n إنتاج مليون قنطار من الثوم
تحولت المنطقة الجنوبية بولاية ميلة، إلى قطب فلاحي لإنتاج الخضروات من بصل وثوم وبطاطا وجزر على مساحة تقدر بحوالي 5 آلاف هكتار، حيث توجه أغلب فلاحيها إلى زراعة هذا النوع من المحاصيل، بعد دخول محيط السقي حيز الخدمة خلال السنوات الماضية، وأكد المهنيون أن توفر ظروف العمل مكّنهم من تطوير زراعة الخضروات ناهيك عن إدخال شعب جديدة بالولاية على غرار البطيخ الأحمر والأصفر، كما ثمنوا الإجراءات التي اتخذتها السلطات العليا للقضاء على احتكار مادة البطاطا وضبط السوق.
روبورتاج : مكي بوغابة
وقد تنقلت النصر إلى العديد من الحقول والبساتين بجنوب ولاية ميلة، للتعرف أكثر على واقع الزراعة بالمنطقة، فالتقينا بالسيد فريد برق الله، وهو فلاح ينحدر من بلدية التلاغمة أخبرنا أنه يمارس نشاط زراعة البطاطا، البصل، الثوم، والجزر لأكثر من 20 سنة، حيث وجدناه ببستانه الواقع بمشتة البارصة ببلدية وادي سقان، رفقة مجموعة من العمال الذين كانوا منهمكين في جني محصول مادة البطاطا الموسمية.
الفلاح قال بأن دخول محيط السقي من مياه سد بني هارون بالتلاغمة حيز الخدمة، كان له دور كبير في مواصلة هذه المهنة التي ورثها عن أجداده، والعمل أكثر على تنويع المحاصيل، مؤكدا تسجيل وفرة في إنتاج مادتي الثوم والبطاطا، كما أن هناك العديد من فلاحي المنطقة الذين توجهوا إلى زراعة أنواع أخرى كالبطيخ الأحمر بالإضافة إلى البطيخ الأصفر، وذلك نظرا لتوفر مياه السقي والتنقيبات.
وأضاف ذات المتحدث، بأن هذا الموسم كان مختلفا تماما عن المواسم الماضية بسبب التقلبات الجوية الأخيرة التي أتت في المرحلة الأخيرة لنضج المنتوجات أين أفسدت عدة بساتين، معربا عن أمله في إسراع السلطات الفلاحية في عملية التعويضات التي أقرتها الدولة، والتي ستكون بمثابة تحفيز للمهنيين من أجل مساعدتهم لتجاوز الخسائر التي تكبدوها ومواصلة نشاطهم.
كما أشار ذات المتحدث، إلى أن الفلاحين بالمنطقة يعانون من مشكلة في تسويق منتوجاتهم لاسيما مادتي الثوم والبصل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البذور، الأمر الذي يعرقل، بحسبه، النشاط الفلاحي وتحديدا إنتاج الخضروات، مؤكدا في مقابل ذلك، المردود الوفير الذي تحققه ولاية ميلة كل موسم، حيث أن الهكتار الواحد لمادة الثوم ينتج أكثر من 500 قنطار، وكذلك في البطاطا، لكن الإنتاج يبقى رهينة التسويق بالسعر المناسب.
البطيخ الأحمر والأصفر جديد المزارع
وجهتنا الثانية كانت مزارع الفلاح جازي محمد، بمشتة أولاد براهم ببلدية التلاغمة، والذي يقوم بزراعة الثوم، البطاطا والجزر بالإضافة إلى اقتحامه شعبه البطيخ الأحمر والأصفر. وجدنا السيد جازي يشرف على عملية جني البطاطا بحقله، وقد أكد لنا أنه وبالرغم من الجفاف الذي ضرب البلاد هذا الموسم بالإضافة إلى التقلبات الجوية، إلا أن معظم فلاحي جنوب الولاية استطاعوا إنقاذ محاصيلهم وسبب ذلك حسب المتحدث، محيط السقي الذي يتربع على حوالي 5 آلاف هكتار، والذي ساعدهم كثيرا في ري محاصيلهم وإنقاذ الموسم وتطوير زراعة الخضروات بالمنطقة.
وأضاف المتحدث، بأن معظم فلاحي منطقة الجنوب على غرار بلديات وادي العثمانية، وادي سقان والتلاغمة، توجهوا خلال السنوات الأخيرة لزراعة الثوم، البطاطا، والجزر، بالإضافة إلى دخول بعضهم إنتاج البطيخ الأحمر والأصفر نظرا لتوفر المياه، مؤكدا بأن هنالك حوالي 150 هكتارا مزروعة بطيخا من طرف فلاحي المنطقة.
وأعرب الفلاح عن أمله بالإسراع في زيادة مساحات محيط السقي بالمنطقة لتطوير الزراعة أكثر وتوفير المواد واسعة الاستهلاك، مثمنا الطريقة التي تبنتها الدولة هذا الموسم بشراء البطاطا من الفلاحين بسعر محدد، بما ساهم في حل مشكلة التسويق وتخزين هذه المادة، التي قال إنه كان يعاني خلال تسويقها سابقا ناهيك عن الاحتكار وتحكم المضاربين في السوق.
ويتم تحويل البطاطا مباشرة بسعر محدد إلى المؤسسة المتوسطية للتبريد «فريغوميديث»، والتي جعلت الفلاح حسب ما أكده المتحدث، في أريحية تامة، فيما تبقى مشكلة تسويق المنتوجات الأخرى لاسيما الثوم والبصل، حيث قال المزارع بأن معظم الفلاحين مازالوا يحتفظون بمحاصيل الموسم الماضي، متمنيا أن تعمم تجربة البطاطا مع باقي المحاصيل .
