اصطدم نجم مقرة في أول تجربة له في الرابطة الثانية، بالعديد من الحالات الاستثنائية، والتي كانت كافية لنيله تعاطف كل المتتبعين، لأن هذا الفريق كان بمثابة حقل للتجارب في تطبيق نصوص قانونية، وضعت الهيئات الكروية الوطنية على المحك.
وكانت قضية اعتماد الملعب، أول إشكال اصطدم به النجم، فاضطر إلى تدشين موسمه بسطيف، بإجراء مقابلتين، بسبب عدم موافقة الرابطة على السماح له بإجراء المباريات بملعب الإخوة بوشليق، الأمر الذي قابلته إدارة النادي ومصالح بلدية مقرة، بفتح ورشة عمل كبيرة لتغطية النقائص المسجلة، سيما طاقة استيعاب المدرجات، والتي أصبحت تتسع إلى 5050 مناصرا، إضافة إلى المنصة الشرفية وغرفة الإعلاميين، ليتخلص النجم من مشكل الملعب بداية من الجولة الخامسة، وكانت مولودية العلمة أول ضيف.
ثاني قضية تمثلت في الاحترازات التقنية، التي تقدمت بها إدارة النجم ضد الحكم أوكيل في الدقائق الأخيرة، من مباراة الجولة التاسعة ببجاية، والكل يعترف بشرعية التحفظات المسجلة، لكن الغريب في الأمر أن الحكم المعني، تم وضعه في «الثلاجة» إلى غاية نهاية الموسم، بينما لم تتمكن الفاف ولا اللجنة الفيدرالية للتحكيم، من النظر في احترازات نجم مقرة، والملف بقي رهينة أدراج المكاتب، مادامت القوانين المعمول بها تلزم الرابطة بإعادة برمجة اللقاء.
ثالث قضية كان نجم مقرة طرفا فيها، كانت الحادثة الغريبة التي وقعت في مباراة العلمة، والتي كانت متلفزة، لما احتسب الحكم نسيب ضربة جزاء ضد مقرة، بعد اصطدام الكرة بوجه أحد المدافعين، وهي الركلة التي لم تسجل، في حين كانت قضية لاعب «البابية» بوحافر الفصل الثاني من نفس المشهد، لأن الحكم أشهر له إنذارين في ظرف 16 دقيقة، لكنه واصل المباراة بطريقة عادية، الأمر الذي أجبر لجنة الانضباط على الاستعانة بشريط الفيديو، لتسليط العقوبة على اللاعب، ويكون فريق مقرة المتضرر الأكبر في هذه المواجهة.
ولعّل القطرة التي أفاضت الكأس في هذا الخصوص، قضية مقابلة النجم ضد مولودية سعيدة، لأن اللقاء عرفت نهايته أحداثا جد مؤسفة، بعد الافتراق على التعادل، والجميع كان ينتظر تسليط عقوبة «الويكلو» على نجم مقرة، لكن لجنة الانضباط استخرجت من الدليل العقابي الفقرة 40 من المادة 70، وفرضت عقوبة رادعة على الفريق تمثلت في اعتماد خسارته اللقاء على البساط، مع خصم 3 نقاط أخرى من رصيده، وهي عقوبة تسلط لأول مرة في البطولة الجزائرية، ومع ذلك فإن النجم تحدى كل العقبات «القانونية» وظل صامدا إلى غاية تجسيد حلم الصعود.
على صعيد آخر، فإن نجم مقرة كان «صغيرا» في بداية المشوار، إلا أنه كبر مع تقدم المنافسة، وقاعدته الجماهيرية أخذت في الاتساع، سيما بعدما اعتلى كرسي الريادة في مرحلة الإياب، فأصبح «الموج الأزرق» يخطف الأضواء بتنقلات الكثير من أنصاره رفقة التشكيلة، لتكون مباراة الصعود بالقبة كافية للتأكيد على أن النجم كسب دعم ومساندة مشجعين من كامل تراب ولاية المسيلة، وحتى من ولايات أخرى.
