مبادرتنا زارت 52 ولاية ونسعى لغرس مليون ونصف مليون شجرة
يكشف صاحب مبادرة «اغرس شجرة» منير حنان ابن ولاية المدية، بأن المبادرة العفوية التي أطلقها رفقة مجموعة من سكان حيه بمدينة قصر البخاري بالمدية، لاقت التفافا واسعا من طرف المواطنين، وتوسعت لتغادر تراب المدية نحو جل ولايات الوطن، مبينا بأن المبادرة التي كانت بدايتها حول «الحي المثالي» توسعت وتحولت إلى «اغرس شجرة» في ظل ما عرفته من مساهمة من المحسنين والخيرين.
أحمد ديب
منير حنان صاحب المبادرة أوضح للنصر بأن الانطلاقة كانت أواخر سنة 2015 وحتى بداية سنة 2016، أين تم الانطلاق في مبادرة «حي نموذجي» بمدينة قصر البخاري بولاية المدية، ونظرا لمناخ المنطقة شبه الصحراوي، فسكان المنطقة رحبوا كثيرا بالمبادرة التي التف حولها عديد الشباب، وكانت البداية بغرس قرابة 20 شجرة، غير أن نجاح العملية، دفع القائمين على المبادرة للخروج نحو الأحياء والشوارع المجاورة والتركيز على الشوارع التي بها محلات تجارية، لدفع أصحاب المحلات لمتابعة الأشجار بالسقي، ثم تم بعد ذلك استهداف المدارس التربوية، لغرس ثقافة التشجير وسط التلاميذ والحفاظ على الأشجار من التكسير، وتحولت المبادرة بعدها إلى ولائية ومست 40 بلدية بولاية المدية من أصل 64 بلدية، وكل ذلك تم بإمكانيات منعدمة، ليكبر بعدها الطموح والهدف أين تم الشروع في غرس الأشجار بمختلف ولايات الوطن، وكانت البداية بالولاية المنتدبة بني عباس التي كانت تابعة لولاية بشار، واليوم توسع المشروع ليشمل 52 ولاية من ولايات الوطن، وتتم عملية اقتناء الأشجار بفضل مساهمة المحسنين، الذين يتم ربطهم بأصحاب المشتلات خاصة بمدينة بوفاريك بولاية البليدة، أين يتم التسديد ويكون بعدها التنقل لجلب الأشجار، وبخصوص التنقلات لمختلف الولايات فيتم في كل مرة التنسيق مع أصحاب الرسائل التي تصل صفحة «اغرس شجرة» على الفايسبوك، ويتم وضع شروط هي نفسها التي تتكرر في كل مرة وتقدم لمن يرغب في استقبال المبادرة بمدينته، وهي الشروط المرتبطة بعملية الغرس، على غرار التحضير المسبق للحفر على أن تكون على خط واحد ومتباعدة بمسافة مدروسة، ناهيك عن ضرورة تركيب نظام السقي بالتقطير حتى يتم ضمان متابعة الأشجار بالسقي، وفي حال وافق صاحب الرسالة يتم التوجه له في البداية بعدد محدود من الأشجار لا يتجاوز 500 شجرة، كمرحلة تجريبية وفي حال تم التأكد من احترام المعني لكل الشروط المحددة، يتم بعدها العودة لنفس المنطقة بعدد أشجار يصل حتى 5 آلاف شجرة.
ويبين محدثنا وهو خريج كلية الهندسة المعمارية بجامعة البليدة دفعة سنة 2013 كمهندس معماري وإطار اليوم بالوكالة الولائية للتحسين والتنظيم العقاريين بولاية المدية، بأن أعضاء مجموعته «اغرس شجرة» هم كذلك إطارات بمؤسسات وإدارات مختلفة على غرار سونلغاز والجزائرية للمياه ومديرية الصحة، وهذا هو العائق الوحيد الذي جعل المبادرة محصورة في عطل نهاية الأسبوع، مؤكدا على أن عمل المجموعة تطوعي ومجاني بشكل كلي، والدور البارز فيه هو للمحسنين الذين يسددون ثمن الأشجار مباشرة للمشتلات، وعبر المتحدث عن فرحته لنجاح مشروع التشجير في عديد ولايات الوطن على غرار بلعباس وغرداية ووادي سوف، مؤكدا بأن متابعة الغرس بعملية السقي، هو العامل المهم في نجاح عملية التشجير بعيدا عن التشجير المناسباتي أمام الكاميرات، وأضاف المتحدث بأن مبادرته اليوم لاقت ترحابا وقبولا واسعين وسط المواطنين من مختلف الفئات، ناهيك على الدعم المعنوي الذي تتلقاه المجموعة وهو العامل الأبرز، الذي يشحن بطاريات أعضائها ويدفعهم للمزيد من الجد والاجتهاد.
