عاشت مؤخرا، بلدية وجانة بأعالي جبال جيجل على واقع تظاهرة التجوال السياحي بالدراجات الهوائية، إذ اكتشف 80 دراجا قدموا من تسع ولايات روعة و سحر عدة أماكن طبيعية خلابة بالمنطقة، خصوصا وأن المسافة الممتدة على طول 19 كلم، من منطقة الأربعاء إلى واد أزاون كلها فضاءات طبيعية و أماكن جذب تستحق الاكتشاف.
كـ. طويل
بادرت جمعية السفير للسياحة بالتنسيق مع بلدية وجانة إلى إقامة الطبعة السابعة للتجوال السياحي بالدراجات الهوائية عبر الطريق الرابط بين منطقتي الأربعاء ببلدية وجانة و واد أزاون، بحيث تم التركيز على مسار سياحي و تاريخي يتضمن العديد من النقاط و الأماكن السياحية بالبلدية، مرورا على وسط البلدية على مسافة 19 كلم، بحيث لمس المشاركون طيبة أبناء المنطقة و اكتشفوا روعتها.
وجانة تكشف عن جمالها للرياضيين
توجهنا للمشاركة في التجوال السياحي، بحيث كانت الانطلاقة من أمام مقر بلدية جيجل، أين التقى جميع المشاركين، وقد وجدناهم متحمسين للتجوال و اكتشاف المدينة.
أخبرنا أحدهم قائلا: " قررت المشاركة في التجوال، رفقة أبنائي من أجل التعرف على بلدية وجانة المعروفة بجمالها الخلاب، حيث سمعت الكثير عن منطقة الأربعاء وواد أزاون الذي يستقطب الزوار خلال موسم الاصطياف و لم يسبق لي أن زرته، فأنا أفضل خلال هذه الفترة استعمال الدراجة الهوائية بسبب الاكتظاظ المروري الذي يحدث بعاصمة الولاية، وفور سماعي بالتظاهرة أخبرت أبنائي فسعدوا كثيرا بالتجوال و لمشاركتي، كما فرحت كثيرا بمثل هكذا نشاط ترويجي و هادف".
وذكر آخر، أنه قرر الانخراط في التجوال قصد التعرف على جمال جبال الولاية و أنها أول مشاركة له في التظاهرة، حيث قرر أن يكتشف بلدية وجانة بالدراجة الهوائية التي تفيده من الناحية الصحية و كذا إمكانية التنقل بسهولة و التوقف لالتقاط الصور.وكان أعضاء الجمعية كخلية نحل تحرص على حسن تنظيم و تنقل المشاركين في أريحية، و أخبرنا أحد الأعضاء بأن مشاركين قدموا من ثمان ولايات و قد احتضنهم مركز التكوين و التمهين بوجانة، و سيتنقلون عبر الدراجات وصولا إلى نقطة الانطلاقة، أين كان جمهور غفير بانتظارهم.
أطفال يشاركون في الطواف الرياضي السياحي
شارك في التظاهرة كذلك، أطفال قدموا رفقة مدربهم للمشاركة في طواف الدراجات الهوائية و الحصول على تجربة سياحية مختلفة، وحسب مدربهم، فإنه من المهم أن يكتشف الصغار جمال بلادهم مؤكدا أنه سبق لهم المشاركة في طبعات منقضية.
بعد لحظات انطلقت القافلة التي تضم 55 مشاركا يمثلون مختلف بلديات الولاية، جلهم من عشاق الدراجة الهوائية أو منخرطون في نواد رياضية، وقد كانت لنا دردشة مع بعضهم حول التظاهرة، أين أجمعوا على أهمية هكذا نشاطات للتشجيع على استعمال الدراجة الهوائية و كذا التعرف على المقومات السياحية للمنطقة، وقيل لنا إن الولاية تستحق أن تكتشف و تثمن سياحيا.
بعد مرورنا على بلدية الطاهير وصولا إلى بلدية وجانة، و أثناء تنقلنا إلى منطقة الأربعاء وجدنا المشاركين من خارج الولاية مجتمعين للارتواء من المياه العذبة المتدفقة من أحد الينابيع على حافة الطريق، وقد أنعشتهم برودتها الطبيعية و أحبوا صفاءها.أخبرنا أحد المشاركين من ولاية البليدة، بأنه لم يسبق و أن شاهد عددا مماثلا من الينابيع على طول طريق واحدة، و هي ميزة صنعت استثناء بلدية وجانة، وأكدت أنها الأحسن والأنسب لاحتضان هكذا تظاهرة رياضية.
