الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

طواقم طبية بمصالح كوفيد 19 بالشرق تتحدث عن يومياتها للنصر: مواجهة كورونا بمثابة حرب ضروس أمام عدو شرس

* استهتار المرضى يثبط عزيمتنا ومصطلح "نتيجة سلبية" يسعدنا
تحدث أطباء و ممرضون و نفسانيون بمصلحة كوفيد 19 بكل من مستشفيات قسنطينة  و سطيف و عين مليلة للنصر، عن يومياتهم التي انقلبت رأسا على عقب، بعد تسجيل الإصابات الأولى بكوفيد 19 بالجزائر، فوجدوا أنفسهم في معركة ضروس أمام عدو شرس لا يعرف الاستسلام، مبرزين التغيرات التي طرأت على حياتهم نتيجة تعاملهم مع المرضى و تعرضهم المباشر لخطر الإصابة ، و التزامهم الدائم بإجراءات الحجر المنزلي و البعد عن العائلة بعد كل مناوبة أو دوام، و من بينهم من لم يزر عائلته لشهرين متتالين، و منهم من حرم من لذة الشهر الفضيل و قضى عيد الفطر مع المرضى، كما تحدثوا عن الضغوط المهنية و ما يترتب عنها من مشاكل نفسية و جسدية.  
* من إعداد / أسماء بوقرن

* الطبيبة سهام نفير
موت مرضى في فترة مناوبتي أبكاني وأفقدني القدرة على النوم
الدكتورة سهام نفير، من أطباء الصف الأول بمصلحة كوفيد 19 بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، قالت للنصر بأن التعامل مع فيروس قاتل أمر في غاية الصعوبة، خاصة و أن معالمه لم تكن واضحة في البداية، ما جعلها تشعر بأنها تواجه عدوا مجهولا، إذ اعتراها الخوف في البداية من الإصابة به و نقله لأولادها الثلاثة، لكنها لم تتركه يسيطر عليها و تحلت بشجاعة كبيرة و حرصت على التقيد الصارم بالإجراءات الوقائية.
 واستذكرت المختصة أول احتكاك مباشر لها مع مرضى كورونا و ذلك يوم 19 أفريل، في أول مناوبة لها بمصلحة كوفيد 19، حيث واجهت صعوبة في التأقلم، باعتبارها تجربة جديدة و صعبة تتطلب يقظة و حذر شديدين، مشيرة إلى أن أول يوم عمل كان من الساعة 10 صباحا و إلى غاية 7 مساء دون انقطاع، و كان متعبا للغاية، لم تجد فيه فرصة حتى لإرواء عطشها، غير أنها حاولت تجاوز ذلك بالتركيز على متابعة وضع المرضى الصحي و معالجتهم.  
محدثتنا قالت بأن الخوف من فقدان مريض في غفلة منها، جعلها تراقب كل الحالات، و تبذل قصارى جهدها لتقديم العلاج اللازم لها، غير أن القدر شاء أن يخطف الفيروس أرواح العديد من المرضى، منهم شاب في الأربعينات من العمر، الذي ظلت صورته عالقة بذهنها، إلى جانب كهل في 57 من العمر، لم تتمكن من إنقاذ حياته بالرغم من محاولاتها العديدة، مؤكدة بأن أكثر شيء يجعل الطبيب يشعر بالإحباط هو فقدان مريض، خاصة عندما يشعر بأن هناك احتمال و لو ضئيل لإنقاذ حياته، و تظل الحادثة راسخة بذهنه و يشعر بالإحباط كما يفقد القدرة على النوم و الرغبة في الأكل.
و ما كان ينغص يوميات الطبيبة سهام إنكار بعض المرضى وجود الفيروس، بالرغم من أن التحاليل تؤكد إصابتهم به، فكانوا يرفضون البقاء في المصلحة و يحاولون الهروب منها، كما أن أقارب المرضى كانوا يصرون على الدخول إلى المصلحة، و هو ما كان يؤثر سلبا على سيرورة العلاج، و على نفسية الطبيب الذي يصبح مقسما بين القيام بدوره كطبيب و بين الردع و التوعية.  
