كهينة زروال ، إشراق قوراري، بلقيس هبة الله و حجاب عبد الكريم و محمود محمد إسلام، طلبة جامعيون في طوري الليسانس و الماستر، تمكنوا بفضل عزيمتهم القوية و إصرارهم على النجاح من التفوق، ليحتلوا المراتب الأولى على مستوى دفعاتهم بتقدير ممتاز، و يخلدوا أسماءهم في سجل المتفوقين بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة،
أعدتها / أسماء بوقرن
قابلتهم النصر مؤخرا، خلال حفل تخرجهم، فحدثونا عن أسرار تفوقهم و عن طموحاتهم المستقبلية.
* حجاب عبد الكريم ليسانس علم المكتبات
السر هو الابتعاد عن الأشخاص السلبيين
ظفر الطالب حجاب عبد الكريم، من ولاية المسيلة، بالمرتبة الأولى في دفعة الليسانس لهذا الموسم تخصص علم المكتبات و المعلومات، بمعدل فاق 14 من عشرين، ليكون من أبرز المتوجين في حفل اختتام السنة الدراسية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مؤخرا، حدثناه عن سر نجاحه، فقال بأن الصعوبات التي واجهها خلال تواجده في الإقامة الجامعية، لم تقف في طريق تفوقه إذ استغلها كعامل قوة لتحقيق الأفضل، و وضع كامل ثقته في قدراته و أبعد كل الأشخاص السلبيين عن حياته ليحقق حلم المرتبة الأولى على الدفعة، وهو ما حدث فعلا بعد ثلاث سنوات من الجد، قضى خلالها وقتا طويلا بين رفوف المكتبات، التي تحولت إلى متنفس وحيد يهرب إليه من مشاكل الإقامة الجامعية و يبعده عن من يثبطون عزيمته، حيث كان حريصا على حضور كل المحاضرات و منتبها جيدا لكل توجيهات الأساتذة.
و حسب محدثنا، فإنه يتوجب على الطالب أن لا يعتمد بشكل مطلق على ما يقدم له خلال الدرس لكونه غير كاف، بل يتعين عليه أن يسعى من خلال زيارته الدائمة للمكتبة إلى إثراء معلوماته، و إعداد البحوث الجيدة، كما يستغل الشبكة العنكبوتية في مجال تخصصه ليكون مواكبا لجل التطورات، و يرى أيضا بأن تشجيع عائلته له كان حافزا قويا لنجاحه، الذي حلم دائما بأن يهديه لوالديه، كما حلم منذ دخوله الجامعة بأن يحظى يوما بتكريم من قبل رئيسها.
ويطمح الطالب عبد الكريم، إلى مواصلة دراسته الجامعية و الالتحاق بطور الدكتوراه، ليكون مفخرة لوالديه و لجامعة محمد بوضياف، التي درس بها خلال أول سنة سبقت انتقاله إلى قسنطينة.
* هبة الله بلقيس ليسانس أدب عربي
أعتمد أسلوبا خاصا و لا أنتظر الامتحان
اقتطعت تأشيرة الماستر بمعدل 15 من عشرين، لتكون الأولى على دفعتها، هي الطالبة هبة الله بلقيس المتفوقة الأولى في قسم الأدب العربي بجامعة الأمير عبد القادر، قالت للنصر، بأن عشقها للغة العربية و الشعر و النثر و كتابة القصص و الخواطر، كان أول دافع لها لدراسة هذا التخصص، كما ظل خزان طاقة تتزود منه لتجتهد و تجد في الدراسة.
أخبرتنا بأن، سر نجاحها يكمن في اعتمادها أسلوبا خاصا في المراجعة لا يختلف كثيرا عن أسلوب تلاميذ المدارس، إذ أوضحت بأنها، تراجع المقاييس بشكل يومي ولا تترك شيئا ليوم الامتحان، كما تحرص على حضور كل المحاضرات، و تدوين كل ما يقدمه الأستاذ، لتثري به لاحقا ملخصات تعدها يوميا عن كل درس، وهي ملخصات تعدها وفق معايير إنجاز البحوث كما أنها طالبة تعتمد كثيرا على مطالعة المراجع المكتبية، كما تنصح طلبة هذا التخصص بالتخلي عن الطرق التقليدية في الحفظ و إعطاء أهمية أكبر للفهم، مؤكدة بأن السر الأهم يكمن في اجتهادها الدائم إلى جانب الدعم النفسي الذي تتلقاه من أهلها.
و تطمح هبة الله اليوم، لمواصلة الدراسات العليا و الحصول على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي.
* كهينة زروال ماستر مقارنة الأديان
التكوين الذاتي سر تفوقي
تصدرت الطالبة كهينة زروال من ولاية باتنة، ترتيب طلبة دفعة الماستر تخصص مقارنة الأديان بمعدل 15.92، بفضل مثابرتها و اعتمادها على مخطط محكم في الدراسة، قائلة بأنه يتعين على الطالب أن يستغل ذكاءه في تكوين نفسه ذاتيا، وعدم الاكتفاء بتلقي الدروس و تدوينها بشكل آلي، لأن هذه الطريقة التقليدية توقعه في فخ العشوائية و تصعب عليه مهمة فهم ما يدرسه، حيث تقترح على غيرها من الطلبة اعتماد طريقتها في المراجعة و التي مكنتها من الحفاظ على المرتبة الأولى منذ ثاني سنة جامعية لها.
