فقدت الساحة الفنية الجزائرية أسماء فنية، تركت بصمتها بأعمال فنية خالدة، تنوعت بين أغاني تراثية وأعمال مسرحية وتلفزيونية، ساهمت في إبراز الهوية الوطنية والثقافية ونجحت في نقل تراثنا خارج الوطن.
الهادي رجب صوت النضال
منح الفنان والمناضل الهادي رجب، حياته وفنه للجزائر فهو أصغر عضو في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي انضم لها وعمره لم يتعد 14 ربيعا، كما عمل مع العديد من الفنانين من أمثال أحمد وهبي ومصطفى كاتب ومصطفى بديع.
وعرف الهادي رجب بجمال صوته وحسن أدائه لمختلف الأغاني الثورية، العاطفية والاجتماعية، وقد عمل بالإذاعة الوطنية وصال وجال عبر العديد من المدن والبلدان وبقيت أغانيه تردد إلى يومنا هذا.
كما أدى برفقة عمالقة الفن وأيقونات المسرح والتمثيل عدداً من الأعمال المسرحية والغنائية التي تناولت كفاح الشعب الجزائري وجرائم العدو الفرنسي، بوليفة الهادي المدعو الهادي رجب، فارق الحياة شهر جانفي، عن عمر ناهز 82 عاما، مخلدا ثورة ونضال شعب.
الفنان عمر معيوف أجيال تخرجت على يديه
غاب عن الساحة الفنية المسرحية، شهر فيفري الفنان والمخرج عمر معيوف، الراحل معيوف تخرج من المعهد الوطني للفنون الدرامية والكوريغرافيا ببرج الكيفان، انتقل بعدها في منتصف السبعينيات، لموسكو أين درس الإخراج والتمثيل في المعهد الدولي للفنون المسرحية، وبعد انهائه الدراسات العليا، عاد إلى أرض الوطن والتحق بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، ليدرس ويُكون فنانين ممثلين، إلى غاية مرحلة تقاعده منذ سنوات، ورغم ذلك بقي مرتبطا بمجال البحث والكتابة عن الفن المسرحي من حين إلى آخر.
سهيلة بلبحار عميدة التشكيليات الجزائريات
تعدُّ الفنانة التشكيليّة سهيلة بلبحار، واحدة من أيقونات الفن التشكيلي الجزائري، إذ يُصنّفها العديد من النقّاد مع كبار الفن التشكيلي الجزائري إلى جانب الفنانة باية محي الدين.
فقد عايشت الفن منذ سن صغيرة، إذا كانت تنتمي لعائلة تمتهن فن التطريز بولاية البليدة، وهو الأمر الذي مكّنها من إطلاق العنان لصقل فنّها وقطع أولى خطواتها في الرسم وهي في السابعة عشرة من العمر، إذ ظهر جليًّا ميلها إلى الفن التصويري، وشكّلت الصور الشخصية والمناظر الطبيعية جزءًا أساسيًّا من مجموعتها الأولى.
الراحلة سهيلة بلحبار، التي وافتها المنية شهر مارس، هي واحدة من أبرز الفنانات اللّواتي أغنين مدوّنة الفن التشكيلي الجزائري بالعشرات من الأعمال الفنيّة.
المخرج والممثل إسماعيل دحماني
توفي الممثل المسرحي و السينمائي، إسماعيل دحماني شهر مارس، بسعيدة عن عمر ناهز 63 سنة إثر مرض عضال.
وبدأ الراحل، مساره الفني في السبعينيات بالمسرح الجهوي "صراط بومدين" لسعيدة مع الفرقة المسرحية "برولات كيلت"، لينتقل بعدها إلى التمثيل في مجال السينما، حيث شارك في عدة أعمال على غرار فيلم "رحلة شويطر" سنة 1976 رفقة الفنان القدير حسان حساني.
