاء المغاربي وفي الوطن العربي ككل، حيث لاحظنا أن صالون الجزائر من أهم معارض الكتب التي توجد في العالم العربي و الإسلامي وعودته عودة للكتاب و عودة للجمهور الذي يتوق للمعرفة".
* زين العابدين بوعشة كاتب إعلامي
الأزمة تلد الهمة..
"أشارك للمرة الثالثة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، و هذه المرة بإصدار جديد باللغة العربية عن دار الأمة للنشر و التوزيع ، في 224 صفحة، ويتناول الظروف الصحية الاستثنائية، التي عاشتها الجزائر منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في 25 فيفري 2020 ، إلى غاية انطلاق عمليات التلقيح، وهذا في سياق عالمي مثلت فيه كورونا تهديدا للاستقرار الاجتماعي و السياسي والاقتصادي الدولي.
عنوان كتابي الجديد "كورونا في الجزائر إستراتيجية الدولة في إدارة أزمة" وهو عبارة عن دراسة تركز في ما تركز على التدخل المبكر للدولة بإجراءات وقائية في مختلف المرافق الحساسة ، إلى جانب الوقوف على ما أنجزه الجانب الطبي و ما تم من عمل وقائي و تحسيسي.
وقد اقتربت منذ البداية من اللجنة العلمية، لرصد ومتابعة كورونا والتي أمدتني بكل الوثائق والإحصائيات، كما يتعرض الكتاب الذي ينقسم إلى 12 فصلا، لكل القطاعات التي تعاملت مع الجائحة، على غرار التعليم عن بعد و العمل عن بعد، وصولا إلى الحديث عن إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي، وخلاصة القول إن الأزمة دائما تخلق الهمة".
* خيرة عرب ديو المكلفة بالإعلام
في الدار العالمية للكتاب ارتفاع سعر الكتاب المستورد له ما يبرره
"إن الدار العالمية للكتاب متخصصة في استيراد الكتب المدرسية و الجامعية، سيما الحوليات في مختلف فروع العلم و المعرفة، و نحن نتعامل على مدار السنة مع الجامعات و المعاهد العليا و المدارس الخاصة، و لنا باع طويل أيضا في استيراد الألعاب التربوية و الروايات التي تطلبها بكثرة المكتبات الخاصة. لم نكن نتوقع هذا الإقبال الكبير على مختلف الأجنحة، بعد أن كنا نخشى أن تتسبب آثار الجائحة على القدرة الشرائية و اقتراب رمضان، في نقص الإقبال، إلا أن الإقبال مبهر. الكتب الأكثر مبيعا في جناحنا ، هي كتب الأطفال والكتب العلمية، ككتب المحاسبة و الطب، فضلا عن إقبال الأولياء على الألعاب التعليمية.
نعم.. أشاطر الرأي السائد بأن الكتاب المستورد مرتفع الثمن و يفوق القدرة الشرائية للعامة، وهذا بسبب طبعاته الأنيقة و مصداقية وقيمة المادة العلمية التي يحتويها، ورغم ذلك، لدينا زبائن دائمين، كما يوجد من بين أشهر المؤلفين الذين نستورد أعمالهم من الخارج في مختلف التخصصات العلمية، جزائريون".
* سفيان حفار مدير شركة إنتاج إعلامي
نحن بحاجة إلى رفع الشغف بالقراءة إلى سقف أعلى
"هذا الصالون كان ولا يزال مناسبة لالتقاء المثقفين و القراء الشباب، واقترح أن يجري تنظيمه من الآن فصاعدا، مرتان أو ثلاث في السنة، لربط جسر قوي للتواصل بين الكتاب والقارئ.
أنا من المهتمين بأدب الطفل عموما، وأحاول دائما الالتقاء بالمؤلفين والأدباء المتخصصين في هذا المجال، و أملي أن يعود الكتاب للانتشار، رغم أنف التكنولوجيا، لأنه مصدر الإلهام و مصدر المعرفة و الثقافة، كما كان في عصره الذهبي، عندما كان سعره في متناول الجميع و سقف شغف القراءة أعلى» .
