أنسى جمال بلماضي في أقل من عام، على تعيينه على رأس العارضة الفنية للخضر، الجزائريين مرارة ثلاثة عقود من الخيبة والخذلان، حيث كان المدرب المثابر، مهندس تتويج الخضر بلقب كأس الأمم الإفريقية.
وكانت عشرة أشهر فقط، كفيلة بكتابة تاريخ من ذهب لبلماضي في عالم التدريب، بعدما قاد الخضر إلى الفوز بواحدة من أصعب البطولات وأكثرها إثارة، ليفرض نفسه ضمن أفضل المدربين، في العالم في 2019.
و قاد بلماضي الخضر إلى الفوز بلقب كأس الأمم الإفريقية، خلال النسخة التي استضافتها مصر شهر جويلية الماضي، ليكون اللقب الثاني للمنتخب الوطني في تاريخ البطولة، والأول للخضر خارج الجزائر، كما أصبح بلماضي أول مدرب عربي وإفريقي، ترشحه الاتحادية الدولية لكرة القدم (الفيفا)، لنيل جائزتها لأفضل مدرب رجال 2019، حيث احتل الصف الرابع.
وأثبت صاحب 43 عاما، بفوزه مع الخضر باللقب القاري هذا العام، أنه “سبيشيال وان” الكرة الجزائرية والإفريقية، حيث حقق بلماضي النجاح في كل محطة تدريبية له، وهو نفس الشيء الذي استحق من خلاله البرتغالي جوزي مورينيو المدير الفني الحالي لنادي توتنهام والسابق لريال مدريد الإسباني و بورتو البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي، لقب “سبيشيال وان” على مدار سنوات، نظير نجاحاته الباهرة.
وقدم بلماضي للمنتخب الوطني ما افتقده في السنوات القليلة الماضية منذ رحيل البوسني وحيد حليلوزيتش، وهو الحماس والإصرار والرغبة في إثبات الذات، كما أن قربه من اللاعبين ظهر في أكثر من محطة خلال "الكان"، تصرفاته في التمارين معهم، والاحتفال وسطهم في أرض الملعب ومعانقتهم بحرارة، ولكن اللحظة الأبرز كانت في ربع النهائي أمام
كوت ديفوار، فاللاعبون ينفذون ركلات الترجيح الحاسمة، بينما ينصرف هو لمواساة يوسف عطال الجالس بالدموع على مقاعد البدلاء، بعد إصابته في الشوط الأول، ومغادرته أرضية الميدان.
وتم ترشيح بلماضي للعديد من الجوائز، بعد العمل الباهر الذي بصم عليه مع الخضر بقيادتهم للقب القاري الذي طال انتظاره، فضلا عن عدم تذوقه طعم الهزيمة مع المنتخب ل16 مباراة متتالية في عام 2019، واحتل مهندس النجمة الثانية الصف الرابع في ترتيب «الفيفا» لأفضل التقنيين في العالم، كما خطف “سبيشل وان” الجزائر الوصافة لأفضل مدرب وطني لهذه السنة، مع تواجده في أفضل رواق لافتكاك لقب «ذو بيست» في إفريقيا، خلال الحفل الذي ستنظمه الكاف بتاريخ السابع من شهر جانفي الداخل.
ولم يحظ بلماضي بنفس القدر من الإنجازات، خلال مسيرته كلاعب مع المنتخب الوطني، حيث خاض نحو 20 مباراة فقط في الفترة من 2000 إلى 2004، ولكنه قدم خلال عشرة أشهر على مقعد الناخب الوطني، ما صنع تاريخا باسمه مع الخضر ليصبح “سبيشيال وان” الكرة الجزائرية والإفريقية.
مروان. ب