الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

صارت علامة مسجلة محليا

عين سمارة تتحوّل إلى عاصمة للحوم بقسنطينة  

تحولت بلدية عين سمارة بقسنطينة، إلى قطب لبيع اللحوم الحمراء، بعد أن أخذت شهرة واسعة تعدت حدود الولاية، انعكست بالإيجاب على نشاط المطاعم خاصة المختصة في الشواء، والتي باتت تستقطب زبائن و عائلات من عدة ولايات خاصة في الفترة الليلية لتناول وجبة العشاء وهو ما ضاعف الحركية ليلا، وقد تحدث جزارون للنصر، عن سر شهرة بضاعتهم، فيما ذكر زبائن الأسباب التي جعلتهم يفضلون قصابات البلدية عن محلات مناطق أخرى.

روبورتاج / أسماء بوقرن

النظافة عامل مهم للاستقطاب
قمنا بجولة في الشارع الرئيسي للبلدية، أين تنتشر القصابات بشكل كبير عند مدخل الطريق الوطني رقم 5، إذ تحتل المحلات مساحة تجارية كبيرة و تتخذ ديكورا حديثا يزينه اللونان الأبيض و الأحمر، مع عرض كميات كبيرة من اللحوم في الثلاجات و الواجهات وتعليق رؤوس الأغنام والأبقار على الأبواب والمحلات، فضلا عن وفرة في الأضلاع و النقانق و الكبد و الأحشاء
أول ما يشدك عند التجول بين المحلات، هو توفر شروط النظافة سواء على مستوى واجهات العرض أو في الفضاء الداخلي و الزاويا المخصصة لطاولات تقطيع اللحوم و ماكينات فرمها، و كذلك على مستوى المجمدات أين تحفظ كمية معتبرة من اللحوم، وقد سمح لنا جزارون بمعاينة محلاتهم بشكل مفصل دون حرج للتأكد مما قالوا بأنه مبدأ يتفقون عليه، مؤكدين بأن النظافة من العوامل التي استقطبت الزبائن من مختلف بلديات قسنطينة، و حتى من ولايات مجاورة،  حيث ينظف الجزار محله ويحرص على ضمان تعقيم ثلاجات العرض بشكل متكرر، فلا يترك أثرا للدماء ولا للغبار، على اعتبار أن غالبية المحلات تتواجد بمحاذاة الطريق، كما يتأكدون من الغلق المحكم لواجهات العرض، فضلا عن توفير شروط أخرى كالإضاءة و استعمال أوعية من مادة «إينوكس» لتجنب وضع اللحم مباشرة داخل الثلاجة، قال صاحب قصابة « الحاج لخضر الأصلي»، بأن توفير النظافة ضرورة تسبق الجودة، لكونها تساهم في جذب الزبائن و تضمن وفاءهم مضيفا، بأن هذه الميزة هي التي صنعت شهرة المنطقة، فضلا عن أن نشاط الجزارة كان سائدا في البلدية منذ عقود، ووالده واحد ممن اشتهروا به في بداية 2003.    
وحسب زبائن من عين سمارة و أحياء بوسط مدينة  قسنطينة، و سيدي مبروك   و مدن تلاغة و سطيف، فإن سر تفوق قصابات عين سمارة في الاستحواذ على ثقة المواطنين، يكمن  بالدرجة الأولى في الاهتمام بالنظافة و ضمان جودة اللحوم، و هو ما تحدثت بشأنه سيدة قالت، بأنها تقطن في المدينة منذ 30 سنة،   و قد اعتادت على الحصول على ما تحتاجه من لحم، من محل واحد ظلت وفية له بفضل نظافته و جودة بضاعته و الثقة التي عززها جزارون آخرون من خلال طريقة التعامل وكذا توفير لحوم طازجة في كل الأوقات، بحيث يجد الزائر للحي ما يريد حتى في ساعات متأخرة من الليل.
سر الجودة
أما العامل الذي يراه زبائن مهما لزيادة شهرة لحوم عين سمارة، فهو الجودة   و توفير لحوم جديدة بشكل شبه يومي، حيث قال زبون في عقده السابع إنه يأتي دائما من حي سيدي مبروك لشراء اللحم، رغم أنه اشتغل جزارا بوسط المدينة وتحديدا بعوينة الفول، لما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمن   وهو ما جعل خبرته في هذا المجال كبيرة، حيث يجيد تحديد نوعية اللحوم و ما إذا كان طازجة، وهو اليوم زبون دائم لإحدى قصابات عين سمارة، التي توفر لحوما ذات جودة و بأسعار مقبولة مقارنة بالقصابات الأخرى كما عبر و بفارق قدره 300 دينار.
