وقعت شركة سوناطراك وشركة «أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن» الموطنة بالولايات المتحدة الأمريكية، مذكرتي تفاهم على هامش المنتدى الجزائري الأمريكي للطاقة 2025، بهدف...
أكد وزير الاتصال، محمد مزيان، يوم أمس، على أهمية تكوين الصحفيين من أجل ضمان تحرّي الدقة في العمل الصحفي، معتبرا بأن "المعلومة الدقيقة الموضوعية التي تستند...
أكّدت، أمس الأربعاء من قسنطينة، رئيسة المرصد الوطني للمجتمع المدني، ابتسام حملاوي، أنّ استحداث مندوبيات ولائية للمرصد الوطني للمجتمع المدني سيكون...
شرعت وزارة التربية الوطنية في لقاءات مفتوحة لمدة أسبوع مع ممثلي نقابات فئة موظفي القطاع، في إطار اجتماعاتها حول المقترحات الخاصة بالقانون الأساسي والنظام...
الطبـــخ الجزائــري مفتــاح النهـــوض بالسياحـة
أكد منسق الجزائر في الرابطة العالمية للماستر شيف، و رئيس لجنة التكوين والمسابقات الوطنية بالمنظمة الجزائرية للتراث والسياحة و الصناعات التقليدية حكيم سلمون، أن الأطباق و الحلويات التقليدية الجزائرية، هي مفتاح النهوض بالسياحة في الجزائر و الترويج لها على الصعيد العالمي، كما أن هذا الموروث اللامادي الذي يعكس أصالة و عمق تراث بلادنا، المكتسب منذ عصور غابرة، بإمكانه دعم و إنعاش الاقتصاد الوطني و الخزينة العمومية.
بن ودان خيرة
أوضح الماستر شيف حكيم سلمون في اتصال بالنصر، أن التنوع الجغرافي و التراثي لبلادنا، يؤدي إلى تنوع عاداتنا الغذائية و أطباقنا مما يسمح لنا بتبوء مكانة مرموقة على المستوى العالمي، لكن بلوغ العالمية يستدعي بذل المزيد من الجهد و إيجاد صيغة لتسجيل أكبر عدد من الأطباق و الوصفات الجزائرية في مؤسسات الحفظ العالمية، كموروث لامادي يميز وطننا، و على رؤساء المطابخ في الفنادق الكبرى، العمل أيضا على توثيق وصفات الطبخ التقليدي الخاصة بهم و البحث لأجل إضفاء لمسة تجمع مختلف العلوم و الفنون على الوصفة الأصلية، و كذا الوصفات المستخرجة منها، على حد تعبيره.
و بهذا الخصوص، أبرز المتحدث أن الطبخ العالمي، أصبح يستند إلى عدة علوم، منها الطب، الهندسة، الكيمياء، الصحة، الرياضيات و الفيزياء و غيرها، بالإضافة إلى الفنون، مثل الرسم، الألوان، الديكور و التزيين، و هذه هي القواعد التي يجب الارتكاز عليها و العمل بها في التدريس و التدريب المهني، للارتقاء بهذا المجال.
كما أن حماية هذا الموروث اللامادي، يتطلب العمل و التنسيق بين عدة قطاعات وزارية، من خلال تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين التكوين المهني، السياحة و الصناعات التقليدية، الثقافة و الاتصال، لأنها تصب في فائدة الاقتصاد الوطني و فائدة الاستعانة بالخبرات و الكفاءات الجزائرية في تسيير المؤسسات الفندقية الكبرى.
