زردة للإعــلان عن انطـلاق موســم جنــي الزيتــون
دأب سكان قرية «دوزن» ببلدية بني زيد ، على بعد 18 كلم عن القل غرب ولاية سكيكدة، على إحياء عادة توارثوها أبا عن جد، و هي الزردة، للإعلان عن انطلاق موسم جني الزيتون التي يحرص على حضورها كل أبناء المنطقة، حتى القاطنين بالولايات الأخرى.
يتم التحضير للزردة بذبح الأبقار وتقسيم لحومها على كل سكان القرية، للإعلان عن انطلاق موسم جني الزيتون ، و يلتزم جميع السكان بانتظار موعد إقامة الزردة للشروع في جني محصول الزيتون.
النصر كانت حاضرة مؤخرا لمشاركة سكان قرية «دوزن» فرحتهم في عيدهم السنوي، أين يتم التحضير المسبق لهذا الموعد، بذبح عدد من رؤوس الأبقار و توزيع لحومها على سكان المنطقة، كما يتم تحضير مختلف الأطباق التقليدية والحلويات و توزيعها على الحاضرين، وسط أجواء بهيجة.
بعض الشيوخ الذين تختزن ذاكرتهم مختلف ظروف التحضير و إقامة هذا الموروث الذي اختفى في السنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية، ثم عاد من جديد منذ بضعة أعوام، قالوا بأن إقامة « الزردة» كانت تتم كل سنة قبل انطلاق موسم جني الزيتون،و يحرص الجميع على الالتزام بالموعد،و لا يتجرأ أحد من سكان القرية على مباشرة عملية الجني، قبل الزردة مهما تأخر موعدها ، ومهما كانت الظروف، و أشاروا إلى أن موعدها تأخر هذه السنة بأكثر من أسبوعين، و قد وجدنا بأن عشرات الأشجار تساقطت منها حبات الزيتون ، وينتظر أصحابها إقامة الزردة لجنيها .
فرصة للدعاء الجماعي و فك النزاعات
و ذكر أحد الشيوخ بأن الزردة كانت في وقت سابق تقام يوم الاثنين ويتم الشروع في عملية الجني في نفس اليوم ، لكن مع تطور أوضاع السكان و انتشارهم بالمدن والولايات المجاورة، تم تغيير موعد انطلاق الجني ، حيث أصبحت الزردة تقام يوم السبت ، و يتفرغ الجميع للتحضيرات المتعلقة بها، لتنطلق عملية جني الزيتون يوم الاثنين الموالي.
بالنسبة لسكان المنطقة الذين انتقلوا إلى المدن المجاورة، فإنهم يعودون في موسم جني الزيتون للإقامة بالقرية طيلة فترة الجني، تم يعودون إلى بيوتهم بعد نهايتها، و هذا العيد السنوي، يعتبر فرصة لفك الخصومات بين الأشخاص والعائلات، وإصلاح ذات البين ، وكذلك الدعاء الجماعي و التضرع إلى الله عز وجل لشفاء المرضى أو طلب النجاح و الذرية الصالحة وتفريج الكرب، وغيرها من الأدعية المتعلقة بزيادة محصول الزيتون وبقية المحاصيل الزراعية.
بوزيد مخبي