تقول محدثنا : « كنت أتابع المحاضرات بشكل دائم و أركز جدا فيما يقدمه الدكاترة و الأساتذة و أنتقي المعلومات الأهم، و اعتبرها بمثابة معلومات قاعدية و منطلقا لإعداد الملخصات»، مضيفة بأنها كانت تحرص على إنجاز الكثير من البحوث في الحصص التطبيقية و تقديمها بشكل جيد وفقا لتوجيهات الأساتذة، الذين أرجعت إليهم الفضل الكبير في تفوقها، قائلة بأنها تطمح للالتحاق بالدكتوراه و العمل في مجال الإرشاد الديني، كما تسعى لاستغلال تخصصها في تشجيع الأجانب على اعتناق لإسلام، و التعريف بعقيدتنا الصحيحة و التي تتعرض للتشويه بفعل التكنولوجيات الحديثة كما عبرت.
* محمود محمد إسلام ماستر صحافة
التكوين الخارجي مهم لتحقيق التفوق
استطاع الطالب محمود محمد إسلام، من ولاية وادي سوف التفوق بجد و كد على طلبة دفعة الماستر2019، تخصص صحافة مطبوعة و إلكترونية، بعدما حقق معدل 17.50، و أرجع الطالب سر نجاحه لتجربته في الحقل الإعلامي التي تجاوزت 8 سنوات، قال بأنه اطلع خلالها على طبيعة العمل الميداني، ما عبد الطريق أمامه عند التحاقه بالجامعة، حيث وجد سهولة كبيرة في الدراسة و استيعاب كل ما يقدم له من معلومات نظرية، أضافت الكثير لتجربته في المجال، موضحا بأنه استغل افتتاح قنوات السمعي البصري بينما كان تلميذا مقبلا على اجتياز البكالوريا، لاقتحام مجال الإخراج الذي تعلمه قي سن مبكرة، حيث احتك بمختصين في المجال، و عمل كمخرج في موقع إلكتروني، كما شارك كذلك في عديد الأعمال التلفزيونية، مشيرا إلى أن الأساتذة كثيرا ما كانوا يستعينون بخبرته الميدانية خلال الدروس التطبيقية خصوصا وأنه عادة ما يشارك في المقاييس التي يدرسها بتقارير مصورة يعدها بنفسه، و يشرح كواليس تحضيرها لغيره من الطلبة.
محدثنا قال، بأنه درس الإخراج في النادي الطلابي التابع للإقامة الجامعية لالة فاطمة نسومر، وهو ما ساعده على تطوير معارفه في مجال السمعي البصري، أما حلمه فهو الالتحاق بطور الدكتوراه إرضاء لوالدته.
* إشراق قوراري ماستر لغة تركية
هكذا أراجع دروسي
حققت الطالبة إشراق قوراري، معدل 17 من 20، لتكون الأولى على دفعة الماستر لغة تركية بجامعة الأمير هذه السنة، وهو توفيق أرجعت الفضل فيه إلى الله و لاجتهادها الكبير طوال مسارها الجامعي، فقد بذلت كما قالت، جهدا مضاعفا في سبيل تحقيق التميز، من خلال الحرص على تنظيم وقتها و الحضور الدائم كما لم تكتف بما يقدم في المحاضرات، وسعت دائما للبحث عن معلومات إضافية لتثري بها معارفها، حيث عبرت قائلة « أحاول تخصيص وقت لمشاهدة الأشرطة الوثائقية و كذا الحصص التثقيفية باللغة التركية، لأعزز رصيدي اللغوي و اكتسب طلاقة في الحديث، لأن الشهادة الجامعية وحدها لا تعتبر مؤهلا كافيا بل يجب تدعيمها بالتكوين الذاتي».
إشراق قالت للنصر، بأنها اختارت شعبة اللغات الأجنبية في مرحلة التعليم الثانوي، و كانت تطمح لدراسة اللغة الألمانية في الجامعة، لكن ظروف خاصة حالت دون ذلك، غير أن الأمر لم يثبط عزيمتها فحاولت اختيار تخصص يتماشى مع تطلعاتها وعليه فقد توجهت لدراسة اللغة التركية بشغف و حب كبيرين موضحة بأنها، تطمح في النجاح في مسابقة الدكتوراه لتتمكن من التدريس ونقل تجربتها للطلبة الجدد ، كما ترغب في ولوج مجال الترجمة كذلك.
و بخصوص مذكرة الماستر التي ناقشتها هذا الموسم، تحت عنوان « ترجمة الفصول الثمانية الأولى من كتاب الكاتب التركي إسماعيل باشا» فقد قالت محدثتنا، بأن الاختيار كان بمثابة تحد لها على اعتبار أن الكاتب معروف بلغته الصعبة وقليل ما يختاره الطلبة كموضوع للتخرج.