سحر الطبيعة و سخاء الينابيع المائية يبهران المشاركين
وصلنا بعد دقائق إلى منطقة الأربعاء التاريخية بأعالي بلدية وجانة، وتحديدا عند نقطة الانطلاقة، وهناك أوقف المشاركون دراجاتهم وتوجهوا لالتقاط الصور، لاسيما و أن المناظر كانت خلابة وساحرة، علق بعضهم بأن سحر و جمال الطبيعية و جبال جيجل الخضراء لا يمكن وصفه و كذا الهواء العليل و النقي المنعش.أما رئيس بلدية وجانة فؤاد عسكر، فاعتبر المبادرة مهمة جدا لإحياء السياحة في المنطقة، وقال إن الانطباعات الإيجابية للمشاركين دليل على نجاح التظاهرة.وتحدث أيضا، عن حسن اختيار مسار السباق الذي تم بالتنسيق مع الجمعية، و قال إن الغرض من الفعالية هو الترويج لمناطق لم تأخذ حقها سياحيا و إعلاميا، فمنطقة الأربعاء حسبه، من أجمل المناطق المحفوفة بغابات الزان التي تعتبر من بين الغابات التي تستحق الاكتشاف.
مفاجأة واد أزاون
وأضاف، بأن المشاركين سيتعرفون عبر مسار من 19 كلم، على العديد من المناطق الخلابة و الجميلة، و ستكون المفاجأة في نقطة النهاية بواد أزاون.
كما ذكر رئيس جمعية السفير للسياحة عبد الكريم شكيرب، بأن التظاهرة تهدف لإحياء اليوم الوطني للسياحة، وقد تم اختيار مسار جديد و بلدية تحمل مقومات للنهوض بالسياحة الجبلية، أين تعرف المشاركون القادمون من تسع ولايات على جمالها الخلاب و قد انبهروا حسبه، بسحر الطبيعة و روعة الينابيع المائية المنتشرة على طول الطريق.
وقد سار المشاركون بدراجاتهم في انسجام و تناسق رائع، و قرروا اتباع تعليمات المنظمين لتكون الرحلة جولة استكشافية سياحية ممتعة، و حددت لذلك عدة نقاط للتوقف من أجل التقاط الصور و التعرف على جغرافية وجانة الساحرة.
وعند توقف الجولة، سارع الجميع لالتقط الصور و الاستفسار حول بعض الأماكن، أخبرنا أحد المشاركين بأنه لم يتوقع أن تكون وجانة جميلة لهذه الدرجة، إذ كان يظنها منطقة جبلية وعرة، وذلك لنقص الترويج الإعلامي و السياحي لها.
وأثناء المرور على وسط البلدية، صفق مواطنون بحرارة للمشاركين في التظاهرة، لاسيما الأطفال الصغار، و لدى وصولنا لواد أزاون اندهش المشاركون من روعته و برودة الجو بمحيطه، وذكر مشارك من مستغانم بأن نقطة النهاية رائعة، سمحت له باكتشاف الوادي معلقا: " المنطقة تستحق الزيارة و الاكتشاف، و مياهها منعشة و عذبة".مشاركون آخرون قرروا السباحة في الوادي بعد التأكد من عدم وجود خطورة، وحسب من تحدثنا إليهم، فإن جيجل تحوز على مؤهلات عديدة لاحتضان تظاهرات مماثلة للتجوال بالدراجة الهوائية، والتي تسمح باكتشاف التنوع البيئي الموجود في البلديات الجبلية، فكل بلدية تحمل ميزة و مؤهلات تختلف عن الأخرى.
وقال أحد المشاركين: " شاركت للمرة الرابعة في التجوال السياحي وفي كل مرة أكتشف بلدية من بلديات جيجل، فالمناطق الجبلية بالولاية تختلف و تمتلك سحرا لا يمكن وصفه، فجيجل معروفة بشواطئها و لكن لجبالها خصوصية فريدة أيضا". عند انتهاء النشاط اجتمع المشاركون لتناول وجبة الغداء على طول الوادي، و تأسف بعضهم لانقضاء الوقت، حيث وجهوا نداء للسلطات الولائية من أجل دعم السياحة الجبلية و الرياضية بالمنطقة، مؤكدين بأن بلدية وجانة ساحرة و تستحق الزيارة و عقدوا العزم على الترويج لها.