كما تسعى جاهدة لمتابعة عن بعد وضع المرضى الذين اضطروا إلى مغادرة مصلحة الطب الداخلي، أين كانت تشرف على علاجهم، و تستقبل عدة اتصالات منهم  يوميا، و تطلع على نتائج التحاليل من خلال تطبيق فايبر، ما يجعل، حسبها، عقلها مشتتا بين مرضى كورونا و مرضى يعانون من أمراض باطنية، و أبنائها الذين تضطر إلى تركهم بمفردهم في البيت، مؤكدة أن نمط عيشها تغير بشكل جذري، حيث أصبحت تعيش نوعا من العزلة في بيتها و تجبر أبناءها الصغار على عدم الاقتراب منها، و تصادف عند اقتراب موعد مناوبتها إشكالا في  إيجاد مكان مناسب تترك به أبناءها دون أن تقلق عليهم.   
محدثتنا قالت بأنها تغادر المستشفى في حالة إرهاق و قلق شديدين، و تتأزم نفسيتها أكثر لكونها مجبرة بعد ذلك بالالتزام بالحجر المنزلي، و الانعزال عن أولادها، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من معانقتهم منذ أن بدأت العمل بالمصلحة، كما أنها لم تزر والدتها إلا مرة واحدة، و تحدثت إليها من مسافة بعيدة.


* الممرض عماد باللزرق
لم أزر أسرتي منذ حوالي شهرين ومشاهد مؤثرة لا تزال عالقة في ذهني
الممرض الشاب عماد باللزرق بمصلحة كوفيد 19 بالمستشفى الجامعي لقسنطينة، قال بأن الوقوف في الصف الأول في مواجهة الوباء، مسؤولية كبيرة، تتطلب التحلي باليقظة و الحذر، فقد وجد الأمر جد صعب خاصة في البداية، غير أنه حاول التأقلم معه و التحلي بالشجاعة و القوة للتصدي للوباء، رغم الظروف المهنية القاسية و المحيط غير المناسب.
محدثنا قال بأن تفشي الوباء حرمه من زيارة عائلته منذ يوم 21 أفريل المنصرم، و من استشعار نفحات الشهر الفضيل مع العائلة، كما أنه قضى عيد الفطر إلى جانب المرضى، مؤكدا بأنه قام بواجبه على أكمل وجه، حيث قضى ثماني ساعات دون أكل و شرب.
الممرض عماد أوضح بأنه كان يستعد لسيناريو أسوأ، خاصة عند مشاهدة سلوكيات المواطنين غير الملتزمين بالحجر و لا بشروط الوقاية،و عند ارتفاع حصيلة الإصابات، خاصة في ظل نقص الإمكانيات و وسائل الوقائية، ضمن العراقيل التي صادفها، ما جعل تركيزه غير منحصر في التكفل بالمرضى، و إنما في البحث عن وسائل لحماية نفسه للقيام بواجبه المهني، و ذلك بتكليف أصدقاء بشرائها، مشيرا إلى أن سعر البدلة الواقية الواحدة 800 دينار.
وأكد من جهة أخرى بأن العمل في قلب الأزمة، له آثار نفسية كثيرة، كالإصابة بالقلق و فقدان الشهية و غيرهما، مؤكدا بأن هناك مشاهد مؤثرة تظل عالقة في الذهن و لا يمكن التخلص منها، كوفاة شخص بالوباء بينما كان يقدم المساعدة له، و عن ظروف المبيت في نزل الباي بحي زواغي سليمان بقسنطينة، قال بأنها جيدة و مواتية.

* الممرض زبير مجراب
   مرضى يتهربون من العلاج وعائلات تدخل المصلحة عنوة
زبير مجراب، ممرض في مصلحة كوفيد19 بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة، قال للنصر إن يومياته تغيرت بعد تسجيل إصابات بالفيروس بالولاية، فبعد أن كان يعمل بمصلحة الطب الداخلي  تم تحويله هو أيضا إلى مصلحة كوفيد 19 المستحدثة على مستوى المستشفى، فوجد نفسه يخوض تجربة جديدة في مواجهة وباء لم تتضح معالمه في البداية، فكان يشعر أنه أقحم في حرب عشواء.  