مدير الموارد المائية بالولاية مسعود لشهب
27 مليون متر مكعب من المياه خُصصت للسقي
أوضح مدير الموارد المائية بولاية ميلة، مسعود لشهب، بأنه تم هذا الموسم تخصيص 27 مليون متر مكعب من المياه انطلاقا من سد بني هارون لسقي الأراضي الفلاحية بمحيط التلاغمة الذي يشمل عدة بلديات تقع جنوب الولاية على غرار وادي سقان و وادي العثمانية، مشيرا إلى أن الكمية التي تم تخصيصها تكفي لتلبية حاجيات الفلاحين.
وأفاد المسؤول في حديثه للنصر، بأن الكميات المخصصة لمحيط السقي بالتلاغمة، الذي يتربع على أكثر من 4 آلاف هكتار، تعرف ارتفاعا عاما بعد آخر، وسبب ذلك تزايد عدد الفلاحين في مختلف الأنشطة بالمنطقة وتنوع محاصيلهم، قائلا بأن الكميات التي كانت تخصص عند دخول محيط السقي حيز الخدمة سنة 2018، هي 16 مليون متر مكعب، لتُسجل بعدها تصاعدا مستمرا، أين خصصت الموسم الماضي حصة 24 مليون متر مكعب انطلاقا من سد بني هارون لري المحاصيل الزراعية، المتمثلة أكثر في مادتي الثوم والبطاطا، وذلك بعدما سجل نقص في معدل تساقط الأمطار خلال السنوات الأخيرة.
ذات المصدر قال بأن المساحات المسقية على مستوى ولاية ميلة تقدر بـ 21 ألف هكتار، وتتمثل في الحبوب والخضر والأشجار المثمرة، مؤكدا بأن مصالحه سجلت مقترحات لدى الوزارة الوصية من أجل رفع نسبة المساحات المسقية ووصول عتبة 30 ألف هكتار في إقليم الولاية، وإنشاء محيط ري جديد انطلاقا من سد بني هارون.
مدير المصالح الفلاحية
علي فنازي
منحنا 12 رخصة لحفر تنقيبات ونعمل لزيادة المساحات المسقية
ومن جانب المصالح الفلاحية بولاية ميلة، أوضح مديرها، علي فنازي، للنصر، بأن مساحات الخضروات المسقية هذا الموسم فاقت 6 آلاف هكتار، على غرار الثوم والبطاطا والبصل، ناهيك عن البقول الجافة من العدس والحمص بالإضافة إلى 6442 هكتارا من الحبوب، وأشجار مثمرة.
وأوضح فنازي أن ميلة مقسمة فلاحيا إلى ثلاث مناطق، هي منطقة الجنوب التي تتميز بإنتاج الخضروات والحليب بكل من بلديات التلاغمة، وادي العثمانية، المشيرة، وادي سقان، شلغوم العيد، وأولاد خلوف، فيما يعرف الوسط بإنتاج الحبوب وتربية المواشي، أما الشمال فيمتاز بزراعة الأشجار على غرار الزيتون، بالإضافة إلى تربية النحل.
وأكد المتحدث، بأن زراعة الخضروات على مستوى الولاية، عرفت نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، خاصة في منطقة الجنوب بعد دخول محيط السقي بالتلاغمة حيز الخدمة، أين يتربع على 4447 هكتارا، ناهيك عن الامتيازات التي قدمتها الدولة خلال السنوات الماضية للفلاح من عتاد وبذور وقرض «الرفيق» الذي كان له دور كبير في النهوض بالقطاع، بالإضافة إلى الترخيصات المقدمة لحفر التنقيبات بالتنسيق مع الجهات المعنية، قائلا في هذا الصدد بأن الموسم الماضي عرف منح 12 رخصة للفلاحين لحفر تنقيبات، أغلبها كانت في الجنوب على غرار بلديات أولاد خلوف، تلاغمة وشلغوم العيد.
ذات المصدر أكد، بأن كل هذه العوامل ساعدت في تطور الفلاحة بالمنطقة، من خلال تحسن مردود الإنتاج وزيادة المساحات المزروعة خضروات عاما بعد عام، قائلا بأن هذا الموسم شهد زراعة 1470 هكتارا من البطاطا الموسمية، منها 30 هكتارا مخصصة لإنتاج البذور، مؤكدا بأن مصالحه تخطت الهدف الذي كان مسطرا من إنتاج هذه المادة والذي كان 1423 هكتارا.
وأضاف فنازي أنه تمت زراعة 3001.5 هكتار من الثوم، وتم إلى غاية يوم 7 أوت الماضي جني 2553 هكتارا، بمنتوج يقدر بمليون و 288 ألفا و 400 قنطار، فيما سجلت 280 هكتارا كمساحة متضررة جراء التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة خلال شهري ماي وجوان الماضيين.
كما أشار المسؤول، إلى أن الخرجات الميدانية والحملات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الفلاحة، لها دور كبير في انتعاش الزراعة في الولاية، وذلك من خلال تقديم دروس وتوجيهات للفلاحين من أجل متابعة محاصيلهم بطرق علمية وتجنب العشوائية في العمل، موضحا أن مصالحه تسعى لزيادة المساحات المغروسة خضروات على غرار البطاطا والبصل والثوم الذي يغطي تقريبا كل القطر الجزائري، بعد الزيادة في محيط السقي بالمنطقة انطلاقا من سد بني هارون.