مريم وفاء صوت من الزمن الجميل
فقدت الساحة الفنية الجزائرية نجمة الزمن الجميل مريم وفاء في شهر أفريل عن عمر يناهز 69 سنة، الراحلة اقترن اسمها بالأغنية الشهيرة "جيناكم زيار وحلو الباب الشرقي"، التي رددتها الأجيال، هي واحدة من الأسماء اللامعة في سماء الأغنية الجزائرية، واسمها الحقيقي مريم بن هنية، من مواليد سنة 1954 بالعاصمة، تألقت في ألحان وشباب سنة 1976، وعُرفت بصوتها المتميز وقدرتها على آداء كل الطبوع الجزائرية، إضافة إلى الطابع الشرقي، ثم التحقت الراحلة بالفرقة الموسيقية للإذاعة الجزائرية، أين تعرفت على عمالقة الفن الجزائري حينها.
زكرياء قدور إبراهيم من أوائل المخرجين
غيب الموت، شهر أفريل، المخرج التلفزيوني، زكرياء قدور إبراهيم، عن عمر ناهز 76 سنة بعد مسيرة مهنية طويل، حافلة إذ يعتبر من المخرجين الأوائل الذين عملوا بالمحطة الجهوية لمؤسسة التلفزيون الجزائري بوهران، وترك بصمته المتميزة في العديد من الأفلام والحصص التلفزيونية والأعمال السينمائية التي حظيت بمشاهدة واسعة من طرف الجمهور، وحققت شهرة كبيرة داخل وخارج الوطن.
وفي رصيد الراحل، عدة جوائز، عن أعمال تلفزيونية وسينمائية من أبرزها "المفتش الطاهر يسجل هدفا"، فضلا عن أفلام وثائقية وغيرها من الإنتاجات الإبداعية.
خشبة المسرح تبكي عبد الحليم زريبيع
ودعت الساحة الفنية الفنان والممثل عبد الحليم زريبيع، شهر أكتوبر عن عمر ناهز 60 سنة، وقد عانق ابن ولاية تندوف الخشبة لسنوات طويلة، وتألق عبر الشاشة سينمائيًا ودراميًا، بأعمال تخطّت حدود جغرافيا الجزائر.
ولد الفقيد سنة 1963، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق في سوريا سنة 1987 قبل أن يبدأ قصته مع الركح بأدائه أدوار مختلفة في أعمال مثل "الزير سالم" و"المحاكمة العجيبة" و"نهاية لعبة".
ثم دخل عالم الاحتراف من خلال مشاركته في عدة أعمال مع المسرح الوطني الجزائري منها "الحكواتي الأخير" و"أبوليوس" و"بنات لير" وكذا "ألف ليلة وليلة"، فضلا عن وقوفه على أشهر الخشبات العالمية، وتعامله مع كبار المخرجين المسرحيين.
سيد علي مازيف المخرج الملتزم
يُعدّ المُخرج الجزائري، سيد علي مازيف، الذي فارق السينما شهر ماي، من الأسماء البارزة في الفن السابع، وهو الذي عُرف بالعديد من الأفلام الروائية، القصيرة والطويلة، والوثائقية، خصوصاً في السبعينيات والثمانينيات، إلى جانب كتابته سيناريوهات عدد من الأفلام الأُخرى.
امتلك المخرج السينمائي سيد علي مازيف، الذي رحل عن عمر يناهز 80 عاما، قدرة إبداعية كبيرة في نقل الواقع إلى الشاشة الفضية وإلى التلفزيون مستعينا برصيد تجاوز الـ50 سنة من العمل المحترف والممارسة الميدانية، ومزودا بثقافته الواسعة على فهم المجتمع ورصد نبضه الدائم، فقد انخرط منذ البدايات في مغامرة نقل صورة الجزائر التاريخية، وتسجيل أولى خطواتها كبلد فتي خرج حديثا من براثن الاستعمار الفرنسي.
