تثار في مناسبات عدة مسائل تتعلق بمستقبل الصحافة في عالم اليوم، في ظل التنافس الشرس الذي تفرضه شبكات التواصل الاجتماعي وسرعة انتشار المعلومة و التطور المتسارع والكبير في تكنولوجيات الاتصال وخاصية المتلقي الجديد.
وفي الجزائر التي تحيي اليوم الوطني للصحافة المصادف للثاني والعشرين أكتوبر من كل سنة، تثار هذه المسائل منذ سنوات ضمن معادلة متعددة الأبعاد، مرتكزاتها التمسك بأخلاقيات المهنة و الاحترافية والإدراك الجيد لحدود الحرية والمسؤولية، وتحدي تقديم محتوى إعلامي وطني بجودة عالية لمواجهة حروب الجيل الرابع و التحديات الجيو-سياسية في المنطقة وتحديات الأمن.
و المؤكد اليوم أن الصحافة بمفهومها الكلاسيكي تخضع لمراجعات عديدة بل هي اليوم تفقد الكثير من المساحات لصالح شبكات التواصل الاجتماعي بفضل التطور الهائل في تكنولوجيات الاتصال التي غزت كل شعوب العالم، والتي ساهمت في جانب منها في خلق متلق ذو خصوصيات جديدة.
وإذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي لا يمكنها تعويض الصحافة -حسب الخبراء في المجال كونها لا تخضع للرقابة التي تفرضها أخلاقيات وآداب المهنة- فإنها بالنسبة للمواطن العادي تكسب يوميا على حساب الصحافة الكلاسيكية التي صار محتما عليها مواكبة التطور الحاصل في مجال الاتصال.
ويفرض رفع هذا التحدي خلق صحافة حقيقية محترفة يأتم معنى الكلمة في جانب المضمون والالتزام باخلاقيات المهنة المتعارف عليها منذ عقود، وأيضا الاحتراف في الجانب المتعلق باستعمال احدث التكنولوجيات ووسائل الاتصال التي وصل إليها العلم الحديث.
وبطبيعة الحال فإن الوصول إلى هكذا نوع من الصحافة يتطلب بدوره الاعتماد على صحفيين محترفين ومحترمين بمقدورهم تقديم مضمون إعلامي وطني حقيقي يقوم على الحقيقة و الاحترافية ونقل الأخبار بأمانة، وتحليل الأوضاع بكل عقلانية وموضوعية، ولا يمكن تقديم مثل هذا المحتوى دون خلق المناخ المناسب في المجال اللوجيستي المتعلق بتعميم الرقمنة و توفير تدفق عال لشبكة الانترنيت و فتح المجال للوصول إلى المعلومة وتطوير الإعلام المؤسساتي والانفتاح بصورة كاملة على الصحافة من قبل مؤسسات الدولة.
إن السرعة القصوى التي تتنقل بها المعلومة في الوقت الحالي لا تمنح الكثير من الوقت لمن لا يتوفر لديه المناخ سالف الذكر بكل مقوماته، فالرد على الإشاعة يتطلب سرعة كبيرة و تقديم للمعلومة الصحيحة من قبل الجهات التي تمتلكها في الوقت المناسب وبالشكل المناسب دون تأخير، والعمل على أن تصل إلى المتلقي في الوقت المناسب أيضا.
والجزائر اليوم كدولة وكقوة إقليمية في المنطقة تواجه الكثير من التحديات في هذا المجال وهي تتصدى منذ مدة لحروب من الجيل الرابع وهجمات سيبرانية شرسة وحقيقية من قبل أعداء صار كل مواطن يعرفهم ويدرك مبتغاهم وقد ظهروا على حقيقتهم كاملة في الأشهر الأخيرة.