محدثتنا قال بأن العمل في المصلحة صعب للغاية، فهو يتعامل بشكل دائم مع المصابين بالوباء، من خلال قياس ضغط الدم و نسبة السكري، بالنسبة للذين يعانون من أمراض مزمنة، و كذا إجراء تحاليل و تقديم مضادات حيوية لهم، و كذا توصيل المريض الذي يعاني من صعوبة في التنفس، بجهاز التنفس الاصطناعي، مؤكدا بأن الاحتكاك بالمصابين بالفيروس يتطلب التحلي باليقظة و الوعي الكامل بمدى خطورة الوضع.
و أضاف أنه يحرص على التقيد بالإجراءات الوقائية اللازمة بدءا بارتداء اللباس الواقي الذي يغطي كامل الجسم و الرأس أو المتكون من قطعتين، سترة واقية و سروال واق، إلى جانب غطاء منفصل للرأس، مع استعمال القفازات و الكمامات و النظارات و الأقنعة الواقية، و بعد فترة قصيرة من ارتدائها يتصبب عرقا و يشعر بحرارة عالية في جسمه، لكنه مضطر لعدم نزعها لمدة تفوق خمس ساعات، مع الالتزام بالحذر، خشية تمزق القفازات و غيرها، و ضرورة نزعها وفق الطريقة الصحيحة لتفادي انتقال العدوى.
الممرض زبير أكد بأن الطاقم الطبي يواجه عراقيل جمة ، من بينها عدم توفير الإمكانيات اللازمة، كوسائل الوقاية، ما يضطره  للاستعانة بأصدقاء أو زملاء من مصالح أخرى لتوفير لباس العمل، ضف إلى ذلك، رفض بعض المرضى العلاج و إنكارهم وجود الفيروس أصلا، كما أنهم لا يقتنعون بما يمليه عليهم الطاقم الطبي و شبه الطبي.
و أشار إلى أن عديد المصابين حاولوا الهروب من المصلحة حتى لا يخضعون للعلاج، منهم شاب في الثلاثينات من العمر، مضيفا بأن الطاقم الطبي يصطدم أيضا بمشاكل مع عائلات بعض المرضى الذين يحاولون فرض منطقهم في التعامل مع قريبهم بشكل عادي، من خلال زيارته و تقديم الوجبات له، ما يؤدي إلى مناوشات شبه يومية.
المتحدث أوضح بأن نمط حياته تغير بشكل جذري، فقد وجد نفسه محروما من العودة إلى بيته، المكان الوحيد الذي كان ينعم فيه بالراحة مع أولاده الخمسة و زوجته، فلم يزرهم لمدة شهر، و قضى رمضان بعيدا عنهم، في نزل الباي الذي يقصده بعد دوام العمل، للالتزام بالحجر الصحي، و يخشى الاحتكاك بالعالم الخارجي خشية العدوى، معتبرا الظرف الراهن جد صعب، حتم عليه التضحية بأسرته في سبيل إنقاذ أرواح المرضى، ليلقي بمسؤولية عائلته على عاتق إخوته الذين كلفهم باقتناء مستلزماتها اليومية.

* البروفيسور نورية بن مصطفى
جحيم البدلة الواقية لا يحتمل وهاجسي كان خروج الوضع عن السيطرة
البروفيسور نورية بن مصطفى مختصة في الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي، تعمل بمصلحة كوفيد 19 منذ بداية الأزمة، تحدثت للنصر عن كيفية تعاملها مع الجائحة، قائلة «حرصت منذ ظهور الوباء وانتشاره في عديد الدول، على البحث حول ماهية الفيروس والأعراض التي تشير إلى احتمال الإصابة به، فقمت بجمع أكبر قدر من المعلومات العلمية حوله، للتمكن من تشخيصه.
بعد ذلك وضعت استراتيجية وقائية للتعامل مع العائلة و المحيط المهني، و حرصت على الالتزام بشدة بكل الإجراءات الوقائية، و اقتناء ما يكفي من وسائل الحماية، من ثوب الجراحة، و بدلة واقية، بالإضافة إلى كمامات جراحية و غيرها».
