يصنّف النقاد والمتتبعون غياب الانضباط وتمرد اللاعبين على قواعد النظم الداخلية للفرق والمنتخبات، على أنه أكبر عائق يهدم عمل أي مدرب ويدخل أي فريق، مهما كانت قوته ونوعية التركيبة البشرية لتشكيلته في نفق مظلم، يكون سببه المباشر تدهور النتائج الفنية، لكن باطن مشكلة أزمته، تعود لصعوبة الطاقم الفني ومعه المسير في التحكم في المجموعة وسلوكيات اللاعبين.
ولئن تحتفظ ذاكرة الجمهور الرياضي بعدة أحداث، سواء تلك التي عرفتها بعض المنتخبات العالمية، على غرار ما حدث لـ"ديكة" فرنسا في مونديال جنوب إفريقيا أو حتى لألمانيا في مونديال أمريكا عام 1994 وحادثة إيفمبرغ، فإن ما تكشّف وتسرّب من آخر تربص للخضر، أعاد لمخلية الجمهور الجزائري أحداثا، لا يزال يتذكر بعضها بحرقة، مثل ما بدر من لاعبين خلال مونديال مكسيكو، وخاصة في آخر مواجهة ضد إسبانيا، وما تم تداوله بعدها من مناوشات بين بن مبروك وبلومي، وكذا الانقسامات التي حدثت بين المغتربين والمحليين، إضافة لأحداث أخرى تسببت بصفة مباشرة في مجانبة إنجازات تاريخية، على غرار ما اصطلح على تسميته مهزلة "زيغنشور"، أو ما أحاط بمشاركة الخضر في "كان" 2004 بتونس وطرد اللاعب واضح، وما تبعها من أحداث وسمت بالسوء، محطات لاحقة. ويرى بعض المهتمين بالشأن الكروي، أن تسجيل حالات مخالفة للانضباط، أمر عادي، رغم تأثيره السلبي على المجموعة، خاصة إذا ارتبطت تلك السلوكات بتربصات أو دورات مجمعة يطول خلالها مكوث اللاعب داخل حيز مغلق بعيدا عن محيطه الأصلي المتمثل في العائلة ونادية المتعاقد معه (مكان عمله)، يلجأ لترجمتها دون أن يدري لعواقبها بسلوكات يخرج بها عن النص، تصل أحيانا حد التمرد، وتعجل بزعزعة استقرار المجموعة، إذا لم يتم المسارعة في احتوائه يكون له انعكاسا كبيرا على النتائج الميدانية.
كما ربط رياضيون سابقون ومدربون، تحقيق نتائج جيدة بتوفر عامل الانضباط، الذي يتجلى في قوة المجموعة وتماسكها ما يزيدها قوة، بعيدا عن إمكانات لاعبيها مستشهدين على سبيل المثال لا الحصر بما عرفه بيت الخضر في السنوات الماضية، عندما ساهم عامل الانضباط وتميز سلوكات اللاعبين مع ما يجب توفره، في إعادة بعث المنتخب من جديد وتمكنهم في عهد روراوة والبوسني حاليلوزيتش من تحقيق إنجاز تاريخي، يرفض الكثيرون نسبه لمستوى التسيير الذي وصلته الفاف آنذاك أو نوعية اللاعبين، الذين كوّنوا التركيبة البشرية للمنتخب وساهم فيها الاستفادة من قانون البهاماس، وإنما يجزمون بأن ما كان ليتحقق لولا تلك" القواعد"، التي أرساها المدرب الحالي لمنتخب اليابان ودعمه في تطبيقه سلف زطشي.
فرض الانضباط، أو تكييف سلوكات اللاعبين مع ما يقتضيه العمل الاحترافي، تنوعت طرق فرضه ما بين اعتماد تدابير صارمة قريبة للقواعد العسكرية، إلى الاستعانة بأخصائيين نفسانيين، يكونون ركيزة عمل الطواقم الفنية، على غرار ما تم استحداثه تباعا في أندية ومنتخبات القارة العجوز، التي تيقنت من أهمية مرافقة العمل النفسي للجوانب الأخرى الفنية والبدنية، حتى أن نادي مانشيستر يونايتد وفي عهد الاسكتلندي أليكس فيرغسون خصص ثاني أعلى أجر في الطقم الفني، بعد ذلك الذي يتقاضاه "السير"، للأخصائي النفساني !
ك – كريم
المدافع الدولي مختار بلخيثـر للنصر
لا أحد كان يجرؤ على افتعال المشاكل في وجود روراوة
أكد المدافع الدولي مختار بلخيثر، أن لا أحد كان يجرؤ على افتعال المشاكل في عهد رئيس «الفاف» السابق محمد روراوة، بالنظر إلى قوة شخصيته وصرامته في العمل، مضيفا بأنه لم تحدث أية تجاوزات داخل المجموعة، خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية الماضية، وكافة العناصر كانت تكن الاحترام للناخب جورج ليكنس.
• بداية ما هو جديد بلخيثـر الغائب عن أجواء المنافسة منذ عدة أشهر؟
الحمد لله لقد تعافيت بشكل نهائي من الإصابة، واستعدت أجواء المنافسة الرسمية مع فريقي النادي الإفريقي التونسي، الذي عدت إليه كما تعلمون، بعد فشل انتقالي إلى شباب قسنطينة، أنا سعيد لأنني ألعب الآن، على أن أبذل قصارى مجهوداتي، من أجل العودة إلى مستواي السابق، الذي منحني فرصة المشاركة مع المنتخب الوطني خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2017 بالغابون.
