استطاعت السينما الجزائرية على قلة الإنتاج أن تفرض نفسها في المحافل الدولية في سنة 2019و طبعت حضورها المميز في المشهد السينمائي بعديد الجوائز التي افتكها مخرجون شباب في مهرجانات دولية عربية و أجنبية، و في مقدمة الأعمال المتوجة فيلم « بابيشا» و « 143 طريق الصحراء» اللذين افتكا حصة الأسد من الجوائز.
«بابيشا» يكسر طابو العشرية السوداء و يحصد الجوائز
حقق الفيلم الروائي الطويل «بابيشا» للمخرجة الشابة مونية مدور،نجاحا باهرا هذه السنة ، و استطاع أن يفرض مكانته في المشهد السينمائي الدولي، بالرغم من الجدل الذي صنعه ، حيث شارك في أكثر من عشرة مهرجانات سينمائية عبر العالم بفرنسا و بلجيكا و تونس و غيرها، لينافس عدة أعمال عربية و أجنبية، و يتوج بعدة جوائز، منها جائزة الجمهور و جائزتي أحسن سيناريو وأحسن ممثلة بمهرجان أنغوليم 12 للفيلم الفرانكفوني بفرنسا ، كما نال جائزة «الجونة الذهبية» عن أفضل فيلم عربي روائي طويل في الطبعة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر ورشح ضمن مهرجان سيزار ، كما استرعى اهتمام النقاد والصحافة العربية والأوروبية.
و تدور أحداث الفيلم حول معاناة المرأة خلال العشرية السوداء، من خلال طالبات جامعيات جزائريات، يتابعن دراستهن بالعاصمة، و يعشقن الحياة و اللهو ، إحداهن تبيع إبداعاتها في الحياكة في النوادي الليلية بهدف الانطلاق في المهنة كمصممة محترفة، غير أنهن يصطدمن بواقع مر ، حيث يشعرن بتصاعد الضغط عليهن، من قبل إسلاميين متشددين.
و شاركت في العمل الفنانتان الجزائريتان لينا خودري و شيرين بوتلة المرشحتان لجوائز سيزار لسنة 2020 عن فئة الإبداع النسوي .
«143 طريق الصحراء» يحصد جائزة عالمية في عرضه الأول
و يتناول فيلم «143 طريق الصحراء» للمخرج حسان فرحان قصة مليكة التي تملك مطعما صغيرا في ملتقى طرق بالصحراء الجزائرية، يوفر وجبات جاهزة للمسافرين من سائقي الشاحنات و الباحثين عن المغامرات وعابري السبيل، و قد تمكن من افتكاك عدة جوائز ، حيث حصد في أول عرض عالمي له جائزتين في مهرجان لوكارنو الدولي 72 جنوب شرق سويسرا، و هما «جائزة أحسن مخرج ناشئ» وجائزة «لجنة تحكيم الأصاغر»، و نال «نجمة الجونة الفضية» للفيلم الوثائقي الطويل ، بعد أن تنافس مع ثمانية أعمال أخرى من عدة بلدان .
«إلى آخر زمان» سنة ثانية من التتويجات
واصل الفيلم السينمائي «إلى آخر زمان» للمخرجة الجزائرية ياسمين شويخ تحقيق النجاح، بعد سنة من عرضه و نيله عديد الجوائز، إذ يعد من أبرز الأعمال التي استطاعت أن تنال مجموعة من الجوائز سنتي 2018 و 2019 ، حيث افتك هذا العام ثلاث جوائز في مهرجان مسقط الدولي للفيلم السينمائي ، بسلطنة عمان، فتوج بالخنجر الذهبي، و هي الجائزة الكبرى للطبعة العاشرة للمهرجان ، إضافة إلى جائزة النقد و جائزة أحسن ممثل، التي عادت للممثل الرئيسي جيلالي بوجمعة.
و يروي العمل قصة حب تبدأ أطوارها بين الشيخ علي، حفار القبور في مقبرة « سيدي بولقبور»، الذي تعود على استقبال العائلات التي تقصد المقبرة لزيارة موتاها، و العجوز جوهر و هي أرملة في عقدها السابع، فعندما زارت لأول مرة قبر شقيقتها، طلبت من حفار القبور علي أن يحضر جنازتها قبل أن تموت، فيوافق على طلبها، رغم أنه أثار استغرابه. و تبرز حبكة الفيلم، مع تعدد و تطور اللقاءات بين علي و جوهر ، و نشوء علاقة عاطفية بين الطرفين، منبتها «المقبرة»، رمز الموت.
«أبو ليلى» أول فيلم طويل للمخرج أمين سيدي بومدين يحصد التتويجات
نجح المخرج الشاب أمين سيدي بومدين الذي اشتهر بشريطين قصيرين هما « غدا الجزائر «و «الجزيرة «، بفضل فيلمه الروائي الطويل الأول «أبو ليلى» الذي دخل المنافسة في قرابة 30 مهرجانا دوليا ، في افتكاك جائزة أحسن فيلم في المهرجان الأوروبي للفيلم بإشبيلية باسبانيا، كما حاز على جائزة النقد ، فيما فاز الممثل إلياس سالم الذي أدى دور البطولة ب»التانيت الذهبي» لأحسن أداء رجالي في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية بتونس.
«ليلة نار» أفضل وثائقي في مهرجان زاكورة
توج الفيلم الجزائري “ليلة النار” للمخرج خالد شنّة بالجائزة الكبرى في المهرجان الدولي العربي الإفريقي الوثائقي بمدينة زاكورة المغربية، و يروي حقبة من تاريخ بسكرة الحافل بالمقاومات الشعبية، و كذا وقائع ليلة اندلاع ثورة التحرير و الهجومات التي شنها المجاهدون على الجيش الفرنسي بمدينة بسكرة تلك الليلة الخالدة.
و يتضمن العمل مقابلات تتضمن شهادات لمجاهدين شاركوا في الهجمات، ليستعيد المخرج خالد شنة ذكرياتهم و يقدمها بطريقة بصرية، كما يتضمن العمل مداخلات لأساتذة وأكاديميين وباحثين في التاريخ، إضافة إلى اعتماده على صور و وثائق من الأرشيف، كما اعتمد العمل على خرائط ذات أبعاد ثلاثية و مشاهد تمثيلية في قالب درامي يحاكي الواقع.
«سينابس» يخطف «النعامة الذهبية»
من جهته حصد الفيلم الجزائري “سينابس” للمخرج نور الدين زروقي الجائزة الكبرى «النعامة الذهبية» في مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير بموريتانيا ، ويروي في قالب كوميدي، سلوكيات ركاب حافلة لنقل المسافرين بمنطقة نائية، تجعل التواصل الإيجابي بينهم منعدماً، وتؤدي إلى تفسيرات متضاربة من طرف الركاب لسلوكات بعضهم البعض. و لكل واحد منهم وجهة نظره، ولكن هناك قاسم مشترك يجمعهم وهو الصمت وعدم التواصل بينهم، حتى يحدث شيء ما يحرر الركاب من سكوتهم و يغير مسار الرحلة.
المنارة الذهبية من نصيب « كاين و لا مكانش »
حاز هذه السنة الفيلم القصير «كاين و لا ما كانش» للمخرج عبد الله قادة من ولاية عين الدفلى ، على جائزة المنارة الذهبية 2019 في صنف الفيلم القصير ضمن فعاليات المهرجان الوطني للإبداعات السمعية البصرية للشباب ببومرداس، و يحكي هذا العمل الدرامي ، قصة اجتماعية واقعية تسلط الضوء على صراع شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لفرض نفسه في المجتمع . أسماء بوقرن