* علاء الدين عاشور مقدم برنامج بإذاعة جيل ديزاد الإلكترونية
مطالبون بتعزيز التواصل بين جيلين من الكُتاب
"وقفنا في هذا الصالون على صوّر مشرقة عن هذا الجيل الجديد من الشباب وهذه الموجة الجديدة من محبي القراءة، الذين قدموا من مختلف جهات الوطن، لربط الصلة من جديد بالكتاب، بعد سنتين من الغياب، اشتاق فيها كل من القارئ والناشر، لهذا الوهج الذي يبعث على الارتياح، سيما من خلال بروز جيل جديد من الكتاب الجزائريين الذين يملأون جنبات الصالون. مثل هذه الفضاءات الثقافية تعزز التواصل والاتصال الثقافي الذي نحتاجه في الجزائر اليوم، المعروفة بعمقها الثقافي و الأدبي الكبير، ونحن مطالبون بتعزيز هذا التواصل بين جيلي الكتاب القدامى و جيل الشباب منهم.
سررنا كثيرا عندما وقفنا على وفرة وزخم كبيرين، من حيث نوعية الكتب التي شاركت بها مختلف دور النشر الجزائرية أو الأجنبية الحاضرة بقوة، وكذا بهذه اللقاءات لجيلين من الكتاب الجزائريين في الندوات اليومية الكثيرة التي تنظم طيلة أيام الصالون وينشطها ضيوف الشرف من إيطاليا أو من الكتاب الجزائريين والأدباء الكبار".
* الصادق بوربيع مدير دار ألفا للوثائق بقسنطينة
طلبنا من كل الناشرين إدراج تخفيضات ردا لجميل الإعفاء من حقوق الكراء
"بعد القرار الصادر عن رئيس الجمهورية بإعفاء العارضين من حقوق كراء الأجنحة في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، طلبنا بصفتنا كأعضاء في اتحاد الناشرين العرب، من كل الناشرين، إدراج تخفيضات على أسعار الكتب الموجهة للمشاركة في هذه التظاهرة وخلال هذه الطبعة بالذات، ردا لجميل رئيس الجمهورية، وكنا في دار "ألفا للوثائق" سباقون لإدراج تخفيضات بين 50 و 60 بالمئة، رغم غلاء أسعار الورق بنسبة وصلت إلى ثلاثة أضعاف".
* مصطفى قلاب ذبيح مدير عام منشورات دار الهدى
غلاء المواد الأولية انعكس على أسعار الكتب
"ما يميز طبعة هذا العام من صالون الجزائر الدولي للكتاب، هو توافد القراء من أول يوم للمعرض بقوة كبيرة وغير متوقعة، وهو ما يؤكد شغف القارئ الجزائري واهتمامه بالكتاب واهتمامه بكل ما هو جديد، رغم ارتفاع المواد الأولية التي تدخل في طباعة الكتاب وانعكاسها على أسعاره، ورغم ذلك فقد أخذت دار الهدى على عاتقها، الاهتمام بقرائها وبزبائنها، وأدرجت تخفيضات تتراوح بين 30 و 50 بالمئة على عناوين معينة، خاصة تلك الصادرة قبل سنتين".
* الأكاديمي الأستاذ لقمان بلعلى
حان الوقت لتبني سياسة دعم جديدة لصناعة الكتاب
"لاحظنا تنوعا كبيرا في الكتب المعروضة على مستوى مختلف أجنحة صالون الكتاب، و ما يلفت النظر أن ناشرين شباب اكتسحوا ميدان النشر بقوة، مقابل تراجع نسبة حضور الناشرين القدامى. لا شك أن ضعف شبكة توزيع الكتاب، حرمت الكثيرين من طبع أو الترويج لأعمالهم، ومن بين هؤلاء من اجتهد في تأليف كتب قيمة، دون أن يجد السبيل لنشرها، لذلك أرى أن وزارة الثقافة و مختلف المتدخلين في نشر وتوزيع الكتاب، يجب عليهم البحث عن حلول لهذه الأزمة، التي تسببت في تراجع عدد دور النشر الجزائرية المشركة في طبعة هذه السنة من معرض الكتاب. أعتقد أنه حان الوقت لتبني سياسة دعم جديدة وناجعة لكل الناشرين، سيما الذين عانوا من ارتفاع تكلفة الورق، كما لا يمكن إقناع القارئ المحدود الدخل، بما يردده البعض أن سعر الكتاب في متناول الجميع". ع. أ