ص/ فرطــاس
* تشكيلته صنعت الحدث في موسم استثنائي
النجم.. فريق صغير لا يخيفه اللعب مع الكبار
يجمع المتتبعون لبطولة الرابطة المحترفة الثانية، على تصنيف نجم مقرة في خانة «المفاجأة السارة» للموسم المنقضي، لأن هذا الفريق، وفي أول تجربة له في هذا القسم مرّ مباشرة إلى صلب الموضوع، فاقتطع إحدى تأشيرات الصعود، ليكرر بذلك الانجاز الذي كان قد حققه في وقت سابق كل من شباب عين فكرون، دفاع تاجنانت، اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة، باتخاذ الدرجة الثانية محطة سريعة للعبور إلى حضيرة «الكبار».
انجازات النجم هذا الموسم، كانت كافية لإخراج منطقة مقرة من دائرة الظل، لأن هذه البلدية، التابعة إداريا لولاية المسيلة، تعداد سكانها في حدود 50 ألف نسمة، لكنها أصبحت تمتلك فريقا سيلعب في «كبار» البطولة الجزائرية، كأول حامل لراية تمثيل الولاية 28 في هذا القسم.
سطوع نجم مقرة عاليا، كان بتقدير «ممتاز»، سيما في مرحلة الإياب، لما اعتلى عرش الصدارة، وتواجد بفارق 6 نقاط عن أقرب المنافسين، لكن عقوبة الرابطة بخصوص قضية مباراة سعيدة، كانت بمثابة المنعرج الذي كاد أن يبخر حلم «المقراوية»، في آخر منعرج من السباق، إلا أن الصعود تحقق في نهاية المطاف، و»المعجزة» الكروية تجسدت ميدانيا، بتكلفة لم تتجاوز 14 مليار سنتيم، ولو أن المستقبل يبقى يكتنفه الكثير من الغموض، بعد طفو اشكالية الملعب على السطح، فضلا عن تلويح الرئيس بن ناصر بالاستقالة.
ص/ فرطــاس
* عز الديــن بن ناصر للنصــر
قبل عقدين وصفت بالمجنون لأني حلمت بانجاز اليوم !
اعتبر رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر، الصعود التاريخي الذي حققه فريقه، من ثمار سياسة العمل المنتهجة، رغم أنه يبقى بمثابة «معجزة» كروية تجسدت ميدانيا، وأوضح في هذا الصدد بأنه كان في سنوات سابقة قد تحدث عن مشروع كروي يرمي إلى تواجد النجم مع «كبار» الوطني الأول، لكن الأغلبية في مقرة قد ضحكت عليه، وصنفته في خانة «المجانين»، إلا أن الرد كان على أرض الواقع.
إمكاناتنا قليلة ونمثل مدينة عدد سكانها أقل من السنافر
• صراحة، هل كنتم تتوقعون النجاح في تحقيق الصعود؟
المؤكد أن أكبر المتفائلين في مقرة، لم يكن يراهن إطلاقا على لعب ورقة الصعود، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي عشناها، انطلاقا من إشكالية اعتماد الملعب، مرورا بتذبذب التحضير ووصولا إلى النتائج السلبية المسجلة في الجولات الأولى، لأننا لم نحصد سوى 5 نقاط من 18 ممكنة، الأمر الذي جعل الكثير من المتتبعين يسارعون إلى الجزم بأننا سنكون ضمن الثلاثي الذي سيسقط، والحقيقة أن هدفنا المسطر لم يكن يتجاوز عتبة ضمان البقاء بأريحية، لكن الوضعية تحسنت بعد التغيير الذي أجريناه مع مستوى العارضة الفنية، وإنهاء مرحلة الذهاب برصيد 27 نقطة، دفعنا إلى المراهنة على لعب ورقة الصعود.
• هل يعني هذا بأن المدرب عزيز عباس نجح في وضع بصمته على الفريق؟
خيار المدرب غيموز لم يكن موفقا، بسبب إستراتيجيته في العمل، والمبنية على تسيير المجموعة على حساب مصلحة الفريق، على اعتبار أنه كان قد استصغر الفريق، بالمقارنة مع الرابطة المحترفة الثانية، فعمد إلى تهميش العناصر ذات الخبرة، دون أي مبرر، في صورة نزواني، بولعنصر، مدور وحميتي، رغم أن النتائج كانت سلبية، ومطالبتنا بالنتائج دفعت به إلى رمي المنشفة، فكان خليفته عزيز عباس بمثابة الورقة التي راهننا عليها، كونه مدرب متعود على رفع التحدي، ويمتلك شخصية قوية، ويفضل دوما المغامرة، ونجاحه في ترتيب البيت بسرعة البرق تجلى في النتائج المسجلة.
