- بـلّارج -.. طـائــرٌ شيمتـه الوفـاء يعيـشُ في النّقــاء !
يبدأ طائر اللّقلق بالهجرة إلى الجزائر شهر ديسمبر، قادما من وسط و جنوب أوروبا على وجه التحديد، تتجاوز هجرته حدود الجزائر إلى جنوب القارة الإفريقية في فصل الشتاء بحثا على الدفء، كما يفضل العيش في المناطق الرطبة على غرار محيط بحيرة فزارة بعنابة، المراعي، المروج العشبية، والأراضي الزراعية المفتوحة، وضفاف الأنهار، كما يتجنب المناطق كثيفة الأشجار والأشجار الطويلة.
تبدأ مصالح الغابات في إحصاء اللقلق شهر جوان بعد تفقيس البيض وظهور رؤوس الصغار في الأعشاش، عادة ما يكون عدد الفراخ محدودا يتراوح ما بين 1 و 3 فراخ فقط في العش الواحد، بعد اكتمال نمو الصغار وقدرتهم على الطيران لمسافات بعيدة، يحضر نفسه للعودة إلى أوروبا شهر سبتمبر، ومع دخول شهر أكتوبر تكون الأعشاش فارغة.
وفاء الزوجين لبعضهما يمنعهما من التزاوج مع الغير
يتميز اللقلق بخاصيّة فريدة من نوعها في التعايش، لما يتزاوج الذكر والأنثى، يظلان على وفاء دائم، لا يمكن الخوض في علاقة تزاوج أخرى لكليهما، يتنقلان معاً في فترة الهجرة، وأحيانا يسبق الذكر الأنثى لإعادة ترتيب نفس العشّ الذي كانا يقيمان فيه العام الماضي، وعند وصول الأنثى تجد العش جاهزا للتزاوج و وضع البيض، كما يليق بعروس يتكرّر شهر عسلها. وهناك تشابه كبير بين الجنسين في الشكل الخارجي مما يزيد من صعوبة التفريق بين الذكر و الأنثى، إلا أن الذكور تتميز بكونها أكبر حجما من الإناث. وتتخذ الأساطير اليونانية و الرومانية القديمة، من اللقلق رمزا للتعبير عن الولاء للأبوين.
ويتغدى اللقلق على الضفادع، السحالي، الثعابين، الديدان، الأسماك، الجنادب، الرخويات، الجراد، الصراصير، القشريات المختلفة و الكتاكيت و بيض الطيور الصغيرة .
يهرب من الإنسان إلى التين الشوكي
وفي ولاية عنابة يتخذ اللقلق من منطقة لحريشة في بلدية الحجار تجمعا للاستقرار فيه والتكاثر وكذا الراحة قبل الهجرة، لجأ في تصرف ذكي لبناء أعشاشه فوق أشجار التين الشوكي « الهندي» على ارتفاع 2 متر، لحماية أعشاشه طبيعيا من اعتداء الإنسان، تتوزع الأعشاش على مساحة 1 هكتار. ويقوم طائر اللقلق بتحضير نفسه في هجرة جماعية، يوجه نداء لتحديد موعد وموقع انطلاق الرحلة، نفس التجربة يعيدها كل عام. في حين يأتي في رحلات منفردة عند القدوم في شهر ديسمبر.
تواجد اللقلق في منطقة مؤشر على انعدام الثلوث
ورصدت مصالح الغابات لولاية عنابة، بأن تواجد اللقلق في منطقة معينة مؤشر على انعدام التلوث و تدهور الوضع البيئي، وهو ما لُوحظ على مستوى محيط مركب الحجار، رغم توفر عوامل عدة كعلو وحداته، إلا أن اللقلق لا يبني أعشاشه هناك، ولا يقصد مصنع الحديد إطلاقا، ويفضل الابتعاد نحو 10 كلم عن المركب، ليتخذ من منطقة لحريشة تجمعا له.
تعتبر أعشاش اللقلق الأكثر وزنا بين جميع الأعشاش التي تبنيها الطيور، يمزج الطين والتراب مع الأعشاب في مرحلة بنائه، يصعب تحريك العش من مكانه قد يصل وزنه 50 كلغ، يثبته بإحكام ويحقق التوازن كي يضمن عدم سقوطه من الأعلى، و يستخدم اللقلق غالبا أعمدة الكهرباء، لتشييد الأعشاش، وهو ما طرح إشكالية في السنوات الأخيرة، تتعلق بانقطاع التيار الكهربائي بسبب نشاطه على مستوى الأعمدة، حيث يتسبب العش عندما يكون كبيرا في منع مرور التيار بين الأسلاك أحيانا، وإتلاف تجهيزات أخرى تعمل على جر التيار عبر الأسلاك ذات التوتر العالي.
