ترميـــــمات الصيـــف تفســــد نكهـــة العطلـــة على عائـــلات في تبســـــة
تعمد الكثير من العائلات التبسية إلى إجراء ترميمات و تعديلات داخلية على بيوتها خلال فصل الصيف، نظرا لتزامنه مع فترة العطل حيث يتوفر الوقت وتكون ساعات النهار أطول وهو سلوك تحول إلى هاجس بالنسبة للكثيرين خصوصا الموظفين و سكان العمارات، نظرا للإزعاج الناجم عن أشغال التهيئة أو الترميم، التي لا تتوقف حتى خلال فترة الظهيرة ما أجج الصراع بين الكثير من الجيران و أجبر البعض على مغادرة منازلهم قسرا هربا من الضجيج الذي أفسد طعم العطلة.
الزائر صيفا لبعض الأحياء بعاصمة الولاية، يلاحظ انتشار الردوم وبقايا مواد البناء الناتجة عن أشغال التهيئة و الترميم التي يباشرها البعض كل صائفة، وهو ما حول يوميات الكثير من السكان إلى جحيم حقيقي خصوصا شريحة الموظفين الذين يغتنمون فرصة العطلة السنوية المحدودة للراحة، لكن الإزعاج الناجم عن مثل هذه الأشغال كثيرا ما يفسد مخططاتهم، و حتى تلك الأتربة و الردوم التي ترمى أسفل العمارات باتت سببا في نشوب العديد من الخلافات بين الجيران على اعتبار أنها تشوه المحيط العام، كما تنتج من جهة ثانية غبارا كثيفا يجبر السكان على إغلاق نوافذهم في عز الحر، كما يضاعف مشاكل الحساسية عند من يعانون منها.
و الملاحظ هو أن هذا السلوك ينحصر في فئة الموظفين والعمال، فهم الأكثر إقبالا على مباشرة الأشغال خلال الصيف بسبب تفرغهم، و هم أيضا أكثر المتضررين منها لأنها تحرمهم الراحة، وقد عرفت أحياء قريبة شجارات ومشاكل متكررة بين سكان العمارات مؤخرا خلفيتها جميعا هي ورشات التهيئة و الترميم المنزلية، الأمر الذي دفعنا للتقرب من البعض في محاولة لمعرفة الأسباب وراء ما يحدث، إذ أجمع جل من سألناهم من الأشخاص المعنيين بمثل هذه الأشغال، بأنهم لا يهدفون من خلالها إلى إزعاج أحد، لكنهم مجبرون على إجرائها خلال الصيف و في وقت قياسي يستوجب مباشرتها في الصباح الباكر و العمل على إتمامها حتى خلال الظهيرة، فالعطلة السنوية الصيفية تسمح لهم كما عبروا، بإخلاء المسكن عند إجراء هذه الترتيبات لأن أفراد العائلة عادة ما يصطافون في مدن ساحلية، كما أن التفرغ من العمل خلال الفترة المذكورة يسمح لهم بمتابعة الأعمال و الوقوف عليها لتجنب الأخطاء.
بالمقابل أوضح المتضررون منها من الجيران، بأن هذه الترميمات العشوائية باتت مصدر إزعاج حقيقي، بفعل الضوضاء وأصوات المطارق والكتل الحديدية والمناشير الآلية التي لا تتوقف في جميع الأوقات لا صباحا و لا ليلا ولا مجال معها لأخذ القيلولة، ما يزيد معاناة المرضى و يزعج الأطفال و حتى الكبار، كما أن هذا السلوك أفسد عطل الكثير من العمال و حرمهم فرصة الراحة و الاستمتاع بالهدوء. أضف إلى ذلك فإن بقايا الترميمات و أشغال التهيئة، شوهت المحيط العام للعديد من الأحياء بسبب انتشار الردوم وبقايا البناء، ما انجر عنه انسداد للطرقات و احتلال للأرصفة، فضلا عن ارتفاع معدلات الغبار وتأثير ذلك على المحيط والمساحات الخضراء والبناءات المجاورة، وهي كلها من المنغصات التي أفسدت عطل الموظفين وحتى تلاميذ المؤسسات التربوية وطلبة الجامعات، ما انتهى بالبعض إلى الدخول في صراعات يومية مع الجيران لمطالبتهم باحترام ساكني نفس العمارة أو الحي و اختيار الأوقات المناسبة للعمل حتى لا يؤثر ذلك بشكل مباشر على الآخرين ويفسد راحة بالهم. بالمقابل فإن البعض ممن تحدثنا إليهم تطرقوا إلى مشكل طبيعة التعديلات التي يجريها هؤلاء داخل شقق العمارات و التي تصل حد إلغاء أعمدة أساسية ما قد يسبب ضررا كبيرا لأساسات العمارة حسبهم، فيما تبقى قضية التخلص من بقايا الأشغال المشكلة الأكبر، كون مسؤولية رفع القمامة الصلبة تقع على عاتق المواطن وليس البلدية، لذلك فعادة ما تفسد بقايا الأشغال مناظر الأحياء و تشوه محيطها لسنوات.
الجموعي ساكر