لا تزال التحضيرات الجارية لاستقبال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تصنع الحدث، حيث أن بقاء المدينة ورشة مفتوحة بكل ما تحمله من مظاهر ، أبقى على الجدل الذي أثاره الإعلان عن الآجال والمشاريع منذ أول يوم زارت فيه وزيرة الثقافة الولاية.
على بعد ما يقل عن شهرين لا يزال النقاش حول جاهزية المدينة والصورة التي ستقدم عليها ، فيما بدا المشرفون على التحضيرات متفائلون رغم اعترافهم بأن هناك مشاريع لن تسلم، عبر مواطنون ونواب عن قلقهم و انتقدوا سير الأشغال ،بينما برر مقاولون تأخرهم ببطء الإجراءات وتحدثوا عن حالة من عدم التفهم من المواطنين الذين يرفضون دفع ثمن ما يسمونه بسوء التخطيط ،ويصفون ما يجري بمجرد عمليات تجميل مستعجلة وغير متقنة.
محافظ التظاهرة يصف الجدل الدائر حول الأموال وطرق صرفها باللاحدث ،ويؤكد أنه سيتم اللجوء إلى شركات كبرى لتمويل جزء من النشاطات، وفيما يسابق الوالي الزمن لتحريك مشاريع شابتها الإختلالات أصبحت العمالة الصينية بمثابة قارب النجاة.
وتبقى الصورة المتداولة عن التظاهرة مشوشة ومادة دسمة لمواقع التواصل الاجتماعي التي نصبت محاكم ومخابر لتقييم المشاريع والحكم عليها بالفشل مع الحديث عن هدر للأموال.
ن ك * تصوير: الشريف قليب
تشهد بعض مشاريع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية توقفا شبه تام للأشغال بسبب عراقيل واجهت المقاولات المكلفة بالانجاز، فيما تقوم المؤسسات الأخرى المكلفة بأشغال ترميم عدد من المرافق الثقافية القديمة، بمضاعفة وتيرة العمل، وزيادة اليد العاملة للتمكن من تدارك التأخير المسجل منذ بداية التحضيرات وتسليم المشاريع قبل بداية التظاهرة.
مشروعا قصر المعارض بزواغي سليمان، وورشة انجاز متحف الفن والتاريخ بحي زعموش، يشهدان توقفا شبه تام عن الأشغال منذ عدة أشهر، حيث عرفت عملية انجازهما إلى الآن، عدة مشاكل بين الجهات المسؤولة ومكاتب الدراسات والمؤسسات المكلفة بالبناء.
ففي قصر المعارض، أدى تأخر مكتب الدراسات الجزائري في تسليم الدراسة الخاصة بالمشروع، إلى سحبها منه، وتحويلها لشركة «ألتونا إي أوريا» الاسبانية، التي كانت مكلفة بالانجاز فقط، لتصبح مكلفة بالانجاز والدراسة، إلا أن ذلك لم يساهم في تقدم المشروع كثيرا، حيث وجهت بعد ذلك مديرية التجهيزات العمومية المشرفة على المشروع اعذارات للمجمع الاسباني، بسبب تأخر الأشغال، وعدم تزويد الورشة بالوسائل البشرية والمادية اللازمة، كما أن والي قسنطينة، قد وجه في عدة زيارات أسبوعية لمشاريع عاصمة الثقافة العربية، إنذارات شفوية بسحب الصفقة من المجمع، بسبب عدم تقدم الأشغال، التي لم تتجاوز إنجاز الأرضية الخرسانية، حسب ما لاحظناه لدى زيارتنا للمشروع، كما أن وزير السكن والعمران والمدينة قد صرح في آخر زيارة له، بأنه سيتم تجنب التحكيم الدولي، بعدما تقرر في النهاية سحب الصفقة نهائيا من المجمع الاسباني.
أما على مستوى مشروع متحف الفن والتاريخ بحي زعموش، الذي تم سحبه من مجمع جزائري ليتم منحه لمجمع آخر اسباني، فقد لاحظنا أن الأشغال شبه متوقفة به، حيث لم نجد أي عامل بالمكان.
وقد أكد أغلب القائمين على مشاريع الترميم التي تمس عددا من البنايات القديمة على مستوى مدينة قسنطينة في إطار التحضيرات للتظاهرة، بأن عملية إعادة الاعتبار للبنايات القديمة أكثر تعقيدا وتتطلب جهدا أكبر من تشييد بناية جديدة، خاصة بسبب غياب المخططات القديمة لبعض المرافق.
ففي مقر الولاية القديم بحي القصبة، الذي سيتحول إلى مركز الفنون، تستمر عملية الترميم التي انطلقت بداية من شهر جانفي 2014، حيث اضطرت الشركة الجزائرية التي تقوم بالانجاز للاستعانة بالصينيين، وتم تدعيم الطاقم بـ30 عاملا صينيا، بالإضافة لعشرة جزائريين، وأفادت مصادر مسؤولة من المؤسسة المكلفة بالانجاز أن مشروع الترميم سيتم تسليمه قبل بداية التظاهرة، إذ تم مضاعفة وتيرة العمل إلى نظام 16 ساعة باليوم طيلة أيام الأسبوع.
وحسب نفس المصادر، استفاد المرفق من مصعد كهربائي جديد، بالإضافة إلى إعادة تدعيم الأسقف الخشبية التي كان بعضها يوشك الانهيار، واستحداث عدد من المرافق والغرف، حيث أكد نفس المصدر أن المشروع سيتم تسليمه مع نهاية شهر مارس من السنة الجارية.
أما عن العراقيل التي صادفتها المقاولة المنجزة، فقد قال المتحدث بأن غياب مخطط للمكان، كان أول مشكلة تصادف عملية الترميم وأدت إلى تأخيرها، حيث استلزم الأمر من المقاولة المكلفة بإعادة وضع صورة عن المكان قبل الشروع في الترميم، فضلا عن العراقيل الصغيرة التي تظهر خلال العملية وتكلف المؤسسة مبالغ إضافية، إذ أشارت ذات المصادر إلى أن عملية الترميم لا يجب أن تكون مرتبطة بالزمن نظرا لما تتطلبه من دقة.