• لكن حلم الصعود كبر في بداية مرحلة الإياب، فهل أن «الميركاتو» الشتوي كان سر ذلك؟
مؤشرات النجاح ارتسمت في النصف الثاني من مرحلة الذهاب، لأننا كنا نراهن على حصد 21 نقطة، في الشطر الأول من البطولة، لكن سلسلة النتائج الإيجابية التي حققناها، مكنتنا من رفع الرصيد إلى 27 نقطة، قبل أن نتحول إلى القوة الضاربة في مرحلة العودة، بدليل أننا اعتلينا عرش الصدارة، وعمقنا الفارق عن أقرب الملاحقين إلى 6 نقاط، إلا أن ذلك لم يشفع لنا بالاطمئنان على ورقة الصعود، وأجبرنا على انتظار الجولة الأخيرة وكذا إفرازات بعض المباريات لترسيم الصعود، وهو يبقي الكثير من علامات الاستفهام مطروحة.
• الأكيد أنكم تتحدثون عن قضية مباراة سعيدة، والعقوبة التي سلطت عليكم؟
تلك القضية تبقى وصمة عار في جبين الرابطة، لأنها عمدت إلى تطبيق نصوص قانونية على فريقنا، رغم أن الدليل العقابي للبطولة لم ينشر إطلاقا عبر موقع الرابطة والفاف على حد سواء، وخصم 4 نقاط من رصيد فريقنا، بعد اعتماد خسارتنا مقابلة سعيدة على البساط، يبقى سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، لكنه في حقيقة الأمر مجرد مخطط هندست له أطراف، استغلت مناصبها في الرابطة لقطع الطريق أمامنا في محاولة لتسهيل مأمورية أندية أخرى في الصعود، لأن من تواطأ في وضع هذا «الكمين» بحجة وجود نصوص قانونية، عمد إلى تجاهل نفس المادة في قضية مباراة الشلف وتلمسان في الجولة الأخيرة، ومن استهدفنا في «الكواليس»، كان ينتظر انهيار نجم مقرة كلية بعد تلك العقوبة، لكن ما حز في نفسي أكثر، أننا لم نلق أي مساندة من رؤساء النوادي.
الصعود كلفنا 14 مليارا وأجرة بعض لاعبينا 10 ملايين
• إلا أنكم تجاوزتم آثار هذه العقوبة بسلام؟
لم يكن من السهل التعامل مع عقوبة «غريبة»، قبل 3 جولات من نهاية البطولة، لأنها أزاحتنا من الريادة ودحرجتنا إلى الصف الرابع، والحسابات لم تكن تخدمنا حتى في حال الفوز في اللقاءات الثلاثة الأخيرة، لكن العدالة الإلهية أنصفتنا، خاصة بعد انهزام جمعية الشلف ووداد تلمسان، فأصبح مصيرنا بأيدينا، وما زاد في فضح «السيناريو»، الذي استهدفنا هو أن لجنة الاستئناف بلغتنا بقرار تثبيت العقوبة لحظات فقط قبل انطلاق لقائنا ضد شبيبة سكيكدة، وهذا الأمر مدروس، والمسعى منه تحطيم معنويات لاعبينا، إلا أن هذا القرار دفع باللاعبين إلى الإصرار على رفع التحدي، لتكون ثمار ذلك ترسيم الصعود بالانتصار في القبة، وقد كنا قريبين حتى من التتويج باللقب، لأننا الأجدر بالتاج، بالنظر إلى المشوار الميداني.
• نفهم من كلامكم بأن دابر الشك تسّرب إلى قلوبكم في آخر منعرج؟
هذا أمر لا نقاش فيه، لأن القرار الخاص بمباراة سعيدة كان مفاجئا، ولا أحد في الجزائر كان ينتظره، رغم أنه كشف عن نوايا مبيتة لحرمان نجم مقرة من الصعود، لكنه بالمقابل أجبر أبناء المنطقة على التجنّد، فكانت وقفة رجال الأعمال كافية لتمرير الإسفنجة على مخلفات العقوبة، بتوفير السيولة المالية، التي ساهمت في تحفيز اللاعبين في آخر جولات البطولة، لأن الإصرار على الصعود كان باستعمال سلاح النيف والإرادة، والعمل على التصدي لكل المناورات التي استهدفتنا في «الكواليس»، وما حدث في المباراة الأخيرة بالقبة أبرز دليل، حيث واجهنا منافسين إثنين في مقابلة واحدة.