الاحترار «يحرق» القارات
توقعات بارتفاع درجة الحرارة خلال السنوات الخمس القادمة
تجتاح عديد دول العالم وبينها الجزائر منذ أيام، موجات حر شديدة، أدت لوفاة عدد كبير من الأشخاص بينهم أكثر من ألف حاج في البقاع المقدسة، في وقت تعالت تحذيرات عربية ودولية من إحتمال تجاوز درجة الحرارة العالمية السنوية 1.5 درجة وإنذار بصيف ساخن، نتيجة تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، مع تأكيد على تسجيل إحترار في المياه السطحية للبحر المتوسط للعام الثالث على التوالي.
سجل الأسبوع الأول من النصف الثاني من شهر جوان وحتى قبل بداية فصل الصيف إرتفاعا قياسيا في درجات الحرارة إجتاحت عديد البلدان في القارات الخمس، مما تسبب في الكثير من الوفيات مثلما وقع بالسعودية بتسجيل أكثر من 1100 حالة وفاة بين الحجاج في نهاية مناسك الحج بسبب الإجهاد الحراري وبلوغ درجة حرارة 51 درجة مئوية، فضلا عن الإعلان عن وفيات في دول أخرى كالهند التي بلغت درجة الحرارة بها 35.2 درجة، وإطلاق تحذيرات في بلدان أخرى بفعل ذلك كالولايات المتحدة الأمريكية التي تجاوزت درجات الحرارة بها 43 درجة مئوية، ونشوب عدد من حرائق الغابات كتلك التي تم تسجيلها في البرتغال واليونان.
قتلى وحرائق ودرجات حرارة قياسية حول العالم
وذكرت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للإتحاد الأوروبي أن موجات الحر التي إجتاحت القارات الخمس خلال الأيام القليلة الماضية، تأتي على خلفية 12 شهرا متتاليا سجل أعلى درجات حرارة على الإطلاق مقارنة بالسنوات الماضية، بينما إعتبر خبراء دوليون في المناخ أن هذه الحرارة تؤكد على أن الإحتباس الحراري العالمي وراء ذلك بما أدى ويهدد بكوارث لم تكن متوقعة غير أنها أصبحت شائعة.
وذكر آخر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لشهر جوان، أن هنالك أرجحية بنسبة 80 بالمائة بأن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية السنوية 1.5 درجة مئوية بشكل مؤقت لسنة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، ما يرفع تحذيرا عالميا صارخا بالإقتراب وبشكل أكبر من أي وقت مضى من الغايات المحددة في إتفاقية باريس بشأن تغيرات المناخ، والتي تشير إلى إرتفاع درجات الحرارة على المدى الطويل على مدى عقود وليس خلال فترة قصيرة فقط من السنوات القليلة المقبلة.
المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر من إرتفاع درجة الحرارة العالمي
وأوضح التقرير أنه من المتوقع تسجيل متوسط درجة حرارة عالمية قريبة من السطح لكل عام بين عامي 2024 و2028 أعلى من خط أساس الفترة 1850 و1900 بمقدار يتراوح بين 1.1 و1.9 درجة مئوية، كما أنه يرجح بنسبة 86 بالمائة أن تسجل سنة على الأقل من هذه السنوات رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة، متجاوزة عام 2023 الذي يعد حاليا أكثر الأعوام دفئا أو بالأحرى حرارة.
وثمة أرجحية بنسبة 47 بالمائة أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية خلال السنوات الخمس المقبلة 2024-2028 بأكملها مستوى 1.5 درجة مئوية فوق عصر ما قبل الصناعة، وهو ما أشار إليه التحديث العالمي السنوي الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وذلك بتسجيل زيادة من 32 في المائة عن تقرير العام الماضي للفترة 2023-2027.
ودقت نائبة الأمينة العامة للمنظمة «كوباريت» ناقوس الخطر بأن العالم يتوجه وبوتيرة متزايدة إلى تجاوز 1.5 درجة مئوية بشكل مؤقت، مؤكدة أن ذلك يشير إلى الاحترار طويل الأجل على مدى عقود، داعية لضرورة العمل الجاد والعاجل لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وإلا سيكون الثمن باهظا بشكل متزايد يقدر بتريليونات الدولارات من التكاليف الاقتصادية، وملايين الأرواح المتضررة من الطقس الأكثر تطرفا والأضرار الجسيمة التي لحقت بالبيئة والتنوع البيولوجي.
