الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

اقتصاد أخضر مستديم و ساكنة داعمة لجهود التطوير

مشــروع لحمايــة و تصنيـف المصيف القلـــي

أطلقت وزارة البيئة و الطاقات المتجددة مشروعا هاما لتصنيف و حماية المصيف القلي، في إطار الجهد الوطني الرامي إلى حماية الساحل الجزائري و المناطق الإيكولوجية التي بقيت محافظة على تنوعها و مكوناتها رغم التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر و منطقة حوض المتوسط، و ما نتج عنها من احترار و فيضانات و جفاف و  تصحر و حرائق و أنشطة بشرية مضرة بالطبيعة. 

فريد.غ

كما يندرج المشرع أيضا ضمن التزامات الجزائر تجاه قمة الأرض و خاصة في ما يتعلق بالحد من التلوث و الانبعاثات الغازية و حماية الحياة البرية و البحرية و تطوير و دعم الملاذات الإيكولوجية و تصنيفها و حمايتها و تدريب السكان المحليين على العيش وسط بيئة طبيعية مفيدة من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية و الصحية.
و يتولى مكتب الدراسات الجزائري «أخضر و أزرق» (vert et blue ( قيادة المشروع من خلال دراسة شاملة لمنطقة المصيف القلي التي تضم دوائر القل، الزيتونة و أولاد عطية في جزئها البحري و البري.
و قالت مونيا كحلال الإطار بمكتب الدراسات للنصر بأن مشروع الدراسة قد دخل مرحلته النهائية بإطلاق سبر آراء شامل يخص سكان المنطقة الذين يعدون الحلقة الأهم في مشروع التصنيف و الحماية و التطوير و الديمومة الاقتصادية و الإيكولوجية، لأنه بدون تعاون و تجاوب من السكان و مشاركتهم الفعالة كما قالت، فإن ركائز المشروع قد تواجه صعوبات في المستقبل.
و دعا مكتب الدراسة سكان المصيف القلي إلى المشاركة في الاستبيان و التصريح بآرائهم و تقديم أفكارهم حتى تتشكل صورة واضحة لمشروع الحماية و التصنيف و فق القانون 11/02 و ذلك من خلال الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بمقر السكن و عدد الزيارات للمنطقة و الفترة التي تمت فيها الزيارة صيفا و خريفا و شتاء و ربيعا، و الدافع من الزيارة هل هي سياحية أو عائلية أو في إطار مهني أو من اجل الاستكشاف و الفضول، و المدة التي استغرقتها الزيارة، و دافع الزيارة إذا كانت سياحية، و مكان الإقامة هل هو فندق، استئجار شقة أو منزل، بيت شباب أو عند الأصدقاء أو مكان آخر، و ما هي المواقع التي شملتها الزيارة و الأنشطة الممارسة فيها، و الأنشطة التي ترغب في أن تراها بمنطقة المصيف القلي عندما تعود إليها مرة أخرى، و ما تقييمك لحالة البيئة الطبيعية و التنوع البيولوجي بالمصيف القلي، و هل تعتقد بأن هذه البيئة الطبيعية تستحق مجهودا لحمايتها و المحافظة عليها، و الاقتراحات التي تراها مفيدة للمنطقة.
و حسب مونيا كحلال فإن المشاريع البيئية و الاقتصادية و الاجتماعية التي ستنجز في المستقبل في إطار الحماية و التصنيف ستأخذ في الحسبان نتائج الاستبيان الذي يأمل مكتب الدراسات أن يكون بناء و مفيدا للاعتماد عليه أكثر في كل مراحل المشروع.  
و تسعى وزارة البيئة و الطاقات المتجددة إلى درء التهديدات التي تواجه المصيف القلي و تحقيق الديمومة البيئية و الاجتماعية و الاقتصادية، من أجل حماية التنوع الإيكولوجي و البيولوجي الذي يتميز به المصيف القلي الذي يعد من أهم المناطق الطبيعية التي بقيت محافظة على التنوع و التوازن البيئي على امتداد الساحل الجزائري.
و قد عاش فريق من مكتب الدراسات عاما كاملا بمنطقة المصيف القلي لإعداد الدراسة و الاستماع إلى السكان الذين يعيشون هناك و يقدسون الأرض و الطبيعة و يعتبرونها ملاذهم و معاشهم على مر الزمن، و لذا فإن أي مشروع للحماية و التصنيف و التطوير لن يكتب له النجاح دون مشاركة هؤلاء السكان الذين يعتمدون على الزراعة و السياحة و الصيد البحري و الأنشطة الرعوية كمصدر للعيش.