ومن هذا المنظور فإن حتمية المواجهة في هكذا سياق إقليمي ودولي تفرض على الإعلام الوطني أن يكون متسلحا بجملة من الأدوات، أولا على مستوى الإدراك والإحساس بالمخاطر الحقيقية التي تتهدد البلاد والتي تفرض على السلطات الوصية الكشف عنها للرأي العام والتحسيس بها، و ثانيا الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه كإعلام في المساهمة في الدفاع عن الوطن.
وعلى مستوى ثالث فإن ضرورات المواجهة هذه تفرض توفر جملة من الأدوات المادية وتفرض قبل ذلك الاعتماد على صحفيين محترفين بأتم معنى الكلمة مدركين لحجم التحديات التي تواجه البلاد.
ولا يمكن ضمان المواجهة دون محتوى إعلامي وطني قوي واضح يستطيع نقل المعلومة للمتلقي المستهدف، و بناء هذا المحتوى الوطني القوي يتطلب إدماج جهود عدد من المتدخلين والتنسيق بينهم.
فربح معركة الرقمنة و خلق صحافة وإعلام إلكتروني بمضمون وطني قوي وصلب يتطلب تجميع جميع المقومات سالفة الذكر، وهذا ليس مستحيلا وقد باشرت السلطات العمومية العمل على هذا المستوى منذ مدة وهي التي ما فتئت تحذر من حروب الجيل الرابع والخامس، لكن الطريق لا يزال أمام الجميع والخطابات المناسباتية لا تكفي وحدها للوصول إلى الهدف.
إلياس -ب
الدكتور عبد القادر عميمر يؤكد
الوعي بمخاطر التكنولوجيات الحديثة أساس مكافحة الجريمة المعلوماتية
أكد، أول أمس الخميس، الأستاذ الجامعي والمحامي الدكتور عبد القادر عميمر بأن نشر الوعي بمخاطر الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيات الحديثة هو أساس مكافحة الجريمة المعلوماتية، مضيفا بأن وعي الأشخاص بخطورة التكنولوجيات الحديثة على ممتلكاتهم وحياتهم الشخصية أحسن وسيلة للحماية من هذا النوع من الجرائم.
ودعا الدكتور عميمر في ندوة علمية نظمتها جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة بمناسبة اليوم الوطني للصحافة حول الأمن المعلوماتي ـ التحديات والرهانات ـ بأن خلق ثقافة لدى الأفراد حول الأمن المعلوماتي خطوة هامة نحو مكافحة الجريمة المعلوماتية، مؤكدا على دور المجتمع المدني في مكافحة هذه الجريمة والحد منها، من خلال القيام بحملات التحسيس والتوعية والانخراط في هذا المجال الهام الذي يشكل خطرا على حياة الأفراد والمجتمعات، مضيفا بأن الاستخدام الخاطئ للأجهزة الالكترونية والانترنت دون الإحساس بمخاطرها يعرض الأشخاص للجريمة المعلوماتية بما فيها الابتزاز وطلب الفدية بالنسبة للمؤسسات الاقتصادية ورجال الأعمال.
وأشار الأستاذ عميمر إلى أن من معوقات مكافحة الجريمة المعلوماتية، عدم التبليغ، خصوصا لما تتعرض مؤسسات اقتصادية للابتزاز ودفع فدية الكترونيا، مؤكدا بّأن المجرم المعلوماتي انتكاسي ويعود بشكل مستمر للجريمة ويبحث عن وسائل جديدة لارتكاب جرائمه.
وفي سياق متصل دعا نفس المتحدث إلى تكوين إطارات مختصين في الأمن المعلوماتي على مستوى المؤسسات، حيث يختص هؤلاء في محاربة الجريمة المعلوماتية وإيجاد وسائل لحماية المعلومات من الاختراق من طرف مختصي هذه الجريمة، مؤكدا بأن هؤلاء المختصين يجب أن يكونوا على دراية بكل المستجدات المتعلقة بمحاربة الجريمة السيبرانية والاطلاع على كل التطورات المتعلقة بهذا المجال، مضيفا بأن التحدي في مجال الأمن المعلوماتي قائم على إنشاء هيئات متخصصة داخل كل المؤسسات وتتوفر على إطارات ذات تكوين عال يتماشى ومستوى التحديات التي تواجهها المؤسسات في مجال الجريمة المعلوماتية.