• بالحديث عن المنتخب، كيف تقيم وديتي تانزانيا وإيران ؟
لا يمكن الحكم على أداء الخضر الآن، خاصة وأن الناخب الوطني رابح ماجر قد قام بتغييرات كثيرة على مستوى التعداد، يجب أن نمنحه الوقت الكافي، كونه يسعى لتطبيق فلسفة جديدة، لقد فزنا على تانزانيا بنتيجة عريضة، ولكننا انهزمنا مع إيران، التي لم تظهر الكثير، يجب أن نظل خلف المنتخب الوطني، الذي لطالما أسعدنا، وأدخل البهجة على قلوبنا.
• لاحظ الجميع بعض الحالات الانضباطية خلال التربص الماضي، ما رأيك فيما حدث مع محرز وتايدر وبن طالب ؟
لا يمكنني التعليق على مثل هذه الأمور، لأنني لم أكن برفقة المنتخب الوطني، ولا دراية لي بما يحدث داخل المجموعة، كل ما يمكنني قوله هو أن محرز غضب لتغييره، لأنه كان يرغب في قيادة المنتخب الوطني إلى تعديل النتيجة أو الفوز، أنا أعرفه جيدا، بحكم مزاملتي له في وقت سابق، هو لاعب لا يحب الخسارة، كما أنه متعلق ببلده الجزائر، لا يجب أن نعطي مثل هذه الأشياء أكثر من حجمها، لأن الناخب الوطني يعي ما يفعل، وأنا متأكد بأنه قادر على فرض الانضباط داخل المنتخب، بالنظر إلى وزنه كلاعب سابق في صفوف الخضر، إضافة إلى شخصيته القوية.
• هناك من ربط إقصاء الخضر من الدور الأول لـ"كان" الغابون بالمشاكل الكثيرة التي حدثت داخل المجموعة، هل تؤكد أم تنفي الأمر بحكم تواجدك رفقة التشكيلة؟
كل ما يقال عن وجود مشاكل داخل المنتخب الوطني، خلال نهائيات كأس الأمم الإفريقية السابقة لا أساس له من الصحة، لقد ودعنا البطولة من الدور الأول، بسبب عدم امتلاكنا لفريق قوي، لقد كنا في طور البناء، خاصة وأنه كان يقودنا مدرب جديد، ويتعلق الأمر بالبلجيكي جورج ليكنس، الذي عمل ما بوسعه، من أجل قيادتنا إلى أدوار متقدمة، ولكن بدايتنا السيئة مع المنتخب الزيمبابوي عقدت مأموريتنا.
• هناك من اتهم ليكنس بعدم امتلاك الشخصية القوية للتحكم في مجموعة تضم أسماء لامعة، ما تعليقك؟
صدقوني لا أحد قلل من احترام جورج ليكنس خلال تلك الفترة، كما أن هذا المدرب يملك طريقة خاصة في التعامل مع اللاعبين، لقد كسب ود الجميع، ولكن الأمور لم تسر معه كما يريد، ما جعلنا نتعرض لتلك الانتكاسة، التي تسببت في خروجنا من الدور الأول.
• إذن تؤكد بأن الأمور لم تخرج عن النص خلال تلك البطولة ؟
باستثناء بعض الأمور البسيطة التي تحدث في كل الفرق، فإننا لم نواجه أي مشاكل طيلة عمر البطولة، ولم يقم أي عنصر بأي تصرف غير لائق، لقد كنا نشكل أسرة واحدة، وكافة العناصر كانت تطمح لتشريف الراية الوطنية، غير أننا لم نفلح في ذلك.
• كيف كان يتعامل معكم رئيس الاتحادية السابق محمد روراوة ؟
تود الصراحة محمد روراوة يمتلك شخصية قوية جدا، كما أنه مسير محنك، وهو ما مكن المنتخب الوطني من تحقيق العديد من الإنجازات المهمة خلال عهدته، لقد كانت كافة العناصر تحترمه، كما أن لا أحد كان يجرؤ على افتعال المشاكل في وجوده، مخافة التعرض إلى عقوبات قاسية، صدقوني رئيس «الفاف» الأسبق لم يكن يفرق بين الأسماء، وكان يعاملنا بمبدأ المساواة، ولذلك أنا متأكد بأن الجميع سيظل يشهد له بما قدمه للجزائر.
• هل صحيح أن بعض اللاعبين «متكبرين» ويتفادون الاحتكاك مع باقي الأسماء، على غرار محرز وبراهيمي؟
محرز وبراهيمي لاعبان متواضعان، ولذلك لا داعي لتشويه صورتهما بنشر الأكاذيب عنهما، هما يحبان الجزائر كثيرا، كما أنهما يدافعان عن الألوان الوطنية بكل قوة، شأنهما في ذلك شأن كافة الأسماء القادمة من البطولات الأوروبية، نحن كلنا جزائريون ولا فرق بين محلي أو مغترب.
حاوره: مروان. ب
الدولي السابق عبد الحكيم سرار للنصر
الفوضى الكروية بدأت من حادثة "زيغنشور"
• كيف ترى المسائل الانضباطية داخل المنتخب الوطني؟
أعتقد بأن هناك عدة عوامل أدت إلى هاته التصرفات، والتي أرجعها بالدرجة الأولى إلى التفرقة الموجودة بين اللاعبين، أين أصبحنا نستعمل كثيرا مصطلح لاعب محلي وآخر مغترب، في الوقت الذي كنا في غنى عن مثل هذه الأمور، خاصة وأننا في 2018 ويجب أن نرتقي بمستوانا نحو الأعلى وليس العودة إلى الخلف.