وأضاف المتحدث أن المطبخ الجزائري متنوع كثيرا، وهو مزيج من موروث حضارات قديمة كانت موجودة ببلادنا، و أيضا تجارب تم اكتسابها عبر العصور، من خلال التبادل التجاري مع عدة حضارات أخرى و دول، و يتميز بإيجابيات كثيرة، منها نوعية المواد و الخضر و التوابل والبهارات و الأعشاب الطبيعية المفيدة للصحة، و يضم الآلاف من الوصفات في كل صنف، سواء الأطباق الرئيسية أو التحليات، و نفس الشيء بالنسبة للحلويات التقليدية التي تصطبغ بالفن العالمي ولا يوجد مثلها في أي بلد، فالجزائر زاخرة جدا بعاداتها وتقاليدها و موروثها المادي واللامادي و تاريخها.
عصرنة المطبخ التراثي الجزائري آلية لحمايته و بلوغه العالمية
قال الشيف سلمون، أنه سخر مساره الممتد على مدار 24 سنة، في التعليم و التعلم، لخدمة الطبخ و الحلويات التقليدية الجزائرية، و في كل دورة تكوينية يحرص على تذكير المتربصين، بضرورة التواصل مع قدماء المختصين في الطبخ، سواء الطباخين المحترفين أو الأجداد و الجدات و الأمهات، للاستفادة من خبراتهم و الاطلاع على الوصفات القديمة، من أجل إدراجها في عملهم اليومي بطريقتهم الخاصة، أي الاستناد إلى الوصفات الأصلية و استخدام التوابل التي تزخر بها بلادنا و إضفاء لمستهم العصرية عليها، مضيفا أنه ينصح دائما المتربصين، بتطبيق ما تعلموه في الدروس الأكاديمية من فنون و قواعد و أسس فن الطبخ العالمي، على الأطباق الجزائرية التقليدية، لرفعها إلى مستوى العالمية.
كما أنه يحثهم، كما قال للنصر، على العمل و البحث الدائم في مجال الطبخ التقليدي الجزائري، و إدراجه في الفنادق من صنف 5 نجوم، ليساهم في النهوض بالسياحة المحلية و دعم الاقتصاد الوطني، لأن مثل هذه الفنون والعادات والتقاليد، مهمة جدا للسياحة الداخلية، مشيرا إلى أنه لا يزال يبحث في كل مكان عبر التراب الوطني، عن وصفات و مكونات و أعشاب و أدوات تقليدية، لإثراء المطبخ الجزائري و إضفاء لمسة عصرية عليها، حتى لا تندثر وسط زخم ما ينشر عبر كل وسائط الاتصال و التواصل الاجتماعي.
و بصفته رئيس لجنة التكوين و المسابقات الوطنية بالمنظمة الجزائرية للتراث و السياحة و الصناعات التقليدية، فهو يسعى لتجسيد الهدف الرئيسي من المشاركة في المسابقات الوطنية و الدولية، المتمثل في العمل على عصرنة المطبخ التراثي الجزائري، و كان هذا الهدف، محور آخر مسابقة نظمت للمحترفين قبل شهر رمضان بتلمسان.
و أردف الماستر شيف حكيم سلمون أنه عمل كثيرا في مجال التكوين و التعليم المهنيين على مستوى وزارة القطاع، و لا يزال عضوا في «اللجنة الوطنية الوزارية للانجاز والمصادقة على برامج التكوين المهني والتدريب في جميع اختصاصات الفندقة و السياحة»، و يسعى حاليا للتوجه نحو المجال السياحي الفندقي، لما يشهده هذا الميدان من تطور، بفضل دعم الدولة و استثمارات الخواص، و هدفه هو العمل ليصبح مجال السياحة اقتصادا موازيا للثروات الباطنية الأخرى، خاصة على مستوى المؤسسات الفندقية صنف 5 نجوم أو سلسلة فنادق.
من مطعم صغير بعنابة إلى العالمية
عن مساره في فن الطبخ و عمره 24 سنة، قال الماستر شيف سلمون، أنه بدأه في 1998 و لا يزال متواصلا إلى غاية اليوم، و حقق عدة إنجازات، منها أنه أصبح منسقا رئيسيا في الجزائر و عضوا تنفيذيا للرابطة العالمية للماستر شيف التي يقع مقرها بأستراليا، و أستاذا متخصصا في الفندقة والسياحة بالمعهد الوطني المتخصص في التكوين والتعليم المهنيين بعين البيضاء ولاية أم البواقي، وهو أيضا رئيس لجنة وطنية للتحكيم والتكوين بالمنظمة الجزائرية للترات و السياحة والصناعات التقليدية.
