متطوّعون يهيّئون منزل أسرة معوزّة و يؤثثونه بعلي منجلي
قامت مجموعة من الشباب المتطوع من ولاية قسنطينة بتهيئة و ترميم منزل أسرة معوزة يعاني أغلب أفرادها من مشاكل صحية، و تقطن بالمدينة الجديدة علي منجلي، كما قاموا بتأثيثه و اقتناء تجهيزات كهرومنزلية ، بالاعتماد على إمكاناتهم و مساعدات المحسنين، و يتمنون اليوم أن ينجحوا أيضا في التكفل بإجراء عملية جراحية لأحد أفراد هذه الأسرة ليستعيد القدرة على الإبصار التي فقدها من إحدى عينيه بسبب مرض مزمن.
المبادرة التي قام بها مجموعة من شباب الولاية الذين فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، جاءت بعد أن قام أحدهم بزيارة لهذه العائلة المعوزة المتكونة من سبعة أفراد ، في مطلع الشهر الفارط، لتقديم قفة من المواد الغذائية لها، و هذا بعد أن علم بأنها معوزة، فصدم بوضعية البيت الكارثية، حيث كانت تنبعث منه روائح كريهة و جدرانه و أبوابه متآكلة و في حالة مزرية، توحي لكل من زاره ،بأنه لا يقع في عمارة وسط نسيج عمراني، كما أنه لا يتوفر على أدنى المستلزمات و التجهيزات ، كالثلاجة أو آلة طبخ و حتى خزانة ملابس.
الشاب أخبر زملاءه عن ظروف الأسرة فزاروها و اكتشفوا بأنها لا تعاني فقط من مشاكل مادية و اجتماعية، بل أيضا صحية، حيث قال أحدهم للنصر بأنهم تفاجأوا بالوضع الصحي لأغلب أفراد هذه الأسرة القاطنة بشقة تتكون من غرفتين بالطابق السفلي لإحدى عمارات المدينة الجديدة علي منجلي.
الأسرة تتكون من سبعة أفراد، بنتين و ثلاثة ذكور، أصغرهم يبلغ من العمر 5 سنوات، و اتضح أن الأب يعاني من إعاقة ذهنية ، و الأم من هشاشة العظام، و يعاني ابنهما البالغ من العمر 19 سنة، من إعاقة بصرية و هو بحاجة ماسة لإجراء عملية جراحية استعجالية على مستوى إحدى عينيه، حتى يستعيد القدرة على الإبصار التي فقدها بنسبة مئة بالمئة، كما يعاني شقيقه البالغ من العمر 16 سنة من إعاقة سمعية، و سبق و أن تطوعت إحدى السيدات بدفع تكاليف إجرائه لعملية على مستوى أذنه، و هو حاليا يسمع بنسبة 50 بالمائة فقط، فيما تعاني شقيقتهما، البالغة من العمر 12 سنة، من مشاكل في المسالك البولية.
الشاب نقل معاناة هذه العائلة عبر موقع فايسبوك بالصور، و وجه في البداية نداء إلى المواطنين و المختصين في الترصيص و في البناء من أجل التضامن لتهيئة المنزل، فلاقى تفاعلا واسعا، حيث اتصل به مختصون في الترصيص و البناء و قاموا بإعادة تهيئة المطبخ و إصلاح توصيلات الكهرباء و الغاز، كما قامت شابة من عين مليلة باقتناء كل مستلزمات الطلاء، فيما تكفل دهان بطلاء المنزل مجانا، في حين تبرع البعض بأبواب خشبية للغرف، لأن القديمة غير صالحة ، و تبرع آخر بنافذة من الألمنيوم تم تثبيتها بالمطبخ.
فيما قام محسنون بشراء تجهيزات كهرومنزلية جديدة وهي ثلاجة و آلة طبخ و أخرى للغسيل و جهاز تلفاز ، إلى جانب الأثاث المنزلي، و في مقدمته خزانة للأواني و أخرى للملابس و طاولة و كراس، و أرائك مستعملة في حالة جيدة، و كذا أسرة و أفرشة و زراب و أوان جديدة بمختلف أنواعها، و بعد انتهاء الأشغال تطوعت فتيات بتنظيف البيت و وضع الأثاث في مكانه .
و تعتبر هذه الهبة التضامنية التي قام بها مجموعة من الشباب القسنطيني الثانية من نوعها بالمدينة، بعد تلك التي قام بها مواطنون ببلدية زيغود يوسف، حيث تكفلوا بتهيئة غرفة يقيم به شيخ
كفيف.
أسماء بوقرن