غابة البعراوية قبلة القسنطينيين لممارسة الرياضة
تشهد غابة البعراوية في فصل الصيف حركة كثيفة كل مساء، حيث يقصدها القسنطينيون من مختلف الأعمار لممارسة أنواع متعددة من الرياضات كل واحد على حسب الهدف الذي يصبو إليه، خصوصا بعد الحملات المتكررة لتنظيفها من قبل بلدية الخروب أو من طرف السكان المجاورين، مما جعلها قبلة لمن يرغبون في ممارسة الرياضة .
ولفت انتباهنا منذ الوهلة الأولى لدخول الغابة وجود رجال من مختلف الأعمار، حيث أن الذين يتراوح سنهم بين 60 إلى 65 سنة كانوا يمارسون رياضة المشي بخطى سريعة بطريقة تناسب سنهم، أما الشبان فقد كانوا يمارسون رياضة الجري بسرعات متباينة، وكان من بين المتواجدين بعض النساء حيث أن البعض منهن يركضن بريتم متوسط والبعض يقمن بتمارين البساط لشد البطن، وكان من بين المتواجدات بالغابة شابة في مقتبل العمر تقوم بتمارين قاسية رفقة والدها الذي اخبرنا بأنها لاعبة في كرة اليد في فريق فتيات قسنطينة.
والملاحظ أن أغلب رواد الغابة يمارسون الرياضة بأهداف متباينة، فمنهم من يهدف إلى إنقاص وزنه، حيث لاحظنا وجود بعض من أصحاب الأوزان الزائدة يقومون بتمارين على انفراد أو تحت إشراف أحد المحضرين البدنيين، وهناك من يتدرب للحفاظ على لياقته، وهناك أيضا من يقصدها للترويح عن النفس مثلما اخبرنا الهادي.ق(27 سنة):»أفضل شيء أقوم به كل يوم بعد عودتي من العمل هي التمرن لمدة ساعة للترويح عن النفس والتخلص من تعب الروتين الممل، وممارسة الرياضة أفضل من البقاء دون جدوى في المقهى».
كما يقصد الغابة أيضا الرياضيون المحترفون بهدف التمرن و الحفاظ على لياقتهم البدنية ، حيث صادفنا حمزة عيانس حارس مرمى فريق جمعية الخروب لكرة القدم الذي صرح للنصر:»بما أن البطولة متوقفة و فريقي لم ينطلق بعد في التدريبات فانني أتدرب لوحدي كل يوم في البعراوية للحفاظ على لياقتي لأكون على أتم الاستعداد عند بداية التدريبات الرسمية للفريق».
ولم يقتصر الأمر على الرياضيين المحترفين حيث يقبل على الغابة أيضا طلبة جامعيون من المتخصصين في الرياضة، حيث التقينا مع خباب خليل(26 سنة) وهو طالب ماستر في «معهد التربية البدنية والرياضية»سيدي عبد الله -دالي براهيم ومحضر بدني في فريق أواسط نصر حسين داي وتحدث للنصر بهذا الخصوص:» أنا من قسنطينة وأدرس في العاصمة واستغل فترة الراحة لشحن البطاريات بغابة البعراوية خصوصا أن مجال دراستنا يتطلب لياقة بدنية خصوصا أنه يوجد في معهدنا امتحانات خاصة بهذا الخصوص وعلي أن أكون على أتم الاستعداد».
وقد استغلينا تواجد رشيد ترعي وهو مدرب سابق في فريق جمعية الخروب والذي كان يتمرن في الغابة رفقة مجموعة من أصدقائه وسألناه بخصوص ما يجب على الإنسان العادي الذي لم يمارس رياضة من قبل أن يقوم به قبل أن يباشر التدريبات فأجاب:»لا بد أولا من القيام بفحوصات طبية للتأكد من سلامة الجسم من أي أمراض خصوصا القلبية، ففي حالة إذا كان الشخص مريضا وقام بجهد بدني كبير فقد يتعرض لسكتة قلبية مميتة»، وأضاف في نفس السياق:» من الأفضل للمبتدئين في الرياضة سواء من يرغبون في إنقاص وزنهم أو كبار السن الذين يرغبون في الحفاظ على لياقتهم ولم يمارسوا الرياضة من قبل أن يستشيروا مختصين في التحضير البدني أو على الأقل مطالعة ما يجب القيام به عبر المواقع المختصة عبر الشبكة العنكبوتية»، وعن الطريقة المثالية في التدريبات أضاف مدرب جمعية الخروب السابق:»في هذه الفترة من الصيف من الأفضل أن يتم التدرج في التدريبات، فلا يجب الانطلاق بقوة فقد يتعرض القلب لضغط زائد قد يؤدي للوفاة المفاجأة حتى ولو كان الشخص رياضيا».
ومن المنتظر أن تزيد الحركة في الغابة في الفترة المقبلة بعد استئناف الفرق الرياضية لتدريباتها تحسبا للموسم القادم خصوصا الفرق القسنطينية المعروفة كشباب و مولودية قسنطينة وجمعية الخروب بالإضافة للفرق الرياضية من مختلف الرياضات.
فوغالي زين العابدين