و عن سر الجودة، قال جزارون، إن أصحاب  بعض القصابات يملكون مزارع لتربية الأغنام و الأبقار التي يبيعون لحومها بعدما يكونون قد أشرفوا هم أنفسهم على تربيتها و تسمينها و ذبحها، وأوضح جزار، بأنهم يربون الماشية على مستوى مزرعة خاصة بعائلته بواد سقان دائرة تلاغمة ولاية ميلة، فيما أضاف آخر، بأن هناك مناطق في الجزائر تشتهر بتربية الماشية و تتوفر على بيئة مساعدة تضمن تغذية جيدة و نظيفة وطبيعية للرؤوس، حيث توجد في أراضيها نباتات طيبة تحسن مذاق لحم الخروف و تجعله طريا أكثر.
 محدثنا قال، إن هناك طريقة خاصة لضمان جودة اللحم، تقوم على العناية بشكل استثنائي بالخروف أو البقرة المقرر ذبحهما وبيع لحمهما وذلك طوال ستة أشهر  والهدف زيادة لذة اللحم وطراوته، كاشفا بأن مصدر لحوم قصابته هو ولاية البيض و بالضبط مناطق « مشرية و عين الصفراء و الجلفة و سيدي عيسى بوقزول»، كما أن هناك طريقة خاصة يتبعها الموالون في تربية الماشية وتحضير العجول الموجهة للذبح، و تتمثل في توقيف عملية الرعي لمدة 7 أشهر مع توفير الغذاء على مستوى الإسطبلات لتجنب الحركة و المشي كي لا تشتد عضلات العجل فلا تتأثر نوعية اللحم و طراوته، مشيرا إلى أن اللون لا يحدد دائما مدى جودة القطعة، لكن يبقى اللون الوردي مؤشرا على أنها  طرية.
وفرة في العرض
و عن توفير لحوم طازجة على مدار الأسبوع، قال صاحب قصابة الحاج حميدة بأن الإقبال الكبير ساهم في ضمان العرض، بحيث  تتم عملية الذبح كل يومين وبيع كميات معتبرة للمطاعم و كذلك خلال مواسم الأعراس، أين يسجل إقبال مضاعف على قصابات عين سمارة، وذلك بفضل ملاءمة الأسعار و تسجيل فارق قيمته 200 إلى 300 دج مقارنة بمناطق أخرى مؤكدا، وأضاف بأن المدينة اكتسبت شهرة و زبائن أوفياء يتصلون في كل مناسبة لتقديم طلبيات كبيرة أحيانا إذ تحتل المرتبة الأولى في بيع اللحوم بالجملة، و يتم في  قصابته  وحدها ذبح 60 عجلا و نحو 400 خروف بشكل دائم، موضحا بأن لحم الخروف يبقى الأكثر استهلاكا. شهرة قصابات عين سمارة، أعطت بدورها اسما و شهرة لمطاعم مختصة في بيع الشواء، كما ضاعفت عددها في المنطقة نظرا للحركية التجارية الكبيرة إذ تتجاور المطاعم ومحلات الجزارة بشكل مكثف عند مدخل البلدية وعلى طول الطريق نحو  المحول الذي يربط عين سمارة بعلي منجلي، تعرض المطاعم كميات معتبرة من اللحوم في شكل أسياخ داخل الثلاجات، و يتفنن أصحابها في تزيين قطع الكبد و سلاسل النقانق بالليمون والزيتون والأعشاب العطرية، وقد توجه جزار إلى الجمع بين النشاطين فوسع قصابته وفتح بمحاذاته مطعما لبيع المشاوي بالميزان.وتشهد هذه المطاعم إقبالا وصفه أصحابها بالقياسي هذه الصائفة، و بالأخص ليلا حيث يقصدهم زبائن من كل بلديات قسنطينة و من المدن القريبة، فضلا عن آخرين من ولايات أخرى كسطيف و العلمة و البرج، وتعد مطاعم عين سمارة محطة لحافلات الرحلات بالنظر إلى موقعها القريب من مدخل الطريق السيار شرق غرب باتجاه الجزائر العاصمة، و ما زاد من شعبتها هو كونها مطاعم عائلية مكيفة و مهيأة بشكل عصري.قابلنا عائلة من الطارف، قال أفرادها بأنهم قدموا إلى قسنطينة، من أجل العلاج  وفضلوا تناول الشواء و رأس الخروف في عين سمارة، بعدما اشتهر صيت مطاعمها، وأخبرنا تاجر، بأن أغلبية زبائنه يأتون من ميلة و سطيف، كما التقينا بشابين قدما من دائرة تلاغمة، قالا إنهما قصدا المدينة خصيصا لاقتناء اللحوم الحمراء و النقائق المتوفرة حسبهما في كل وقت حتى في الفترة الليلية، و أردفا بأنهما من الزبائن الأوفياء لقصابة الحاج حميدة، منذ نحو 5 سنوات.
و قال صاحب قصابة، بأن الزبائن من الولايات المجاورة، يفضلون شراء اللحوم بكميات معتبرة أحيانا، ثم يتناولون الشواء في المطاعم القريبة ويغادرون بعدما يثنون دائما على نوعية البضاعة التي تتوفر في المنطقة، مؤكدا بأن شهرتها ساهمت في إنعاش نشاط الإطعام و الحركية التجارية عموما خاصة خلال الفترة الليلية، إذ لم تعد البلدية تنام باكرا كما في السابق.  
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com