* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
تحول الطريق المؤدي إلى مطار قسنطينة المقابل لقاعة العروض الكبرى أحمد باي «زينيت» ، إلى قبلة للعديد من سكان الولاية، فرغم أن تلك المساحة مهيأة لتزيين الواجهة، إلا أنها أصبحت تعج بعائلات اتخذت منها ملاذا لها للراحة و الترويح عن النفس، في ظل افتقار الولاية للمرافق الترفيهية و الفضاءات العائلية.
التقت النصر بعشرات العائلات القسنطينية في بعض المساحات الخضراء المحاذية لطريق المطار اتخذتها ملاذا لها، في ظل غياب فضاءات مناسبة على مستوى الولاية، ما يعطى منظرا مشوها لواجهة قسنطينة الأولى، التي يراها المسافرون بعد مغادرتهم المطار.
قبل الوصول إلى المكان، لاحظنا عددا معتبرا من السيارات المركونة في صف واحد، فيما لم يتمكن بعض الزائرين من العثور على مكان للركن بالحظيرة ، خاصة وأن الطريق الثانوي أسفل تلك المساحات، كان مكتظا عن آخره، ما أجبر أصحابها على الركن بأحد المسالك الترابية، وعند الاقتراب أكثر من تلك الفضاءات المنفتحة ، شعرنا بهواء منعش يبعث في متلقيه الراحة و السكنية، ولاحظنا افتراش عائلات أغطية للجلوس، فيما فضلت أخرى الاستعانة بطاولات وكراس، مع إحضار الشاي و بعض الحلويات، كما فضل بعض الشباب الجلوس مباشرة على العشب الطبيعي، في شكل مجموعات متفرقة.
ورغم التواجد الكبير للعائلات في هذا المكان، إلا أن عدد الشباب كان كبيرا، حيث تواجدوا على طول الشريط المعشوشب الذي يمتد عل حوالي 200 متر، ورغم ضيق المساحة، إلا أن بعض الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم 30 عاما، فضلوا إحضار الشيشة وبعض اللعب الترفيهية، على غرار الأوراق «الرامي» والشطرنج و»الدومينو».
بنك في الهواء الطلق لصرف العملة
بالرغم من أن طريق المطار تحول إلى مقصد للشباب و العائلات من أجل الترفيه عن أنفسهم و التمتع بالهواء النقي و المنعش، إلا أن ذلك لم يمنع البعض من تحويل تلك المساحات إلى نقطة لإبرام صفقات تجارية تتعلق أساسا بشراء العملة الصعبة «الأورو»، خاصة للقادمين من المطار، حيث تم تحديد أحد الزوايا لتكون نقطة لصرف العملة الصعبة مقابل الدينار الجزائري، وذلك على بعد أمتار قليلة من مطار محمد بوضياف، ما جعل العديد من المقيمين خارج الجزائر، يتوجهون إلى مكان صرف العملة، دون عناء التنقل إلى ساحة أول ماي بوسط المدينة.
سوق موازية لبيع و شراء السيارات و الذهب
في حين أصبح الطريق السفلي المحاذي للمساحات الخضراء، نقطة التقاء الراغبين في بيع و شراء المركبات بأنواعها، و حضرت النصر معاينة أحد الشبان لمركبة من نوع «بيجو 308»، بغية شرائها، كما تم إخطارنا من بعض الشباب المتواجدين في ذات المكان، أن بعض المجموعات أصبحت تستغل هذه الفضاءات ، من أجل بيع مادة الذهب والفضة وغيرها من المعادن.
وبعيدا عن الصفقات التجارية التي طغت على المكان، استغل شباب آخرون الهواء النقي والجو المنعش، من أجل ممارسة رياضة الجري على حواف المساحات الخضراء، فيما مارس آخرون رياضة المشي، و أقبل بعض الآباء على ممارسة كرة القدم، رفقة أبنائهم ، على الأرضية المعشوشبة طبيعيا، كما كانت الفرصة مواتية لعشاق رياضة الدراجات الهوائية الذين تواجدوا بقوة هم كذلك.
