متطوعون من بئر العاتر يبنون مسكنا للعجوز زينة بالعقلة المالحة
قام متطوعون من مدينة بئر العاتر في ولاية تبسة بمبادرة خيرية تتمثل في شراء مواد بناء وتجهيزات منزلية لفائدة العجوز الكفيفة زينة، التي تعيش بمفردها في كوخ أو بالأحرى عريش، لا يتوفر على أدنى متطلبات الحياة الكريمة، بمنطقة العقلة المالحة ولاية تبسة، لا تتوفر فيه أبسط المرافق الحياتية.
استغرقت عملية البناء أسبوعا واحد، بعد أن تعهد المتطوعون بمساعدة هذه العجوز المسنة والكفيفة والمريضة ، و رسم الابتسامة على شفتيها، عقب سنوات من النسيان والنكران،
و تمكينها من مسكن صغير و لائق يقيها البرد والحر ويتوفر على دورة مياه، كما تم تزويده بمدفأة لتواجه به هذه المسنة برد الشتاء الذي لا يرحم.
المتطوعون قضوا أسبوعا وهم يشتغلون على قدم وساق، من أجل بناء و تهيئة مسكن مكان العريش ، يليق بكرامة هذه المرأة، التي كانت تعيش وحيدة في ظروف صعبة جدا، قال أحد المتطوعين للنصر، بأنه رغم قسوة الظروف، ونقص الإمكانات، و بعد المسافة بين مدينة بئر العاتر ومسكن خالتي زينة، إلا أنه
و بقية المتطوعين لم يترددوا في تجسيد هذا المشروع الخيري، مضيفا أنهم كانوا في قمة السعادة والحبور وهم يشاهدون العجوز زينة ترسم ابتسامة عريضة على شفتيها وهي تدخل مسكنها الجديد، دون أن تتوقف عن الدعاء لكل من حضر وساهم في إسعادها بعد سنوات طويلة لم تذق فيها طعم الفرح ، و أكد المتطوعون بأن ابتسامة وفرحة العجوز أنستهم كل المتاعب، و منهم من أجهشوا بالبكاء تأثرا بالموقف.
وضعية خالتي زينة، اكتشفتها مؤخرا القافلة الطبية التي جابت مداشر و قرى بلدية العقلة المالحة، حيث تم العثور عليها داخل كوخها في حالة مزرية، وتم فحصها من طرف طبيب القافلة و قدمت لها كمية من الأدوية كانت بحاجة إليها، ثم قام أعضاء في القافلة بتنظيم زيارة أخرى للخالة زينة، حيث قدموا لها مساعدات غذائية، و أفرشة، وأغطية، كما عمدوا إلى تنظيف عريشها، وكانوا يأملون أن تتدخل السلطات الوصية للتكفل بالعجوز زينة، لكن لا حياة لمن تنادي، باستثناء مديرية النشاط الاجتماعي، التي أرسلت أعوانها، لمعاينة الوضع وطلبوا من العجوز مرافقتهم إلى دار العجزة، لكنها رفضت مغادرة عشها مهما كانت الظروف والأحوال.
ع.نصيب