جمعيــات تحـذر من خطـر نهـب رمـال الأوديـة
حذرت جمعيات محلية بالطارف، من خطر استفحال ظاهرة استغلال مادة «التفيان» من الأودية في الآونة الأخيرة من قبل بعض المقاولين الذين ينشطون في مجال الأشغال العمومية و إنجاز الطرقات لدعم حاجيات ورشاتهم دون ترخيص قانوني ، حيث تسببت عمليات الإستغلال والنهب العشوائي لرمال الأودية في اتساع رقعة الإنجرافات و انحراف مجرى بعض الأودية الرئيسية عن مسارها بالشكل الذي بات يعرضها لأضرار ، علاوة على الأخطار التي تتهدد الأراضي الفلاحية بالجوار و التي تغمرها السيول خلال تساقط الأمطار.
وذكرت جمعية الدفاع عن الطبيعة عن تلقيها شكاوى بخصوص تورط بعض المتعاملين والمقاولين في استخراج التفيان ونهب رمال الأودية خارج الرقابة لتزويد ورشاتهم بهذه المادة التي تبقى تكلفتها باهضة ، في الوقت التي بررت فيه هذه المقاولات نشاطها بحيازتها على تراخيص لاستغلال المادة خاصة بأودية مناطق الجهة الغربية والشرقية ، خلافا لمراسلات الجهات المختصة بالبيئة التي تؤكد عدم قانونية هذه التراخيص التي وصفت بالمشبوهة، و التي تم الطعن فيها كونها منافية للقوانين بحجة وقوع ولاية الطارف في منطقة فيضية يمنع استغلال أوديتها في استخراج مادة «التيفيان»، وذلك حسب المرسوم التنفيذي المؤرخ في 2008 الصادر عن مصالح وزارة الموارد المائية الذي حدد الولايات التي يمنع استغلال أوديتها ومن بينهم ولايات الطارف، بالنظر لخصوصياتها وطبيعتها البيئية الهشة المعرضة لخطر الفيضانات.
وأردفت مصادرنا أنه تم فتح تحقيق للتأكد من مدى قانونية التراخيص التي منحت لمتعاملين خواص في وقت سابق لاستغلال مادة التيفيان بأودية شيحاني ، بوقوس و بوحجار التي باتت مهددة بكارثة بيئية ، أمام «تواصل نهب رمال الأدوية من قبل الخواص و بعض المتعاملين بطريقة غير شرعية على مرأى المصالح المعنية».
من جهة أخرى قالت مصادر مسؤولة بأن استغلال رمال الأودية مس في وقت سابق وادي عصفور لضرورة الحاجة وهذا وفق دراسات تقنية و بطريقة مطابقة للإجراءات القانونية و بعد موافقة الوصاية ، مع تحديد الكمية المقررة للاستغلال، و ذلك ريثما يتم الشروع في استغلال إحدى المناجم ببلديتي الشافية و عين الكرمة المخصصة لاستخراج مادة التفيان لتلبية احتياجات كبرى الورشات المحلية ، خاصة و أن نقص هذه المادة تسبب في مشاكل للمتعاملين و عطل بعض المشاريع.
و أضاف المصدر بان استغلال مادة التفيان من الأودية أملته الضرورة الملحة لتلبية حاجيات الولاية التي باتت ورشة مفتوحة لإنجاز الطرقات و مشاريع المنشات القاعدية التي تدعم بها القطاع و التي تبقى بحاجة للكميات المطلوبة من مواد البناء لتلبية الحاجيات و الرفع من وتيرة الإنجاز، حتى لا تتعطل الأشغال قبل حلول فصل الشتاء، الذي عادة ما يعيق الأشغال نتيجة الأوحال وتراكم المياه الفيضية ، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى رفع الحظر على استغلال هذه المادة الأساسية في الأشغال بعد موافقة الوزارة الوصية وإعداد كل الدراسات التقنية المتعلقة بمدى التأثير على البيئة ، في الوقت الذي أثار استغلال مادة التفيان من الأودية مخاوف بعض المواطنين والفلاحين من الأخطار التي تتربص بسكان المناطق الفيضية والأراضي الفلاحية المجاورة لهذه الأودية.
نوري.ح