يشهد سوق التجهيزات الرياضية في الآونة الأخيرة، حركية كبيرة فرضتها الظروف الراهنة، بتسجيل إقبال قياسي عليها من أشخاص وجدوا فيها ضالتهم، في ظل استمرار فرض الحجر الصحي على عديد الولايات، و غلق القاعات الرياضية في زمن الجائحة.
رواج لافت لتجارة التجهيزات الرياضية بمختلف أنواعها، تشهده السوق منذ بداية فرض الحجر الصحي في البلاد، تفاديا لانتشار فيروس كورونا المستجد، إذ قام الكثير من الجزائريين باقتناء تجهيزات رياضية، مستغلين مكوثهم الطويل في البيت، لممارسة الرياضة كجزء من الوقاية، لتفادي الإصابة بالفيروس، مثلما يوصي به الأطباء.
فرض في وقت سابق الغلق التام للمحلات التي تبيع هذا النوع من التجهيزات، لكن الحركية الكبيرة التي عرفتها مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لها، حركت عجلة هذه التجارة بشكل أفضل، واقع أكده لنا صاحب محل بمنطقة الحميز بالجزائر العاصمة، حيث أوضح أنه و في الوقت الذي أغلق فيه محله، كان يقوم بتنزيل إعلانات حول المنتجات التي يحوزها بمحله، فتلقى اتصالات و طلبيات كبيرة فاقت ما كان يسجله خلال الأيام العادية.
البساط الميكانيكي يشكل 70 بالمئة من الطلبيات
عن نوعية التجهيزات الأكثر طلبا من الزبائن، أوضح التاجر أن البساط الميكانيكي يأتي في المقدمة بنسبة تفوق 70 بالمئة من الطلبيات، ثم تأتي الدراجة الثابتة، إضافة إلى بعض الأدوات الأبسط، مثل الأوزان الخاصة برفع الأثقال، البساط الخاص برياضة الجمباز أو “جيمناستيك” و أنواع أخرى، و أضاف التاجرأنها لا تزال لحد الساعة تلقى رواجا كبيرا في أوساط المواطنين الراغبين في ممارسة الرياضة المنزلية.
و حدثنا من جهته محمد عن تجربته الخاصة بعد غلق قاعة الرياضة التي كان يرتادها في إطار تدابير الوقاية، تفاديا لانتشار الوباء، حيث أكد أنه لجأ إلى الركض في الشارع في البداية، ثم قرر شراء البساط الميكانيكي و وضعه في البيت، ليستفيد منه هو و أفراد عائلته، خاصة في ظل نقص الحركة بسبب المكوث في البيت من جهة، و تغير العادات الغذائية من جهة ثانية، و التي تسببت في زيادة الوزن بالنسبة للكثيرين، كما قال.التجهيزات الرياضية و إن كانت ليست في متناول الجميع، في ظل غلاء أسعارها، إلا أن بعض التجار فكروا في استثمار الأزمة، حيث راحوا يروجون لسلعهم عبر الإنترنت، و الإعلان عن تخفيضات مغرية في الأسعار، مع الحصول على ملحقات مجانية في حال شراء جهاز.
بينما أكد التاجر الذي تحدثنا إليه، أن أغلب المواطنين فكروا في صحتهم قبل جيوبهم، و لم يدخروا المال لشراء هذه الوسائل، خاصة البساط الميكانيكي الذي يتراوح سعره بين 50000 دينار و 120000 دينار، حسب النوع أو الماركة و طاقة الحمولة. و في انتظار عودة الحياة إلى سابق عهدها، تبقى مثل هذه التجهيزات تشكل متنفسا للكثيرين، بحثا عن الصحة و الترفيه في الوقت ذاته.
إ.زياري