انتعشت تجارة ألبسة الأطفال مع اقتراب الدخول المدرسي، حيث تشهد المحلات إقبالا كبيرا من قبل الأولياء، في ظل وفرة العرض وملاءمة الأسعار خلافا لذات الفترة من السنة الماضية، وهو أمر أرجعه تجار إلى ثقافة التخفيضات التي باتت ترافق المناسبات كالدخول الاجتماعي لضمان تصريف سلعة الصيف و توفير خيارات أكثر للزبائن، وقد قدرت كسوة كاملة لطفل واحد بخمسة آلاف دينار كحد أقصى.
روبورتاج / أسماء بوقرن
تغلب التحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي، على نشاط محلات وسط مدينة قسنطينة و الفضاءات التجارية الكبرى التي تشهد حركية متزايدة من قبل أولياء وأبنائهم لاقتناء مستلزمات العودة إلى المدارس بما في ذلك الملابس، وقد لاحظنا بشارع 19 جوان بأن التخفيضات ميزت هذه الفترة خلافا للمعهود، إذ تتوفر السلع بشكل كبير و بأسعار مقبولة نسبيا، بما في ذلك الأطقم المكونة من قطعتين أو ثلاث قطع مثلا «سروال قصير و قميص بأكمام قصيرة»، و التي عرفت تخفيضات بنسبة 20 إلى50 بالمائة، إذ تتراوح الأسعار بالنسبة لملابس الذكور بين 1550 دج و 2000دج، بعدما كانت معروضة مقابل 3200 دج، قبل أيام فقط و هي موديلات تلقى رواجا.
قابلنا أما لطفلين 7 و 8 سنوات بإحدى المحلات، فقالت بأن الأسعار مناسبة جدا هذه السنة بعكس المواسم الماضية، و قالت بأنها اعتادت أن تشتري ملابس جديدة لابنيها منذ التحقا بالمدرسة لأول مرة، وكانت كسوتهما تكلفها الكثير مع احتساب ثمن المآزر و الأدوات، لكنها وجدت الأسعار مقبولة هذه المرة مع تنوع في المعروضات.
وأضافت، بأنها لم تضطر للبحث طويلا، إذ وجدت ما يناسب ميزانيتها، خاصة وأن الأسعار ترتفع جدا بالنسبة للأدوات المدرسية و المحافظ، ولذلك فإنها فضلت أطقما بسيطة لأجل دخول مدرسي جديد، تستعد له جيدا هي و طفلاها، و ترى بأن كسوتهما نوع من التحفيز النفسي لدفعهما إلى الفرح بالعودة إلى أقسام الدراسة.
قمصان خريفية ابتداء من 800 دينار
تنوع كبير في الألبسة الصيفية التي شملتها التخفيضات، رافقه دخول ملابس خريفية بأسعار متفاوتة، لاحظنا ونحن نتجول بين المحلات، بأن نسبة كبيرة منها هي منتجات محلية وهي ملاحظة أكدها تجار وباعة، قالوا بأن العرض وفير بين المحلي و المنتجات المستوردة من الصين و تركيا و الفيتنام و بنغلادش، منها سراويل من الجينز وخامات أخرى، بتصاميم مختلفة، أحدثها التصميم« العسكري» أو الـ « كومبا» الذي يعتبر موضة الموسم.
أكد تاجر بأن الوفرة في السلع تشمل الجنسين ومختلف الأعمار فالسراويل من النوع المذكور، تباع مقابل 1450 إلى 1650دج وقد تصل إلى 3200 دج حسب الجودة التي تختلف باختلاف بلد المنشأ، مع الإشارة إلى أن العرض ساهم في استقرار الأسعار ومكن من تلبية أذواق الزبائن على اختلاف قدراتهم الشرائية حيث تتوفر موديلات بمختلف الألوان، خاصة فيما يتعلق بالبضاعة الصينية التي تفوقت هذا الموسم.
حضر السعر و غابت الجودة
كما تتوفر قمصان رياضية بأكمام طويلة تصلح للجنسين، أسعارها بين 800 و 1500 دج إلى 2950 دج، تعرض وحدها أو تنسق مع سراويل «كومبا» بسعر 1950 دج، لتبدو كبذلة من قطعتين بسعر يتراوح بين 3450 و 4900 دج، حيث أكد باعة بأنها الأكثر طلبا، كون شرائها يجنب الزبون عناء البحث عن قطعة لتنسيقها مع الأخرى، مؤكدين بأن مختلف الأعمار متوفرة، و هو ما تحدثت بشأنه زبونة، قالت للنصر، بأن بضاعة هذا الموسم تلبي الطلب، مع ذلك أشارت إلى نقطة تتعلق بعدم توافق الأعمار التي تتم الإشارة إليها على كل قطعة ملابس، مع قياسات الأطفال من نفس السن، و ربطت ذلك بضعف الجودة. وأضافت، بأنها اضطرت للتنقل بين عدد من المحلات، إلى أن وجدت ما تبحث عنه، ملابس خريفية مناسبة بسعر مقبول 1200دج للسروال و 800دج للقميص.ومن بين القطع الرائجة كذلك، أطقم خريفية من قطعتين، سروال ومعطف وهي ملابس يزيد الطلب عليها في هذه الفترة حسب التجار لأنها خفيفة و تناسب الموسم، خاصة مع بداية التقلبات الجوية، وتكون هذه الأطقم من ثلاث قطع أحيانا، مع إضافة قميص بأكمام، يبدأ سعرها من 2000 دج.