استمرار احترار مياه المتوسط
أشار المركز العربي للمناخ عن تسجيل إحترار في المياه السطحية للبحر الأبيض المتوسط بشكل كبير وملحوظ للعام الثالث على التوالي، وذكر أن الاحترار الحالي قد يكون الأعلى على الإطلاق استنادا إلى السجلات المناخية، بما ينذر باحتمال تأثير ذلك على الخريف المقبل من خلال تسجيل عواصف في بعض المناطق.
وأوضح مدير المركز العربي للمناخ ، أن الاحترار يرتكز بصورة رئيسية في الجزء الشرقي والأوسط من البحر الأبيض المتوسط، ما يعني أن التأثير قد يكون على دول بلاد الشام وشمال مصر وجنوب غرب تركيا، وصولا إلى ليبيا وتونس وإيطاليا واليونان.
وقد حذر المركز وطيلة الأعوام السابقة من هذه الظاهرة التي وصفها بالمستجدة، مؤكدا أنها تتسبب بحالات جوية عنيفة وقوية وصعبة التوقع، مشيرا إلى العواصف القوية التي كان قد حذر منها العام الماضي بالبحر الأبيض المتوسط، نتيجة لاحترار المياه السطحية كونها تعمل كالوقود الذي يشعل العواصف الشديدة بفعل زيادة الفروقات الحرارية بين الكتل الهوائية والمياه، لتتشكل بعدها وبفترة قصير عاصفة دانيال التي ضربت السواحل الليبية الشمالية وتسببت في كارثة درنة.
زيادة بـ26 يوما من الحرارة الشديدة
أدت التغيرات المناخية التي يشهدها العالم إلى زيادة في عدد أيام الحر بـ26 يوما في المتوسط عبر كامل أنحاء العالم خلال الـ12 شهرا الماضية، وفقا لتقرير صادر عن مركز المناخ التابع للإتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر، وهي الأيام التي ثبت أنها نتجت عن انبعاثات غازات الدفيئة التي خلفها البشر خلال الفترة الممتدة بين 15 ماي 2023 و 15 ماي 2024.
وذكر الباحثون المشاركون في إعداد التقرير أن 26 يوما تميز بدرجات حرارة قصوى ازدادت شدتها بسبب الاحتباس الحراري، مما سمح بتصنيفها على أنها أيام حارة إضافية لأيام الحر العادية الخاصة بفصل الصيف، كما أشار التقرير إلى أن موجة الحر شملت معظم دول العالم، وتعرض لها 78 بالمائة من البشر لما يعادل 31 يوما من الحرارة الشديدة خلال سنة 2023، بتسجيل 76 موجة حر شديد في 90 دولة بمختلف القارات، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، علما أن البلدان الخمسة الأكثر تضررا تقع في أمريكا اللاتينية وهي سورينام، الإكوادور، غيانا، السلفادور وبنما.
اليونيسكو.. تضاعف معدل احترار المحيطات خلال 20 عاما
أظهر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» شارك في إعداده أكثر من 100 عالم من 30 بلدا، مؤشرات خطيرة تثير القلق بشأن احترار المحيطات والمخاطر المحدقة بها، مبرزا التحديات الواجب مواجهتها كاحترار المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر والتلوث وتحمض المحيطات ونزع الأوكسجين والكربون الأزرق وفقدان التنوع البيولوجي.وقد تسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات إلى جانب التلوث في فقدها منذ ستينيات القرن الماضي لـ2 بالمائة من الأوكسجين، وهو ما يؤثر على المناطق الساحلية أين تتمركز نفس الكائنات الحية في الخطوط الأمامية في معركة البقاء على قيد الحياة، بينما تم تحديد 500 منطقة ميتة تكاد تنعدم فيها الحياة البحرية بسبب تناقص الأوكسجين، كما يشكل ارتفاع الحموضة من المشاكل الكبرى ، بحيث تمتص المحيطات من 25 إلى 30 بالمائة من الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري والكم الهائل من ثاني أكسيد الكربون، بحيث ارتفعت نسبة حموضة المحيطات بمقدار 30 بالمائة ومن المتوقع أن تبلغ 170 بالمائة بحلول العام 2100.
بعد امتلائها خلال السنة الجارية
إطلاق 700 طائر من بط العنق الأخضر بحواجز مائية بقسنطينة
أطلقت محافظة الغابات لولاية قسنطينة خلال الأيام الماضية 700 طائر من بط العنق الأخضر بأربعة حواجز مائية اصطناعية في 3 بلديات، حيث تستهدف العملية تعزيز التنوع الإيكولوجي والحفاظ على المناطق الرطبة، بينما تأتي لسد العجز المسجل فيها بعد أن هجرت أعداد منها نتيجة نقص الأمطار المسجل خلال السنوات الماضية.
