الجزائر تتجه نحو نموذج اقتصادي أكثر استقلالية عن المحروقات ذكر تقرير حديث نشرته مجموعة البنك الدولي أنّ الخطوات التي تتخذها الجزائر لبناء اقتصاد...
أكد وزير الاتصال، السيد محمد مزيان، أمس السبت بالجزائر العاصمة، على أهمية تعزيز الكفاءات الوطنية في مجال الإعلام والحرص على تكوين صحافيين واعين...
أكد مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لشؤون الشرق الأوسط و إفريقيا، على أن حل قضية الصحراء الغربية لابد أن يكون مقبولا من الطرفين،...
من المرتقب أن تشهد عدة ولايات من البلاد، تساقط أمطار تكون في بعض الأحيان رعدية ومصحوبة محليا بحبات من البرد مع هبوب رياح قوية، وذلك ابتداء من مساء اليوم...
وجد الأولياء أنفسهم خلال فترة الحجر المنزلي تائهون في رحلة توفير بدائل الترفيه و التسلية لأبنائهم في البيوت، ما خلق انقساما بين أسر اختارت ألعاب الفيديو
و «البلاي ستايشن»، فيما فضلت أخرى تحويل بيوتها إلى مساحات للعب بعتاد ضخم رغم صغر حجمها، بينما يدعو مختصون لاستغلال الفرصة للتقرب من الأبناء و معرفتهم
أكثر و تنمية قدراتهم.
حيرة كبيرة، عاشها و ما يزال يعيشها الأولياء في التعامل مع أبنائهم الذين تعودوا على اللعب خارج البيت، سواء وسط الأحياء، في الحدائق العمومية أو حتى في الأماكن المخصصة للعب، ففترة الحجر الصحي التي فرضت غلق المدارس و عبر فرض تمديدات متتالية في البلاد لتفادي انتشار العدوى بين الأشخاص، جعلت الأطفال ملزمون بالمكوث في البيوت، وسط ظروف تتشابه من حيث ضيق المساحات و عدم توفر الإمكانيات الكافية لشغل أوقات فئة تحتاج للحركة و التسلية بنسبة كبيرة.
بيوت تتحوّل إلى مساحات للعب
و في الوقت الذي فكر الكثير من الأولياء في التكنولوجيا لملء هذا الفراغ،اتجه آخرون نحو ابتكار حلول ركزوا خلالها على أولوية أن تجمع بين التسلية و الإفادة، مع المحافظة على السلامة الصحية و النفسية لأطفالهم، وهو حال السيدة سلمى التي تقول بأنه و بعيدا عن أخطار التكنولوجيا، أبت إلا أن ينعم أطفالها الثلاثة بتسلية تشبه تلك التي كانوا يفضلونها خلال الأيام العادية.
أمينة أيضا تقول بأنها فكرت في نفس الاتجاه، حيث تقول إنها قامت بشراء لعبة كبيرة لطفليها، تتكون من «زحليقة و أرجوحة» مع سلة خاصة بكرة السلة، تضيف بأنها تشبه ألعاب المساحات الكبرى أو تلك التي توضع في الشوارع، و تؤكد أنها كانت مفيدة خاصة و أنها تمثل 3 لعب في لعبة واحدة، ساهمت في شغل فراغ أطفالها و تسليتهم، كما أنها مكنتها هي الأخرى من مشاركتهم في اللعب.
و تضيف سارة التي اقتنت نفس اللعبة لأطفالها الأربعة، أنه و على الرغم من ضيق مساحة شقتها، إلا أنها قامت ببعض الترتيبات لتركيب هذه اللعبة، و أوضحت أن أغلب أقاربها اقتنوا مثلها لأبنائهم، ما أكده أحد باعة هذا النوع من اللعب على الإنترنت و الذي أوضح أنها لعبة لقيت رواجا كبيرا هذه الأيام على عكس الأيام العادية، و إن كانت ليست في متناول كل الأسر، إلا أن خلق أنواع مختلفة منها أو تجزئتها قد سهل الأمر بالنسبة لمحدودي الدخل، حيث يتراوح سعرها ما بين 4500 دينار إلى 115000 دينار بحسب عدد القطع التي تحتويها.
