مصطافون يغامرون بالسباحة خارج أوقات الحراسة
يشكل عدم احترام المصطافين للأوقات المخصصة للسباحة هاجسا يؤرق حراس الشواطئ التابعين لمصالح الحماية المدنية التي تسجل يوميا عشرات البلاغات تتعلق بالتدخل من أجل إنقاذ أشخاص غرقوا بعدما غامروا بالسباحة بعيدا خارج أوقات الحراسة، فبالرغم من أن توقيت مراقبة الشواطئ قد تم تمديده من الساعة السادسة إلى الثامنة مساء، إلا أن ذلك لم يردع المغامرين ولم يمنعهم من خرق القوانين.
تشهد شواطئ ولاية تيبازة على غرار باقي شواطئ الوطن إقبالا كبيرا من قبل المصطافين الذين يهوى الكثير منهم المغامرة و يعمدون إلى خرق القوانين و السباحة لمسافات بعيدة في البحر خارج الأوقات الرسمية للحراسة، وبعيدا عن أعين رجال الحماية المدنية، ما ينتهي بالكثير منهم للغرق، وقد كشفت إحصائيات المديرية العامة للحماية المدنية لهذا الموسم، عن تسجيل 13 حالة غرق خارج الأوقات المخصصة لمراقبة الشواطئ، و التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الثامنة مساء.
وبهذا الخصوص يؤكد أعوان الحماية المدنية بشاطئ العقيد عباس بدواودة بولاية تيبازة ، بأن أغلب المصطافين لا يحترمون الأوقات المخصصة للسباحة، كما لا يحترمون الرايات المرفوعة في الشواطئ، و بالرغم من أن مصالح الحماية المدنية تنبه بخطورة السباحة خارج أوقات الحراسة، أو أثناء رفع الراية الحمراء، إلا أن نقص الوعي لدى المصطافين خاصة الشباب، يجعلهم يغامرون بحياتهم دون تفكير في العواقب، وقد وأشار أحد الأعوان إلى أنه قد تم منذ أيام فقط تسجيل حالة غرق شابين، تم إنقاذهما بصعوبة بعد أن دخلا للسباحة قبل الثامنة صباحا، أي قبل انطلاق دوام الحراسة في الشواطئ، موضحا بأن مصالح حرس الشواطئ تلقت بلاغا عن اختفاء شابين في البحر في حدود الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة، وأشار أحد مرافقيهما بأنهما دخلا البحر قبل السابعة صباحا، وبعد تدخل عناصر الحماية المدنية وجدوا بأن المعنيين قد تجاوزا المساحة المخصصة للسباحة المحددة ب200متر، بحيث وصلا إلى مسافة 400متر، وخارج أوقات حراسة الحماية المدنية، علما أن الحادثة لم تفض إلى الوفاة وقد تم إنقاذ الشابين القادمين من ولاية الجلفة وقدمت لهما الإسعافات الأولية على مستوى الشاطئ.
وفي السياق ذاته أشار ممثل الحماية المدنية بأن هذه الحوادث تسجل بصفة شبه يومية، لذا يتوجب على أعوان الحماية المدنية المكلفين بحراسة الشواطئ و الذين يغادرون عادة على الساعة الثامنة مساء بعد انتهاء فترة الحراسة، البقاء على أهبة الاستعداد واليقظة على مستوى الوحدات المنتشرة بالشواطئ من أجل التدخل السريع في حالة تلقي أي بلاغ. من جهة ثانية فإن الخروقات التنظيمية من قبل بعض المصطافين، لا تختلف كثيرا إذا ما تعلق الأمر بالرايات الحمراء التي ترفع لتنبيههم بخطورة السباحة، و في هذا الإطار يذكر ممثل الحماية المدنية بشاطئ العقيد عباس بأن رفع الراية الحمراء هدفه تنبيه المصطافين بالابتعاد عن السباحة لخطورتها، لكن نسبة كبيرة منهم لا يبالون، ويصل بعضهم إلى مسافات طويلة ويغامرون بحياتهم، كما لا يختلف الأمر أيضا بالنسبة للشواطئ الممنوعة من السباحة التي تحصد سنويا عشرات الأرواح، بحيث تم خلال هذا الموسم تسجيل أزيد من 50 حالة غرق بالشواطئ الممنوعة، والتي يقصدها في غالب الأحيان الشباب، ويقعون ضحية الغرق بسبب بعدها عن مراكز الحماية المدنية التي لا يكون تدخلها سريعا على مستواها مثلما هو الحال بالنسبة للشواطئ المحروسة.
وفي الأخير نبه ممثل الحماية المدنية بشاطئ العقيد عباس رواد الشواطئ إلى ضرورة الوعي بأخطار السباحة خارج أوقات الحراسة وفي حالات رفع الراية الحمراء، أو في الشواطئ غير المحروسة، مؤكدا بأن السباحة في ظل هذه الظروف تجعل حالات إنقاذ الغرقى من الموت ضئيلة، عكس ما يكون عليه الوضع عندما يحترم المصطافون هذه الضوابط ، أين يتسنى لأعوان الحماية الدخول السريع لذا فإن حظوظ انقاذ حياة الغرقى تكون كبيرة.
نورالدين-ع