وأفاد المكلف بالإعلام على مستوى محافظة الغابات لولاية قسنطينة، علي زغرور، أن مصالح المحافظة قامت بإطلاق 700 طائر من نوع بط العنق الأخضر عبر البحيرات الاصطناعية في ثلاث بلديات، حيث أطلق أكثر من 300 طائر منها على مستوى البحيرة الاصطناعية «برغلة» في عين سمارة، وحوالي 100 على مستوى البحيرة الخامسة بجبل الوحش، فيما أطلقت البقية على مستوى الحاجزين المائيين «الأبيار» الواقع بالقرب من منطقة «كاف تاسنغة» والحاجز المسمى الهرية في بلدية ابن باديس. وأضاف المصدر نفسه أن العملية تأتي بالتنسيق مع مركز الصيد بالرغاية، حيث شرح لنا أنها تلبية للطلبات المقدمة من محافظة الغابات لولاية قسنطينة من أجل سد العجز المسجل في الطيور البرية على مستوى المسطحات المائية.
وأضاف محدثنا أن نقص الأمطار خلال السنوات الماضية تسبب في تراجع كبير لمنسوب المياه في المسطحات المائية بالولاية، ما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من الطيور المائية، على غرار بط العنق الأخضر، مؤكدا أن الأرقام المتوصل إليها بعد عمليات الإحصاء السنوية التي تقوم بها المحافظة تؤكد التراجع الكبير، خصوصا خلال الأعوام الأخيرة. وذكر المكلف بالإعلام أن بط العنق الأخضر يستطيع التكيف في بيئات مختلفة، حيث أوضح أن المحافظة قامت بعمليات إطلاق مختلفة خلال السنوات الأخيرة مست بط العنق الأخضر والبط الأبيض وطائر الدراج، بينما نبه أنها وجهت طلبات مختلفة للحصول على أعداد أخرى من الطيور المائية والحيوانات من أجل إطلاقها في الحظيرة الطبيعية للولاية أيضا.
وتستهدف عملية الإطلاق المحافظة على التنوع الإيكولوجي والبيئي والحفاظ على المناطق الرطبة وزيادة الثروة الحيوانية في الولاية، حيث أوضح محدثنا أن العملية الأخيرة لإطلاق بط العنق الأخضر تأتي مع ارتفاع منسوب الحواجز المائية هذه السنة، حتى بلوغها حد الامتلاء بفضل الكميات الكبيرة من الأمطار التي سجلتها قسنطينة، بينما أشار محدثنا أن المحافظة تسعى إلى إطلاق حيوانات أخرى أيضا على غرار طرائد الصيد، بالتنسيق مع مركز الصيد بزرالدة، مشيرا إلى أنها تشمل عدة أصناف من الحيوانات البرية، على غرار الأرنب البري والحجل والسمان وغيرها.
من جهة أخرى، لم تسجل ولاية قسنطينة أي حادث حريق داخل الغابات إلى غاية اليوم منذ انطلاق فترة حملة مكافحة حرائق الغابات بداية شهر ماي الماضي، حيث أكد المكلف بالإعلام على مستوى المحافظة أن إجراءات الوقاية التي وضعتها السلطات المحلية من خلال تنصيب نقاط مراقبة وتخييم متقدمة مكنت من التدخل المبكر لمنع وقوع أي حرائق، في حين ذكر محدثنا أن إدارة المحافظة عينت إطارين سيستفيدان من التكوين المتخصص في التحكم في الطائرات المسيرة المخصصة لمكافحة حرائق الغابات، في انتظار استلامها على غرار ولايات أخرى.
ويذكر أن عملية إطلاق طيور بط العنق الأخضر عرفت مشاركة الفيدرالية الولائية للصيادين وجمعية حماية الطبيعة والبيئة، في حين استعادت المناطق الرطبة في الولاية دورها الوظيفي والسياحي في السقي واستقطاب المواطنين بولاية قسنطينة بعد أن عرفت امتلاء خلال السنة الجارية، مثلما لاحظناه على مستوى الحاجز المائي برغلة بعين سمارة، حيث أصبح يقصده أفراد وبعض العائلات للنزهة، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع وخلال الساعات المسائية، بالإضافة إلى صيادي الأسماك. سامي .ح