نجاح تجربة الأعشاش الاصطناعية للتقليل
من انقطاع الكهرباء
و ذكرت مصالح الغابات لولاية عنابة، بأنها كانت تسلم رخص إزالة الأعشاش من الأعمدة لمصالح سونلغاز، باستخدام خراطيم المياه، كونها ثقيلة لا يمكن إزالتها بسهولة، هذه التراخيص تمنح بعد فترة التكاثر وهجرة الطيور من جديد نحو أوروبا، كون هذا الطائر محمي عالميا، يمنع الاعتداء عليه أو صيده. وأمام الاقبال الكبير للقلق على بناء الأعشاش فوق الأعمدة، قدمت مصالح الغابات سنة 2010 تصميما لصحون حديدية، على شكل قاعدة بناء عش، لشركة سونلغاز، التي استغلت التصميم في صناعة أعشاش تم تثبيتها فوق الأعمدة الكهربائية بالمناطق التي يقصدها اللقلق، وهي التجربة التي لقيت نجاحا، وأصبح اللقلق يستخدم الأعشاش الاصطناعية في عملية البناء و وضع البيض.
وفي نفس السياق لاحظت مصالح الغابات عدوانية اللقلق عند محاولة إزالة عشه في مرحلة وضع البيض، و سجلت في إحدى المرات مهاجمة أعوان سونلغاز عند استخدام خراطيم المياه لإسقاط العش، تركت الطيور مصالح الشركة تعيد الكهرباء، ونفذت انتقامها بإعادة تخريب ما تم إصلاحه وانقطع الكهرباء مجددا، وعند عودة الأعوان قام اللقلق بمهاجمتهم!
حسين دريدح
حــوار
مخترع آلة فرز وعزل المواد البلاستيكية الدكتور خالد رايس للنصر
تصنيع اختراعي سيقضي على معضلة القمامة في المدن
كشف الفائز بأفضل بحث علمي لسنة 2020، في مجال البيئة، الدكتور خالد رايس، عن ظروف اختراعه لآلة فرز، وعزل للمواد البلاستيكية، المستخلصة من المخلفات المنزلية ( القمامة)، مشيرا في حوار مع النصر، إلى قابليته للتجسيد الميداني هذا الإنجاز، إذ يمكنه تجميل محيطنا البيئي، وإعادة تثمين التراكمات اللامتناهية للمخلفات المنزلية، مبديا عزمه على مواصلة جهوده البحثية، رغم إقراره بالصعوبات، التي تعترض البحث والباحثين في الجزائر، انطلاقا من عدم وجود جهات، تتبنى مثل هذه المشاريع، ووصولا إلى التعقيدات الإدارية والمالية، المثبطة للعزائم أحيانا.
النصر: كرمتم في الـ 28 ديسمبر 2020، من طرف الوزير المنتدب للبيئة الصحراوية، نظير بحثكم العلمي التطبيقي، واختراعكم لآلة فرز وعزل المخلفات البلاستيكية، وذلك في احتفالية أقيمت بالمركز الدولي للمؤتمرات، بنادي الصنوبر بمناسبة الطبعة الأولى لفعاليات المسابقة الوطنية لأحسن وأجمل واحة في الجزائر لسنة 2020، فهلا عرفتنا بتفاصيل أو فحوى، بحثكم العلمي الذي نلتم به هذا التكريم ؟
الدكتور خالد رايس: بحثي العلمي، يتضمن اختراع، آلة فرز وعزل للمواد البلاستيكية، المستخلصة من المخلفات المنزلية الصلبة، ويندرج بحثي التطبيقي، في إطار استهداف حماية البيئة، في ظل التراكم اللامتناهي للمخلفات المنزلية، وهي التراكمات التي أثرت وتؤثر سلبا على المحيط بشكل عام، وعلى صحة الإنسان بشكل خاص، بحيث يساهم الاختراع في تفعيل عمليات الاسترجاع والرسكلة، وتثمين العناصر التي يمكن إعادة تدويرها، والاستفادة من قيمتها المادية، وقد بادرت بإعداد دراسة ميدانية، لواقع النفايات المنزلية الصلبة للمجتمع الجزائري، وأجريت الدراسة التطبيقية، التي دامت عدة أشهر، على مستوى مراكز الردم التقني، بالجزائر العاصمة ، والبحث هو امتداد لدراسات بحثية سابقة، أضيفت إلى تصميم سلسلة تكنولوجية، غايتها فرز وعزل مكونات هذه القمامة، وشملت هذه السلسلة، اختراع مجموعة آلات، تتناسب وطبيعة هذه القمامة، وقد ظهرت هذه الدراسة إلى النور، من خلال إشرافي على مشروع، تخرج الطالب محمد البخاري عبد العزيز المأمون، من معهد المناجم بجامعة العربي التبسي بتبسة، في إطار نشاط مخبر المحيط.