أما على مستوى دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بوسط المدينة، فقد كشف مصدر مسؤول من المؤسسة المكلفة بالمشروع، بأنه سيتم الانتهاء من الأشغال في غضون أقل من شهر، وسيتم استحداث «مصعد بانورامي»، فضلا عن إنشاء عدد من القاعات الجديدة بالمرفق، كقاعة العرض ومكتبة بالطابق العلوي وقاعة للموسيقى وأخرى للمحاضرات، حيث أشار نفس المتحدث إلى أن العمال الجزائريين بالورشة يعملون بوتيرة سريعة، على مدار الأسبوع وحتى خلال العطل الأسبوعية، وأشار إلى أن المؤسسة تسلمت المشروع شهر جانفي من السنة الماضية، ويرتقب أن يتم تسليمه شهر مارس المقبل، حيث لاحظنا داخل المرفق عددا كبيرا من العمال موزعين على مختلف أرجاء البناية، فضلا عن الملحق الجديد الذي تم إنجازه بجانب دار الثقافة، بعد أن تم ربطه بالمرفق من خلال جسر صغير.
عملية ترميم المدرسة القديمة على مستوى حي طريق جديدة، التي سيتم تحويلها لمتحف الشخصيات التاريخية، شهدت أيضا بعض العراقيل، فقد تصادف حضورنا مع عمال المقاولة الصينية وهم يقومون بجمع أغراضهم من أجل ترك المكان للعمال الجزائريين، حيث أخبرنا المقاول الجديد المكلف بالترميم، بأنه وجد عددا من المشاكل المتعلقة بتسربات المياه من السقف، مشيرا إلى أنه شرع في معالجة بعض منها، بينما لا تزال بعض النقاط الأخرى من المشروع تستدعي بعض الوقت لإصلاحها كالبلاط، كما أوضح بأن مؤسسته متخصصة في ترميم البنايات القديمة، و نبه أن عملية الترميم ليست سهلة وتستدعي معرفة بالأماكن المحلية لصناعة بعض الأجزاء القديمة التي ، وقد أرجع فشل الصينيين الذين تمت الاستعانة بهم إلى عدم إلمامهم بخصوصية البنايات التاريخية لمدينة قسنطينة.
وللإشارة فإن المشروع الخاص بالترميم تم سحبه من المجمع السابق، ليتم منحه للصينيين، منذ عدة أشهر، قبل أن يأمر الوالي بسحبه منهم مرة أخرى وتكليف مؤسسة جزائرية بالعملية.
مكنت عمليات الحفر على مستوى مشروعي المكتبة الحضرية بحي زعموش وتهيئة ساحة دنيا الطرائف، من الكشف عن حجارة قديمة كانت مدفونة تحت التراب، واستدعت تدخل المختصين في البحث عن الآثار بعد أن كان يعتقد بأنها حجارة أثرية تعود للحضارات القديمة التي شهدتها مدينة قسنطينة.
فبعد عمليات الحفر التي قامت بها الشركة المكلفة بانجاز مشروع المكتبة الحضرية بحي زعموش، تم العثور على حجارة بناء ضخمة، كان يعتقد في البداية بأنها تعود للعهد النوميدي حسب ما أكده في البداية باحثون مختصون من وزارة الثقافة، الذين افترضوا في البداية بأنها عبارة عن بوابة قديمة، إلا أنه بعد التدقيق، تم نفي الفرضية الأولى، حيث أوضحت مصادر مسؤولة من المقاولة المكلفة بالانجاز بأن الحجارة سيتم دمجها في مخطط بناء المكتبة.
واضطرت المؤسسة المنجزة إلى تعديل مخطط إنجاز المكتبة بعد الحجارة التي عثر عليها، حيث أفادت نفس المصادر أن أربعة أجزاء من البناية تم الانتهاء منها، ولا يزال إلا جزءان فقط ينتظران انتهاء أشغال تدعيم طريق زعموش التي تقوم بها شركة «سيرو ايست» مع مؤسسة «جيو ماغ»، بعد انهيار الطريق منذ أكثر من شهرين، حيث أشار محدثونا إلى أن وتيرة الأشغال تسير بسرعة كبيرة، مؤكدين أن المشروع كان ليسلم في آجاله المحددة بعد أن تم الاتفاق على مدة 12 شهرا، إلا أن العراقيل التي ظهرت على ميدان الانجاز حالت دون ذلك.
كما واجهت المؤسسة المكلفة بإنجاز مشروع تهيئة ساحة دنيا الطرائف المقابلة لفندقي آكور نفس الظاهرة، حيث كشفت عمليات الحفر عن حجارة كانت تبدو قديمة إلا أنه تبين فيما بعد بأنها تعود لبناية الكازينو الفرنسي، حيث تم إدماجها بمشروع تهيئة الساحة.
سامي حباطي * تصوير: الشريف قليب
تترقب سلطات ولاية قسنطينة خلال الشهرين القادمين، استلام مشروعي قاعة العروض وفندق الماريوت، اللذين شهدا تقدما كبيرا في الانجاز، جعل السلطات تستنجد بالعمالة الصينية عند كل مأزق.فعلى مستوى فندق الماريوت ذو الخمس نجوم والتابع للسلسلة العالمية الأمريكية ماريوت، شهدت الأشغال تقدما كبيرا بوتيرة سريعة، بعد تكليف مؤسسة «آس.سي.أو.سي» الصينية، التي جندت ألف عامل صيني، من أجل إنهاء المشروع في آجاله المحددة، حيث تقدمت الأشغال الخارجية والداخلية بشكل كبير منذ بدايتها في فيفري 2013، ما جعل من المشروع باعثا على الأمل في أوساط السلطات المحلية، كما أن المنشأة من المفترض أن توفر 300 منصب عمل مباشر، بعد أن كلفت غلافا ماليا بـ14 مليار دينار، حيث تتألف من 180 غرفة و21 جناحا من بينها جناح رئاسي، فضلا عن قاعات محاضرات واجتماعات، وعدد من مرافق الاستجمام والراحة.ويعتبر المرفق أول فندق خمس نجوم تستفيد منه ولاية قسنطينة، حيث يأتي تمهيدا لاستقبال الوفود الأجنبية المشاركة في تظاهرة عاصمة الثقافة.