• وماذا عن التكلفة المالية لهذا الإنجاز؟
انتهجنا في البداية سياسة عمل مبنية على «التقشف»، بمراعاة الوضعية المالية للنادي، وقد استقدمنا لاعبين برواتب لا تتجاوز في غالبيتها 30 مليون، باستثناء حالات «شاذة» والتي كانت تتقاضى 50 مليون سنتيم، لكن في وجود عناصر أخرى أجرتها في حدود 10 ملايين سنتيم، وهي أرقام حصرت الكتلة الشهرية لأجور اللاعبين ومختلف الطواقم في 650 مليون سنتيم، في الوقت الذي لعبنا فيه على ورقة التحفيزات، من خلال الرفع من منح المباريات، لتكون مصاريف الموسم عند عتبة 14 مليار سنتيم، باحتساب الرواتب المتبقية وكذا مكافأة الصعود، وهو مبلغ نصفه من عائدات الدعم الذي تلقيناه من رجال الأعمال بالمنطقة، مادامت إعانات البلدية بلغت 4,4 مليار سنتيم، وحصة النادي من دعم الولاية قارب 1,5 مليار سنتيم، مع تخصيص نسبة كبيرة لتسوية ديون المواسم الفارطة، والتي قدرت بنحو 3 ملايير سنتيم.
نحن الأحق باللقب والعدالة الإلهية أنقدتنا من «كمين»
• وكيف تنظر إلى مستقبل النجم بعد هذا الصعود التاريخي؟
مسيرتي على رأس النادي انتهت بنهاية الموسم، وقد كنت قد أشعرت الجميع بقراري منذ قرابة شهرين، ولو أن هذا الانجاز أعاد إلى ذاكرتي حادثة ظلت راسخة في مخيّلتي لسنوات طويلة، لأنني عندما توليت رئاسة النجم سنة 1998 كان الفريق ينشط في القسم الشرفي، بعد عودته إلى النشاط بحلة جديدة، وبعد موسمين من التألق تحدثت في جمعية عامة عن حلم اللعب في الرابطة الأول، فضحك الحضور واعتبروا ذلك الكلام «جنونا»، لكن المواسم مرت، وما كان «خرافة» أصبح حقيقة، وتكلفة التسيير لمدة 21 سنة، لم تتجاوز 70 مليار سنتيم.
• وهل وضعتم بعض الشروط للبقاء وخوض أول تجربة في الرابطة الأولى؟
تعداد سكان بلدية مقرة في حدود 50 ألف نسمة، وهو ما يقل عن عدد أنصار بعض منافسينا الموسم القادم أمثال شباب قسنطينة، مولودية واتحاد الجزائر وكذا وفاق سطيف، ومقارنتنا مع اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة ليس بنفس المقياس، لأننا لا نتوفر على الإمكانيات اللازمة، مادامت الانطلاقة تتطلب ما لا يقل عن 8 ملايير سنتيم، لاستقدام اللاعبين وضمان التحضير الجيد، كما أن مشكل الملعب أصبح مطروحا، بسبب عدم انطلاق الأشغال، والوضعية الراهنة ستجبر النجم على استقبال ضيوفه خارج الديار لموسمين على الأقل، وعليه فإنني أؤكد بأنني مستقيل، وذلك لا يعني الانسحاب الكلي من محيط الفريق.
حاوره: صالــح فـرطــاس
* المدرب عزيز عباس
ما حققناه استثنائي و بصمت وهذه أحسن محطة في مشواري
•أتلذذ بالانجاز والفصل في مستقبلي مؤجل
تحدث المدرب عزيز عباس في حواره للنصر، عن سر نجاحه مع نجم مقرة، ونجاحه غير المنتظر في قيادة الفريق إلى الرابطة الأولى، ومن ثمة دخول التاريخ، كما عبر عن سعادته الكبيرة، بعد مساهمته في كتابة تاريخ الكرة المقراوية بأحرف من ذهب، وإخراج هذه المدينة الهادئة من دائرة الظل.