• هل ترى أن الطاقم الفني الحالي قادر على التحكم في المجموعة؟
لا يمكن القول أن المشكلة تتمثل في الطاقم الفني، بل في التفرقة الموجودة بين اللاعبين، مما يصعب على المدرب التحكم في المجموعة، في اعتقادي يتوجب التخلص من ثنائية محلي - مغترب، لأن جميع العناصر تمثل منتخبا واحدا، كما أود أن أضيف نقطة أخرى.
• تفضل...
في الجزائر فقط نسمع عند انطلاق التربصات بقدوم اللاعبين المغتربين والمحليين، وهذه التسميات لا نجدها على مستوى منتخبات إفريقيا السمراء، فعلى سبيل المثال المنتخب الإيفواري يلقب بمنتخب الفيلة والكاميرون منتخب الأسود غير المروضة، وأكثر من ذلك هناك منتخبات في القارة العجوز تقوم بتجنيس اللاعبين ولا نسمع أبدا عن وجود تفرقة بين اللاعبين، ...شئنا أم أبينا المنتخب الوطني في حاجة إلى اللاعبين القادمين من وراء البحار.
• ماذا تقصد بالضبط؟
في الوقت الحالي البطولة الوطنية لا تنجب لاعبين كبار، مما يعني بأنه يجب علينا الاستفادة من اللاعبين، الذين يملكون تكوينا في أوروبا، ومن حسن حظنا يوجد قانون “الباهاماس”، دون التقليل من قيمة بعض العناصر المحلية، التي قدمت مستويات مقبولة جدا خلال المباراة الودية الأخيرة أمام إيران، واليوم هناك مديرية فنية تعمل، وعلينا أن نمنحها الوقت لتكوين منتخب مستقبلي.
• كيف تعلق على تصرف تايدر ومحرز في المباراة الأخيرة أمام إيران؟
بالنسبة لي تصرف كل من تايدر ومحرز عادي جدا، و لو لم يقوما بتلك الخرجة لكنت سأحتار، لأن كافة العناصر تود اللعب، وتحزن عند تهميشها أو تغييرها.
• هل مشاكل الانضباط كانت موجودة من قبل في المنتخب؟
لا المشاكل الانضباطية لم تكن في وقتنا مثلما هي عليه حاليا، لسبب وحيد، كون المنتخب في السابق كانت نواته من اللاعبين، الذين ينشطون في البطولة الوطنية، مع تدعيمه بعناصر محترفة خارج أرض الوطن، لا يتعدى عددها في أغلب الأحيان أربعة عناصر، عكس ما هو عليه الحال في الوقت الراهن.
• ما تعليقك على ما عرف بحادثة "زيغنشور"؟
أكتفي بالقول إن الفوضى الكروية بدأت من حادثة زيغنشور.
• ما هي الحلول التي تراها ناجعة لإعادة هيبة المنتخب الوطني؟
كما قلت لكم، يجب عدم التفرقة بين لاعب محلي وآخر مغترب، ويجب خلق مجموعة منسجمة، لأن الطاقم الفني لا يمكنه فعل أي شيء في غياب روح المجوعة.
حاوره: بورصاص.ر
فرحات الوحيد الذي تعرّض لعقوبة الفاف
سلوكات مشينة زعزعت أركان الخضر في المواعيد الكبرى
شهد المنتخب الوطني العديد من الحالات المتعلقة بالجانب الانضباطي منذ منتصف ثمانينيات الألفية الماضية، مما يعني بأن «الذهنية» الجزائرية تبقى السبب المباشر في تسجيل حالات «تمرد» من حين لآخر، ناتجة بالأساس عن عدم اقتناع اللاعبين بخيارات الطاقم الفني.
ويتذكر الجزائريون حادثة الشجار الذي نشب بين بلومي وبن مبروك في مونديال مكسيكو 1986، وكذا قضية قريشي وإصراره على التواجد أساسيا في مباراة إسبانيا، كما أن المدرب الحالي للمنتخب، كان في سنة 1988 قد رفض مرافقة التشكيلة الوطنية إلى المغرب لتنشيط دورة «الكان»، وهي النسخة التي كانت فيها الكرة الجزائرية قريبة من التتويج باللقب القاري، إلا أنها اكتفت بالصف الثالث.
إلى ذلك، فإن الانجاز التاريخي الذي حققه المنتخب بانتزاعه كأس إفريقيا، لم يكن كافيا لطي صفحة حالات «التمرد»، بدليل أن ذلك الجيل صنع الحدث على طريقته الخاصة في الأراضي السينغالية بعد سنتين فقط، ومهزلة «زيغنشور» عجلت بخروج المرحوم كرمالي ومسؤولي الفاف برئاسة الراحل كزال عبر أضيق الأبواب، بل قرار حل الاتحادية، على خلفية تلك «النكسة»، والتي عرفت حدوث انقسامات كبيرة داخل المنتخب، لتتواصل حالة التسيب، وتطفو على السطح القضية التي اصطلح عليها «فضيحة كعروف»، والتي قطعت الطريق أمام المنتخب الوطني باتجاه دورة «كان 1994»، بسبب خطأ إداري يصعب تجرعه.
وعايش رابح ماجر حالة «التمرد»، في أول تجربة له مع الخضر بعد الخلاف الذي كان له مع يزيد سنجاق في إثيوبيا، كما أن جمال بلماضي كان قد عبر عن غضبه بطريقة تبقى راسخة في الأذهان، لما انهزم «الخضر» بالقاهرة بنتيجة (5 / 2) في مارس 2001، لما عجل برحيل المدرب جداوي.