من جهة أخرى أوضح الدكتور عبد القادر عميمر بأن الجريمة السيبرانية لها خصوصيات مقارنة بالجريمة التقليدية، ومن خصوصياتها أنها جريمة ناعمة تحتاج لجهاز كمبيوتر فقط ولا يحتاج مرتكبها لأي وسائل أخرى قد تستخدم في الجريمة العادية كمساعدة أشخاص آخرين أو استخدام بعض الوسائل المساعدة في ارتكاب الجريمة، كما من خصوصيات الجريمة المعلوماتية، أنها لا تترك آثار للمكان والزمان، وفي نفس الوقت يتميز مرتكبها بالذكاء، مشيرا إلى أن أول إشارة إلى الجريمة المعلوماتية في الجزائر كان في سنة 2003 ضمن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كما أصدرت الجزائر عدة تشريعات أخرى متعلقة بمحاربة هذا النوع من الجرائم.
من جهة أخرى تركزت مناقشات الإعلاميين في هذه الندوة حول الإطار القانوني لتحميل بعض المضامين عبر التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال في مجال عملهم، ومنها الاعتماد على صور وتسجيلات صوتية، وأوضح في هذا السياق الدكتورعميمر بأن التسجيلات الصوتية لا يأخذ بها كدليل بالنسبة للإعلاميين، مشيرا إلى أن القانون لا يسمح بتسجيل صوتي للأشخاص إلا بإذن قضائي، ونفس الشيء بالنسبة لالتقاط الصور لأشخاص، بحيث لا يتم ذلك حسبه إلا بإذن من أصحابها.
نورالدين ع
جامعة قسنطينة 3
كلية الإعلام و شركة توزيع الكهرباء والغاز يكرّمان النصر
قامت أمس الأول، كلية الإعلام والاتصال و السمعي البصري بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة و شركة توزيع الكهرباء و الغاز، بتكريم جريدة النصر وعدد من ممثلي وسائل الإعلام، وذلك على هامش ندوة نُظمت بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، حول دور الشركة في تفعيل الاتصال الجواري لتحسين الخدمة العمومية.
و تسلم التكريم، المسؤول عن التكوين في النصر، عبد الحميد بن مرابط، من عميد الكلية الدكتور محمد فوزي كنازة، وذلك نيابة عن الرئيسة المديرة العامة للجريدة، نرجس كرميش، كما تم تكريم أساتذة و صحفيين من مختلف وسائل الإعلام.
وأشرف على افتتاح الندوة العلمية المنظمة بقاعة المحاضرات لكلية الإعلام، الأستاذ شوقي بن عباس، نائب مدير الجامعة للتعاون والعلاقات الخارجية، بحضور الطاقم المسيّر للجامعة، وعدد من الطلبة والأساتذة بالإضافة إلى 17 مكلفا بالاتصال على مستوى مختلف وحدات الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز.
وتطرق السيد خليل هدنة، المسؤول الوطني للإعلام والاتصال للشركة، إلى أهمية الاتصال في نجاح أي مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية، وللمكانة التي توليها مصالحه للجامعة، فيما قدم الأستاذ علي قشي لطفي، رئيس قسم السمعي البصري بكلية الإعلام، مداخلة حول أهمية الاتصال الجواري في نجاح المؤسسات.
ق.م
إلى جانب وجوه إعلامية بقسنطينة
تكريم أسرة الصحفي الراحل عدلان حميدشي
أشرفت السلطات المحلية بقسنطينة مساء أمس الأول، على تكريم عائلة الصحفي الراحل عدلان حميدشي، إلى جانب زميلات و زملاء من مختلف وسائل الإعلام وذلك بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة.