مشروع قاعة العروض بزواغي، أو «زينيث»، أصبح أيضا من المشاريع التي تعطي تأمينا أكبر لنجاح التظاهرة، حيث لم يشهد المشروع الذي تشرف عليه مديرية التجهيزات العمومية، عراقيل كبيرة مقارنة بالمشاريع الثقافية الأخرى، التي لا يزال بعضها يراوح مكانه، كما أن المقاييس العالمية التي تم احترامها في انجاز القاعة، التي تقوم بانجازها مؤسسة صينية، جعلت منها ذات أهمية كبرى للتظاهرة، بقدرة استيعاب تصل إلى 3 آلاف مقعد، فضلا عن احتوائها على قاعة للسينما وقاعة للمحاضرات، وبلغ الغلاف المالي المسخر لها أزيد من عشر ملايير دينار.
وقد أكدت الجهات الوصية على المشروعين، والمشرفون على التظاهرة في عدة مناسبات، على أهمية فندق الماريوت وقاعة الزينيث، كما أن سرعة الانجاز التي أثبتها المجمعان الصينيان، أعطى للعمالة الصينية امتيازا مقابل العمالة الجزائرية، التي كانت عرضة للكثير من الانتقادات من طرف والي قسنطينة، خلال زياراته الأسبوعية لمشاريع عاصمة الثقافة، حيث أمر في آخر جولة منها المشرفين على ترميم قصر الثقافة مالك حداد بمضاعفة عدد الصينيين وعند كل محطة يسجل بها إختلالات يأمر بتكثيف العمالة بصينيين وأصبح هذا الحل بمثابة الحل التلقائي لكل مشكل.
فيما ركز عدد من المقاولين الجزائريين على نجاعة العمال الجزائريين، وقالوا بأنهم يعملون لساعات متواصلة، ويمكنهم مجاراة الصينيين.
سامي حباطي * تصوير: الشريف قليب
لا تزال أشغال التهيئة الحضرية وترميم واجهات وسط مدينة قسنطينة مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، بعد أن شملت المحاور الكبرى و حولت المدينة إلى ورشة مفتوحة ، ما أدخل الشوارع في حالة من الفوضى و الازدحام وأصبحت القاذورات و الردوم السمة المميزة لعاصمة الثقافة العربية، ما جعل السكان يعيشون تحت ضغط الضجيج والأتربة المتطايرة ووسائل الإنجاز التي أربكت الحياة اليومية، فيما تسابق المقاولات الزمن ويحاصر المسؤول العمل لإنهاء الأشغال قبل شهر أفريل.
بوسط المدينة مررنا بجميع الشوارع و الأحياء التي مستها التهيئة، لاحظنا أن شكل المدينة لا يزال ورشة ولم يتغير كثيرا عما كان عليه أثناء بداية الأشغال شهر أوت من السنة الماضية ، الأشغال توسعت إلى المزيد من الشوارع وشملت طرقات وعمارات وأرصفة أخرى ، جميع الورشات لا تزال مفتوحة دفعة واحدة، في وقت لم يتبق على استقبال ضيوف قسنطينة سوى شهر ونصف.
ففي شارع بلوزداد لا تزال أشغال وضع الأرصفة في بدايتها ،واقتصرت فقط على وضع طبقة الخرسانة التي تلاشت الطبقات السطحية لها نتيجة تأثرها بتساقط الأمطار، لتتحول إلى برك مائية وأوحال، كلما تساقطت قطرات من المطر، صعبت حركة المارة وزادتها حدة أعمدة الصقالة المستعملة في عملية تحسين الواجهات المنتشرة عبر جميع أركان الشارع.
الحفر منتشرة في كل مكان بالشارع الردوم و بقايا البلاط و الإسمنت متكدسة في كل زاوية، و بدل رفعها تجدها موضوعة على حواف الطريق الجميع يضطر للعبور على ألواح خشبية تشبه الجسور ، تفاديا للسقوط داخل الحفر، لكن ذلك لم يمنع من الوقوع في فخ تلك المطبات.
المارة يتشاركون الطريق مع السيارات ما خلف ازدحاما مروريا، و استياء لدى المشاة و السائقين، أما الردوم المتناثرة من أشغال ترميم البنايات فهي مشكل آخر يزعج المارة و أصحاب المحلات و السائقين، وكثيرا ما تسبب في تعرض المواطنين وممتلكاتهم لأضرار نتيجة لتساقط الحجارة من أعلى العمارات غير المحمية.
السكان وتجار الشارع نفد صبرهم، كما يقولون، واحتجوا على التأخر الكبير في الإنجاز، حيث أصبحت أصوات الطرق والفوضى والصخب جزء من يومياتهم كما خيبت نوعية الأشغال الكثيرين و وصفوها بالسطحية ودون التوقعات.
بشارع فرنسا المشهد ذاته يتكرر، فبعد إزالة الطريق الرئيسية بصفة نهائية وتعويضها بممر مخصص فقط للراجلين شيد بحجارة، قيل عنها بأنها مستوردة من إيطاليا، لاحظنا أن الحجارة الرمادية زادت من تشويه المكان، حيث وضعت بطريقة تبدو فيها عيوب ، كما أن الأجزاء الفاصلة بينها لم تنجز بالشكل المطلوب ما أدى إلى اقتلاعها ، لتكون النتيجة ظهور أوحال وبرك مائية تغطي الأرضية بشكل كامل ،كلما تساقطت الأمطار وزادها سوء مرور السيارات والشاحنات ليلا على المكان.
و حسب ما صرح به تقنيون في الهندسة المعمارية الحجارة، فإنها وضعت بشكل مائل ودون أي دراسة للمكان، ما عجل بظهور العيوب، التي لم تكن موجودة من قبل في ذلك المكان.