و من بين التحديات التي تواجه الطبيعة بمنطقة المصيف القلي الحرارة و الجفاف و الرعي الجائر و الحرائق و تلوث الساحل و التوسع العمراني على حساب الطبيعة، و تسعى وزارة البيئة و الطاقات المتجددة إلى درء المخاطر المحدقة بالمنطقة و بناء نظام اجتماعي و اقتصادي ملائم لبيئة المنطقة حتى تحافظ على مكوناتها المتنوعة من كائنات بحرية و أشجار و نباتات و طيور و حيوانات، و سكان أصدقاء للطبيعة. و يتوقع أن يشمل مشروع تصنيف و حماية المصيف القلي مشاريع تخص عدة قطاعات كالزراعة و الغابات و السياحة و الصيد البحري و الطرقات و السكن، و الموارد المائية و غيرها من القطاعات ذات الصلة بالمشروع الهام.
وإلى جانب مشروع وزارة البيئة والطاقات المتجددة تعرف منطقة المصيف القلي بشرق البلاد نشاطا مكثفا للجمعيات و حماة البيئة لحماية المنطقة من مخاطر التغيرات المناخية و الأنشطة البشرية و تصنيفها و تحويلها إلى قطب سياحي و مورد للاقتصاد الأخضر المستديم.
و تعد جمعية التنمية المستدامة و السياحة البيئية لولاية سكيكدة المساهم الكبير في مشروع الحماية و التصنيف و الأكثر اهتماما بالمصيف القلي من خلال مشروع للنهوض بقطاع السياحة البيئية بالمنطقة بالتعاون مع هيئات محلية و وطنية و دولية، بينها وزارة البيئة و وزارة الشباب و الرياضة و الوكالة الألمانية للتنمية.
و قال رئيس الجمعية جمال زرقوط للنصر بأنه يتعاون مع وزارة البيئة و الوكالة الألمانية و مكتب الدراسات منذ مدة طويلة و أنه يعمل على مشروع طريق الشعير الروماني التاريخي، و أن فكرة المشروع السياحي البيئي الواعد تحرز مزيدا من التقدم لتصبح حقيقة على أرض الواقع، بدعم من مشروع الحماية و التصنيف، و انطلاقة واعدة لبناء قاعدة متينة للسياحة البيئية، كمورد اقتصادي و نهج ثقافي و اجتماعي و صحي، لا بديل عنه في ظل التحديات المناخية و الاقتصادية التي تواجه البلاد.    
و أضاف جمال زرقوط بأن المشروع الذي وصفه بالهام و المصيري للمنطقة و سكانها يعتمد على 3 مسارات رئيسية تجمع بين سياحة الذاكرة و البيئة و التاريخ، و علوم الفلك و التربية و التنمية الاجتماعية، و الاقتصاد الأخضر.  
و يمثل طريق الشعير الذي مر عليه البطل النوميدي يوغرطة أسيرا إلى روما، إحدى أهم معالم المشروع البيئي الكبير الذي تسعى الجمعية إلى تحقيقه على أرض الواقع، معتمدة على الإرادة و الإيمان بجدوى المشروع و الخبرة الوطنية و الدولية.  
و يرى المتحدث بأن مشروع الحماية و التصنيف يجب أن يعتمد بالأساس على السكان المحليين حتى يحقق اهدافه كاملة و يتحول إلى نموذج لتجارب و مشاريع مستقبلية مماثلة بالجزائر مؤكدا بأن إنشاء النماذج المحلية المستديمة سيكون الحلقة الأقوى في مشروع التصنيف و الحماية إلى جانب التشريع القانوني و التمويل الوطني و الدولي و تعتبر المنطقة، واحدة من أهم وجهات السياحة الإيكولوجية في البلاد، بمواردها الطبيعية المنشئة للثروة و مناصب العمل و مازالت منطقة المصيف القلي لم تكشف بعد عن أسرارها و مكوناتها الضاربة في أعماق التاريخ البعيد، حيث مرت عليها حضارات عريقة و وهبتها الطبيعة من كل شيء البحر و السهل و الجبل، و ثروة حيوانية و نباتية متنوعة و مسارات سياحية و مصادر للثراء و الاقتصاد الأخضر المستديم.  
و خلص جمال زرقوط إلى القول بأن الاستغلال العشوائي للموارد الطبيعية بالمنطقة يجب أن يتوقف و يندمج السكان في مشروع الحماية و التصنيف الذي يعول عليه كثيرا ليكون نموذجا للحد من آثار  التغيرات المناخية التي تعرفها البلاد.
فريد.غ