وكان ناصر واضح، نجم فوق العادة في دورة «كان 2004» بتونس، لما رفض التواجد على دكة البدلاء، وحزم حقائبه وغادر التشكيلة، منتقدا خيارات سعدان وشارف، عندما كانت النخبة الوطنية في عملية إعادة التجديد، ولو أن عودة «الشيخ» في 2007 تزامنت مع انطلاق عملية جني ثمار السياسة الجديدة المنتهجة، فعاد الهدوء إلى بيت «الخضر»، بانحصار تركيز الجميع على العمل الميداني بحثا عن العودة إلى العالمية بفضل «كومندوس» راهن على سلاح روح الجماعة، فحقق الهدف بالمرور إلى مونديال جنوب إفريقيا.
مشاركة النخبة الوطنية في مونديال 2010، كانت قد شهدت تسجيل بعض الحالات المقترنة بالانضباط، انطلاقا من الحارس شاوشي، الذي لم يتقبل قرار إبقائه على دكة البدلاء ضد انجلترا، مرورا بغزال والانتقادات التي طالته بسبب البطاقة الحمراء التي تلقاها بطريقة ساذجة في مباراة سلوفينيا، وصولا إلى الغليان الكبير على خيارات سعدان في مواجهة المنتخب الأمريكي، وهي الزوبعة التي جاءت بعد أشهر قليلة من تلك التي حصلت في كان أنغولا، وحادثة تشاجر لموشية وقواوي.
وفي سياق ذي صلة، فإن تواجد حليلوزيتش على رأس الخضر، كان بمثابة الفترة التي عرفت هدوء كبيرا من الناحية الانضباطية، رغم حادثة «الشيشة» في جنوب افريقيا، والتي راح ضحيتها بودبوز، ليكون الصربي راييفاتس ضحية حالة «تمرد» جماعي، بعد مطالبة اللاعبين بضرورة رحيله، في افتتاح تصفيات مونديال روسيا ضد الكاميرون، وتجسيد هذا المطلب، مهما كانت مبررات الفاف، أفقد المنتخب هيبته، ليتكرر نفس «السيناريو» مع ليكنس، فوجد ماجر نفسه يرث منتخبا يعاني كثيرا من الناحية الانضباطية، تجلت في المشهد الذي حصل له مع محرز، والذي فتح باب التأويلات على مصراعيه.
بالموازاة مع ذلك، فقد كان المهاجم فرحات الضحية الوحيدة لحالات اللاانضباط التي تم تسجيلها في المنتخبات الوطنية، لأن هذا اللاعب كان قد غادر تربص المنتخب الأولمبي دون إشعار الاتحادية، وتنقل إلى فرنسا للتوقيع على عقد مع نادي لوهافر، فكان رد فعل المكتب الفيدرالي السابق، بحرمانه من تقمص الألوان الوطنية مدى الحياة، وهي العقوبة التي تم نشرها عبر الموقع الرسمي للاتحادية، لكنها ألغيت بعفو من زطشي، في حين أن باقي الحالات كانت «اللاحدث»، والعقوبات المسلطة على اللاعبين ظلت داخلية.
ص/ فرطــــاس
الحارس الدولي السابق دريد للنصر
قريشي لعب لقاء إسبانيا ضد إرادة سعدان و بلومي و بن مبروك خرجا عن النص
• ماجر أخلّ بالانضباط عندما كان لاعبا وبعض اللاعبين يكرّرون سلوكه!
• عرف التربص الأخير للمنتخب بعض الحالات الانضباطية، أعادت الحديث حول هذه النقطة السلبية ببيت الخضر؟
حالات مخالفة قواعد النظام الداخلي، غير مقتصرة على المنتخب الوطني، بل تحدث في كل المنتخبات لكن بدرجات متفاوتة، والفرق بين ما يحدث عندنا والمنتخبات العالمية، خاصة الأوروبية أن مشاكل غرف تغيير الملابس تبقى حبيسة جدرانها، ولا يتم تأويلها.
ومثل هذه الأمور أو التصرفات حدثت من قبل وستحدث مستقبلا، خاصة خلال التربصات الطويلة والدورات المجمعة، بفعل اختلاف الرؤى والتركيبة الشخصية للأفراد، دون نسيان عامل شخصية المدرب، وحتى في جيلنا حدثت الكثير من الأمور وقفت عليها شخصيا.
• نقاطعه ...ربما تقصد حادثة بلومي وبن مبروك في مكسيكو؟
حدثت عدة حالات، وكما قلت في مونديال المكسيك، عام 1986، شهد بيت الخضر عدة حالات وبدأت حتى قبل موعد المونديال، بعد أن طفا للسطح، مشكل العلاوات، عندما أوعز المغتربون للمحليين بطلب نصيب في جزء من أموال السبونسور، وأن لا يقتصر الأمر على حصة من أموال شركة «سونيتاكس» التي كانت وقتها تضمن بدلات الخضر، وحرضونا على طلب جزء من أموال الشركة التي تكفلت بالجوارب والأحذية، كما عرفت ليلة اللقاء الأخير أمام إسبانيا بروز مشكل آخر كان بطله نور الدين قريشي، الذي صعد حتى لغرفة الناخب الوطني آنذاك سعدان وأرغمه على توظيفه أساسيا في وقت كان محور الخضر يتكون من مغارية وقندوز ولعبنا لقاء إسبانيا بثلاث مدافعين في المحور، قبل أن تأتي حادثة بن مبروك وبلومي التي تحولت لفضيحة وتناقلتها عدة وسائل إعلام.
