ثلـثــا حـالات الطـلاق بقسنـطيـنـة بسبـب عـدم نـضـج الأزواج
كشفت رئيسة جمعية راشدة، فرع قسنطينة، بأن ثلثي الحالات التي استقبلها طاقم الجمعية المتخصص منذ تأسيسها سنة 2000 ، وصلن هذه المرحلة المؤلمة، نظرا لعدم بلوغ أحد طرفي معادلة الزواج أو كليهما، مرحلة النضج النفسي و العقلي و الانفعالي ، رغم تجاوز سن الرشد بكثير. السيدة مليكة شطوح أرجعت،في مداخلتها خلال يوم دراسي نظمته أول أمس الجمعية بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين بقسنطينة، عدم بلوغ عدد كبير من الأزواج و الزوجات بمجتمعنا، مرحلة نضج الشخصية الذي يعني أساسا التوازن النفسي و الانفعالي و القدرة على الحوار و تقبل رأي الآخر و اتخاذ القرارات الصائبة و الحكمة و العقلانية و تحمل المسؤوليات الزوجية و الأسرية، إلى نمط التربية في المنزل بالدرجة الأولى ، فقد لاحظت بأن أغلب الأسر لا تمد جسور الحوار مع أبنائها و بناتها، و لا تتيح لهم الفرصة للتعبير بحرية عن آرائهم و مشاعرهم و إن فعلوا توبخهم و تقمعهم، كما أرجعت ذلك أيضا إلى طريقة التربية و التعليم بالمدرسة ، التي لا تتيح ،حسبها، الفرص للتلاميذ من أجل التعبير عن أنفسهم و النقاش و الحوار البناء، ما يؤثر سلبا على الأفراد و الأسر و المجتمع ككل.
و ترى المتدخلة التي أشارت إلى تكفل الجمعية ب116 امرأة في سنة 2015 وألف امرأة منذ سنة 2000،أغلبهن من ضحايا العنف الزوجي أو الطلاق، بأنه من الضروري طرح العديد من التساؤلات حول التربية السائدة بمجتمعنا و الدعوة لإعادة النظر في المنظومة التربوية الوطنية لتكون أكثر انفتاحا على لغة الحوار و حرية التعبير و مناهضة العنف بأشكاله، و بذلك يمكن أن نقلص من الطلاق و التفكك الأسري و ما يمكن أن ينجم عنهما من آفات التشرد و الانحلال الخلقي و الدعارة و الإجرام. و شرحت من جهتها، نائبة رئيسة الجمعية السيدة ياسمينة مشاكرة في مداخلتها «لتكون راشدا» بأن الرشد الحقيقي لا يرتبط بالسن فقط، بل بالقدرة على الحب و الاحترام و التسامح و الوعي بالحقوق و الواجبات و تقدير الذات و الآخرين و رسم الأهداف في الحياة و رفع التحدي من أجل تحقيقها و المواطنة و نبذ العنف. و أضافت بأن تزايد ظاهرة الطلاق ببلادنا يرتبط بنقص نضج و توازن أحد طرفي معادلة الزواج أو كليهما.
برنامج اليوم الدراسي الموجه أساسا للجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، تضمن أيضا مداخلة للتعريف بأهمية تكوين شبكة للحركة الجمعوية و القوانين التي تنظم نشاط الجمعيات و تسيير حساباتها. و قد أعلنت رئيسة فرع قسنطينة لجمعية راشدة على هامش هذا اللقاء، عن انضمام الجمعية رسميا، إلى أول اتحاد للجمعيات ذات الطابع الاجتماعي و الإنساني بولاية قسنطينة و على المستوى الوطني . و قد تم اعتماده في 31 ديسمبر الفارط و يضم 21 جمعية، لكنها أشارت إلى احتفاظ الجمعية بطابعها و أهدافها و استقلاليتها. و أضافت بأن الهدف الأساسي من انضمام راشدة إلى الاتحاد، يتمثل في تبادل الخبرات و التكوين و التحفيز على تنظيم المزيد من النشاطات و تشكيل قوة للعمل معا و تحقيق المزيد من الأهداف و المكتسبات لفائدة الفئات المحرومة و المهمشة في المجتمع.
إلهام.ط