وخلال الحفل الذي حضرته السلطات المحلية والأمنية والعسكرية، أشاد الوالي مسعود جاري، بما تقوم به الصحافة المحلية من تغطية دائمة للأحداث ونقل انشغالات المواطنين، إلى جانب دورها في التصدي لمحاولات زعزعة استقرار البلاد، منوها بالتضحيات التي بذلها الصحفيون في وجه المستعمر وخلال فترة العشرية السوداء.
وبالمناسبة، قدّمت الصحفية بجريدة النصر الزميلة نور الهدى طابي، مداخلة قصيرة تحدثت فيها عن ضرورة تشكيل درع مهني قوي يعتمد على تحسينِ الفعاليّة وإنتاج محتوي جادٍّ وشامل، مع إعادة النظر في مفهوم الموضوعية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمساسِ باللحمة الوطنية و مقومات المجتمع.
وعرف الحفل، تكريم أسرة المدير العام لجريدة المحترف عدلان حميدشي الذي وافته المنية شهر جويلية الفارط، إضافة إلى الصحفي المتقاعد من وكالة الأنباء الجزائرية طاهر ريشي، كما تم تكريم وجوه من أسرة الإعلام المرئي، المسموع، المكتوبة والإلكتروني من مختلف المؤسسات ومنها جريدة النصر، التي نظمت بالمناسبة، معرضا خاصا مع المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، يوضح تطور الصحافة الجزائرية، وذلك ببهو دار الثقافة مالك حداد.
ق.م
أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر 3 الدكتور أحمد غربي في حوار للنصر
مواجهة التضليل تتطلب التنسيق بين وسائل الإعلام وباقي المؤسسات
حاوره: نورالدين عراب
يرى الدكتور أحمد غربي أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر 3 أن مواجهة التضليل الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي يتطلب التنسيق بين وسائل الإعلام المختلفة والمؤسسات الرسمية الأخرى، مؤكدا في حوار خص به النصر أن مهمة مواجهة التضليل لا تقع على وسائل الإعلام فقط، بل على باقي المؤسسات الأخرى التنسيق مع وسائل الإعلام للرد على كل ما ينشر ويبث من أكاذيب، مشيرا في هذا السياق إلى أن الرد على التضليل يتطلب السرعة والرد الآني على ما ينشر من معلومات مغلوطة وسط الجمهور الذي يتأثر بما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من تأثره بوسائل الإعلام التقليدية.
النصر: يعيش قطاع الإعلام تغيرا واسعا في مجال تداول المعلومات مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي على الخط وتحولها إلى منصات للنشر، ما مدى تأثير ذلك على وسائل الإعلام التقليدية ؟
غربي: لقد تم استغلال مميزات مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز وانتشار وسائل الإعلام والتعريف بالمؤسسات الإعلامية، فنجد أن كل مؤسسة إعلامية سواء صحف أو إذاعة أو تلفزيون أو موقع إلكتروني أطلق صفحة على موقع من مواقع التواصل الاجتماعي المتمثلة في الفايسبوك، إنستغرام، و تويتر، وأعتقد أن استخدام الجمهور لوسائل الإعلام بدأ يتلاشى مع مرور الوقت، وتوجه نحو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ولاحظنا في الآونة الأخيرة كيف أن وسائل الإعلام بدأت تواكب هذه المكتسبات أو مميزات مواقع التواصل الاجتماعي التي تمنحها للجمهور، ومنها أنها تجعل الجمهور يشترك في هذه المواقع ويفتح حسابات خاصة به عبر الفايسبوك أو الإنستغرام وتويتر بشكل أقل، ونلاحظ اليوم أن وسائل الإعلام لها صفحاتها عبر الفايسبوك، مثلا كل صحيفة أو موقع إلكتروني أو إذاعة وتلفزيون إلا ولها صفحتها عبر الفايسبوك، وذلك بحثا عن انتشار أكثر، وقد شاهدنا بعض الإذاعات تقوم بتصوير البرامج الإذاعية والشخصيات الحاضرة وتنشرها عبر الفايسبوك أو تأخذ مقاطع منها لتنشر عبر الإنستغرام وتويتر، وكل موقع من مواقع التواصل المذكورة له خاصية أو أدوات تستغلها وسائل الإعلام للترويج لنفسها والبحث عن انتشارها لدى الجمهور من أجل متابعة واسعة، كما أن كل موقع له بعض المميزات تستغلها المؤسسات الإعلامية.