وبعد مرور حوالي 30 دقيقة من تواجدنا بالمكان، ازداد عدد الوافدين عليه، حيث تجاوز عدد العائلات 50 عائلة في حدود الساعة السابعة و30 دقيقة مساء ، حتى أصبحت تلك المساحات تعج بالزائرين والمساحة الفاصلة بينهم تقلصت أكثر، وهو ما يؤكد أن المكان تحول إلى قبلة العائلات في أوقات الفراغ، ورغم التواجد الكثيف للعائلات، إلا أن المساحات كانت نظيفة و خالية من الأوساخ، حيث تضع كل عائلة كيسا بلاستيكيا بالقرب منها من أجل رمي النفايات هناك.
ألعاب للأطفال و أماكن للرياضة
توجهنا بعد ذلك إلى مكان النافورة الواقعة وسط مساحات خضراء، مقابل حي السوناتيبا، فشدنا العدد الهائل من الأشخاص المتواجدين في تلك الفضاءات، حيث كانت الفوضى تعم المكان، الأطفال يركضون في كل الاتجاهات، و العائلات لم تعثر على كراس إسمنتية للجلوس عليها، ما اضطر البعض منها للجلوس فوق الأعشاب الاصطناعية.
كما أصبحت تلك المساحات الخضراء قبلة الشباب الراغب في جني بعض الأموال، من خلال ممارسة بعض النشاطات التجارية، على غرار بيع الألعاب الصغيرة، و عرض سيارات وآلات للأطفال تشتغل بالكهرباء و تستعمل غالبا في حظائر الألعاب، كما استغل أحد الشباب مهرا من أجل ربح بعض المال من خلال اصطحاب الأطفال على متنه في جولة حول محيط المساحة مقابل 100 دج ، كما ينتشر بقوة بائعو الشاي والفشار والذرة، و كان الإقبال عليها كبيرا من طرف العائلات.
تحويل نافورة إلى مسبح
و حول بعض المراهقين المنظر الجميل للنافورة إلى منظر مؤسف من خلال استغلالها كمسبح، حيث يرتمون في قلبها وكأنهم في مسبح، وهو مؤشر واضح على غياب المرافق الترفيهية بقسنطينة، خاصة المسابح التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وأخبرنا هؤلاء المراهقين أنهم يقطنون في المدينة الجديدة علي منجلي، ويأتون إلى هناك على متن حافلة بمفردهم ، دون رفيق، رغم أن سنهم لا يتجاوز 16 سنة، فيما يضطرون للوقوف على حواف الطريق و يوقفون المركبات المارة، على أمل الفوز بفرصة للعودة إلى بيوتهم.
و أكدت بعض العائلات للنصر، أنها أدمنت الإقبال على تلك المساحات عند كل أمسية، حيث أصبحت المتنفس الوحيد لها، لنسيان هموم العمل و مشاغلهم اليومية، مضيفين أن توفر الأمن زاد من تمسكهم بالتوافد على تلك المساحات يوميا، حيث يعتبر المكان عائلي بامتياز، حسبهم، كما أشادوا بالنشاطات التجارية التي أضفت أجواء مميزة ، على غرار استعمال الأحصنة وتوفير بعض الألعاب للأطفال، و يأملون إعادة تنظيم هذا المساحات التي تحولت إلى مرفق ترفيهي يقصده المواطنون من كل أحياء قسنطينة.
وقال عبد الهادي المقيم بحي سوناتيبا، أنه يقصد المساحات الخضراء الواقعة بمحاذاة النافورة يوميا، لانعدام مكان آخر يقصده في الفترة المسائية، وأكد المتحدث أن توفر الأمن زاد من توافد العائلات على هذه المساحات، حيث يقوم رجال الشرطة بدوريات منتظمة من حين لآخر، مضيفا أنه يشعر بالراحة النفسية والذهنية في الهواء الطلق.
حاتم/ب