محدثتنا أوضحت بأن اللباس الواقي المتكون من عدة قطع و طبقات، يعتبر أحد معوقات العمل، خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة، مؤكدة «أشعر بحرارة لا تحتمل و أصبح تتصبب عرقا، كما أن الرطوبة تشكل البخار على النظارات نتيجة عملية التنفس، ما يعيق الرؤية، إلا أنني مضطرة لتحمل ذلك لعدة ساعات تصل أحيانا إلى تسع ساعات دون توقف، و هذا يؤثر على مردودية العمل في نظري، في المقابل أصطدم بمرضى يرفضون العلاج و المكوث بالمصلحة و ينكرون وجود الوباء، فيما يصر آخرون على المغادرة للقيام بالحجر في المنزل».
المتحدثة أكدت بأن نفسيتها تأثرت كثيرا، نتيجة ضغط وجو العمل والخوف من حمل الفيروس دون ظهور أعراض، وهنا مكمن الخطر، حيث وقفت على حالات لأبناء نقلوا العدوى إلى آبائهم، دون ظهور أي عرض عليهم، كما أن هناك مرضى لا يعانون من صعوبة في التنفس، غير أنه يتضح في ما بعد أن نسبة الأوكسجين في دمهم منخفضة، ما قد يعرضهم للموت فجأة، مشيرة إلى أن هناك حالات وضعها معقد، غير أنها تظهر بأنها مستقرة.
و أوضحت المختصة أن ارتفاع الحصيلة بالمدينة، جعلها تشعر أكثر بالخوف من خروج الوضع عن السيطرة، و عدم القدرة على التكفل بالمرضى، مشيرة إلى أن هاجس نقل العدوى إلى والديها و إخوتها يلاحقها باستمرار، بالرغم من أنها منعزلة في غرفتها الخاصة، كما تحرص على وضع الكمامة في البيت، و الالتزام بالتعقيم المستمر، و الاستحمام بعد كل دوام وغسل الثياب و الأفرشة في درجة حرارة 60 درجة مئوية، مع الحرص على التباعد و منع إخوتها من استعمال وسائلها الخاصة.
وأكدت أنها تتعامل مع الأزمة بحيطة و حذر، و تحرص على تعلم كيفية ارتداء اللباس الواقي و تعقيم اليدين بطريقة تحميها من العدوى، و كذا الحرص على معرفة كيفية نزع اللباس و هي المرحلة المهمة و الخطيرة، لأن أي خطأ يمكن أن يترتب عنه انتقال الفيروس.  
و أضافت أن عملها بالمصلحة أفقدها الشهية للأكل، ففقدت 5 كيلوغرامات من وزنها، كما تعاني من الأرق، و شرود الذهن عند تسجيل ارتفاع في معدل الإصابات بقسنطينة، خشية خروج الوضع عن السيطرة.
أ ب

* المختصة في طب الأوبئة سارة نعيجة
مرضى يتسترون عن الإصابة ويرفضون تقديم معلومات عن العائلة
الدكتورة سارة نعيجة، مختصة في طب الأوبئة و عضوة في خلية أزمة كورونا في مستشفى عين مليلة، تشرف على وضع بروتوكول التكفل بالمريض، أكدت للنصر، بأن أبرز المشاكل التي يواجهها الطاقم الطبي هو تستر المريض عن الإصابة و رفضه تقديم معلومات حول إصابة أحد أفراد أسرته، ما جعلها تحتاط من كل مريض يقصد المستشفى و تتحمل عبء ارتداء أدوات الوقاية، خوفا من العدوى.
محدثتنا أكدت بأن التستر عن الإصابة تحول إلى ظاهرة، حيث يقصد مرضى المستشفى لتلقي علاج على مستوى مصالح أخرى، ليتبين أنهم يحملون لعدوى، مؤكدة بأنه حدث مؤخرا أن قصد مصلحة الاستعجالات الجراحية مواطنون يعاني أقاربهم من الفيروس، غير أنهم رفضوا اطلاع الأطباء على ذلك، خوفا من عدم تقديم العلاج اللازم لهم، ما شكل صدمة للفريق الطبي الذي تعامل معهم دون التقيد بالإجراءات الوقائية، و هو ما جعل الدكتورة نعيجة تتعامل مع كل من يقصد المستشفى على أنه يحتمل إصابته بالوباء، خاصة و أن هناك فئة واسعة لا تظهر عليها الأعراض، داعية إلى ضرورة رفع الوعي بخطورة الداء لدى أفراد المجتمع.  
