السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تلجأ إليها عائلات دون مأوى


ظاهــرة  نصـب الخيـام البلاستيكيـة تعــود إلى قالمـة  بعـــد 10 سنـــوات
أمام مبنى الوكالة الوطنية لتطوير السكن و تحسينه «عدل» بمدينة قالمة، تنتصب خيمة بلاستيكية صفراء منذ 16 يوما، و بداخلها أم و ثلاث بنات صغيرات، رمت بهن الخلافات و مشاكل المجتمع خارج المسكن العائلي الذي كان يجمعهن، و وجدن أنفسهن متشردات في شارع كبير بالضاحية الشعبية وادي المعيز التي تحتضن أكبر قطب سكاني بالمدينة.  
و بالثكنة القديمة تعيش عائلة أخرى، تحت قطع البلاستيك الأسود، منذ سنتين تقريبا، بعد طردها بقوة القانون من مسكن وظيفي كانت تأوي إليه، قبل أن تنقلب أوضاعها رأسا على عقب، و تصبح حياة التشرد و المعاناة و البؤس مصيرها الأخير، في انتظار فجر جديد قد يغير الحال، و يحفظ ما بقي من كرامة لمجتمع الخيام البلاستيكية، الذي عاد للظهور من جديد بالمدينة التاريخية العريقة، التي استهلكت الكثير من المال، لكنها لم تجد حلا لأزمة السكن الخانقة حتى الآن و مازال أهلها ينتظرون.  
قبل 10 سنوات تقريبا، كانت الخيام البلاستيكية تأوي المتشردين أمام مبنى الولاية، و طريق “السوناكوم”، و مواقع أخرى في موجة احتجاج كبيرة على أزمة السكن، لكن الظاهرة تراجعت بشكل كبير، و كادت أن تختفي تماما، بعد إطلاق عمليات ترحيل مكثفة باتجاه الأحياء السكنية الجديدة، و اعتقد الجميع بأن مجتمع الخيام قد ولى و لن يعود، لكن التحولات الاجتماعية و المشاكل العائلية المعقدة لا تزال تفرض منطقها بالمدينة العريقة و الحواضر المجاورة لها، و تلقي بمزيد من الضحايا و المتشردين إلى الشارع.  
خلافات عائلية و أزمة سكن و قرارات طرد و إخلاء من العدالة، أعادت الخيام الصفراء و السوداء إلى مواقعها من جديد بالمدينة، كما يحدث مع الأم و البنات الثلاث، اللائي وجدن أنفسهن بعيدا عن الدفء العائلي وسط خيمة لا تحمي من البرد و مطر الشتاء الذي بدأ مبكرا هذه السنة بعد غياب طويل.  
نداءات الاستغاثة تتواصل لإنقاذ عائلات الخيام بمدينة قالمة، لكن أزمة السكن و تعقيدات قانونية و نزاعات قضائية، حالت دون إسعاف هؤلاء المتشردين الذين أخرجوا من ديارهم بقوة القانون أو بسبب المشاكل العائلية التي لا تنتهي، و لم يجدوا الملاذ الآمن و أهل الخير، لإنقاذهم من وضع صعب و يأس بدأ ينفذ إلى الأجساد البشرية المنهكة بعد صبر طويل.  
خيمة الثكنة العسكرية القديمة وسط المدينة، تأوي عائلة متكاملة العدد و العدة، فيها أب و أم و أطفال صغار، و لم تتوقف هذه العائلة عن الاحتجاج و المطالبة بمسكن يحفظ كرامتها، بعد طردها من مسكن وظيفي كان تابعا للجامعة، ثم انتقل إلى هيئة أخرى، لجأت إلى العدالة لإخراج العائلات التي كانت تقيم في المبنى الكبير.   
و استنجدت عائلة البنات و الأم، المنفصلة عن زوجها على ما يبدو، بالهلال الأحمر، و مديرية النشاط الاجتماعي، و أهل الخير، لإنقاذها من التشرد و البرد و الجوع، لكن وضعها بقي على حاله و زادت معاناتها أكثر، بعد وصول العاصفة الماطرة إلى المنطقة في الساعات الأخيرة.    
و في اتصال مع مدير النشاط الاجتماعي بقالمة قال للنصر مساء أمس الأحد، بأنه زار عائلة البنات الصغيرات و اقترح على الأم نقلهن إلى دار لرعاية الأطفال، و هي إلى مركز لرعاية المسنين، و الأشخاص بدون مأوى، لكنها رفضت المساعدة، و تمسكت بالبقاء في الخيمة رفقة بناتها، حتى الحصول على سكن، مضيفا بأنه مستعد لتقديم الأغطية و الأغذية لهذه العائلة حتى تنتهي معاناتها، موضحا بأن مديرية النشاط الاجتماعي لا تمنح سكنا للمتشردين، بل تساعدهم بمراكز الإيواء المؤقتة و المؤن و  العلاج في حدود المهام المحددة لها.  
فريد.غ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com