أكد، الفنان والممثل الكوميدي عمار ثايري، في حديث خص به النصر يوم أمس، أنه تفاجأ بحجم التعاطف والمحبة التي غمره بها الجزائريون من مختلف ولايات الوطن والحملات التي اطلقت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإقناعه بالتراجع عن قرار الاعتزال الذي أعلن عنه صبيحة الخميس في فيديو تم تناقله على نطاق واسع عبر صفحات الفايسبوك ومنصات التواصل بعناوين تقدمتها عبارة ( خبر صادم) .
و قال عمار ثايري المعروف بأدواره الكوميدية في العديد من المسلسلات، على غرار عمارة الحاج لخضر وأعمال أخرى فتحت له أبواب الشهرة، أنه أراد باعلانه عن قرار الاعتزال الابتعاد عن الأضواء والعودة إلى حياته البسيطة، و تجنب ضغط المجتمع الذي يرى للمثل بعين اليسر في الحياة و بنظرة بعيدة عن واقعه الحقيقي وهو يعايش نفس الأوضاع الاجتماعية لعامة الناس، و ربما يعاني من التهميش و يمر بأوقات عصيبة كغيره من المواطنين، مضيفا أنه يطمح من وراء قرار الاعتزال معاملته كشخص عادي وتخفيف حمل المسؤولية الملقاة على عاتق الفنان والممثل الحقيقي، و من ذلك فتح الأبواب في مجالات أخرى و التفتيش عن مواهب وطاقات كامنة بحاجة إلى اهتمام بعدما أخذ التمثيل القسط الكبير من حياته، مشيرا أن هذا لا يعني ابتعاده كليا، بل يمكن أن يساهم في مرافقة وتكوين الفنانيين والممثلين وبجوانب أخرى في الفن من غير التمثيل كالسينوغرافيا أو اطلاق حصص عبر مواقع التواصل للمساهمة في التنمية .
و أشار عمار ثايري إلى أنه كان ينتظر أن يقلل من الضغط اليومي و الاستفسارات عن جديده واعماله، فإذا به يشعر بمسؤولية أكبر وثقل المهمة، بعدما لقي خبر اعتزاله تعاطفا كبيرا عبر ولايات الوطن، و حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدفعه إلى التراجع عن قرار الاعتزال و اطلاق هاشتاقات وحملات من بينها ( عمر رجاء لا ترحل) و ( عمار يعتزل ... ما نخلوكش تروح)، فضلا عن آلاف التعليقات بعد تناقل صوره و الفيديو الذي أعلن فيه عن قرار الاعتزال، الذي اعتبره محبوه خسارة للفن الجزائري، وطالبوه بعدم التفكير في هذا القرار نهائيا والعودة إلى الساحة الفنية وعدم تركها للطفيليين والمتسلقين على مجال الفن والتمثيل ليعيثوا فيه فسادا خاصة و أن الإنتاج التلفزيوني والسينمائي يعرف تراجعا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، و بلغ الأمر بالبعض في تعليقاتهم إلى اعتباره ملكية عامة بما يجعل خيارات مثل هذه بحاجة إلى تريث و وضع رأي المعجبين في الحسبان قبل التسرع و الاستسلام للضغوطات، كما دعا اخرون الوزارة الوصية بالالتفات الى تمثال هؤلاء الفنانين الذين زرعوا البسمة وادخلوا الفرح لبيوت الجزائريين، ليجدوا أنفسهم مهمشين في حين تعطى الفرص للدخلاء والمتسلقين .
و رغم حملات التعاطف ودعوة الجمهور بالتخلي عن قرار الاعتزال، جدد عمار ثايري تأكيده على أنه لم يكن متسرعا في قراره و لم يكن تحت أي ضغط، بل جاء بعد تفكير طويل و تردد على مدار سنوات كاملة، خاصة و أنه بلغ من النضج والعمر ما يجعله يفكر أيضا في عائلته ومستقبل أولاده، مرجعا القرار إلى ظروف شخصية وعائلية، في حين لمح إلى أنه لم يأت للفن والتمثيل من العدم، بل بعد تعب و جهد كبير نهل فيه من كبار الممثلين والمخرجين أساسيات التمثيل و قدم فيه أدوارا متنوعة بين الكوميديا والدراما، لكن حان الوقت حسبما قال لأن يضع حدا لمسيرته الفنية ويتفرغ لعائلته .
يذكر أن عمار ثايري بدأ التمثيل و هو طفل صغير، و صقل موهبته في المسرح، أين جاب مع فرقة التاج والمسرح الوطني عديد التظاهرات الفنية بأرض الوطن وخارجه وحتى في عز الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر سنوات التسعينات، ليقتحم بعدها مجال التمثيل التلفزيوني أين شارك في اعمال و استفاد من تجارب كبار الممثلين على غرار الممثل القدير سيد علي كويرات، رشيد فارس، فطيمة حليلو، الحاج عبد الرحيم و غيرهم .
عثمان/ ب