النصر: ما فائدة بحثكم تطبيقيا؟ وهل يمكن تجسيده على أرض الواقع؟ وهل يساهم في إيجاد حلول للقمامة المنزلية التي باتت صداعا يزعج مسؤولي بعض المدن الكبرى؟
الدكتور خالد رايس: يستهدف البحث غايتين مهمتين، إذ يشمل في المقام الأول، حماية البيئة والمحيط من هذا التزايد المستمر، لكمية المخلفات المنزلية، المؤثرة سلبا على المياه الجوفية، والتي هي مصدر للشرب والحياة من جهة، والتربة كمصدر للغذاء والهواء من جهة أخرى، أما الغاية الثانية فهي تثمين المكونات، والعناصر التي تشكل هذه القمامة، لاحتوائها على مواد أولية، باهظة التكاليف، بحيث يمكن استغلالها، وحمايتها من النفاد، حفظا لحق الأجيال القادمة، في الاستفادة من المواد الأولية، وبهذا الاختراع يمكن معالجة النفايات المنزلية أي القمامة، وتثمينها وتدويرها، أما من حيث التجسيد على أرض الواقع، فيمكن ذلك، بعدما تم اعتماده وتجربته ميدانيا، أين أثبت فعالية عالية، في فرز وعزل المواد البلاستيكية، وهو الآن قابل للتجسيد والتوسع، على نطاق صناعي، وبإعتماده رسميا يمكن وقف تراكم القمامة بالمدن، وبذلك نضع حدا للفوضى، و للصداع المرتبط بانتشار المخلفات المنزلية.
النصر: هل في رصيدكم أبحاث علمية أخرى وما هي ؟
الدكتور خالد رايس: نعم في رصيدي مجموعة من الأبحاث العلمية، التي أنجزتها ونشرتها، وقد نلت من خلالها درجة الماجيستير والدكتوراه، ناهيك عن وجود مشاريع علمية أخرى، هي الآن قيد الانجاز، فضلا عن أبحاث علمية إضافية، أنا الآن عاكف على وضع لبناتها الأخيرة، قبل الكشف عنها ونشرها، ومن أهم المواضيع البحثية، التي أنا بصدد الاشتغال عليها، مواضيع لها ارتباط وثيق بالبيئة، وقد حصلت على براءتي اختراع في هذا الصدد، وبما أن البيئة، تمثل لي الشغل الشاغل لي حاليا، والمجال الخصب للبحث، فسأواصل بحثي الخاص بمشروع المخلفات المنزلية، ومشروع آخر خاص بالآثار البيئة، المحتملة لمشروع إنتاج حامض الفوسفوريك بوادي الكباريت، وقد تتوسع جهودي لدراسة ميدانية أخرى، لمشروع تطوير وإثراء خام الفوسفات ببئر العاتر.
النصر: ما هي العراقيل التي تعترض الإبداع والبحث العلمي في الجزائر في رأيكم ؟
الدكتور خالد رايس: لعل أهمها عدم وجود جهة رسمية، ترعى وتتبنى هذه الأفكار، وكذلك عدم تشجيع بعض الجهات ذات الصلة، وتجاهلها للبحوث العلمية، وأكبر دليل على ذلك، تجاهل السيد وزير التعليم العالي، والبحث العلمي لهذا الانجاز، رغم علمه ونشره على صفحته الشخصية لهذا النبأ، وكذلك ضعف البنية التحتية للبحث العلمي، وربط الإنفاق على البحث العلمي بمعوقات بيروقراطية، كتجميد الأرصدة المبرمجة، مما يولد انعدام الحافز، ويقتل روح الإبداع والتنافس لدى الباحثين، وأغتنم هذه الفرصة لأوجه، شكري للسيد الوزير المنتدب للبيئة الصحراوي، السيد حمزة أل سيد الشيخ، الذي لم يكن تكريمه لنا مجاملة أو محاباة، وإنما جاء بعد أن عرضنا هذا الانجاز، على الفريق التقني المتخصص، في تسيير المخلفات المنزلية بوزارة البيئة، وكذا أعضاء الوكالة الوطنية لتسيير المخلفات المنزلية .