• بعد تهنئتكم بالانجاز التاريخي، كلمة موجزة عن حصاد الموسم ؟
الشكر موصول لكم على اهتمامكم بالفريق، من خلال متابعة كل خطواته وتغطية نشاطه طوال الموسم، فعلا، الصعود يعد انجازا تاريخيا، وغير مسبوق، خاصة وأن فريقي لم يضع الارتقاء إلى الرابطة الأولى، هدفا أساسيا كونه يعد ضيفا جديدا على هذا القسم، ومن ثمة لا يملك الخبرة المطلوبة، وكان ضمان البقاء بأريحية يعد إنجازا في حد ذاته.
• ما هو شعورك وأنت المهندس الأول لهذا الإنجاز، على الأقل من الناحية الفنية؟
صراحة الصعود كان مستحقا، ولم يكن هدية من أي طرف كان، وقد غمرتنا فرحة كبيرة بعد الفوز في جولة الاختتام، أمام رائد القبة بعد أن تعرضنا للظلم، من خلال خصم 4 نقاط من رصيدنا، لذلك، أرى بأن الصعود يعتبر بمثابة تحدي، على اعتبار أن الفريق قد دخل التاريخ وعمره لا يتعدى 21 سنة (تأسس عام 1998)، ما هو أكيد أن هذا الصعود يعتبر مفاجأة مدوية، في ظل نقص الخبرة، ونقص الإمكانيات وحداثة عهد النادي مع حظيرة المحترفين.
• ألا ترى بأن المشوار كان شاقا؟
فعلا، لم نجد الطريق مفروشا بالورود، حيث صادفتنا عقبات عديدة، انطلاقا من المنافسة الشديدة من قبل بفض الفرق الطموحة، وصولا إلى «حقرة» رواد كرتنا بتسليط عقوبات قاسية وظالمة، من أجل حرماننا من الصعود، لكن العدالة الإلهية أنصفتنا، وانتظرنا المباراة الأخيرة لترسيم ارتقاءنا، وهنا أؤكد بأنه لولا خصم 4 نقاط من رصيدنا، لأنهينا البطولة في الصدارة وظفرنا بلقبها.
• ما هي طبيعة العقبات التي واجهت فريقك؟
هي لا تخرج عن دائرة الحقرة، انطلاقا من التظلمات التحكيمية، مرورا بالبرمجة الجهنمية، وصولا إلى عمل الكواليس، خاصة في مرحلة الإياب.
• ما هو سر نجاح فريقك؟
لا يوجد أي سّر، كل ما في أمر أن الفريق كان منضبطا، وعمل بجد وإخلاص مع الإيمان بحظوظه، ولو أنه غداة اعتلائي العارضة الفنية في الجولة السادسة، لم نضع الصعود كهدف، كما أن قوة الفريق تكمن في روحه الجماعية، ما مكنه من أداء موسم استثنائي ورفع التحدي في وجه المشاكل، دون نسيان دور الإدارة التي وفرت كل ظروف الراحة، ودعم الأنصار الذين كانوا دوما إلى جانب الفريق.
• متى راودك الشك في تحقيق الصعود؟
لا أخفي عليك، بأنني تعرضت لصدمة كبيرة بعد خصم النقاط من رصيد فريقي، إلى درجة أن حالة من الشك انتابتني، سيما وأنني كنت متيقنا من حجز إحدى تذاكر ركوب القطار، لكن بعد إفرازات الجولة ال29، التي خدمتنا كثيرا بسقوط وداد تلمسان على أرضه، أدركت حينها بعودة الأمل، وما زادنا تفاؤلا، امتلاكنا مصيرنا بأرجل لاعبينا.
• ومن أين كانت لفريقك القوة للتنافس على الصعود في أول موسم له؟
لم تكن هناك قوة، وإنما «تحدي» لدخول التاريخ، عملنا خطوة بخطوة، وفي صمت دون إحداث ضجة، وقطفنا الثمار التي جعلت مدينة مقرة تعيس أزهى أيامها، كما أن قوة الفريق كانت مستمدة من خبرة بعض اللاعبين المحنكين وطموح الوجوه الشابة، وهو ما شكل مزيجا، أعطى الإضافة المطلوبة.
• أكيد أن التركيبة البشرية ساعدتك على أداء مشوار استثنائي؟
هناك لاعبين مخضرمين أعطوا الكثير من القوة والدعم للتشكيلة، بفضل خبرتهم على غرار بولعينصر وبيبي ونزواني وحميتي، إلى جانب بوفليح المنتدب في الميركاتو الشتوي، مقابل وجود عناصر شابة زادها الوحيد العزيمة والإرادة وحب التألق.