كما تعد البذلة الرياضية خيار الكثيرين أيضا، سعرها يكون في حدود 3400 دج، و تتوفر بمقاسات من 6 إلى 14 سنة، وقال تاجر، بأن هناك من الأولياء من يفضلون اقتناءها للدخول المدرسي و استعمالها فيما بعد لممارسة النشاط البدني في المدرسة.
التقليد يكتسح السوق
لفت انتباهنا خلال جولتنا، الحجم الكبير للبضاعة المقلدة عن ماركات عالمية، إذ يظهر لك للوهلة الأولى و أنت تحمل قطعة الملابس بأنها « زارا» الإسبانية وبعد معاينة الاسم جدا يتضح بأنه «زازا»، وكذلك الأمر بالنسبة لعلامات شهيرة مثل « أوكايدي» و» أش أم» و غيرها، تقربنا من أحد التجار و استفسرنا عن مصدر الملابس، فأكد بأنها مجرد حيلة يستعملها منتجون للترويج لسلعهم، وهي على العموم سلع صينية، إذ يضعون إلى جانب الوسم الذي يضم اسم بلد المنشأ و معلومات متعلقة بتركيبة القماش و تحذيرات استعماله، بطاقة عليها اسم العلامة الذي يكاد يطابق العلامة الأصلية الشهيرة، مضيفا بأن هناك من الزبائن من يستفسرون عما إذا كانت البضاعة أصلية عندما يتعلق الأمر بتقليد اسم الماركة حرفيا، مقابل ذلك يوجه آخرون ملاحظة للباعة بخصوص التقليد.
اتضح من خلال استطلاعنا، بأن أغلبية هذه الملابس تصنع في ورشات بدول شرق أسيا، وقيل لنا بأنها بضاعة أقل جودة مقارنة بالأصلية نجحت شركات من بنغلادش في إغراق السوق بها. هناك أيضا، ملابس إيطالية وإسبانية بأسعار تبدأ من 1200دج وهي أحسن جودة بقليل، أوضح تجار بأنها تشكيلات قديمة انتهى موسمها.
الأحذية دائما أغلى
و لم تكن أسعار الأحذية بنفس ملاءمة أسعار الملابس، كما أشار إليه أولياء، قالوا بأن أقل حذاء يكلف من 3000إلى 4900 دج أو أكثر من ذلك بقليل، و هي أحذية تركية في أغلبها، برر التاجر غلاءها بشرط الجودة، وأنها تدوم لفترة ومريحة و مقاومة للماءو غيرها من حجج الإقناع، لكن بعد معاينتنا لبعضها، اتضح بأنها صنعت في الفيتنام، وحسب تفسير تاجر، « فإن الأمر طبيعي لكون البضاعة تمر بهذا البلد قبل وصولها إلى لجزائر».
توفرت كذلك، أحذية أقل سعرا تبدأ من 1600 دج، لكنها أقل جودة مع ذلك لاحظنا بأن الطلب عليها كبير، حيث قالت سيدة بأنها مجبرة على اقتنائها، لأن ميزانيتها لا تسمح بالأفضل، ومن بين الموديلات الرائجة جدا هذا الموسم الأحذية الرياضية المزينة بصور «باربي»و اسمها، أسعارها لا تتعدى 1600 دج.
واتفق زبائن حدثناهم خلال جولتنا، على أن الترويج الإلكتروني الذي يقوم به أصحاب المحلات على مواقع التواصل، ساعدهم كثيرا في تحديد الخيارات و أخذ فكرة واضحة عن الأسعار و عن ما هو رائج للموسم، و قالوا إنها طريقة ذكية في استقطاب الزبائن سمحت بالتعرف على محلات جديدة تقدم الأفضل، خاصة المحلات التي تعتمد على البث المباشر لعرض السلع و الإعلان عن التخفيضات مع تحديد مكان المحل و نوع البضاعة بالتفصيل وذكر الألوان المتوفرة والقياسات.