وأشار حنان منير أن مجموعته شرعت في عملية تشجير واسعة في ولاية الشلف، في عملية نظمت بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي، وتهدف المبادرة لغرس ما لايقل عن 10 آلاف شجرة، وهي المبادرة الوحيدة المنظمة بالتنسيق مع السلطات المحلية، داعيا السلطات المحلية عبر الولايات التي تشملها مبادرات التشجير للالتفاف حولها، كونها الهيئة التي تحوز الإمكانيات المادية لمتابعة العملية بالسقي والمحافظة على الأشجار من مختلف العوامل، وبخصوص تعداد الأشجار التي تم غرسها لغاية اليوم أضاف المتحدث بأنه يتم غراسة ما بين ألفين إلى 3 آلاف شجرة أسبوعيا، والهدف الأسمى هو غراسة فكرة التشجير لدى الأجيال الصاعدة، والمجموعة ستبادر لمشروع «مشتلة في كل مدرسة» إحياء للنوادي البيئية من جهة وسعيا لتوسيع دائرة التشجير من جهة ثانية، فمجموعته ليس بإمكانها غراسة الجزائر كلها، فهي تسعى لجعل أحياء ومدن نموذجية وتعميم فكرة الغرس والتشجير.
فؤاد معلّى صاحب مبادرة "الجزائر الخضراء"
مشروعنا يتوسع وهدفنا غرس مليون شجرة قبل نهاية العام
يرى فؤاد معلى صاحب مبادرة «الجزائر الخضراء»، أن أحسن وسيلة لزرع ثقافة الغرس والتشجير وسط الأطفال، هي إقامة مشتلة صغيرة في كل بيت، وهي المبادرة التي شرعت فيها صفحة «الجزائر الخضراء» على منصة الفايسبوك، التي أضحت مليونية نتيجة متابعة المواطنين لها، مضيفا بأنه ومجموعة المواطنين المتطوعين معه يسعون لبلوغ رقم مليون شجرة عبر ولايات الوطن، بما في ذلك غرس الأشجار بالمساحات المتضررة من الحرائق في وقت سابق، مشيرا بأن الغابات التي تضررت مؤخرا من الحرائق ستنمو بها الأشجار من جديد.
أحمد ديب
فؤاد معلى الذي رافقته النصر في مبادرته الأولى «أمام كل بيت شجرة» والتي انطلقت عبر أحياء وشوارع مدينة باتنة لتتوسع نحو مختلف بلديات الولاية، كشف في تصريح للنصر بأنه اليوم بمعية مجموعة المتطوعين الذين يرافقونه يوميا لغراسة الأشجار عبر ولايات الوطن، يسعون لغرس مليون شجرة، مؤكدا بأنه يتحدث إلينا وهو يغرس رفقة مجموعته وعديد المواطنين الأشجار بولاية المسيلة بعد أن أنهوا غرس الأشجار بولايتي الجلفة وسعيدة وباتنة، وأضاف المتحدث بأن القائمين على مشروع «الجزائر الخضراء» أسسوا لها مشتلة بمدينة باتنة، وهي التي تمون المشروع بمختلف أصناف الأشجار، إضافة إلى مساهمة الخيرين والمحسنين الذين يتم توجيههم في كل مرة لتسديد مستحقات الأشجار بعد ربطهم بأصحاب المشاتل في ولايتي البليدة والجزائر مباشرة، حتى تكون هناك شفافية في التعامل، وتفاديا لأي شبهات قد تطرح، أين يقوم المحسن بالتواصل مع صاحب المشتلة وصب المبلغ الذي يريد المساهمة به في حساب صاحب المشتلة، ليتم بعد ذلك التوجه لاقتناء الأشجار.