هذا من ناحية التأثير الذي تعمل عليه وسائل الإعلام، أما من ناحية انتشار المعلومة نلاحظ أن مواقع التواصل الاجتماعي مكمل لعمل وسائل الإعلام، فنجد مثلا مقال ينشر في صحيفة مكتوبة يقرؤه عدد محدود من الجمهور، لكن لما ينشر رابط المقال عبر الفايسبوك تنتشر نسبة مقروئيته بشكل أكبر، كما يسمح ذلك بمعرفة المؤسسة لدى الجمهور.
النصر: تعرف الأخبار المضللة انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يمكن لوسائل الإعلام مواجهة التضليل الذي تمارسه مواقع التواصل؟
غربي: يمكن مواجهة الأخبار الكاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تنبيه المؤسسات الإعلامية لمختلف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالتكذيب والتصحيح وحق الرد، وأن يواكب عمل وسائل الإعلام مدى سرعة وانتشار المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية وإلا فإن مكانتها وموقعها مهدد بالتلاشي مع مرور الوقت، وفي نفس الوقت لما نفتح لوسائل الإعلام قنوات الاتصال ويكون لدى المؤسسات المعنية مكلفين بالإعلام و صفحات أو حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابع المكلفون بالإعلام ما تنشر هذه المواقع، ولما تنشر معلومات مغلوطة أو شائعات تقوم المؤسسة الرسمية بالرد في الحين وبسرعة، والفكرة الأساسية هي المجابهة ومسايرة ما يتم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصحيح أن هذه المواقع تنشر التهويل والأخبار المغلوطة والشائعات والفايك نيوز، لكن في نفس الوقت يجب على المؤسسات تحمل مسؤولياتها في أنها تبلغ وسائل الإعلام، كما أن هذه الأخيرة يجب أن تكون لديها قنوات للتواصل مع المؤسسات المعنية مثل ما عرفته أزمة كورونا وتدخل مصالح وزارة الصحة لتقديم كل ما يخص هذا الوباء من حيثيات وإحصائيات وغيرها.
وفي نفس الوقت الوسيلة الإعلامية عليها أن توضح للرأي العام سواء عبر الصحافة المكتوبة أو الإذاعة والتلفزيون ما يتم نشره، كما تقوم المؤسسات الرسمية بفتح صفحات بمواقع التواصل وتسعى من خلالها للرد على كل المعلومات المغلوطة والمضللة، وبهذا فإن الدور لا يقع على وسائل الإعلام فقط في مواجهة ما ينشر من أكاذيب عبر مواقع التواصل بل يقع أيضا على المؤسسات الأخرى، ولهذا يجب أن يكون هناك تنسيق بين وسائل الإعلام وباقي المؤسسات لمواجهة التضليل والفايك نيوز، و يمكن اعتبار مواقع التواصل امتدادا للوسائل التقليدية من صحافة وإذاعة وتلفزيون، وهناك وسائط جديدة هي امتداد للوسائط القديمة، ومن بين أشكال الوسائط الجديدة مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الأفضل أن يكون هناك تكامل فيما بين هذه الوسائط.
