مئات المواطنين يقتحمون حقول الفلفل بقالمة
اقتحم مئات المواطنين في نهاية الأسبوع حقول الفلفل الحار بمنطقة الأرض الكحلة، غرب مدينة قالمة، للحصول على كميات كبيرة من هذا المنتوج الغذائي الذي تعرف أسعاره ارتفاعا متواصلا بالسوق المحلية، بعد انتهاء موسم الجني.
الحقول التي اقتحمها المواطنون تركها أصحابها بعد عملية الجني التي استمرت عدة أشهر، و بقيت بها كميات معتبرة من الفلفل الحار الذي يعد مادة أساسية لتحضير الأطباق المحلية.
و قد تشكلت طوابير طويلة من السيارات على جانبي الطريق الوطني 20 ، المار بجانب الحقل الكبير، و انتشر الناس بكثافة بين شجيرات الفلفل الصغيرة، لجمع أكبر كمية ممكنة، و تعبئة صناديق و أكياس بلاستيكية.
و اعتقد العابرون للطريق المذكور، بأن الأمر يتعلق بعمال مزرعة يقومون بجني المحصول، لكن طوابير السيارات و كثرة الرجال و حتى النساء داخل الحقل، سرعان ما بددت هذا الاعتقاد، و تبين بأن هجوما كاسحا شنه الباحثون عن مصادر العيش، الهاربون من جحيم الأسعار، على الحقل المهجور، بحثا عن الفلفل الأخضر الحار و نبات السلق الذي يعد أيضا من بين أطباق الخريف و الشتاء بولاية قالمة، التي تنام على إمكانات زراعية كبيرة، لكنها لا تزال تعاني من الفقر و نقص المواد الغذائية الزراعية، و لا تزال أسواقها تعتمد على المنتجات القادمة من ولايات أخرى، على مدار السنة تقريبا.
و قد زادت ظاهرة اكتساح الحقول الزراعية المهجورة بقالمة في السنوات الأخيرة، و في مقدمتها حقول البطاطا و الطماطم و الفلفل بنوعيه الحار و الحلو و حقول البطيخ التي تبقى فيها كميات قليلة في كل مرة بعد توقف عملية الجني.
و ليس كل الناس الذين دخلوا حقل الفلفل الحار بالأرض الكحلة غرب قالمة من الفقراء الباحثين عن غذاء مجاني، حتى و إن كانوا هم الأغلبية على ما يبدو، بل يوجد بينهم فضوليون و حتى صغار تجار الخضر، الذين وجدوا فرصة للحصول على سلع دون مقابل لعرضها بأسواق المدينة بأسعار مرتفعة، ليزيدوا من متاعب الفقراء الذين أنهكتم الأسواق الملتهبة، و أتت على ما تبقى من إمكاناتهم المادية المحدودة.
فريد.غ