النصر: هل هناك اتصالات لتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع ؟
الدكتور خالد رايس: للأسف حتى الآن، لم يرق الدعم المعروض إلى مستوى تجسيد هذا المشروع، بالشكل الصناعي، علما أن وزارة البيئة، قد تبنت المشروع، وكذلك السيد والي ولاية تبسة، الذي دعمنا بكل قوة وكرمنا بالمناسبة.
النصر: ما هي الآفاق المستقبلية لهكذا مشروع بحثي ؟
الدكتور خالد رايس: المخلفات المنزلية الجزائرية، تمثل نموذجا لمثيلاتها في العالم الثالث، وتعد في حد ذاتها، معضلة ومشكلة عويصة، تؤرق حياة مجتمعاتنا، لعدم انتهاجنا سلوكا حضاريا، يتيح عملية العزل منزليا، لمكونات المخلفات المنزلية، مما يسهل من عمليات إعادة التدوير وحماية البيئة لاحقا، ومن هنا فان دراستنا لمخلفاتنا، وابتكارنا حلولا تناسبها، أصبح ضرورة حتمية، وتحديا لا مفر منه، نظرا لخصوصية طباعنا الاستهلاكية، وعدم انتظام عمليات التجميع الفوري، مما يعرض مخلفاتنا للتحول والتخمر، وهذا ما يجعل من التقنيات الغربية، عديمة الجدوى مع مخلفاتنا هذه، ولذلك تلجأ الحكومات، إلى انتهاج عمليات الردم التقني كحل وحيد ووقائي، وهي حلول غير كافية.
نترك لك المجال لكلمة أخيرة
الدكتور خالد رايس: أشكر جريدتنا المحترمة النصر، فقد كانت السباقة، في تبني هذا الانجاز، ومواكبته منذ يوم المناقشة العلنية، إلى التكريم الأخير، وأنتهز الفرصة من خلال منبركم الإعلامي، لدعوة كل مسؤول، لدعم هذا المشروع، قصد إنجازه صناعيا، وأن لا يبخل علينا بجامعة العربي التبسي، ومعهد المناجم بالخصوص، لأن هذا السبق هو نتاج علمي جزائري مئة في المئة .
حاوره: الجموعي ساكر
سواعد خضراء
تخوضها مصالح الغابات
معركة لإعادة الحياة إلى المساحات المحروقة
و على جانب ذلك، تعمل مصالح الغابات باستمرار على التصدي للاعتداءات الكثيرة التي تتعرض لها الثروة الغابية التي تمثل ما نسبته 11 بالمائة من إجمالي مساحة البلاد بواقع 4 ملايين و 100 ألف هكتار، وتضبط مختلف البرامج الرامية لحمايتها وتوسيعها.
ويأتي حرص هذه المصالح في المقام الأول على الحفاظ على هذا الغطاء النباتي وتنميته، وتنفيذ برنامج خاص للحملات التشجيرية، ضمن إستراتيجية، تهدف إلى تلبية الاحتياجات الاجتماعية الاقتصادية والبيئية للبلاد.
وفي هذا السياق تسهر المديرية العامة للغابات ضمن مصالحها الولائية الممثلة في محافظات الغابات، وفروعها المحلية، على وضع خطط وبرامج لإعادة تشجير الغابات المتضررة من الحرائق التي أتت خلال السنة الماضية فقط ( 2020 ) على أكثر من 43 ألفا و 919 هكتارا ناتجة عن 3493 حريقا بمعدل 12.57 هكتارا.
وبحسب السيد رجام خوجة عبد الرحمان المدير المركزي، لدى المديرية العامة للغابات، فإن مصالح الغابات تسهر على تنفيذ سياسة تعويض المساحات المتلفة جراء الحرائق وكذا بسبب الجفاف والرعي الجائر والقطع غير الشرعي للأشجار، حيث تقوم على تنويع الأصناف النباتية.