• وكيف ترى مستقبل الفريق؟
المستقبل مرهون بمدى قدرة المسيرين على توفير ظروف العمل، لأن المحترف الأول، يختلف عن الرابطة الثانية، وفي اعتقادي ببقاء الرئيس بن ناصر، لا خوف على النجم.
• نجاحك سيجعلك محط أنظار أندية أخرى هل سيغادر عباس النجم؟
الحديث عن بقائي سابق لأوانه، ولو أنني أحتفظ من أسرة النجم بذكريات، لن تمحى من مخيلتي مدى الحياة، لأن هذا الصعود اعتبره أحسن محطة في مشواري المهني، أنا الآن استمتع بنشوة الصعود التاريخي ومن ثمة سأحدد مستقبلي.
حاوره: م ـ مداني
* قالوا عن الصعود
الحارس عادل شلالي
أخرجنا مقرة من دائرة الظل
لا أجد العبارات المناسبة للتعبير، عن فرحتي الكبيرة بهذا المكسب التاريخي، لأننا صراحة أخرجنا مدينة مقرة من دائرة الظل، لتكون محطة لأكبر النوادي الجزائرية، لقد خالفنا كل التوقعات وتحدينا جميع الصعاب بما فيها الحقرة والظلم، وذلك بفضل تضحيات الرجال، على الأنصار التمتع بهذه اللحظات التاريخية، التي ستبقى منقوشة بأحرف من ذهب في سجل الفريق».
المدافع سفيان مباركي
صعود أسطوري
أعتقد بأن هذا الإنجاز التاريخي، تحقق بعرق جبيننا وفضل التضحيات الجسام، التي كانت من جميع الأطراف، سيما اللاعبين الذين تحدوا الحقرة والظلم، ورغم التحاقي في فترة الميركاتو الشتوي، إلا أنني ساهمت في هذا المكسب الثمين، الذي جسد مقولة يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، على اعتبار أنه لا أحد رشح مقرة للتنافس على أحد التأشيرات.
المهاجم فارس حميتي
فرحة الأنصار أنستنا تعب الموسم
أنا جد مسرور بهذا الصعود، الذي لم يكن هبة بقدر ما تطلب الكثير من التضحيات، المهم أننا قدنا الفريق لدخول التاريخ، وجعل كل مدينة مقرة تعيش أفراح كبيرة وغير مسبوقة، كما أن الأكيد أن المهمة لم تكن سهلة أمام العقبات العديدة، والظلم الذي تعرضنا له، لكن إرادتنا كانت أقوى في الأخذ بيد الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى لأول مرة في تاريخه، وشخصيا لما أرى فرحة الأنصار، أنسى تعب الموسم بأكمله»
المدافع عياش زيواش
بعض أهدافي كانت حاسمة
رغم كوني أشغل منصب مدافع، إلا أنني ساهمت في هذا الصعود، بفضل الأهداف التي سجلتها، والتي كانت في معظمها حاسمة، لذلك، أنا سعيد جدا بهذا الإنجاز، الذي كان ثمرة مجهودات كبيرة، وعمل جماعي، ناهيك عن دعم الأنصار الذين لم يبخلوا علينا بشيء» رصدها: م ـ مداني
* هداف الفريق عبد الحليم نزواني
ظلم الرابطة زاد من حلاوة الصعود
• ماذا يمثل الصعود بالنسبة إليك مع نجم مقرة؟
هذا الصعود يحمل دلالات كثيرة في أول موسم لي مع النجم، وما يزيد في حلاوته الصعوبة، التي وجدناها حيث صبرنا على الظلم الذي تعرضنا له، الأمر الذي يجعلني، أصنفه في خانة أفضل ذكرى في مشواري الكروي.
• وهل كنت واثقا من قدرة الفريق على رفع التحدي؟
في البداية كان هدفنا ضمان البقاء، لكن بمرور الجولات تفتحت الشهية، وعمدنا إلى رفع العارضة انطلاقا من مرحلة الإياب، لكن، العقوبات التي استهدفت الفريق، جعلتني أبدي الكثير من المخاوف، قبل أن تنصفنا العدالة الإلهية.
• أين كانت تكمن قوة فريقك؟
قوتنا كانت تكمن في تضامن اللاعبين وروحهم الجماعية، والإنتصارية، ما سمح لنا بتخطي عديد العقبات بنجاح.
