جسّد التغيير الذي حصل على مستوى رئاسة الاتحاد الجزائري حالة «اللااستقرار»، التي تعيشها المنظومة الكروية الوطنية خلال العهدة الأولمبية الجارية، لأن جهيد زفيزف كان قد أعلن عن استقالته من رئاسة الفاف مباشرة بعد عودته من كوت ديفوار، أين أخفق في الظفر بعضوية المكتب التنفيذي للكاف، بعدما خاض معتركا انتخابيا، الأمر الذي دفع به إلى رمي المنشفة، مما وضع الجمعية العامة مجددا أمام مسلسل جديد، كانت نهايته تزكية وليد صادي بالأغلبية الساحقة كرئيس جديد لاتحادية كرة القدم، لفترة استثنائية تمتد إلى غاية نهاية العهدة الأولمبية الحالية.
إقدام زفيزف على الاستقالة كان منتظرا، بعد «السيناريو» الذي سارت على وقعه انتخابات تجديد المكتب التنفيذي للكاف، لأن المعني بالأمر كان قد راهن كثيرا على استعادة مكانه في الهيئة التنفيذية للاتحاد الإفريقي، لكن فشله في تحقيق المبتغى جعله يرمي المنشفة، ولو أن هذه الخطوة انعكست بالسلب على واقع المنظومة الكروية الجزائرية، باعتباره ثاني رئيس للفاف يستقيل من منصبه خلال هذه العهدة، بعدما كان سابقه شرف الدين عمارة قد وضع حدا لتجربته على رأس الاتحادية في ماي 2022، بعدما قضى 380 يوما في هذا المنصب، وهي فترة تتجاوز بأسبوع عهدة خليفته جهيد زفيزف، كمسؤول أول على أعلى هيئة كروية وطنية.
هذه الوضعية ألقت بالكرة مجددا في مرمى الجمعية العامة، لكن سباق الترشيحات سار على وقع «سيناريو» مثير، بتواجد 3 أعضاء كانوا قد ابدوا رغبتهم في الترشح، وأودعوا ملفاتهم، لكن الغربلة التي اقترنت بالدراسة المعمقة والمقترنة بالتعديل الذي أدخل على نصوص القانون الأساسي، أفضت إلى رفض ملفي عبد الكريم مدوار وإيغيل مزيان، مع الإبقاء على وليد صادي وحيدا في سباق الرئاسة، الأمر الذي عبّد له الطريق لخلافة زفيزف، وقد تجلى ذلك في العملية الانتخابية، بحصوله على تزكية 66 عضوا من أصل 72 مشاركا.
وأصبح صادي ثالث رئيس للفاف خلال عهدة (2020 -2024)، لكنه يحمل الرقم 31 في قائمة الأعضاء الذين تداولوا على شغل هذا المنصب منذ تأسيس الاتحادية في سنة 1963، مع حصوله على المرتبة 24 في لائحة الرؤساء المنتخبين للفاف، إلا أنه أصبح الأصغر سنا، على اعتبار أنه أطفأ شمعته 44 في 25 نوفمبر الفارط، وعهدته الأولى.
ص/ فرطـاس