طوره باحث بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة
علاج بيولوجي لمحاربة أمراض النباتات و الحفاظ على فوائدها
استطاع الأستاذ علي دبي، باحث في علم أمراض النباتات و حمايتها، بالمركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، أن يطور مركبات بيولوجية لعلاج أمراض النباتات و التخلص من المبيدات       والأسمدة الكيميائية المضرة بصحة الإنسان و التوازن البيئي، و خصص العلاج بالدرجة الأولى لمرض منتشر بكثرة في المحاصيل و هو مرض الفيزاريوم، الذي يؤدي إلى ذبول النباتات و الأشجار و يتسبب في موتها بما في ذلك أشجار النخيل.

أسماء بوقرن

وأوضح الباحث، بأنه يهتم في مشاريعه بعلاج أمراض النباتات بطرق بيولوجية، للتقليص من  استخدام المواد الكيميائية خاصة المبيدات و محاربة الأمراض التي تهدد سلامة المحاصيل الزراعية، في ظل ارتفاع معدلات استعمال المواد الكيميائية كالأسمدة المسرطنة، التي تعد سببا في انتشار أمراض مستعصية، كما أن لها تأثيرات كبيرة على النحل، موضحا بأن الحشرات تتغذى على النباتات و بالتالي هي ضحية لمواد كيميائية تهدد بقاءها، علما أن هذا المشكل مطروح بشدة وقد حذر منه باحثون عبر العالم في عديد المرات، لأن السماد الكيميائي سيقضي على النحل، الذي لا تقتصر فوائده على إنتاج العسل فقط، بل يعد ضروريا جدا لتحقيق التوازن البيئي، على اعتبار أن انتقال النحلات من زهرة إلى أخرى يساهم في عملية التلقيح و يحافظ على أنواع من النباتات، و هي وظيفة يقتصر أداؤها على هذه الحشرة دون غيرها، و الأسمدة الكيميائية تطرح هنا مشكلة انقراض أنواع من  النباتات و اختلال السلسلة الغذائية، وأي عنصر يسقط من ترتيب السلسلة سيتسبب في اختلال بيئي و مناخي، وعليه فإن الهدف حسبه، من المشاريع البحثية لتطوير مواد بيولوجية بديلة، هو حماية الثروة النباتية.
القضاء على «الفيزاريوم» أهم أولويات المرحلة الأولى
وحسب الباحث، فإن  مشروعه يرتكز في مرحلته الأولى على القضاء على مرض الفيزاريوم المنتشر بكثرة وسط النباتات و هو نوع من أنواع الفطريات يسبب  ذبول وموت الأشجار، و قال بأنها آفة تصيب عدة محاصيل سواء الخضروات أو الحبوب أو البقوليات، إضافة إلى بعض الأشجار المثمرة، و من الأمراض التي يتسبب فيها هذا النوع من الفطريات، ذكر مرض البيوض الذي يصيب أشجار النخيل ويقتل المئات منها في  الواحات الغربية، مشيرا إلى عدم توفر علاج كيميائي نهائي لهذا المرض في الوقت الحالي .
كما أن هناك فطريات، من نفس النوع تنتشر وسط المحاصيل من بينها محصول الطماطم وتسبب مرض فيزاريوم الطماطم الذي يؤدي إلى ذبول المحصول، ومن بين أولويات البحث كما أضاف، السعي لتطوير علاج بيولوجي لمكافحة الآفة، كما  يقوم الباحث بتجارب من أجل تطوير مواد بيولوجية للتقليل من الخسائر التي تتسبب فيها الفطريات، موضحا بأنه من الصعب إحصاء الخسائر الناجمة عن نوع واحد فقط من الفطريات، لأن النبتة في الطبيعة تكون فريسة لمختلف الآفات، كالحشرات و أمراض الجذور و الأوراق، مشيرا إلى أن الفلاح يلجأ منذ البداية إلى استعمال أدوية كيميائية كإجراء وقائي استباقي لتجنب تأثير هذه الأمراض و ما تكبده إياه من خسائر تصل إلى نسبة 50 بالمئة، أو قد تتعدى ذلك إلى الإضرار بالمحصول كاملا في حال أصيب بأكثر من ثلاثة أمراض، فضلا عن ظهور أمراض غير معروفة تنتشر فجأة، و أمراض هي عبارة عن فطريات موجودة في التربة، تظهر لما تتوفر شروط أو العوامل المسببة لها كأن تكون النبتة حساسة ضد نوع معين من الفطريات.