• وكيف تتوقع ظهور النجم في الرابطة الأولى؟
أنا على يقين من أن الفريق لن تخيفه طبيعة الرابطة الأولى، حيث أرشحه لأن يؤدي موسما محترما، بفضل كفاءة وخبرة مسيريه، لكن عليهم من الآن التفكير والتحضير للموسم القادم.
• وهل أنت باق الموسم المقبل؟
مبدئيا، سأواصل مشواري، خاصة وأنني مرتبط بعقد لمدة سنتين.
حاوره: م ـ مداني
أرقام من مشوار الفريق
• انتزع نجم مقرة 57 نقطة، نتجت عن 16 فوزا و9 تعادلات، مع تلقي 5 هزائم، وقد كان الفريق قد أنهى مرحلة الذهاب في الصف الخامس بمجموع 27 نقطة، وانتفاضته كان في الإياب، بحصد 30 نقطة، ليكون أقوى فريق في النصف الثاني من البطولة، رفقة اتحاد بسكرة.
• استقدم النجم في «الميركاتو» الشتوي 5 لاعبين جدد، لكن مباركي كان أهم ورقة في هذه الاستقدامات، بمعية شيخي، وبدرجة أقل بوفليح وفقعاص، بحكم عدم القدرة على تدارك نقص المنافسة، بينما لم يقدم بن قويدر الإضافة المرجوة.
• افتتح الشيخ التوهامي، عداد نجم مقرة من الأهداف في الجولة الأولى بالحراش، ووقع زميله زيوش على هدف الصعود في الجولة الختامية بالقبة، في مشوار سجل فيه مهاجمو النجم 36 هدفا، وكان أعلى حصة الفوز بثلاثية في بوسعادة في الجولة 17.
• كان نجم مقرة أقوى فريق خارج القواعد، بحصده 21 نقطة في 15 مقابلة، بعد إحرازه 5 انتصارات في البليدة، سكيكدة، بوسعادة، عنابة والقبة، مع تحقيق التعادل في 6 مباريات، مقابل تلقي 4 هزائم، أثقلها كان في وهران أمام «لازمو» بثلاثية نظيفة.
• تعرض مدرب نجم مقرة للعقوبة في مناسبتين، الأولى في «الديربي» ضد بوسعادة، وحرم على إثرها من مزاولة مهامه لمدة شهر نافذ، بينما كانت الثانية لقاء تلمسان، بسبب استفزاز الجمهور، وسلطت عليه عقوبة 4 مباريات نافذة.
• كان القائد نبيل بيبي أكثر لاعبي نجم مقرة تحصلا على البطاقات الصفراء، بإجمالي 8 إنذارات طيلة الموسم، متبوعا بزميلة حسام هبال، وقد تحصل لاعبو النجم على 56 إنذارا على مدار 30 مباراة في مشوار البطولة.
• يبقى نجم مقرة مجبرا على اللعب دون جمهور في 3 مباريات الموسم القادم في الرابطة المحترفة الأولى، من أجل استنفاذ العقوبة المسلطة عليه، والتي تبقى سارية المفعول، وسيكون النجم مرغما على إجراء المقابلة «التاريخية» الأولى له في حظيرة «الكبار» بالاستقبال خارج الديار.
جمعها: ص/ فرطــاس
التعداد الرسمي لنجم مقرة
حراس المرمى: شلالي عادل - بوزياني زكرياء –
الدفاع: بيبي نبيل – هبال حسام - مباركي سفيان - أوكريف محمد – زيوش عياش – نورة محمد الشريف – شيخي عبد المؤمن - خليفي أسامة – مدور اليزيد -
وسط الميدان: أميري علي – الشيخ التوهامي محمد - بوفليح إسلام – فقعاص عزيز – لعراف سفيان – دمان أدهم
الهجوم: بالح صدام حسن – بولعنصر رفيق - حميتي فارس – دمان أكرم – نزواني عبد الحليم – بن قويدر اسامة
المدرب: عزيز عباس
مساعد المدرب: شراد مليك
مدرب الحراس: مرواني عبد الرزاق
رئيس النادي: عزالدين بن ناصر
الرئيس المدير العام للشركة الرياضية: حسام الدين دمان
الأعضاء: عبد المجيد عطوي – مقدور عبد القدار – روابح الهاشمي – حميدات عمار.
الطبيب: مصطفاوي لقشيشي
الممرض: قشش المرواني
المدلك: عزي عبد الحق