• لكن المنتخب عرف حالة من الهدوء في الأعوام السابقة عدا بعض الحالات تم التحكم فيها؟
هنا يجب فتح قوس، لمعرفة سبب الهدوء الذي ميز السنوات الماضية، أرجعه شخصيا لرئيس الفاف السابق محمد روراوة، الذي كان متكفلا بهذا الملف، حتى أن اللاعبين ورغم عدم رضاهم عن بعض الخيارات أو طريقة العمل، كان أشجعهم يفكر ألف مرة قبل إبداء غضبه أو استياءه.
• هل يعني هذا أن ماجر لن يقدر لوحده على التحكم في المجموعة؟
ربما العكس، وقراءتي لما حدث، ربما تكون مخالفة، وقبل أن أفصل فيها يجب العودة لما حدث من البداية، وأعتقد أن اللاعبين محقين فيما بدر منهم، رغم تحفظي على الطريقة وخاصة في لقطة محرز التي شاهدها الجميع، بما أنها كانت أمام كاميرات التلفزيون، فاللاعب هني مثلا، لا يستحق أن تتم معاملته بتلك الطريقة وإخراجه بعد نصف ساعة فقط من اللعب إنقاصا من قيمته، كما أن تايدر محق في طلب تفسيرات، لأنه من غير المنطقي استدعاء لاعب بغض النظر عن المسافة التي قطعها للوصول، لتربص يضم في برنامجه مواجهتين وديتين وإبقائه على كرسي الاحتياط، كما أن غضب محرز له تفسير من الناحية الفنية، لأن إخراجه أفرغ منصب التنشيط الهجومي، أيعقل من كان يبحث عن تسجيل هدف التعادل أن يغير حامل الماء، ومن كان يمد عناصر خط الهجوم بالكرات. !
أما بالعودة لجوهر السؤال، وكما قلت لي رأي مخالف، وأستطيع القول أن الناخب الوطني، دفع بخياراته اللاعبين المعنيين للتصرف بهذا الشكل، حتى يقيم عليهم الحجة ويبعدهم تباعا، لأنه يخشى اللاعبين الكبار ونجوم «الصف الأول»، من يملكون شخصية قوية، وهنا أضيف شيئا..
• تفضل..
الناخب الوطني رابح ماجر، كان لاعبا وحتى هو يملك في مشواره حالات انضباطية، لقد قاطع دورة كأس إفريقيا عام 1988 التي جرت بالمغرب وفضل عدم التنقل مع المجموعة، وروج حينها أن بعض رفاقه حرروا عريضة يطالبون فيها بعدم استدعائه، في وقت لم يكن الأمر صحيحا، وكان مخالفة للاعب بورتو آنذاك للنظام الداخلي للمنتخب، مثلما يحدث الآن ولكن بتغير في المواقع، فماجر أصبح مدربا ويعاني من سلوك لم يستسغه من لاعبين كرروا ربما بعض سلوكات سبق وأن قام بها هو شخصيا.
حاوره : ك - كريم
كمال بن عميرة (أخصائي نفساني) للنصر
شخصية المدرب والضغط سبب انفعال اللاعبين
أرجع الأخصائي النفساني كمال بن عميرة حالات اللانضباط، التي تسجل من حين لآخر داخل المنتخب الوطني إلى 3 عوامل رئيسية، أبرزها غياب الاستقرار في التركيبة البشرية من جميع الجوانب، لأن المنتخب ـ على حد قوله ـ « يعيش على وقع تغيير ظرفي من مرحلة لأخرى، سواء تعلق الأمر بالطاقم الفني وحتى التعداد، رغم أن الاستقرار ضرورة حتمية لتوفير جو أخوي يساعد على تأقلم اللاعبين مع مختلف التطورات التي تحصل».
وأكد بن عميرة أن شخصية المدرب لها دور كبير في الحالات الانضباطية، لأن الطاقم الفني ـ كما أردف ـ «ملزم بمراعاة الظروف التي يلتحق فيها كل لاعب بالتربص، على أن تكون لمسة المسؤول الأول واضحة بصورة جلية على الجانب الانضباطي، لأن هذا العامل يبقى مفتاح النجاح، وأي مدرب لا يتمكن من فرض نفسه لن يستطيع قيادة المنتخب لتحقيق نتائج جيدة، فضلا عن عامل مهم يتعلق بالانسجام بين اللاعبين المحليين والمغتربين، لأن شخصية المدرب تتجلى في هذا الجانب، وخلق جو عائلي أمر حتمي لتجاوز الخلافات والمشاكل الداخلية، التي غالبا ما نسجلها بين الشريحتين في المنتخب».
وفي رده عن سؤال بخصوص الأسباب، التي غالبا ما تكون وراء قيام اللاعبين بتصرفات غريبة، أكد محدثنا أن الكثير من العوامل قد تدفع باللاعب إلى الانفجار، لكن الضغط المفروض عليه من المحيط الخارجي غالبا ما يكون ـ حسب تصريحه ـ «السبب الأبرز في القيام برد فعل سلبي، لأن عدم القدرة على التأقلم مع معطيات جديدة في المحيط تجعل اللاعب يعبر عن موقفه بسلوك يثير الغرابة، كما أن وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تركت آثارا كبيرة، لأن اللاعبين يتصفحون بانتظام كل ما يقال عنهم في الصحافة و»الفايسبوك»، والانتقادات الكثيرة التي توجه لهم تدفع بهم إلى الانفجار في لحظة غضب».