زهير عجو مطوع القيثار
توفي الفنان زهير عجو عن عمر ناهز 67 سنة، و هو عضو فرقة موسيقية قبائلية " ايذافلاوان-الثلوج" المعروفة بأدائها للأغاني الملتزمة، سنوات السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي.
وينحدر الراحل من منطقة سيدي عيش ببجاية، عُرف بأداءه الرائع للمعزوفات الموسيقية على آلة القيثارة، وأستاذ موسيقى لغاية آخر رمق من حياته.
كريم تيزويار خدم فنه التراث الأمازيغي
رحل كريم تيزويار مطرب الأغنية القبائلية عن عمر ناهز 60 سنة، اشتهر بإتقانه العزف على آلة " الموندول" الذي أهله للالتحاق بفرقة " اقراو" رفقة بوجمعة سمعوني و تاكفاريناس سنة 1982، والقيام بجولة عبر المدن الفرنسية سنة 1985.
الراحل من مواليد 2 مارس 1963 بسيدي محمد بالجزائر العاصمة، وترعرع في قرية تالة نتزارث بمدينة القصر ببجاية.
جعفر بن ستي صاحب البوق الماسي
يعد جعفر بن ستي واحد ممن أوصلوا فن الراي للعالمية، عازف "الساكسفون" و آلة "الترومبيتا"، الذي ترك وراءه معزوفات راقية رافقت أشهر الأغاني الرايوية القديمة، من بين أشهر من امتزجت موسيقى جعفر بن ستي مع أغانيهم الشاب خالد، الذي أدّى معه فنون الاستخبار بكل روعة.
جعفر بن ستي من مواليد ديسمبر 1962 في وهران، بدأ ولوعه بآلة البوق باستماعه للفنان القدير مسعود بللمو، قبل أن يقرر خوض مساره الفني مع فرقة محمد بلعربي الذي كان له الفضل في ولوجه عالم الموسيقى و تعلم الموسيقى على أيدي أستاذ اسباني مقيم وهران.
ساهم في العديد من الألبومات لمطربين أجانب، كما شارك في العديد من المهرجانات عبر دول العالم ورافق مطربين جزائريين في دورات عالمية، كان يفتخر بامتلاكه آلة بوق مرصعة بالأحجار الكريمة مصنوعة خصيصا له من طرف حرفي إيطالي يفوق عمره 90 سنة.
شريف حماني أيقونة الأغنية القبائلية
ودع الفنان شريف حماني جمهوره شهر أكتوبر، عن عمر ناهز 67 سنة، إثر مرض عضال، تاركا خلفه إرثا فنيا وتراثيا.
فقد تنوع فن حماني وهو الذي أدى العديد من الأغاني بمختلف الطبوع، كما نجح في مزج الفلكلور القبائلي مع الشعبي العاصمي، مستحدثا طابعا موسيقيا جديدا، جعل منه موهبة فنية فريدة ضمن مشهد ثقافي يعج بالنجوم.
ولد شريف حماني عام 1956 في بلدة "تافرافيرا"، في بلدية آث محمود، بالقرب من بني دوالا، في شمحات القبائل، وبدأ مسيرته الفنية في بداية السبعينيات ليقدم روائع الغناء التي كتب معظمها ولحنها بنفسه، وتأرجح محتواها بين الموضوعات الاجتماعية والرومانسية.
محمد بوسماحة فقيد الأغنية الرايوية
خلفت وفاة المغني الشاب محمد بوسماحة، صدمة لدى جمهوره شهر نوفمبر، حيث أودى حادث أليم بحياته وصديقه العازف محمد أمين بن عيرد عندما كانا في جولة فنية ببلجيكا.
وقد حقق الفنان بوسماحة شهرة في الحقل الفني، بعدما كان من ألمع الأصوات الواعدة التي سطع نجمها في برنامج "ألحان وشباب" منذ سنوات خلت، خصوصا بعد فوزه باللقب.