مرضى وأطباء مستاؤون من وضعية مستشفى الهادي بن جديد
تسببت التقلبات الجوية الأخيرة بولاية الطارف، في حدوث تصدعات وتسرب للمياه التي حولت بعض أجنحة ومصالح مستشفى الهادي بن جديد بعاصمة الولاية، إلى ما يشبه بحيرات بسبب تدهور حالة الكتامة؛ يحدث هذا بالرغم من أنه لم يمض على تدشين المستشفى الجديد من قبل وزير الصحة والسكان عامين.
حالة من الاستياء والتذمر تسود وسط مرضى و عمال و أطباء على حد سواء نظرا للوضعية التي يوجد عليها المرفق الإستشفائي والعيوب التقنية المسجلة التي وصفوها «بالفضيحة «، مطالبين الوصاية بإيفاد لجنة تحقيق وزارية لتقصي الحقائق عن كثب، وتحديد المسؤوليات بخصوص المتلاعبين بالمال العام.
وهذا بعد أن كشفت الأمطار المتساقطة عيوب في إنجاز المستشفى الجديد الذي كلف الدولة ما يناهز 140مليار سنتيم في شروط حيث هناك حديث عن عدم مطابقة البناية للمعايير و عدم إحترام المقاييس التقنية.
وذكرت مصادرنا ، أن تدهور حالة الكتامة وتسرب سيول الأمطار تسباب في تصدع سقفين بقاعتين للعمليات الجراحية ،مما دفع إدارة المستشفى حفاظا على حياة وسلامة المرضى التعليق المؤقت للعمليات الجراحية، وتحويل المرضى الذين حلت مواعيدهم وأصحاب الحالات الطارئة نحو مستشفى بوزيد عمر بالقالة الذي يعاني ضغطا كبيرا للمرضى الذين ينتظرون إجراء العمليات الجراحية والذي تجاوز عددهم 800مريض ، فيما تم الإبقاء على قاعة العمليات الجراحية الثالثة بمستشفى الهادي بن جديد التي تزاول نشاطها بصفة عادية لإجراء العمليات المستعجلة.
وأردفت مصادرنا أن التقلبات المناخية الأخيرة فضحت الكثير من العيوب على الجدران، كما تشققت الأسقف العلوية المشيدة من النجارة المعدنية لعدد من المصالح الإدارية والصحية التي لم تستوعب كميات مياه الأمطار، ما أدى إلى إنهيار قطع وأجزاء من الأسقف المعدنية.
و قالت مصادرنا، بان المستشفى تم استلامه رغم التحفظات و النقائص المسجلة به ،من ذلك تعطل التدفئة المركزية بجناح الاستعجالات الطبية، حيث وبالرغم من إنجاز الشبكة إلا أنها لم تشغل منذ إنجازها ما تسبب في متاعب للمرضى، إلى جانب تسرب المياه إلى القاعات بفعل تدهور حالة الشبكة وإهتراء القنوات التي أصابها الصدأ نتيجة تأخر وضعها حيز الخدمة منذ إنجازها في 2003، وغيرها من النقائص الأخرى التي كانت محل تقارير للجهات المحلية والمركزية.
في حين قالت مصادر من مديرية الصحة، بأنه تم تكليف مقاولتين أوكلت لهما مهمة الإسراع في معالجة مشكلة الكتامة على عاتقهما، لكون أجال ضمان الأشغال لازالت سارية المفعول والمحددة 10سنوات ،كما تم إعداد خبرة تقنية من قبل هيئة المراقبة التقنية التي أكدت سلامة الكتامة التي تحتاج لعملية صيانة ،علاوة على قيام المؤسسة الوطنية للبناءات التقنية بإعداد خبرة تقنية بخصوص تعطل السخان المركزي لجناح الاستعجالات، والتي أكدت على ضرورة تجديد القنوات لعدم صلاحيتها بسبب عدم تشغيلها منذ وضعها في 2003 ، وهي العملية التي سيتكفل المستشفى بها على عاتقه من ميزانية العام المقبل .
وكان المشروع محل انتقادات لاذعة من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي خلال دورات سابقة ، حيث طالبوا بفتح الملف وتحديد المسؤوليات في نوعية الأشغال التي وصفت بالرديئة كما تعطل استلام المستشفى في آجاله ، حيث كان المشروع مسيرا من قبل مديرية السكن والتجهيزات العمومية في تلك الفترة ، قبل إعادة الملف لمديرية الصحة، و ظلت الأشغال تراوح مكانها لسنوات.
وهو تعطل خضع خلاله المشروع لإعادة التقييم المالي عدة مرات، حيث قفزت قيمة المشروع من 70مليار سنتيم إلى أكثر من 140مليار سنتيم في أشغال وصفت «بالبريكولاج»،
وكانت مصالح الأمن المختصة قد فتحت تحقيقا في وقت سابق في الغموض الذي يسود مشروع إنجاز المستشفى الجديد، تم خلالها سماع المدير الأسبق و بعض الأطراف التي لها صلة بهذا الملف .
نوري.ح