وأشار بن عميرة أن الظروف التي يعيشها اللاعب في ناديه تنعكس بصورة مباشرة على روحه المعنوية عند التحاقه بالمنتخب، لأن محرز على سبيل المثال ـ يؤكد محدثنا ـ « كان قد مر بفترة جد حرجة في «الميركاتو»، جعلته يعيش احباطا كبيرا من الناحية النفسية، وتواجده مع المنتخب في التربص الأخير كان تحت تأثير هذا الضغط، ولو أن تعامل الصحافة مع الحادثة زاد في تعقيد الأوضاع، لأن اللجوء إلى التهويل يرفع من درجة الضغط على اللاعب».
وختم بن عميرة حديثه بالتساؤل عن سبب عدم تواجد أخصائي نفساني ضمن طاقم الخضر، لأن مكانته ـ على حد قوله ـ «ضرورية، كما هو الحال بالنسبة لمختلف الطواقم الأخرى، منها الإداري، الطبي والفني، والأخصائي النفساني يتكفل بتهيئة الأجواء داخل المجموعة، ويساهم في خلق جو عائلي، بالتخفيف من الضغط الذي يعيشه كل لاعب».
حــاوره: ص/ فرطــــاس
المدرب الوطني المساعد السابق نبيل نغيز للنصر
قـرارات غـوركـــوف كــانـت تـحتـرم ومـا حـدث مـع رايفاتس “اضـــطــراب في الاتصــــــال”
• لــم أجـــــد مشـكـــلا مـــع فـغـــــولي رغـــم إبـقـــائــــه في الاحتـيــــــاط
• حدثنا عن الانضباط في عهد غوركوف؟
منذ التحاق المدرب غوركوف على رأس الخضر، كان هناك نوع من “التعايش” بين الطاقم الفني واللاعبين، لكون المنتخب كان يعيش في أزهى الأيام، بعد التأهل إلى الدور الثاني من مونديال البرازيل، وهو ما عملنا على الاستثمار فيه بخلق جو عملي رائع.
• لكن هناك عدد من اللاعبين كانوا يرفضون الاحتياط ؟
لا أنفي ذلك، خاصة وأن المنتخب ضم كثيرا من النجوم، وكان الثنائي جابو وسوداني غير راضيين عن وضعيتهما، لأنهما لم يكونا ضمن مخططات الرسم التكتيكي 4/4/2 التي كان يعتمدها المدرب، لكن لم تصدر منهما أي تصرفات غير انضباطية، بدليل أنهما لم يناقشا خياراته، والحادثة الوحيدة التي كانت في عهد غوركوف، مباراة مالي عندما احتج غيلاس عن وضعه في الاحتياط،، ولم يكن أمامنا أي خيار سوى إبعاده نهائيا.
• كيف تعامل غوركوف مع الاحتياطيين؟
إستراتيجية الفرنسي، اعتمدت على تشكيل نواة أساسية في صورة براهيمي وسليماني ومحرز ولحسن وغلام وماندي، وبالتالي فإن البقية، كانوا يتقبلون القرارات باحترافية، ويجب ألا نغفل أيضا السلوك الاحترافي للعناصر المختارة.
• بعد مغادرة غوركوف توليت تسيير مباراة السيشل، كيف تعاملت ؟
أشرفت بمفردي على أصعب تربص، وكان في شهر جوان من سنة 2015، ودام لمدة 15 يوما كاملة، قبل السفر نحو السيشل، لإجراء مباراة تصفوية، وبالرغم من كون الفترة مرادفة لنهاية البطولة وفترة الراحة، والبعض كان مهتما بالعروض، غير أن الجميع كان حاضرا، ولم نسجل أي حالة انضباطية بعد التزام الجميع بالنصائح.
• ماذا تقصد؟
أبقيت فيغولي احتياطيا، ولم يصدر منه أي ردة فعل، وصرح عقب نهاية اللقاء أنه في خدمة الخضر، ويتقبل قرارات المدرب.
• وهل اختلفت الأوضاع بقدوم المدرب الصربي رايفاتس؟
المشكلة الرئيسية في عهد رايفاتس، كانت تكمن في غياب التواصل الجيد بينه وبين اللاعبين بسبب اللغة، حيث فشل المترجم في نقل أفكار هذا المدرب، وهو ما كان سببا في حدوث نوع من برودة العلاقة بين الطرفين، ودعني أقول أن المشكلة هي «اضطراب في التواصل»، ولم يكن أي خيار سوى التضحية بالمدرب.
