سجلت مصالح الحماية المدنية، العديد من التدخلات، يوم أمس، على إثر التقلبات الجوية الأخيرة، عبر مختلف الولايات، حيث تمكنت من إنقاذ العديد من الأشخاص و...
كشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، أمس السبت، أن الثلاثي الأول من موسم السياحة الصحراوية 2024 - 2025، الذي انطلق في شهر أكتوبر...
كشف مدير المركب المنجمي للفوسفات جبل العنق ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة، بوبكر عويش، عن تحقيق المركب نتائج هامة خلال السنة الماضية 2024، سمحت...
يصنع حذاء المجبود الجزائري الحدث هذا الموسم، وقد عاد للانتشار بقوة و صار مطلوبا في الخارج، بفضل التصميم العصري والأنيق الذي قدمه المصمم الشاب ابن...
تقضي الإعلامية الجزائرية نوال مسيخ المقيمة في دبي يومياتها الرمضانية بين ممارسة عملها عن بعد و المطبخ بروح جزائرية و القراءة و الرياضة محاولة التأقلم مع الوضع الذي فرضته جائحة كورونا. و قالت نوال مسيخ الصحفية بقناة الآن في حوار أجرته معها النصر إن حلول شهر رمضان هو بالنسبة لها فرصة لاستحضار ذكرياتها ببلدها الجزائر من خلال المواظبة على إعداد أشهى الأطباق العنابية و الجزائرية و هي كفيلة بالنسبة لها لتشبع ذلك الحنين للعائلة و الاجتماع حول مائدة الإفطار ، الذي تعوضه بلقاء الأصدقاء من الجالية الجزائرية و العربية ، كفرصة للتعريف بعادات و تقاليد وطنها ، كم اغتنمت نوال هذه الفرصة لتبعث برسالة توعية للمواطنين الجزائريين تدعوهم من خلالها لضرورة التقيد بالحجر المنزلي و عدم الاستهتار بهذا الوباء القاتل للخروج بأقل الأضرار ، خاصة و أن هناك مجهودات حقيقية من قبل الدولة لتجاوز هذه المحنة.
حاورتها : هيبة عزيون
النصر : أولا كيف تقضي نوال يومياتها في رمضان ؟
نوال مسيخ : أولا شكرا على الاهتمام بالإعلاميات الجزائريات في الخارج وتحياتي لكل قراء جريدة النصر المحترمة . عادة أقضي أغلب ساعات يومياتي الرمضانية في مقر العمل ، ويناسبني ذلك لأن جو العمل يعوضني عن أسرتي البعيدة عني ( عنابة ) . رمضان هذا العام مختلف وأقضيه بالبيت بين العمل و الطبخ والروحانيات ...فلرمضان جو استثنائي حتى في زمن كورونا .
هل تحرصين على التمسك بالعادات الجزائرية خلال شهر الصيام ؟
أحاول الحفاظ على العادات الجزائرية في كل الأوقات وليس فقط خلال رمضان ، فأنا فخورة بجزائريتي وأعتز بثقافتي التي أحاول الترويج لها قدر الإمكان . فيما يتعلق برمضان ضروري تحضيرأساسيات المائدة العنابية “ الجاري والبوراك العنابي “ ، كما أدعو عادة الأصدقاء إلى بيتي على مائدة إفطار جزائرية أحضرها بحب وفخر ، تكون فرصة لتعويض اللمة العائلية التي نفتقدها في الغربة وأيضا فرصة للتعريف بثقافة الجزائر إذا كان ضيوفي من غير الجزائريين .
هل تحب نوال المطبخ و ما هي الأطباق الجزائرية التي تواظب على إعدادها في رمضان ؟
بتواضع كبير أنا طباخة ماهرة ( ههه ) . أكيد أواظب على تحضير الأطباق التقليدية الجزائرية أهمها الكسكسي والعيش ( البركوكس ) الملوخية ، الشخشوخة ، المرقة الحلوة ( لحم حلو ) ، الجاري و البوراك العنابي ، وغيرها . فتناول طبق تقليدي من مطبخ وطنك في الغربة هو مضاد لألم البعد. أنت به لا تسد الرمق فقط وإنما تسد ثغرات الحنين و الشوق . حين نأكل طبقا تقليديا فإننا نفعل الذاكرة لاستحضار أوقات سعيدة جمعتنا مع الأحبة في الوطن على مائدة حضرت بها هذه الأطباق . وحين نطبخ وندعو أصدقاء عرب فإننا نعبر عن اعتزازنا بثقافتنا . هناك الكثير من أصدقائي ممن يعشقون الأكل الجزائري خاصة الكسكسي و البوراك ، كما يرغب كثيرون بزيارة الجزائر و اكتشاف طبيعتها الخلابة وثقافتها المميزة ،وذلك يسعدني ويشعرني أنني وفقت إلى حد ما لأكون سفيرة لبلدي .
هل تجتمعون كجالية جزائرية و عربية خلال رمضان لتبادل العادات
و التقاليد ؟
بالتأكيد ، فأغلبنا يعيش بعيدا عن أهله وخلال الشهر الفضيل نفتقد للأهل واللمة فنحاول التعويض من خلال لمة الاصدقاء وأبناء الوطن الواحد .
مع الحجر المنزلي كيف كان أول يوم من رمضان لنوال في هذا الظرف ؟
/والله رغم أزمة كورونا والحجر المنزلي إلا أنه كان أسعد يوم تقريبا منذ شهرين ، والسبب أنه تم تخفيف اجراءات الحجر فبات بالامكان مغادرة البيت دون الحاجة لاستصدار إذن أونلاين ، هذا لوحده كفيل بأن يشعرك بالتحرر من بعض الضغوط التي يعيشها العالم بأسره بفعل الحجر الذي يبقى ضروريا لمواجهة الوباء . غادرت البيت واقتنيت بعض ما يلزمني لمائدة رمضان و تعرضت لأشعة الشمس وعدت سعيدة للبيت وكأنني حققت إنجازا عظيما . عصر كورونا لا يصدق فعلا .