بين الخطر و الإبداع...
من جانب آخر، فكرت أسر في المسابح الصغيرة الخاصة بالمنازل، و الدراجات الهوائية، و جدت أخرى نفسها مضطرة للتعامل مع الوضع بشكل مغاير تماما، حيث تحدثنا سامية عن تجربتها مع أبنائها قائلة أنها قامت بتعليق أرجوحة صنعتها بنفسها في باب البيت، و أفرغت غرفة أطفالها من الأثاث، تاركة المساحة لألعاب كثيرة تم ابتكار أغلبها مثل السلة الخاصة بكرة السلة، و أضافت أنها تستغل الكرتون لصناعة لعب مع أطفالها لأجل تسليتهم و تفادي الملل بعيدا عن التلفاز.
كما حاولت أسر أخرى تنمية مهارات أطفالها و تسليتهم بطريقة أخرى عبر العمل بتقنية إعادة التدوير و فتح المجال أمام مخيلة الأطفال للإبداع في الأشغال اليدوية، الرسم، الموسيقى و كذا ممارسة الرياضة، بينما يحاول بعض الأولياء التقرب من أطفالهم بشكل أكبر عبر مشاركتهم في أشغال الكبار مثل، أعمال المنزل، الطلاء، غسل السيارة و أشياء أخرى تعلمهم حب المشاركة و تكسبهم ثقة أكبر في النفس.
و إن كان هؤلاء قد فضلوا الاعتماد على خيار صحي و تنمية المهارات ، فإن آخرون اعتمدوا على الألعاب الإلكترونية و ألعاب الفيديو، البلاي ستايشن، حيث وجدت هي الأخرى رواجا كبيرا في فترة الحجر الصحي، فكثير من الأولياء قاموا بشرائها لأطفالهم لتسليتهم، مثلما يقول علي الذي فكر في أنها الحل الأمثل خاصة و أنها تضمن مشاركته معهم اللعب، أما أولياء آخرون، فقد اعتمدوا على بعض تطبيقات الإنترنت و شراء لوحات إلكترونية يجمع المختصون على أن أضرارها تفوق فوائدها خاصة في هذه الفترة العمرية، سواء من الناحية النفسية أو من الناحية البدنية.
الأخصائية النفسانية حمادة دلال: الحجر المنزلي فرصة ثمينة على الأولياء استثمارها
أما في نظر أهل الاختصاص، فالفترة و إن كانت صعبة، إلا أنها تعد فرصة ثمينة خاصة بالنسبة للأمهات العاملات، تقول الأخصائية النفسانية حمادة دلال إنه لا يجب النظر لهذه الفترة من زاوية ضيقة، و اعتبارها نقطة سلبية، بل على العكس من ذلك، فهي فرصة للأولياء للجلوس مع أبنائهم و التقرب منهم أكثر، و التعرف على قدراتهم و العمل على تنميتها، كما ستساهم في تحديد النقائص و العمل على تداركها.
و تشدد الأخصائية على أنه لا يجب استغلال هذا الوقت للعب و الترفيه فقط، فعلى الأم الذكية التركيز على الدراسة أيضا عبر تخصيص ساعة أو ساعتين يوميا لتدارك نقائص أبنائها في الدراسة، مع البحث عن مهارات أخرى يستوجب تنميتها، أما فيما يتعلق باستغلال التكنولوجيا، فتعتبر بأن لا خطر منها في حال استخدامها لفترة محددة و تحت رقابة الأولياء، بينما يبقى اللعب بمجهود سواء بالدراجات، أو حتى الألعاب التقليدية مثل الألغاز، القصص، أو أي ألعاب أخرى مسلية، مفيدا و كفيلا بملء فراغ الأطفال و تسليتهم.
و في انتظار رفع قيود الحجر المنزلي و عودة الأمور إلى سابق عهدها، يبقى الحفاظ على الراحة النفسية للأطفال مهمة ليست بالسهلة خاصة في ظل محدودية البدائل أو اعتماد حلول خاطئة.
إ.زياري