• وهل نجح ليكنس في إعادة المياه إلى مجاريها؟
فور التحاق ليكنس، عادت المياه إلى مجاريها، خاصة وأن التواصل مع اللاعبين كان يتم على أحسن ما يرام، لكن النتائج لم تكن في صالحنا في كأس أمم إفريقيا، وبعد التعادل أمام زيمباوي والهزيمة أمام تونس، فقدنا السيطرة على المجموعة، وعشنا تحت ضغط حقيقي، على العموم لم نسجل طيلة عملي في العارضة الفنية للمنتخب أي تجاوزات تعدت الخطوط الحمراء من الجانب الانضباطي. حاوره: أحمد خليل
المدرب المغترب رشيد بلحوت للنصر
لا يُعقل تقليل الأدب مع المدرب والمساس بالمغتربين خطأ
• كيف تقيم أداء الخضر خلال وديتي تانزانيا وإيران ؟
اعتقد بأننا لم نكن عند مستوى التطلعات خلال الوديتين الماضيتين، حيث لم نفرض سيطرتنا على منتخب تانزانيا المتواضع، الذي لا يمتلك لاعبين في المستوى، مقارنة بعناصرنا الناشطة في أقوى الدوريات الأوربية، كما كنا تائهين أمام منتخب إيران، الذي ظهر أكثر تنظيما، أنا لست متفائلا بالعمل الذي يقوم به ماجر، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
• سجلنا بعض الحالات الانضباطية داخل المنتخب، ما رأيك في طريقة تعامل ماجر معها؟
لم نلاحظ أي انضباط مع الناخب الوطني الحالي، لأنه لا يعقل أن يقلل محرز أدبه معه بتلك الطريقة، أنا أعترف بأن محرز موهبة حقيقية، ولكنه تجاوز الحدود وعلى من يقود المنتخب التعامل معه بحزم، كونه متعود على مثل هذه التصرفات مع مدرب ناديه ليستر سيتي، وأما بخصوص قضية تايدر فأنا متضامن معه، كونه لا يستحق أن يعامل بتلك الطريقة، وكان الأجدر على ماجر أن يشركه ل20 دقيقة على الأقل، كونه قادم من سفرية طويلة.
• كيف ترى علاقة الناخب الوطني مع اللاعبين القادمين من وراء البحار؟
أظن بأن ماجر يخشى المغتربين، بالنظر إلى قوة شخصيتهم، هو يحاول أن يجعل المنتخب الوطني مكونا من اللاعبين المحليين فقط، كونه قادر على التحكم في المجموعة آنذاك، ولكنني أنصحه من منبركم هذا أن لا يرتكب هذا الخطأ ، الذي قد ندفع ثمنه غاليا، لقد استفدنا كثيرا من خريجي المدارس الأوروبية، الذي قادونا للتأهل إلى المونديال في مناسبتين متتاليتين، والتخلي عنهم مستقبلا سيكون أكبر خطأ نرتكبه في حق كرتنا.
• بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
لست متفائلا بخصوص مستقبل المنتخب الوطني، في ظل عدم امتلاك ماجر لأي برنامج، ولكن ليس باليد حيلة، علينا أن نظل خلف تشكيلتنا الوطنية، التي لطالما أسعدتنا، خاصة خلال نهائيات كأس العالم بالبرازيل، أين أهلتنا لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية إلى الدور الثاني.
حاوره: مروان. ب
الدولي السابق فارس فلاحي للنصر
صـرامــة حـليـلـوزيتــش وراء إنـجـــازاتـــه مــع الـخـــضـــــر
أكد الدولي السابق فارس فلاحي، أن أي نجاح يمر بفرض الانضباط على جميع اللاعبين دون استثناء، مضيفا أن سمعة المنتخب أكبر من أي لاعب مهما كان اسمه.
وشدد مهاجم وفاق سطيف السابق على ضرورة احترام خيارات الطاقم الفني، وقال للنصر:« من أسباب نجاح مدربي الخضر تمكنهم من فرض الانضباط داخل المجموعة، التي تضم نجوما ينشطون في أقوى الأندية الأوروبية، وكل لاعب منهم يطمح للمشاركة في التشكيلة الأساسية»، مضيفا:« نقطة قوة حليلوزيتش تكمن بالدرجة الأولى في تحكمه بالمجموعة، ما مكنه من تحقيق إنجازات باهرة مع الخضر».
وبخصوص ما عاشه خلال «كان» تونس 2004 ، فقد أكد فلاحي بأنه لم تحدث أي تجاوزات خطيرة، ماعدا حادثة واضح، الذي أبعد من المنتخب، بسبب رفضه خيارات المدرب رابح سعدان ومساعده بوعلام شارف.
وقال فلاحي:« قبل أيام عن لقاء الجولة الأولى أمام الكاميرون، اكتشف واضح أنه لن يكون ضمن التشكيلة الأساسية، ما جعله يتقرب من المساعد شارف للحصول على تفسيرات، لكن سعدان كان حازما معه، بدليل إبعاده نهائيا من المنتخب».
وفي سؤالنا له حول المعلومات التي تحدثت عن «تمرد» العناصر الاحتياطية في آخر زيمبابوي، فإن فلاحي نفى ذلك، وقال أن سعدان كان يفضل منح الفرصة كاملة للاحتياطيين، بعد اقتطاع ورقة التأهل إلى الربع النهائي «بنسبة كبيرة»، وصرح:« الأخبار التي قيلت أن العناصر الاحتياطية ضغطت على الطاقم الفني، من أجل لعب لقاء زيمبابوي ليست صحيحة، لأن سعدان كان متحكما في المجموعة».
وأضاف المناجير السابق لوفاق سطيف، أنه شارك في 7 تربصات للمنتخب الوطني الأول، مؤكدا بأنه لم تحدوث أي تجاوزات خطيرة:» ما وقفت عليه عند مشاركتي في تربصات المنتخب الاحترام المتبادل بين كافة الأطراف، رغم إقراري بحدوث بعض المشاكل البسيطة في التدريبات».
وعن رأيه فيما حصل خلال وديتي تنزانيا وإيران الأخيرتين، فقد فضل محدثنا التساؤل حول المعايير، التي اعتمدتها الفاف في تعيين ماجر، مؤكدا أنه يفتقد الخبرة المطلوبة:« نحن دائما نساند المنتخب، لكن من حقنا كمتابعين التساؤل عن المعايير التي اعتمدتها الفاف لاختيار ماجر، لأنه يفتقد للخبرة المطلوبة».