و يدرس الباحث طرق انتقال المرض من مكان إلى آخر لضمان علاج ناجع، كما أوضح، مفصلا في طريقة انتشاره بين الفصائل، إذ يمكن حسبه، أن تكون الفصيلة مريضة في الأصل يتم نقلها و زراعتها في منطقة أخرى فتنتشر العدوى،  علما أن طريقة انتشار المرض عادة ما تكون مجهولة لدى الفلاحين بسب نقص الوعي وضعف الثقافة، و قال إنه يمكن معاينة الفصيلة بعد أخذ عينات إلى المخبر للتأكد من سلامتها قبل زراعتها، فضلا عن سلامة التربة، لأن سلامة البذور و الأرضية عاملان أساسيان لتحديد نوعية المحصول.
ويجب أن تخضع عينات من البذور المستوردة للتحليل عند الحدود في رأيه، وذلك قبل منح ترخيص توزيعها، و عدم الاكتفاء بالوثيقة الصحية الخاصة بالشحنة و التي تؤكد خلوها من الأمراض الخطيرة لتجنب انتشار أي مرض و كذا لتجنب الخسائر الفادحة في المحاصيل، و يجب أن تطبق هذه الإجراءات بصرامة لتفادي دخول أمراض جديدة إلى بلادنا.  
مبيدات بيولوجية مستخلصة من فطريات غير ضارة
و بخصوص الحلول التي يشتغل عليها الباحث، قال بأنها عبارة عن  تركيبات لمبيدات بيولوجية تحل محل المبيدات الكيميائية، مستخلصة من فطريات أخرى غير ضارة موجودة في الأصل في التربة، مشيرا إلى أن التربة كانت في الماضي متوازنة بشكل طبيعي، حيث توجد فيها أمراض كما تتوفر عوامل مضادة للمرض كذلك، ولكن هذا التوازن اختل تدريجيا بفعل تدخل الإنسان و الاستعمال اللاعقلاني للمواد الكيميائية بطريقة غير مدروسة، دون اعتبار لتأثيرها على الفوائد و القيمة الغذائية لكل محصول، ولذلك فإن استبدالها بمواد بيولوجية ذات مصدر الطبيعي سيساهم حسبه، في التقليل من آثار المواد الكيميائية و الحفاظ على مكونات المنتوج و فوائده الطبيعية، و في تخفيف تأثير المرض بنسبة معتبرة.
وقال، إن الدراسات جارية لتثبيت فاعلية المواد البيولوجية فيما يتعلق بتخفيف انعكاسات المرض                والانتقال  بعدها نحو دراسة الآثار الجانبية و تقييمها، موضحا بأن الدراسات الأولية واعدة ومشجعة بهذا الخصوص، مع الإشارة إلى أن مشروع البحث يتميز بجودة اقتصادية و اجتماعية، حيث يجري العمل على دراسة الجودة الاقتصادية للمواد البيولوجية.
و ختم بالحديث عن النباتات المطورة علميا و القول بأن هناك نباتات لها قدرة على مقاومة بعض الأمراض و هي نباتات مطورة جينيا، و حتى إن كان المرض موجودا في التربة لن يؤثر فيها، مردفا بأن التغيرات المناخية و ارتفاع درجات الحرارة مع الرطوبة كما تم تسجيله قبل أشهر ، من ظروف مسببة لانتشار كثير من الأمراض الضارة بالمحاصيل الزراعية، و قال إنه يتعين على الفلاحين الانتباه إلى عامل المناخ وتحديدا الحرارة والرطوبة، لأن للأمر علاقة مباشرة ببداية ظهور وانتشار الأمراض مشددة على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه التغيرات، أما في الحالات الخاصة المتعلقة بالأمراض الجديدة، فمن الضروري البحث عن حلول أنجع و استعمال علاجات ذات فعالية قوية لحماية المحاصيل.