شارع فرنسا اليوم وكما عبر لنا مواطنون ،خيب توقعات سكان المدينة وجاء مخالفا تماما للنموذج الذي وضعه مسؤولو مديرية التعمير والذي بقي مجرد رسومات على ورق ونموذجا للزينة فقط ، و أصبح المرور عبره يخلق الشعور بالضيق و الإشمئزاز لمرتاديه و للسكان و التجار وفق ما لمسناه من التصريحات.
أما فيما يخص شارع عواطي مصطفى، فقد انتهت الأشغال به، غير أن مظاهر الركن العشوائي للسيارات فوق الرصيف الجديد لم يغير كثيرا من منظر الشارع.بساحة دنيا الطرائف الأشغال تسير على قدم وساق لتدارك التـأخر الحاصل ،حيث أن معالم الساحة لم تظهر ّإلى حد الآن، في وقت انطلقت فيه الأشغال مقابل الساحة وفي الضفة الأخرى من الطريق، وانتهت في ظرف قياسي لتمتد إلى الساحة المقابلة للمسرح الجهوي وإلى غاية شارع شيتور عمار، حيث سيتم وضع حجارة مستوردة، في وقت لا تزال تلك الطريق مهددة بالانهيار ولم تنطلق بها أشغال الترميم ،على الرغم من غلقها منذ مدة طويلة أمام حركة المرور، حيث وضعت البلدية حواجز حديدية في الرصيف تحذيرا للمواطنين من خطر انهياره في أي وقت.
كما أثار هدم مفترق الطرق بساحة الشهداء مقابل قصر الخليفة استغراب الكثيرين، خاصة وأنه لم يمض وقت كثير على إعادة ترميمه،حيث سيتم صرف أكثر من مليار سنتيم لإعادة تهيئته، فيما تتواصل أشغال مد مختلف شبكات المياه و الصرف الصحي و كذا قنوات الغاز و الكهرباء وتعبيد الطرقات، بوتيرة بطيئة عبر جميع أحياء المدينة.
وفيما يخص ترميم واجهات العمارات، فإن العملية عرفت عدة عراقيل وتوقفات منذ انطلاقها، حيث لاتزال عملية وضع أعمدة الصقالة مستمرة في شوارع أخرى من المدينة، فشارع بلوزداد لا تزال الأشغال جارية بأكثر من نصف البنايات، في حين تجد أخرى لم تنطلق بها الأشغال وعمارات استلمت وتم نزع الأعمدة لا سيما البنايات الكبرى .
نفس الشيء نجده بشوارع العربي بن مهيدي وعبان رمضان وعواطي مصطفى، باستثناء شارع فرنسا الذي لم تكتمل به سوى 7 بنايات من أصل 60 عمارة مبرمجة، في وقت يتواصل فيه سحب المشاريع وإسنادها إلى مقاولات أخرى.
الملاحظ أن ريتم العمل الحالي وسوء الأحوال الجوية بالإضافة إلى نقص العمال بالورشات، لا يواكب موعد انطلاق التظاهرة، وهو ما أشار إليه الوالي في إحدى زيارته للورشات، أين أكد بأن ترميم الواجهات غير مرهون بانطلاق التظاهرة وأن العملية ستمتد إلى ما بعد الحدث.
روبرتاج: لقمان قوادري * تصوير: الشريف قليب
ما قصدته هو أنه منذ تعييني توافدت علي جمعيات ومنظمات وأفراد بأعداد هائلة تقترح نشاطات وتطالب بإدراجها ضمن البرنامج، وهو ما جعلني غير قادر على تلبية تلك الطلبات بعد أن ضبط البرنامج نهائيا ولم تعد لدينا الإمكانيات الكافية للنظر في المقترحات الجديدة.
إطلاقا لم أقصد جهات ذات نفوذ أو سلطة أو ضغوطات على عملي لفرض أمر ما، بقدر ما هو صعوبة في إرضاء الناس.
يفترض أن وزيرة الثقافة السابقة قد جمعت كل الفعاليات قبل إعداد البرنامج وتم وضع خارطة الطريق، بإشراك مختلف الفاعلين في الساحة الثقافية.ربما لم يتم إشراك الجميع، ليست لدي المعلومات الكافية حول الأمر، لأنني لم أعين في تلك الفترة، لكن الميزانية لا تسمح بتدارك الأمر.
لا الميزانية ليست قليلة إنما بلغت حدها، بعض النشاطات لا يمكن التكفل بها، أخذتها الوزارة على عاتقها، كل ما في الأمر أن البرنامج الأولي عند القيام بتقديراته وصلنا رقم 10 ملايير دينار، لكن الميزانية التي تم حصرها لعاصمة الثقافة هي 7 ملايير دينار ولا يجب أن نخرج عن إطار الرقم.
لن نحذف من البرنامج الأصلي، لكن التعديلات والتحسينات على المشاريع كمشاركة جامعات ووزارات في بعض النشاطات سوف نرى طرق أخرى لتمويلها.
سوف نلجأ إلى قطاعات أخرى لتمويل نشاطات معينة، وفي خطوة قادمة سنقترب من شركات ومؤسسات كبرى للبحث عن «السبونسور» كالخطوط الجوية الجزائرية في مجال نفقات نقل الوفود، و شركات الهاتف النقال و سونطراك مثلا، سنبحث عن تمويل 5 أو ست مشاريع كبرى، حتى الشركات الخاصة سنلجأ إليها.
الألعاب النارية تدخل ضمن التقاليد الاحتفالية ببلادنا وليست بدعة عاصمة الثقافة العربية، لقد تم صرف مبالغ أكبر في مناسبات مشابهة، ونحن قلصنا مدة إطلاق تلك الألعاب إلى 20 دقيقة، عادة المدة لا تقل عن45 دقيقة أو ساعة، وقد لجأنا إلى مؤسسة عمومية في الصفقة، وهو مبلغ يشمل كذلك مصاريف النقل والعمالة و اللوجيستيك كذلك، كل هذا يكلف 400 ألف دولار وهو رقم معقول جدا.. لا أفهم سبب تحوله إلى موضوع جدل؟، أنا متأكد لو أننا أسقطنا الألعاب النارية من حفل الافتتاح لتعرضنا للإنتقاد الحاد.