النصر: يعتقد البعض أن الوسائط الجديدة لها تأثير أكبر على الجمهور من وسائل الإعلام الثقيلة، هل توافق هذا الرأي؟
غربي: نعم أوافق هذا الطرح وتأثيرها مهم وفعال ومباشر ويصل في بعض الأحداث إلى درجة الإقناع والتفاعل والمشاركة، لأن المتلقي للوسائط الجديدة مختلف عن ذي قبل، أي أن جمهور مواقع التواصل الاجتماعي مختلف عن جمهور الوسائط القديمة، إذ تحكمه الآن فواعل أخرى لها القدرة على نشر المعلومات بكل سهولة وقوة وعلى أوسع نطاق، والجمهور الحالي يتابع الأخبار ويتلقى المعلومات عبر الهواتف النقالة ولديه اشتراك في الأنترنت، كما يمتلك حسابات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، والجيل الحالي من الشباب يستخدم الهواتف الذكية، وظهرت اليوم ما يسمى بصحافة الموبايل التي تعمل على نشر كل ما يتعلق بمضامين وسائل الإعلام عبر مواقع التواصل عن طريق تطبيقات يتم تحويلها إلى الهواتف الذكية، وبالتالي كل ما هو موجود في الصحافة المكتوبة أو الإذاعة والتلفزيون يوجد في الموبايل في شكل واحد، ولهذا الحتمية التكنولوجية فرضت على وسائل الإعلام التكيف مع ما هو موجود اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
النصر: كيف ترى مستقبل وسائل الإعلام التقليدية في ظل انتشار الكم الهائل من الأخبار والمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
غربي: إن العمل على النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر مكملا وإضافة للعمل الصحفي في الصحيفة أو الإذاعة أو التلفزيون، وعلى كل مستويات كسب الجمهور والرد على الأخبار المغلوطة، وأتوقع أن تتأقلم وسائل الإعلام التقليدية مع الواقع الجديد من ناحية الشكل وعادات الاستخدام، ونحن ننتقل حاليا إلى نوع جديد من الصحافة وهي الصحافة الرقمية والإذاعة الرقمية والتلفزيون الرقمي عن طريق تطبيقات في الهواتف الذكية، فمثلا يمكن متابعة التلفزيون دون الحاجة بالرجوع إلى شاشة التلفزيون والتقيد بما هو موجود فيه، فكل ما ينشر اليوم عبر قناة تلفزيونية معينة نجده عبر الصفحات الرسمية لهذه القنوات عبر الفايسبوك، وبهذا فإننا نرى بأن عادات الاستخدام والمشاهدة والقراءة تغيرت، فالجمهور اليوم يتابع الصحيفة ويقرأ مضمونها عبر الهاتف أو الكمبيوتر أو اللوحة الرقمية، ونفس الشيء مع برامج الإذاعة التي أصبحت تبث عبر اليوتيوب وبهذا لا يقتصر متابعتها عبر جهاز الراديو فقط، وهذا يجعل وسائل الإعلام في ثنائية وعليها أن تواكب ما هو موجود في مواقع التواصل الاجتماعي، وإلا فإن دورها سيتلاشى مع مرور الوقت، وبالتالي تبقى لكل وسيلة مكانتها ومميزاتها وخصائصها، وبهذا التغيير يحدث فقط من ناحية الشكل وعادات الاستخدام ونوع الجمهور.
ن ع
حفــلات لتكريــم الأســـرة الإعلاميــة بعــدة ولايـــات
نظمت، نهاية الأسبوع، حفلات لتكريم الأسرة الإعلامية بعدة ولايات وأشرفت، أمس الأول، جمعيّة الصّحفيين و المراسلين الشّهيد العربي بن مهيدي لولاية أم البواقي، على تنظيم حفل بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، في فرصة لتكريم عدد من رجال الإعلام المنتمين لعديد الوسائل الإعلامية، إلى جانب تكريم بعض من القائمين على خلايا الإعلام بمؤسسات و إدارات مختلفة.