وأضاف المتحدث بأنه اليوم بمعية مجموعة المتطوعين المرافقين له نجحوا في غرس مئات الآلاف من الأشجار بمختلف الأصناف، مبينا بأن التنقل للغراسة بالولايات يكون بعد التنسيق مع المواطنين في كل ولاية، والشرط الوحيد هو المتابعة بالسقي، وفي حال سقط هذا الشرط فلا تتم العملية ولا يكون هناك تنقل حتى يتم هذا الشرط، مضيفا بأنه يؤكد على إنجاح مشتلة في كل بيت وهو الذي لاقى رواجا كبيرا بين العائلات الجزائرية، نظرا للأهمية الكبيرة المرجوة منه، فبمجرد إدخال ثقافة غرس الأشجار والاقتناع بها وسط العائلات، فسيتم آليا متابعة الأشجار خارج محيط السكن والحفاظ عليها، ناهيك على أن حب الشجرة يساهم آليا في غرس الشجرة وسقيها ونظافة المحيط، وأكد محدثنا الذي يطل دوما على صفحته «الجزائر الخضراء» بعبارة «خضراء بإذن الله»، بأن التوفيق من الله عزوجل جعل المبادرة تصل لكل ولايات الوطن، فحتى صفحة المجموعة على منصة الفايسبوك تعدت عتبة المليون متابع بفضل الخيّرين ورجال الخفاء، مشيرا بأن مجموعته التطوعية شرعت في تجسيد مشروع تشجير الغابات على أن تكون الأشجار اقتصادية ومثمرة ومعمرة، وذلك بأن تعود بالفائدة على البلاد والعباد بغرس الأشجار المثمرة والمعمرة وكذا غرس الأصناف المقاومة للجفاف، وتم الإنقاص من نسبة غرس أشجار الصنوبر، والتوجه لغرس أشجار الزيتون والخروب والآرز الأطلسي والبلوط وكذا شجرة التين الشوكي الذي يتم من خلاله الفصل بين غابة وأخرى، مبينا بأن الغابات المتضررة في الحرائق الأخيرة بمختلف ولايات الوطن، ستعرف عودة الأشجار للنمو مجددا، خاصة بالولايات الساحلية أين ستعود الأشجار للحياة بنسبة 90 بالمائة، داعيا كل من يود الغراسة في الغابات أن يتوجه للغابات الفارغة أو تلك التي تضررت من الحرائق في وقت سابق.فؤاد معلى خريج كلية المحروقات بجامعة بومرداس في شعبة الميكانيك، غيّر اليوم موضوع تخصصه كليا أين بات متخصصا وخبيرا في غراسة الأشجار، ويقدم شروحات لمتابعي صفحته الفايسبوكية بالتأكيد في كل مرة أن يتم عند أي عملية غرس احترام تقنيات الحفر والتأكيد على المتابعة بالسقي، وكذا ضرورة أن تُغرس الأشجار بخط مستقيم على أن تحترم مسافة من 5 إلى 6 أمتار بين كل شجرة وكذا احترام ممر الراجلين فلكل مدينة خصوصيتها، مؤكدا في حديثه بأنه وانطلاقا من شهر أكتوبر القادم سيتوجه بمعية مجموعة المتطوعين معه نحو الصحراء الجزائرية، والهدف هذه المرة بلوغ بين 500 ألف إلى مليون شجرة، مؤكدا بأن المبادرة التي أطلقها والمتمثلة في «الجزائر الخضراء» شملت لحد اليوم 58 ولاية بينها ولايات تكررت فيها عمليات الغرس أكثر من مرة.
محدثنا وفي معرض حديثه بدا متفائلا على مستقبل غرس الأشجار في الجزائر، معتبرا بأن الصور التي تصل صفحته «الفايسبوكية» المتعلقة بمبادرة «مشتلة في كل بيت» صور مشجعة للمضي قدما في عملية التشجير، نظرا للإقبال الكبير للعائلات الجزائرية ورغبتهم في التشجير، وحرص المتحدث على التأكيد بأن المبادرات التي تقوم بها مجموعته التطوعية يقف وراءها رجال محسنون مقتنعون بفكرة غراسة الأشجار، ناهيك على مواطنين واقفين في الميدان على غرار من تبنوا مبادرة «سيدي عيسى الخضراء» بولاية المسيلة، وأضاف المتحدث بأن كل العمل الذي يقوم به بمعية مجموعته يعد تطوعا ومجانا، مشيرا بأن التوجه للولايات يكون بعد التواصل مع المواطنين الراغبين في الغراسة، والاستجابة فقط لكل راغب حقيقي في متابعة عملية الغرس بالسقي، وأكد معلى فؤاد بأنه ومجموعته أبدوا استعدادا تامة للمشاركة في مشروع السد الأخضر، أين سيكون التنسيق مع محافظة الغابات لولاية باتنة.