من غير المنطقي طرح هكذا رقم ما حصلنا عليه اليوم هو 450 مليار سنتيم كيف يكون نصيب الديوان منه 350 مليار سنتيم ، ثم لحد الآن لا يمكن حصر ما سيوجه للديوان لأن العمل جار.
ببساطة نتحاشى ذلك لأننا لا نملك المعطيات الصحيحة، لأن هناك أشياء غير متوقعة في العمل ومن الخطأ تقديم أرقام بشكل جزافي، أنا كنت شفافا من البداية وقلت أن حفل الإفتتاح خصصنا له 30 مليار سنتيم فقط.
أحترم رأي آيت منقلات، هو قال عندما اتصلنا به أن قسنطينة لها بعد أمازيغي وتضرب بجذورها إلى تاريخ أعمق، كونها تعد عاصمة الأمازيغية ولا يمكن حصرها في خانة الثقافة العربية فقط، وهو نفس ما برر به إيدير موقفه، وليس لي إلا أن أحترم رغبتهما، لكنهما لم يمسا التظاهرة في شيء في النهاية، لكل رأيه.
هناك أسماء كبيرة لجزائريين لهم شهرة عالمية رحبوا دون تردد كخالد، مامي، سعاد ماسي، بلال، تاكفاريناس ، الشاب خالد قال أنه مستعد لتصوير كليب قسنطينة مجانا، قائمة ديوان الثقافة والإعلام فيها 16 فنانا ذوي شهرة عالمية.
نسعى لتقديم أسماء كبيرة بداية بمرور كل فناني مهرجان تيمقاد و الكازيف وجميلة إلى قسنطينة، لكن هناك مساع لاستقدام فنانين كديانا حداد كارول سماحة و أسماء أخرى.
صراحة أنا مرتاح جدا للحد الذي بلغناه، بدأت الأمور تتضح و الفضاءات تفتح، بدأنا نشهد قسنطينة بإستعدادتها للتظاهرة، في ظرف 15 يوما وسط المدينة يصبح من الممكن استعماله، لننطلق في حملة تحسيسية بالملصقات وعمل جواري حتى ينخرط المواطن في العمل ويقدم صورة حسنة عن المدينة للضيوف.
وقد بدأنا بومضة إشهارية من توقيع الفنان بودة كمال ومطربة من تلمسان للربط بين التظاهرتين ومد جسر بينهما.
نظم نشاط واحد وقد تكفل به الديوان ولم ندفع فلسا واحدا.
الأرقام بعيدة كل البعد عن الحقيقة، نحن نعمل وفق هيكلة محددة بمرسوم يضبط المناصب والمصالح، هناك 12 دائرة وكل دائرة لها رئيس ونواب ومستشارين وموظفين لا يتعدى عددهم الستة، وإلى اليوم هناك مناصب لا تزال غير مشغولة، لأنها لا تصبح عملية إلا قبيل التظاهرة بأيام كالتشريفات و الإستقبالات وغيرها. وهنا أؤكد أن 92 بالمائة من الذين تم توظيفهم من الولاية.
برنامج السينما سيتم تنفيذه في قاعات أخرى خارج قاعات السينما كالزينيت، لكن كمحافظة لا مسؤولية لنا في عدم فتح القاعات.
البرنامج ممتد على سنة، وهناك نشاطات للافتتاح ثم تأتي برمجة مضبوطة، ففي شهر ماي مثلا لدينا مؤتمر الموسيقى العربية الذي تحظى الجزائر برئاسته في شخص لمين بشيش، كما سيتم إحياء الذكرى الثالثة لوفاة وردة الجزائرية في حفل ضخم بقسنطينة بمشاركة ثلاث دول هي تونس مصر والمغرب.
كما سينضم معرض عربي للكتاب بفضاءات زينيت، ومن المقرر أن يعقد إتحاد الناشرين العرب مؤتمره الانتخابي بقسنطينة. ويوم 20 مارس تنظم أبواب مفتوحة على الفضاء مع جمعية الشعرى لمشاهدة كسوف الشمس بوضع أجهزة تليسكوب في الساحات وتوزيع نظارات على المواطنين تحت إشراف جمعية الشعرى.
هناك 22 دولة غير عربية منها الولايات المتحدة الأمريكية ، الهند، الصين و فنزويلا ودول دول الإتحاد الأوروبي.
ألمانيا مثلا ستشارك بمعرض صور عن قسنطينة وإسبانيا بتظاهرة موسيقية كبرى.
يوم 15 أفريل سيتم تشغيل نظام الإضاءة الذي يشمل 10 مواقع من مجموع 17 موقعا كانت مبرمجة على أن تضاء النقاط المتبقية تباعا، العملية تشمل الجسور، الجامعة، المركز الثقافي محمد العيد آل خليفة وغيرها.
صحيح أن درجة الضجة في قسنطينة حدتها أكبر لكن أراها مجرد، لا حدث، وأفضل عدم التعليق لأنني إطار دولة ولدي مهمة أقوم بها ولن أتراجع ما دمت على رأس المحافظة.
حاورته: نرجس كرميش * تصوير: الشريف قليب
أوضح والي قسنطينة حسين واضح، في آخر تصريح صحفي بأنه لا يمكن الحديث عن التأخر إطلاقا ،مقارنة بما أنجز من مشاريع عملاقة في ظرف سنة واحدة.
واصفا المدة الزمنية التي أنجزت فيها المشاريع بالسابقة والقياسية، مشيرا إلى أن إعادة الإعتبار لأكثر من 400 بناية عبر المدينة مهمة صعبة، باعتبار أن طبيعة الأشغال ليست بسيطة وتحتاج إلى كفاءة ومواد ذات جودة، مؤكدا بأن المشاريع الأساسية ستكون حاضرة قبل 16 أفريل.
