الحاجة «طيطومة» تفارق الحياة بعد 70 سنة من تقييدها متوفاة
انتقلت أول أمس إلى مثواها الأخير السيدة دليلة نغموشي، المدعوة فطيمة، أو «طيطومة» ، عن عمر ناهز 70 سنة، بعد معاناة طويلة مع الوحدة و المرض داخل بيتها القصديري بحي باردو، وسط مدينة قسنطينة، و قد سبق و أن نقلت النصر معاناتها و تقييدها متوفية في السجل الوطني للحالة المدنية منذ سنة 1948، أي بعد 9 أشهر من ولادتها، غير أنها فارقت الحياة دون أن تسوى مشكلتها الإدارية، و قد وجدت جاراتها إشكالا في استخراج شهادة الوفاة و ترخيص الدفن .
الفقيدة «طيطومة» التي شاءت الأقدار أن تعيش بمفردها، زارتها النصر في شهر أفريل 2017 ، و نقلت للقراء معاناتها مع المرض و كذا مشكلتها الإدارية ، حيث لم تتمكن جاراتها اللائي كن يتكفلن برعايتها و علاجها و تلبية احتياجاتها المختلفة، من استخراج وثائقها الإدارية، من بينها بطاقة التعريف، لكونها مقيدة متوفاة ، و قد وجهن حينها نداء للسلطات المحلية للتدخل لحل الإشكال المطروح، خوفا من أن تخطفها يد المنية و لا يستطيع الجيران دفنها، و هو ما وقع فعلا بعد أكثر من سنة من نشر الروبورتاج، حيث شاء القدر أن تنتقل إلى الرفيق الأعلى أول أمس، و قد واجهت فعلا الجارات صعوبات في استخراج شهادة الوفاة و ترخيص الدفن ، إلى أن تدخل وكيل الجمهورية لمحكمة الزيادية، لتوارى الثرى عصر أمس بالمقبرة المركزية بوسط مدينة قسنطينة.
للعلم فإن النصر و في إطار نقل حالتها الاجتماعية، و التأكد بأنها مقيدة في السجل الوطني للحالة المدنية بأنها متوفية، انتقلت لإحدى المندوبيات البلدية بولاية قسنطينة، و حققت في الموضوع ، و تبين بعد تحرير اسمها الحقيقي و هو دليلة غنوشي في السجل الوطني، بأنها مسجلة على أساس أنها توفيت يوم 14 سبتمبر 1948 بعنابة، دون تحديد رقم شهادة الوفاة، ولا الشخص الذي صرح بالوفاة.
و جاء في شهادة ميلاد دليلة نغموشي التي تحمل رقم 00322 ، بأنها ولدت يوم 12 فيفري 1948، على الساعة الرابعة صباحا بولاية عنابة، و هي ابنة السيد عمار بن سعيد و السيدة الزهرة بنت رابح.
أسماء بوقرن