شهد انشطارا في السنوات الأخيرة
التغيُّر المناخي يهدد بزوال أحد أكبر الأنهار الجليدية بجبال الألب
يشهد نهر أداميلو الجليدي، وهو أكبر نهر من نوعه في جبال الألب الإيطالية، تدميراً بطيئاً ناجماً عن الاحترار المناخي، فيما يتوقع الخبراء زواله بعد أقل من قرن.

ويقول رئيس اللجنة المعنية بالأنهر الجليدية، كريستيان فيراري، إنّ "النهر الجليدي خسر نحو 2,7 كيلومتر من نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم"، وأضاف "في السنوات الخمس الأخيرة، بلغ متوسط المساحة التي خسرها النهر 15 متراً في السنة. لكنّ النهر خسر في العام الماضي وحده (2022) 139 متراً".
 ودرجَت الجمعية الإيطالية المعنية بالبيئة "ليغامبينتيه" خلال كل صيف من السنوات الأربع الماضية، على تنظيم رحلة عبر جبال الألب لاستكشاف الآثار التي يتركها التغيُّر المناخي على الأنهر الجليدية.
وعلى غرار أنهر جليدية أخرى في جبال الألب، يعاني نهر أداميلو انخفاضاً في كميات الثلوج المتساقطة، بلغت نسبته 50 في المئة في العام الفائت.  وبات الغطاء الثلجي أقل سماكةً فيما أصبح الصيف أطول ويشهد موجات حرّ أكثر، مما يمنح النهر وقتاً أقل لكي تتجمّد مياهه.
ويشهد النهر الجليدي انشطاراً، مما يؤدي إلى تعريض مساحات إضافية منه للهواء الساخن. وأظهر النهر آثاراً من تاريخ سلسلة الجبال التي كانت ميداناً لمعارك ضارية بين المقاتلين الإيطاليين والنمساويين والمجريين خلال الحرب العالمية الأولى.  وبسبب ذوبان الجليد، باتت تظهر راهناً البنادق وصناديق الرصاص التي استُخدمت آنذاك.
 ويقول ماركو جياردينو، نائب رئيس الهيئة الإيطالية المعنية بالأنهر الجليدية والأستاذ في جامعة تورينو، "نستكشف آثار الماضي، ونرى آثار الحاضر وندرك أن الاتجاه ليس إيجابياً، لأن الكتل التي نراها تتساقط اليوم ستحوّل هذا الجزء من النهر الجليدي إلى نهر مغطى بحطام، مما سيتسبب في زعزعة استقراره".
وشملت الرحلة السنوية التي تنظمها "ليغامبينتيه" عبر الجبال ويشارك فيها علماء وناشطون بيئيون، عدداً كبيراً من الأنهر الجليدية خلال السنوات الأربع الفائتة. وتقول ڤاندا بوناريو، المسؤولة المعنية بجبال الألب "أردنا في العام الماضي أن نعاود زيارة الأنهر الجليدية التي رأيناها قبل عامين، وكان التغيير الذي لاحظناه كبيراً جداً".
 وتضيف أنّ "العام الفائت شهد جفافاً وموجات حرّ، لكننا لاحظنا حالات ما كنّا نتخيّل قط أنها ستُسجّل، وتتابع "إن نهر فورني الجليدي في لومباردي مثلاً خسر أكثر من 100 متر"، مضيفةً "إنّ الأنهر الجليدية تنقل لنا انطباعاً رهيباً عن تسارع التغيُّر المناخي وحدّة الظواهر، وفكرة أنّ كل شيء يشهد تغييرات متسارعة".
وتُشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ التابعة للأمم المتحدة، إلى أن درجات الحرارة في هذا الجزء من جبال الألب ستشهد ارتفاعاً بما يراوح بين درجة وثلاث درجات مئوية في العام 2050، وبين ثلاث وست درجات بحلول نهاية هذا القرن.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com