وأبرز الوالي في إجابة عن سؤال طرحته النصر، بأن المشاريع تسير وفقا لما كان مخططا له منذ البداية، حيث سيتم استلام مشاريع التهيئة الحضرية والساحات وترميم البنايات وبعض المنشآت في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى مشاريع أخرى خلال فعاليات السنة الثقافية، مشيرا إلى استمرار عمليات الإنجاز إلى ما بعد التظاهرة على غرار ترميم القطاع المحفوظ وبعض الزوايا والمساجد، التي تحتاج إلى وقت كبير نظرا لطبيعة الأشغال الدقيقة والحرفية بها، مشيرا بأن الأشغال انطلقت في بعض المشاريع من مجمل 70 عملية مسجلة، ولكنها ليست بريتم عال، موضحا بأنها من الممكن أن تستمر لسنوات على غرار ما حدث في بعض الدول الأوربية التي تواصلت بها الأشغال لأكثر من 10 سنوات.
الوالي قال بأن قاعة الزينيت مكسب كبير لقسنطينة ،باعتبار أن هذا القطب الثقافي يعتبر الأول من نوعه في الجزائر، مفندا كل ما روج عن رداءة الأشغال بسبب الطابع الإستعجالي للعملية ،وطمأن بأن كل المشاريع تحت إشرافه شخصيا و تخضع لرقابة دقيقة من طرف مختصين و مكاتب الدراسات، بالإضافة إلى الهيئات التقنية لمختلف الإدارات العمومية، مبرزا بأن المشاريع تسر بوتيرة "سريعة لكن دون تسرع" على حد قوله.
تصوير: الشريف قليب
مقاولات الأشغال بررت التأخر في الأشغال ببطء الإجراءات الإدارية، حيث أكد أصحابها بأنهم تحصلوا على أوامر خدمة فقط ،ودون أن تحدد لهم طبيعة الأشغال والمبالغ المادية المرتبة عن العملية. ما جعل العديد من المؤسسات تنسحب من الورشات خوفا من عدم تحصلها على مستحقاتها المالية ،على غرار ما حصل للمؤسسات في مشاريع تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ما جعلهم يرفضون الانطلاق إلا بعد الإنتهاء من مرحلة تحديد السعر و أجال الإنجاز التي كان من المفروض أن تكون لأكثر من سنة، باعتبار أن عمليات الترميم صعبة وتظهر فيها مشاكل مفاجئة. بالإضافة إلى تلقيهم لضمانات من جميع الهيئات الولائية للانطلاق، مشيرين أن مكاتب الدراسات المعينة لم تقم بواجباتها المنوطة بها، حيث أن المصالح التقنية للإدارة المشرفة على المشاريع هي من تولت العملية بدلا عنها، مستغربين كيفية تلقيهم لأموال دون أن يقوموا بأي عمل.
من جانب آخر ذكر أصحاب مقاولات و مشرفون على ورشات، بأن سكان الأحياء التي مستها التهيئة عرقلوا العملية بشكل كبير ووصل الأمر بهم إلى غاية تهديد العمال برميهم من أعلى الشرفات في مشاريع الترميم، كما أن تجار ومارة بشارع فرنسا تسببوا في تخريب الأرضية بمرورهم المستمر حسب المقاولين الذين تحدثوا عن استعمال المركبات في العبور على الرغم من تخصيصها للراجلين فقط، مشيرين إلى أن نقص اليد العاملة المؤهلة وعزوف الشباب عن العمل بورشات البناء كلها عوامل أدت إلى تأخر المشاريع.
ل/ق
خلف تأخر ونوعية الأشغال، استياء لدى الكثير من مواطني المدينة، فقد عبر سكان الأحياء والتجار عن استيائهم من تأخر الأشغال وما نتج عنها من فوضى وتعطل مصالحهم، كما انتقدوا بشدة نوعية الأشغال التي وصفوها بالسطحية.
إذ أنهم كانوا ينتظرون تصليح السلالم وإمساكيات العمارت القديمة التي تكاد أن تنهار على رؤوس سكانها، بدل الاكتفاء بطلاء الواجهات وتزيينها.
و ذكر السكان أيضا ،بأن الأشغال عرقلت تنقلاتهم و دخولهم و خروجهم من بيوتهم ومحلاتهم التجارية، ناهيك عن الضوضاء الكبيرة المنبعثة من الورشات وعدم احترام العمل لخصوصيات السكان، مضيفين بأن الوضع أصبح لا يطاق إذ كان من المفروض أن تنتهي الأشغال قبل حلول السنة الحالية ،لكنها تأخرت ولم تنطلق في بعض العمارات، كما أبدى تجار شارع بلوزداد تذمرا من عدم انطلاق أشغال التحسين الحضري ما ساهم في عرقلة الحركية التجارية، متسائلين عن تاريخ انطلاقها و انتهائها . كما صنعت طبيعة الأشغال وتأخرها الحدث في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت بكثافة صور مواقع خضعت للتهيئة وأخرى مازلت لا تزال في طور الإنجاز على غرار شارع بلوزداد وفرنسا، حيث أطلقوا العنان للسخريات والتعليقات التهكمية كما أبدى العديد منهم تذمرهم مما أسموه بالعشوائية في العمل و انتقدوا «ريتم» الأشغال ونوعيتها، متأسفين لما تعرضت له المدينة من “ خراب” وهناك من قام بنشر صور قديمة للمدينة، في سنوات الستينيات وحتى سنوات المرحلة الاستعمارية وأجروا مقارنة بواقع المدينة الحالي، حيث أجمعوا على أن ما أسموه بالثورة الإسمنتية قد شوهت قسنطينة.
وقد كانت سلالم وسط المدينة الحلقة الأولى في الجدل الذي حركته مواقع التواصل الاجتماعي، إثر تحركت جمعيات سكان ومهندسون اعتبروا إزالة الحجر الأزرق بمثابة جريمة ضد التراث، لكن الوالي رد في أكثر من مناسبة بأن الحجر الأزرق قد تآكل ويجب تغييره ،رافضا نعت المادة بالثمينة، بالقول» أن تلك المادة كانت في زمن ما آخر التكنولوجيات وليست إرثا ثقافيا نبكي عليه».