و تخلّل الحفل الموجّه لرجال الإعلام، تكريم بعض القائمين على خلايا الإعلام بمؤسسات وإدارات مختلفة، كونهم شركاء للصحفيين في تنوير الرأي العام بالمعلومة الصحيحة، حيث تم تكريم خلايا الإعلامية بالأمن الوطني ومجموعة الدرك ومديرية التجارة ومؤسسة الجزائرية للمياه وكذا شركة الكهرباء والغاز، إضافة لتكريم بعض شركاء الجمعية في الحملات الخيرية المنظمة من طرفها، ناهيك عن توجيه الدعوة لنحو 50 بين صحفيين و مراسلين من مختلف الوسائل الإعلامية.
و بميلة كرم الوالي، أول أمس الخميس، عائلة الرئيس السابق لجمعية الصحفيين و المراسلين الصحفيين لولاية ميلة و مراسل اليومية الناطقة بالفرنسية « لاست ربيبليكان» الزميل الفقيد، صالح بركان، الذي التحق بالرفيق الأعلى في العاشر من شهر أكتوبر الجاري، متأثرا بفيروس كورونا.
كما كرم والي ولاية الوادي «عبد القادر راقع»، رفقة السلطات المدنية و العسكرية، أسرة الإعلام و الصحافة، بمناسبة يومهم الوطني المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة، في حفل رمزي احتضنته دار الضيافة بوسط المدينة.
مراسلون
المجلس الوطني للصحفيين
دعوة للتجند في مواجهة الهجمات الإعلاميةالتي تشن ضد الجزائر
دعا المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، أمس الجمعة، الإعلام الوطني للتجند في «مواجهة الهجمات الإعلامية التي تشن ضد الجزائر من طرف العديد من الجهات الإعلامية الأجنبية بالترويج للأخبار الكاذبة».
وشجب المجلس في بيان له بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة المصادف ليوم 22 أكتوبر من كل سنة «الأصوات التي تنتقد من دولة أجنبية مسار الجزائر»، معتبرا «النقاش الذي دار في البرلمان الفرنسي في الأيام الأخيرة حول الجزائر «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للبلاد» داعيا «كافة الأقلام الوطنية الحرة إلى الدفاع عن بلادهم والتصدي للأصوات الناعقة التي باعت ضميرها للأجنبي».
وأكد في هذا الإطار بأن «النضال من أجل التغيير نحو جزائر أفضل لا يكون أبدا بالارتماء في أحضان دولة كانت بالأمس القريب مستعمرة للبلاد وترتكب في حق شعب الجزائر أفظع الجرائم».
كما ثمن المجلس الوطني للصحافيين مناسبة الاحتفال بهذا اليوم الوطني استعداد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون «لاستقبال نقابات الصحفيين للاستماع إلى انشغالات الصحفيين الجزائريين».
وفي سياق متصل، ذكر المجلس السلطات المعنية «بالوضع الصعب الذي يعيشه عدد كبير من الإعلاميين على المستوى المهني والاجتماعي، بسبب الوضع الاقتصادي المعقد الذي تعاني منه العديد من المؤسسات الإعلامية، والذي تسبب في غلق عدد منها» داعيا إلى «تفعيل تعليمة رئيس الجمهورية بخصوص تمكين المواقع الإلكترونية من الإشهار العمومي في حدود ما يسمح به القانون».
ورفع المجلس -حسب ذات المصدر- عدة مطالب من بينها التعجيل في «التكافل» الاجتماعي والمهني للصحفيين الذين فقدوا مناصب عملهم وتسوية وضعية الصحفيين الجزائريين الذين يعملون كمراسلين لمؤسسات أجنبية ووضع إطار قانوني واضح وشفاف يحدد كيفية توزيع الإشهار العمومي على المؤسسات الإعلامية و كذا «الإسراع في عرض إطار قانوني للإعلام والسمعي البصري على البرلمان للمناقشة وإشراك كل الفاعلين في القطاع في هذا النقاش».
وفي الأخير ترحم المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين على «كل من فقدناهم من الزملاء بسبب جائحة كورونا وعلى رأسهم رئيس المجلس رياض بوخدشة رحمة الله عليهم جميعا» يضيف البيان.
واج