وأشاد الدولي السابق بصرامة البعض من مدربيه السابقين، على غرار رشيد بوعراطة وبوعلام شارف وعبد الكريم خلفة، مشيرا بأن الثلاثي لا يتلاعب إطلاقا بالجانب الانضباطي، مضيفا بأنه طيلة مشواره الكروي لم يدخل في أي صراع مع من أشرفوا عليه.
أحمد خليل
تدخل في لعبة القط والفأر مع الاعلام
«الفــاف» تـتـجنــب الخـوض في القضــايــا الانـضبـاطيـة بـانـتـهـــاج أسلــوب التفـنـيـذ الدائــم
تحاشى أعضاء المكتب الفيدرالي خلال نهاية الأسبوع الفارط طرح القضية المتعلقة بحالات اللاانضباط التي تم تسجيلها في وديتين تانزانيا وإيران، في إجراء يبقى المغزى منه محاولة احتواء الوضع بطريقة «سلمية»، وتفادي أي انفجار، مادامت «الفاف» قد منحت الضوء الأخضر للطاقم الفني لتحضير الخضر تحسبا ل»كان» 2019.
تجنب أعضاء الاتحادية الخوض في تفاصيل لقائي النخبة الوطنية، رغم الأصوات التي تعالت وطالبت بحتمية تشريح الوضع، أعقب بخرجة رسمية للناخب الوطني عبر التلفزيون العمومي، فند فيها كل ما تم تداوله بخصوص حالات اللاانضباط، والتصرفات الصادرة عن بعض اللاعبين، في شاكلة محرز وتايدر بالنمسا، وكذا بن طالب بعد ودية تانزانيا.
وذهب ماجر إلى حد الجزم بأن الأجواء على أحسن ما يرام، وأن كل ما تم تداوله يبقى مجرد إشاعات، مع تأكيده على أن العناصر التي تم استهدافها ستكون حاضرة ضمن التعداد في التربصات القادمة.
خرجة مسؤولي «الفاف» جاءت لتجسد بقاء دار لقمان على حالها داخل الخضر، وأن التغيير الذي يحصل بين العهدة والأخرى يقتصر على الأشخاص فقط، لكن «الذهنيات» تجبر على مسايرة ريتم العمل السائد وسط المجموعة، لأن مشكل غياب الانضباط يطفو دوما بمجرد دخول المنتخبات الوطنية في تربصات متوسطة أو طويلة المدة، وهي أمور تشكل مادة دسمة لمختلف وسائل الاعلام، بتداول أخبار عن حدوث انقسامات أو تكتلات داخل المنتخب، تعبيرا من بعض العناصر عن عدم الاقتناع بالخيارات.
«سيناريو» تسجيل حالات اللاانضباط يتكرر في كل مناسبة يكون فيها الخضر على موعد مع مشاركة في تظاهرة قارية أو عالمية، لأن الإعلام يتناقل أخبارا بخصوص مثل هذه الحالات، لكن «الفاف» تعمد في كل مرة إلى التفنيد، وهو أمر يتسبب دوما في زعزعة استقرار المنتخب، مع دخول الاتحادية وأعضاء الطاقم الفني في لعب القط والفأر مع رجال الصحافة، خاصة أثناء عقد المؤتمرات الاعلامية، حيث تثار في كل مرة القضايا المقترنة بالحالات الانضباطية، إلا أن الرد يكون دائما بالنفي، وتعليق ذلك على مشجب «التضييق» الاعلامي، الذي تشهده مختلف التربصات.
ولئن كان ماجر قد طوى صفحة النمسا، وطالب بضرورة الحفاظ على توازن التعداد، فإن ما حدث في ملعب حملاوي بقسنطينة في مباراة زامبيا كان بمثابة «المنعرج» الذي كان لزاما على زطشي استغلاله لوضع بصمته على الجانب الانضباطي، لأن إقدامه على توجيه أصابع الاتهام لبعض العناصر بالتشويش، وتعهده بعدم استدعائها مستقبلا، أمور لم تجد طريقها إلى التجسيد، رغم أن حالة «التمرد» التي سجلت في تلك المقابلة عجلت برحيل الاسباني لوكاس ألكاراز، لكن رئيس الفاف لم يستغل الفرصة لإحداث قطيعة مع «سلوكات» الماضي، والتي كثيرا ما كانت السبب المباشر التي تعلق عليه الاخفاقات، مما يؤدي إلى إسالة الكثير من الحبر، و»النكسة» التي لحقت بالكرة الجزائرية في دورة «كان2017» كانت أبرز مثال على ذلك، لأن سوداني خرج عن صمته، والمدرب ليكنس رحل على المباشر بعد ترسيم الاقصاء، ليكون روراوة الضحية الأكبر، بانسحابه من رئاسة الفاف.
من جهة أخرى، فإن المعالجة الاعلامية لقضايا الانضباط غالبا ما تخلف رد فعل سلبي لدى مسؤولي الاتحادية، وكأن رجال الصحافة يعمدون إلى الانتقام على طريقتهم الخاصة من نظام «التكتم» و»السرية» الذي يتبع في التربصات المغلقة، لكن الاسراع على التفنيد أصبح أمرا «معهودا» لدى الوسط الرياضي، وانتهاج سياسة الهروب إلى الأمام من طرف القائمين على شؤون الاتحادية، والعمل على طي صفحة المشاكل الانضباطية، من دون استخلاص الدروس من التجارب القاسية.
ص/ فرطـاس