ثم توالت حلقات الجدل و الإنتقادات ولم تفوت صغيرة أو كبيرة بنشر صور إختلالات بعض الورشات وعدم توفر عمالة متخصصة، إضافة إلى لقطات فيديو عن أشغال متوقفة وأخرى تجري بشكل عشوائي، ونشط مواطنون منتديات للدفاع عن المدينة وروحها والتنديد بما يراه البعض مجرد عمليات تجميل ويقول عنه آخرون أنه محاولات يائسة لإخفاء عيوب بطرق عشوائية، مع الحديث عن عدم وجود مقاولات مؤهلة وعن إضرار علني بخصوصية مدينة عريقة بحجم قسنطينة.
ل/ق
قال مدير السكن السيد مصطفى بالح، بأن مشروع تحسين الواجهات قد قارب على الإنتهاء وأن جميع البنايات ستسلم قبل التظاهرة، مقدرا نسبة تقدم الأشغال بـ 80 بالمائة من مجمل 434 عمارة مستها العملية بالمدينة.
وأوضح المسؤول بأن المشروع قد عرف عدة عراقيل منذ البداية نظرا لعدم توفر المقاولات المؤهلة وعزوف المقاولات عن العمل بمشاريع الترميم بوسط المدينة، نظرا لصعوبتها، بالإضافة إلى وجود تخوفات من عدم نجاح المشروع وعدم تفهم السكان لطبيعة الأشغال، مشيرا إلى أن العمليات تأخر استلامها نظرا لعدم وفاء المقاولات بالتزاماتها، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية التي أثرت بشكل كبير على العملية، كما كان لمصالح سونلغاز دور في بعض الأحياء من خلال عدم إزالة للكوابل الكهربائية، معترفا بأن الريتم الحالي ليس مثاليا وليس ضعيفا في نفس الوقت على حد ذكره.
واعتبر المتحدث، بأن كل ما قيل من طرف المقاولات بخصوص بطء الإجراءات وعدم تسوية وثائق الصفقات مجرد حجج واهية، حيث أن الإدارة تعمل على قدم وساق من أعلى الهرم إلى أسفله إلى درجة أن المراقب المالي ومصالح الخزينة العمومية لم يغلقا أبوابهما، كما يضيف، لغلق حسابات السنة المالية من أجل ضمان السير الحسن لجميع الإجراءات،.
وأكد مدير السكن بأن المقاولات تأخرت في إيداع ملفات الصفقات، مشيرا إلى وجود 16 صفقة، 10 منها تم التأشير عليها من طرف المراقب المالي وتم دفع وضعيات مالية لبعض المقاولات، و4 لا تزال الآن في مرحلة رفع التحفظات وصفقتين لم تتقدم المؤسسات المعنية بها إلى مصالحه إلى حد الآن.
أكد مدير التجهيزات العمومية السيد بن حسين محمد استلام 4 مشاريع قبل انطلاق التظاهرة في 16 آفريل. ويتعلق الأمر بقاعة العروض الكبرى «الزينيت» بطاقة استيعاب 3000 مقعد ودار الثقافة الخليفة قبل 25 مارس، بالإضافة إلى قصر الثقافة مالك حداد الذي سيكون جاهزا مع انطلاق التظاهرة مع المسرح الجهوي، الذي لم يتبق على تجهيزه سوى روتوشات قليلة، باعتبار أن التحضيرات للمسرحيات والأعمال الفنية به قد انطلقت. وأوضح المتحدث، بأن مشروع متحف الشخصيات والوجوه التاريخية “ المدرسة” بشارع العربي بن مهيدي، ينتظر أن يستلم الجزء الأكبر منه، حيث سيكون الطابقين الأرضي والسفلي جاهزين لاحتضان النشاطات،أما فيما يتعلق بمركز الفنون بمركز الولاية القديم فإن طبيعة أشغال الترميم الصعبة وبروز أشغال إضافية مفاجئة، بالإضافة إلى عدم وجود مخططات كلها عوامل أدت إلى عدم استلامه كما كان مخططا له إلا أنه أشار لإمكانية تدشينه قبل الحدث. وأضاف مدير التجهيزات بأن مشروع دار الحرفيين بشارع فرنسا لن يستلم نظرا لوجود عراقيل تقنية كبيرة حيث أن تحاليل الخرسانة التقنية أثبتت عدم نجاعتها لاستيعاب المشروع، لكنه أكد بأن مصالحه قد تحصلت على موافقة للمخطط الجديد من طرف هيئة الرقابة التقنية وأن أشغال الدعامة ستنطلق.
نفس الشيء بالنسبة للمكتبة الحضرية بشارع زعموش التي ظهرت بأرضية المشروع معالم آثرية ما أدى إلى تدخل الجهات المعنية لوقف الأشغال، مشيرا إلى أن البرنامج المساحي قد تم الحفاظ عليه باسثتناء بعض التغييرات الهندسية، أما فيما يخص متحف الفن والتاريخ فقد أسند، حسب المتحدث، إلى مجمع بلجيكي فرنسي هذا الأخير أثبت عدم قدرته على إنجاز المشاريع الموكلة إليه وهي متحف الوجوه التاريخية البارزة متحف الفن والتاريخ ودار الحرفيين، حيث أن الوالي أصر على إنجاز المشاريع الثلاثة في صفقة واحدة أو لاشيء، وأكد المسؤول أن الصفقة سوف تسحب دون شك من المجمع. أما فيما يخص دور الثقافة الستة المزمع إنجازها بالبلديات، فقد أبرز المسؤول بأن الأشغال متقدمة جدا بـ5 منها خاصة في دار الثقافة بعلي منجلي، التي تعادل طاقة استعيابها مركبات ثقافية، مشيرا إلى أن انطلاق إنجاز دار الثقافة بزيغود يوسف قد عرف تّأخرا نظرا لوجود عوائق تقنية بالأرضية المخصصة للمشروع وسوء الأحوال
الجوية.