ويضم هذا الهدف المسطر الأشجار المثمرة وغير المثمرة، بغية توفير أكبر عدد ممكن من الأشجار الموجهة للأغراض الصناعية كأشجار الفلين والصفصاف والدردار وكذا أشجار الإنتاج ذات القيمة الاقتصادية كالزيتون، والجوز، واللوز، والخروب والقسطل والفستق والكرز والحمضيات، فضلا عن التشجير الموجه لمنع التربة من الانجراف وحماية الأحواض و السدود وكذا تشجير التزيين و الترفيه الخاص بالمناطق الغابية المخصصة للاستجمام.
تنويع الأصناف النباتية لأغراض بيئية واقتصادية
ويأتي الهدف من تنويع غراسة الأشجار في المناطق التي تضررت من الحرائق وعدم الاكتفاء بغراسة نفس الأنواع الغابية المتلفة، – حسب محدثنا – إلى تفادي الاكتفاء بنوع الأشجار سريعة الاشتعال من جهة وكذا التصدي للأمراض التي تصيب نوعية معينة من الأشجار، إلى جانب السعي لتكثيف غراسة الأشجار المثمرة مثل الجوز، واللوز، والفستق في محاولة لضمان تغطية الطلب الوطني على المكسّرات في إطار تنفيذ سياسة الحد من استيرادها.
وتسعى مصالح الغابات من خلال تكثيف زراعة هذا النوع من الأشجار المثمرة إلى تزويد سكان الأرياف المجاورة للغابات بوسائل العيش والاستقرار والتنمية، من خلال منح استغلال المساحات المزروعة لهم في إطار عقود الامتياز.
ويساعد هذا الإجراء – يضيف مصدرنا – على الحيلولة دون الاعتداء مجددا على المساحات التي أتلفتها الحرائق، سيما وأن المستفيدين من عقود الامتياز وغيرهم القاطنين بجوار الغابات يستفيدون أيضا من نشاطات عدة تمولها مصالح الغابات كتربية النحل و بعض أصناف المواشي سيما الماعز، ومن حفر الآبار وشق المسالك، بما يساهم في تحسين معيشتهم ويضمن استقرارهم ‹›شريطة انخراطهم في جهود التصدي للحرائق و حماية التراث الغابي››.
وتتوفر المديرية العامة للغابات حاليا على 40 مشتلة خاصة بها عبر الوطن، ممولة من ميزانية سنوية تمنحها الخزينة العمومية، ويوجه إنتاج هذه المشاتل لعمليات التشجير ويتم من خلالها تزويد وبشكل مجاني كل المؤسسات والهيئات ومصالح الدولة وحتى تنظيمات المجتمع المدني التي تقوم بحملات التشجير، بأعداد معتبرة من الشجيرات المختلفة.
كما ترتبط مصالح الغابات بعقد مع 15 مشتلة خاصة معتمدة حيث تتحصل منها على أنواع مختلفة من مختلف أنواع الشجيرات والشتلات الموجهة للتشجير.
وفي إطار سعيها للحد من الاعتداء على الغابات والتصدي للحرائق شكلت مصالح الغابات 2000 لجنة تتكون من السكان المجاورين للغابة، كما توظف سنويا 2500 عامل موسمي من سكان المناطق المجاورة كما تتوفر ذات المصالح على 407 أبراج مراقبة تشغل 1000 عامل مهمتهم الحراسة والتبليغ، فيما تضطلع فرقها المتنقلة البالغ عددها 478 فرقة قوامها 2387 عونا بمهام الحراسة والتدخل الأولي.
6000 مخالفة سنويا تخص حالات الاعتداء على الغابات
وفي سياق ردع المخالفات المتعلقة بالاعتداء على الغابات تسجل المصالح المعنية ما معدله ‹›6000 ‹› مخالفة تخص القطع غير الشرعي للأشجار الغابية والاحتطاب غير الشرعي، والتعرية والتفحيم غير الشرعي والاستحواذ غير الشرعي على المساحات والرمي غير الشرعي للنفايات الصلبة داخل المحيط الغابي وتشييد البنايات غير الشرعية والرعي غير الشرعي المسبب لإتلاف الأشجار والحرائق العمدية ونقل واستغلال المواد الغابية بطريقة غير شرعية أو الحرث بدون رخصة وغيرها من المخالفات كحفر الآبار بدون رخصة أيضا.
ع.أسابع