محدثتنا قالت بأن أكثر ما أصبح يفرحها هو سماع عبارة «نتائج سلبية» بعد فحص كورونا، مشيرة إلى أنه و بالرغم من أن العبارة تشير إلى شيء سلبي، إلا أنها تسعدها كثيرا، مضيفة بأنها كونت روابط وطيدة مع العائلات التي أصيب أفرادها بالوباء، من خلال التواصل المستمر معهم في إطار  التحقيقات، و تشعر بالسرور عند اطلاعهم على نتائج جيدة، مؤكدة بأن سعادتهم تنسيها نوعا ما حالة العزلة التي تعيشها وسط أسرتها، حيث لم تتمكن من الاقتراب و تقبيل والديها منذ 3 أشهر، و تنتقل بعد الدوام مباشرة إلى البيت و تظل في غرفة بمفردها، و ما يؤلمها هو رؤية المواطنين لا يكترثون لشرط التباعد و ارتداء الكمامة.
أ ب

* الأخصائي النفساني ماليك دريد
العلاج النفسي لمرضى كورونا أمر غاية في الصعوبة
السيد ماليك دريد، الأخصائي النفساني الرئيسي بالمركز الاستشفائي الجامعي بسطيف، قال للنصر، بأن تعامل المختصين النفسانيين مع الأزمة الصحية الراهنة ليس سهلا، لعدم توفر بروتوكول خاص بالتدخل النفسي في الوضعيات الوبائية، و لم يواجهوا من قبل وضعية مشابهة، إلا أنه يعد من النفسانيين الذين اختاروا التكفل المباشر بمرضى كورونا، لأنه يرى في ذلك فعالية كبيرة و تأثيرا إيجابيا على مناعة المصابين، حيث يعتمد على التفاعل اللفظي وغير لفظي.
 و أشار المختص إلى أن تدخله المباشر كان مع فئتين، الفئة الأولى هي الحالات المشتبه بها، أي التي لديها أعراض لكن لم تظهر نتائج تحاليلها بعد، و هي الفئة التي وجد صعوبة كبيرة في التكفل بها، بسبب شعورها بالقلق وعدم تقبلها لاحتمال ظهور النتائج إيجابية، في حين يسعى لتحضيرهم نفسيا لجميع الاحتمالات.
أما الفئة الثانية فتتعلق بالأشخاص الذين جاءت نتائجهم إيجابية، و غالبا ما يعانون من هاجس الموت، لكنهم سرعان ما يتقبلون الأمر الواقع و يستجيبون للعلاج بالأدوية، مؤكدا بأن  أسئلة و انشغالات بعض المرضى تدور كلها حول آخر حصيلة للوفيات بالفيروس، و كانوا ينتظرونها بقلق، غير أنه يفضل إجابتهم بحصيلة الحالات التي تماثلت للشفاء ليدرك المريض أن الوباء قابل للشفاء في أغلب الأحيان، موضحا « نقوم بمرافقتهم نفسيا عن طريق تقديم معلومات و شروحات حول كيفية التعامل مع الإصابة، وحتى بعد الخروج من المستشفى والتماثل للشفاء، بالتنسيق مع زملائنا الأطباء».   محدثنا أضاف بأن تقديم العلاج النفسي لمرضى كورونا، أمر في غاية الصعوبة، حيث يحرص على ارتداء البدلة الواقية وكل وسائل الحماية، التي كانت تبدو غريبة لدى المرضى في البداية، وحتى بالنسبة للزملاء، كما تشكل عائقا في التواصل، حيث لا يستطيع الطبيب التعرف على زميله، إلا من خلال الصوت وطريقة المشي.
  و أكد الأخصائي أن التكفل النفسي ساهم كثيرا في تقبل المريض للإصابة، مضيفا بأنه لا يتعامل مع حالات فردية فقط، بل مع عائلات بأكملها داخل المصلحة و ما إلى ذلك من تداعيات نفسية على أفرادها بسبب تنمر بعض أفراد المجتمع.
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com