كيف تمارس نوال مسيخ عملها كإعلامية خلال هذه الفترة الحرجة مع تفشي الوباء و لجوء الكثير من الدول للحجر المنزلي ؟
بدأت العمل من البيت منذ شهرين تقريبا ، ومن يعرفني يعرف أنني لا أحتاج لرقيب لأؤدي عملي كما يجب ، لكن السيء أنني أبالغ مرات حاليا ، بسبب الحجر والتهرب من التفكير في كورونا .ومعلوم أن البقاء لساعات طويلة أمام الكمبيوتر مرهق ويؤثر على نفسيتنا. الجميع يشعر بضغط وملل ، أحاول تبديده بإيجابيتي المعهودة وبالمطالعة والطبخ ومتابعة برامج مفيدة على الانترنت وأفلام فاتتني . فترة الحجر اكتشفت فيها أهمية الزملاء في حياتنا اليومية ،أهمية لقاء الأصدقاء ، أهمية الشمس ، أهمية الغريب في الشارع الذي يبتسم لك دون أن تعرفا بعضكما ، خلال فترة الحجر أدركت أكثر أن التكنولوجيا لا يمكن أن تعوض اللقاء الإنساني و مشاعر الناس الحقيقية . سعيدة بتخفيف إجراءات الحجر في دبي ما سيسمح لي بالعودة لممارسة الرياضة لأن ممارستها بالبيت غير كافي .
في الجزائر هناك حالة من الاستهتار من قبل المواطنين بالحجر و مظاهر للتسوق و الاحتكاك، ماهي رسالتك التي توجهينها كإعلامية للجزائريين ؟
نعم تابعت ذلك بأسف كبير، أقول لأبناء بلدي الكرام : بيتك أجمل من المستشفى ، والقلق والملل أهون من الحزن على مريض أو ميت . الزموا بيوتكم وكل إجراءات السلامة المتخذة من قبل السلطات ، فمهما كانت جهود الدولة فهي لن تنجح بدون تعاونكم . هي فترة وستمر بإذن الله ...فصبرا جميلا .
هل كان من السهل أن تندمجي كشابة مع مجتمع مغاير لمجتمعك الأصلي؟
لم أجد أي مشكلة في الاندماج ، فالمجتمع الإماراتي مرحب بأي وافد مهما كان بلده أو دينه أو عرقه ... ميزة الإمارات أنها بلد جامع تنصهر فيه كل الثقافات . هو رمز للتعايش والمودة . محظوظة لأن البلد الذي اخترته للهجرة كان الإمارات.
ما هي العراقيل التي واجهتك عند بداياتك ؟
اختلاف الثقافة مع الإخوة العرب من باقي الجنسيات ، اختلاف سياق المفردات المستعملة في لهجاتنا ، قد يقول الجزائري كلمة يفهمها الشامي أمرا مختلفا ، والعكس صحيح . بعدها تأقلمت . الأهم في كل هذا أني أحاول قدر الإمكان الحفاظ على هويتي ولهجتي ، ولم يكن ذلك سهلا في غياب التداول الإعلامي الكافي للهجتنا وثقافتنا في القنوات العربية ، وغياب قنوات جزائرية قوية يتابعها الأشقاء العرب. لذلك أحاول التحدث بلهجتي وإن لم يكن ذلك كافيا إلا أن الكثير من أصدقائي العرب باتوا يفهمون العديد من المفردات الجزائرية وتحديدا العنابية . حاولت أن أنقل ثقافتي الجميلة و أروجها . لا أزال أندهش أمام دهشة اصدقائي العرب والأجانب حين أريهم صور مناطق جزائرية جميلة ... ينبهرون جدا ويتساءلون كيف لم يسبق لهم رؤية هذا الجمال ... وهنا أقترح على سلطات بلادي أن تكون هناك بوابة الكترونية أو صفحات موثقة على السوشل ميديا للتعرف بالجزائر وثقافتها ولهجتها وتاريخها ومطبخها وطبيعتها ... الجزائر تستحق ذلك .
لماذا يفضل الكثير من الإعلاميين الجزائريين السفر الى الخليج للالتحاق بقنوات عربية ؟
طموح الصحفي لا تحده حدود وطنه ... لكن أعتقد أن سوء الظروف التي يشتغل فيها عدد من الصحافيين الجزائريين قد تعزز رغبتهم لمغادرة الوطن والعمل في قنوات عربية .
هل نجاح الإعلامي الجزائري يمر بالضرورة عبر الهجرة إلى الخارج ؟
لا ليس بالضرورة ، هناك زملاء في الجزائر ناجحون جدا ولهم اسم من ذهب متداول في العالم العربي وخارجه .
كلمة أخيرة ؟
أريد أن أقول لمن يعتقد أن المغترب أقل وطنية ممن ظلوا داخل الوطن ... نحن هاجرنا الوطن ولم نهجره ، كان الوطن يحملنا والآن نحمله نحن في غربتنا . غيابنا عن الأرض لا يعني أنك أكثر وطنية منا ، وإنما قد يعني أننا أكثر جرأة ...تجرأنا على تجربة حياة جديدة نجهلها ولا نعلم مصيرنا بها ، تجرأنا على البعد وألمه ، والحمد لله أن ذلك زادنا قوة وقربا من الوطن والحمد لله . رمضان كريم للجميع وتحية لكل قراء صحيفتكم المحترمة .
هـ/ع