الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

للإفلات من ضغط الحجم الساعي وإكتظاظ المطاعم الجامعية


طلبة يفضلون التجول بين أروقة المراكز التجارية على المكتبات و  المحاضرات
تغيرت اهتمامات الطلبة في الآونة الأخيرة، من حيث استغلال ساعات الدراسة في الجامعة، و لم تعد محصورة بين المحاضرات و الدروس التطبيقية و التنقل للمكتبة لاستعارة الكتب،  و تحضير البحوث، و إنما أصبحت منصبة على الموضة و آخر صيحاتها في سوق الملابس ، و كذا الاهتمام بأنواع المأكولات، لتصبح المراكز التجارية المجاورة للجامعات، الوجهة المفضلة لهم، فيقضون وقتهم في التجول بين أروقتها، و الجلوس على كراسيها، حسبما لاحظناه و ما استخلصناه من حديثنا مع الطلبة.
زرنا المركز التجاري المجاور لجامعة عبد الحميد مهري بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، باعتباره القبلة المفضلة للطلبة الجامعيين، خاصة المتمدرسين بهذه الجامعة و جامعة صالح بوبنيدر القريبة منها و ذلك في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، حيث لاحظنا توافد الطلبة  على هذا المرفق التجاري، و كانت وجهة بعضهم الفضاء المخصص للأكل السريع، فيما فضل البعض الآخر التجول بين المحلات و تجريب الألبسة، و قد لاحظنا بأن الغالبية العظمى يرتدون ملابس شبابية تجسد آخر صرعات الموضة.و أجمع جل الطلبة الذين تحدثنا إليهم بأن الفضاءات التجارية هي وجهتهم المفضلة و تعد المتنفس الوحيد لهم، حيث توفر كل شروط الراحة و الأمان، بالإضافة إلى الخدمات، في الوقت الذي تغيب، حسبهم، المرافق الخدماتية بالجامعة، موضحين بأن الحجم الساعي للمقاييس و البرنامج الدراسي المكتظ، جعلهم يشعرون بالملل و عدم القدرة على الاستيعاب، ما دفعهم إلى التغيب عن بعض المحاضرات، خاصة التي تكون في فترة الغداء، بغية الترويح عن النفس و الاستمتاع بتناول الوجبة، و لدى استفسارنا عن سبب عدم تناولها في المطعم الجامعي، قال بعضهم بأنهم يشعرون بالخجل إذا اصطفوا في طابور أمام باب المطعم لانتظار دورهم.
«البحوث متوفرة في الأنترنت و لسنا  بحاجة للمكتبة»
و ما أثار دهشتنا خلال حديثنا مع الطلبة أنهم يضعون المكتبة في آخر قائمة اهتماماتهم، بعد أن كانت في السنوات الماضية الوجهة الأولى للطلبة، باعتبارها مصدر أساسي للمراجع اللازمة لإعداد البحوث ، حيث كانت تشهد في فترات الفراغ، اكتظاظا كبيرا للطلبة بغية استعارة الكتب، و نفس الشأن بالنسبة لقاعات المطالعة التي كانت تعتبر فضاء لتحضير البطاقات التقنية، و قد أجمع هؤلاء الطلبة في حديثهم إلينا بأنهم نادرا ما يذهبون إلى المكتبة ، و هناك فئة لم تدخلها قط و لم تستعر كتابا منذ دخولها إلى الجامعة، و علقوا بأنهم يتجنبون تعب الانتظار الطويل من أجل استعارة كتاب دون فائدة، لأن كل الكتب، على حد قولهم، و حتى البحوث، متوفرة في شبكة الأنترنت بالتهميش و يمكن سحبها جاهزة ، و لا حاجة لقضاء ساعات من الانتظار بغية استعارة كتاب أو كتابين.  و جدنا محمد و هو0 طالب في العلوم الاقتصادية بجامعة عبد الحميد مهري،  جالسا فوق كرسي بأحد أروقة المركز، فسألناه عن سبب تواجده هناك، فقال  لنا بأن التوزيع الزمني للمحاضرات و الدروس التطبيقية ممل، إذ تقدم الدروس دون انقطاع ابتداء من الساعة الثامنة و النصف صباحا إلى غاية الرابعة مساء،  و أحيانا توجد ساعة فراغ تكون في الغالب في الساعة الأولى صباحا أو في الساعة الأخيرة مساء ،  فيها لا تؤخذ بعين الاعتبار فترة الغذاء، ما يدفعه، إلى التوجه نحو المركز التجاري رفقة أحد زملائه لتغيير الجو، حسبه، و تناول وجبة الغذاء، للعودة مجددا للدراسة، فيما لا يجد وقتا للذهاب إلى المكتبة ، معتبرا ذلك ليس ضروريا و مجرد عناء و مشقة، لأن شبكة الأنترنت توفر كل المراجع.
 هروب من طوابير  المطعم الجامعي   
التقينا بخمس طالبات كن يتجولن داخل المركز التجاري و يدخلن بين الفينة و الأخرى إلى المحلات المخصصة لألبسة الشابات، و يتبادلن وجهات النظر حول الأزياء المعروضة، فأخبرتنا إحداهن بأنهن يدرسن بكلية علوم الأرض والجغرافيا والتهيئة العمرانية بحي زواغي سليمان، و قدمن إلى المركز التجاري « ريتاج مول» من أجل التجول و تمضية الوقت ، و أكدن بأن المحاضرات لم تنطلق بعد ، ما جعلهن يتنقلن  وقت الفراغ   إلى المدينة الجديدة و بالضبط للمركز التجاري و الاطلاع على الأزياء الخريفية المعروضة ، مشيرات إلى أنهن يترددن على هذا المركز كثيرا، بغية تناول وجبة غداء في مكان مريح، بالرغم من غلاء سعرها الذي يصل إلى 600 دينار للشخص الواحد ، على الانتظار طويلا أمام المطعم الجامعي، من أجل وجبة ذات نوعية رديئة.
و قالت طالبتان من ميلة  تدرسان العلوم الصيدلانية بجامعة صالح بوبنيدر ، بأن المحاضرات لم تنطلق بشكل فعلي في كليتهن، في حين بدأت الدروس التطبيقية، ما جعلهما تغتنمان ساعات الفراغ للتنقل إلى أكبر مركز تجاري بالمدينة الجديدة، نظرا لتوفره على كل المستلزمات، و ذلك بغية اقتناء ملابس و أوان و أغطية، لأنهما تقيمان لأول مرة بحي جامعي،  و أضافتا بأنه و بالرغم من بعد المسافة بين الجامعة و المركز التجاري، ما يحتم عليهما ركوب الحافلة أو سيارات «الفرود»، إلا أنهما وجدتا هناك ما يلبي حاجياتهما ، دون عناء التنقل إلى وسط المدينة أو المراكز التجارية الأخرى، خاصة و أنهما لم تزورا ولاية قسنطينة من قبل، و اعتبرتا هذه المساحة  التجارية الكبرى وجهتهما المفضلة،  التي تقتنيان منها كل المستلزمات و توفر لهما ظروف الراحة و الأمان و الطمأنينة.
أ بوقرن 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com