و أضاف أنه من مواليد مدينة عنابة ، و علاقته بالطبخ بدأت سنة 1998 بحي الجسر الأبيض، بعد أن احتاج لدخل مادي يساعده في التوفيق بين دراسته آنذاك في القسم الثانوي النهائي و مواصلة اللعب ضمن فريق حمراء عنابة لكرة القدم، فقرر فتح مطعم صغير في الحي رفقة صديقه، رغم أنه لم يكن يفقه شيئا في هذا المجال، كما قال، لكن والدته ساعدته فتمكن من الانطلاق في مشروعه، ولم تمر السنة الأولى عليه، حتى أصبح يعمل في مطعم عائلي بعنابة، برتبة «رئيس صف» وكان يحرص على مساعدة الشيف الرئيسي في التحضيرات الأولية، و بدأ فن الطبخ يستهويه شيئا فشيئا. بعد ذلك انتقل للعمل في عدة مطاعم بمدينته، إلى غاية 2001 ، عندما التحق بالتكوين بمعهد الفندقة و السياحة بالطارف، و في هذه المرحلة زاد شغفه بدراسة فن الطبخ و العمل في هذا المجال، مما دفعه للبحث والإطلاع على كتب و منشورات و حصص الطبخ العالمي التي تبثها القنوات، لكن شكل تربصه في فندق «سيبوس» الفارق الكبير في مساره، كونه مؤسسة من صنف 5 نجوم، اكتسب فيها خبرات و معارف متنوعة عن الطبخ الجزائري و العالمي، بفضل احتكاكه بطهاة ذوي خبرة في التخصص، ثم التحق بمطاعم مؤسسات و فنادق بعدة مناطق بالجنوب الشرقي، فصقل تجربته ، بالاحتكاك بطهاة أوروبيين. وأضاف الماستر شيف سلمون، أنه منذ سنة 2004 ، بدأ العمل في مركز التكوين المهني بمدينة عين البيضاء في أم البواقي، حيث قرر خوض مجال التدريس والتعليم وكذا التدريب المهني للمتربصين في المطبخ البيداغوجي، و أشرف أيضا على تدريب و تمهين النساء الماكثات بالبيوت والمتربصين الأحرار والمتعاقدين، و ثم انتقل إلى المعهد الوطني المتخصص في الفندقة والسياحة بذات المدينة، ليشرف على تكوين المتربصين في تخصص تقني سامي في فن الطبخ إلى غاية اليوم.
و حظي المتحدث بعدة تكريمات من عدة وزراء سابقين لقطاع التكوين المهني و ولاة، كما تحصل على وسام الاستحقاق من الجمعية الدولية لعمالقة الطبخ التونسية و وسام الاستحقاق من الرابطة العالمية لخبراء الطهي.
نشط تسع حصص و أصدر كتابا من جزئين حول الطبخ
و خاض تجربة التقديم التلفزيوني من خلال تنشيطه ل9 حصص حول الطبخ وما يقارب 600 حلقة عبر قنوات تلفزيونية جزائرية، وأجرت معه عدة جرائد عربية حوارات حول فن الطبخ الجزائري.
ولم تقتصر تجربته على البحث و التكوين والمسابقات، بل ألف كتابا من جزئين عنوانه “صلصة و معكرونة” صدر الجزء الأول في 2014 و الجزء الثاني في العام الموالي 2015، عن دار النشر الريشة بالجزائر العاصمة في الجزائر. و يثمن الماستر شيف سلمون، وقوف والدته إلى جانبه في بداياته ودعم زوجته وابنته له لمواصلة مشواره.