لقمان قوادري
تباينت، أراء ممثلي سكان ولاية قسنطينة بالمجلس الوطني الشعبي، حيال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية 2015 وما تم انجازه من مشاريع لحد الآن، بين من يرى أن المشاريع والهياكل لن تكون جاهزة لتاريخ الافتتاح، وقلتها مقارنة مع الغلاف المالي المعتمد، وبين راض عما تم إنجازه، و اعتباره يصب في مصلحة الولاية التي استفادت من دعم كبير، وأن اختيارها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية ينم عن مكانة خاصة تعنى بها المدينة.
انتقد نائب حزب العدالة والتنمية عن ولاية قسنطينة لخضر بن خلاف الوتيرة التي تسير بها مشاريع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والميزانية المخصصة، محملا المسؤولية لوزيرة الثقافة السابقة.
وعبر بن خلاف عن عدم رضاه عن المشاريع المنجزة لحد الآن، والطريقة التي تمت بها، حيث قال أن الكثير من المشاريع متأخرة، وأخرى لم تنطلق بعد، فيما تم إنجاز أخرى في أماكن غير لائقة، مطالبا بضرورة التفكير في إيجاد حل سريع لتفادي الفضيحة. وحمل بن خلاف المسؤولية لوزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي التي قال أنها منحت جميع الصفقات بالتراضي وغادرت الحكومة دون أن يتم تقييم ما قامت به من عمل، معتبرا أن أخطاء التقدير في البداية تظهر اليوم على أرض الواقع بمشاريع غير مكتملة وأخرى لم تنطلق بعد.
وأضاف: «نحن سبقنا إلى دق ناقوس الخطر قبل أسابيع من انطلاق تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، وطلبنا استفسارات حول سبب عدم الإفراج عن الميزانية المتبقية، والتي لا نعتبرها كافية، وذلك باعتراف المحافظ نفسه»، وتابع قائلا: «لقد حددت الميزانية في البداية بـ 10 مليار دينار قبل أن تخفض إلى 7 ملايير، والآن وقبل أقل من شهرين على الانطلاق لم تحرر سوى 3 ملايير دينار».
و طالب بن خلاف بضرورة التفكير في ما إذا بإمكان قسنطينة حقيقة المضي في التظاهرة دون الوقوع في ما أسماه بالفضائح، أو التقدم بطلب تأجيلها إلى غاية الانتهاء مما تبقى من أشغال، فيما ثمن قرارات الوالي «واضح» بالعمل وفق الدوام المتواصل.
أكدت، وجدان حمروش نائبة عن حزب جبهة القوى الاشتراكية أن أغلب أشغال التهيئة الحضرية بمدينة قسنطينة والمندرجة ضمن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية لن تتم في الوقت المطلوب، معتبرة كل ما يقال عن انتهائها قبل 16 أفريل لا أساس له من الصحة.
وأضافت النائبة عن ولاية قسنطينة أن التساؤلات تطرح منذ البداية حول نجاعة منح الصفقات بالتراضي لكل المشاريع الخاصة بالتظاهرة من قبل الوزيرة السابقة، قبل أن تغادر هذه الأخيرة في صمت شأنها شأن الوالي السابق، معتبرة أنه كان من الأجدر أن يواصلا العمل سوية إلى غاية نهاية التظاهرة بما أنهما كانا المشرفين على منح المشاريع وانطلاق الأشغال.
و اعتبرت النائبة، أن أغلب الأشغال لم تكن بالنوعية الجيدة، خصوصا ما تعلق بأشغال إعادة التهيئة للشوارع بالمدينة، وهذا بشهادة مختصين في الميدان، واصفة ما قدم من أشغال يصب في خانة «البريكول».
كما دقت حمروش ناقوس الخطر فيما يتعلق بالميزانية الموجهة للتظاهرة معتبرة إياها بالضئيلة جدا، مقارنة مع حجم البرنامج المسطر، سيما وأنه يمتد لسنة كاملة، مستدلة بالقيمة المالية التي وجهت من قبل لتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والتي تفوق ميزانية قسنطينة بأربعة أضعاف.
واختتمت المتحدثة بالتساؤل عن مصير المشاريع التي كانت مبرمجة سابقا، فمن أصل 71 مشروعا لن يكون جاهزا لانطلاق التظاهرة سوى مشاريع قليلة لا تتعدى 7، وهو ما يؤكد، في وجهة نظرها، عدم قدرة المسؤولين على تسيير مثل هذه التظاهرات.
ثمن، عبد الكريم شنيني نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، والمنتخب عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، المجهودات التي يقوم بها مسؤولو الولاية في إطار إنهاء أشغال مشاريع عاصمة الثقافة العربية. ونوه البرلماني عن ولاية قسنطينة، بالدور الذي لعبته السلطات من أجل بلوغ ما أسماه مرحلة متقدمة جدا من إنجاز المشاريع الموجهة لانطلاق التظاهرة في الوقت المحدد لها، معتبرا أن ما يقال عن التأخر في الأشغال غير صحيح، سيما إذا تم مقارنتها بالنوعية الكبيرة للمشاريع. وأوضح ذات المتحدث أن قسنطينة استفادت من عدد كبير من المشاريع، على غرار قاعة العروض التي تعتبر واحدة من أهم القاعات على المستوى القاري، زيادة على باقي القاعات التي تمت إعادة تجديدها بالكامل حتى تكون جاهزة يوم التظاهرة ومن شأنها أن تعكس صورة جيدة للمدينة. كما أكد شنيني أن الحديث عن ضآلة الغلاف المالي الموجه للتظاهرة يعتبر ذر للرماد في الأعين، معتبرا أن الميزانية تم تحديدها بناء على المشاريع التي تم تحديدها عند اختيار قسنطينة لتحتضن تظاهرة عاصمة الثقافة العربية خلال اجتماع ترأسه الوزير الأول رفقة كافة الفاعلين. وأضاف بأن المهم بالنسبة لقسنطينة هي استفادتها من هذا الكم الكبير من المشاريع التي لن تتوقف بعد أفريل، بل أن هناك مشاريع هامة ستستكمل خلال الفترة القادمة والتي ستكون موجهة للقسنطينيين، معبرا عن تفاؤله بالمستقبل القريب.
عبد الله بوذبابة