أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تشهد محلات بيع لوازم تحضير الحلويات بقسنطينة، حركية محتشمة ، حيث غابت مظاهر التهافت و الازدحام التي ألفناها في الأسبوع الأخير من شهر رمضان، نتيجة تضاعف أسعار مختلف اللوازم، حيث يكلف اقتناء مكونات نوع واحد فقط من الحلويات، حسب أحد التجار، 3 آلاف دينار، كأدنى تقدير، و هو ما دفع ربات بيوت ممن التقتهن النصر، في جولتها عبر محلات بيع هذه المستلزمات، إلى تقليص أنواع الحلوى التي تعودن على تحضيرها في الأعياد الفارطة، و الاكتفاء بنوع أو نوعين فقط، فيما دفع أخريات إلى اقتناء الحلويات الجاهزة المعروضة بمحلات بيع المواد الغذائية، لأن أسعارها في المتناول، حسبهن.
روبورتاج / أسماء بوقرن
أثرت الزيادات المفروضة على أسعار مستلزمات تحضير الحلويات، على عملية البيع، التي كانت تنتعش مع اقتراب عيد الفطر، كما أخلطت أوراق ربات البيوت اللائي تعودن على الشروع مبكرا في ضبط قائمة الحلويات، و اقتناء كل ما يحتجن إليه من مستلزمات، لتحضيرها مسبقا لتزيين سينية العيد، فقد لاحظنا محلات شبه فارغة، خلال جولتنا بوسط مدينة قسنطينة، فيما لمسنا تراجع الحركية بأخرى، اشتهرت بالإقبال الكبير على سلعها، في نفس الفترة خلال السنوات الفارطة، و هو ما أكده تجار تعودوا على استقبال عدد كبير من الزبائن، خاصة الزبونات، ما كان يجبرهم على مضاعفة عدد الباعة، للتحكم في زمام الأمور، و توفير كل ما تبحث عنه الزبونات.
الحلويات التقليدية تستعيد مكانتها
هذا الموسم جاء مغايرا، فخشي تجار كساد سلعتهم، بعد أن خصصوا لها ميزانية كبيرة، جزء منها لتوفير المستلزمات الخاصة بتحضير الحلويات العصرية، و التي لم تعد تغري الزبونات، كما لاحظنا خلال جولتنا بهذه المحلات، من بينها موديلات القوالب العصرية و بعض المواد المخصصة للتزيين، كالورود ذات الأشكال المختلفة و الملمعات الغذائية السائلة، و القوالب الشفافة التي تحتوي على قصاصات مكتوب عليها بمواد خاصة عبارة «عيدكم مبارك»، بألوان و أشكال مختلفة وغيرها، حيث أكد تاجر بأن البحث عن كل ما هو جديد في مجال صناعة الحلويات، لم يعد يهم سوى مختصين في تحضيرها لبعث نشاطهم، فيما أصبحت أغلب ربات البيوت تكتفين باقتناء لوازم الحلوى المعروفة.
وسألنا بائعا عن تكلفة نوع واحد من الحلويات، فقال بأنها تختلف حسب المقادير، ففي السنة الماضية مثلا، كان مبلغ ألف دينار يكفي لتحضير كمية كبيرة من حلوى «المقروظ»، غير أن هذا المبلغ لم يعد يكفي سوى لشراء مكون فقط لتحضيرها، كالسمن، و بالتالي تكلف مكونات نوع واحد من الحلوى، 3 آلاف دينار، على حد تقديره، مضيفا بأنه لمس تراجع الإقبال على محلات لوازم الحلويات هذا الموسم، حيث كان نشاطه ينتعش خلال العشرة أيام الأخيرة من شهر الصيام، و هو ما كان يتوقعه هذه السنة، خاصة في ظل انخفاض منحى الأزمة الوبائية، إلا أن توقعاته لم تكن في محلها، فقد حرم الغلاء الفاحش في الأسعار، الكثير من السيدات من الاستمتاع بتحضيرات العيد.
هذه أسعار لوازم تحضير الحلويات..
بالحديث عن الزيادات، قدم لنا تاجر بمحل بيع الحلويات بشارع العربي بن مهيدي، مقارنة بين أسعار مكوناتها هذا الموسم و خلال الموسم الماضي، مؤكدا بأنها تضاعفت، حيث بلغ سعر السمن 850 دينارا بعد أن كان 450 دينارا، فيما قدر سعر علبة الزبدة ذات سعة 500 غرام، 210 دنانير، بعد أن كان 120 دينارا، كما عرفت أسعار الشوكولاطة المخصصة لتحضير و تزيين الحلويات زيادة قيمتها بـ 80 دينارا، حيث كان سعر العلبة ذات سعة 250 غراما 160 دينارا و وصل حاليا إلى 240 دينارا، و هناك أنواع من الشكولاطة فرضت فيها زيادة بأكثر من 120 دينارا، فهناك نوع بلغ سعر نصف كيلوغرام منه 320 دينارا بعد أن كان 200 دينار، أما سعر الكيلو غرام الواحد، فبلغ 600 دينار، كما فرضت زيادات بأكثر من 60 دينارا في ثمن العسل، و كذا السكر الناعم، حيث بلغ سعره 90 دينارا.
أما بخصوص المكسرات التي تعد عنصرا أساسيا في تحضير عديد أنواع الحلويات، بما فيها التقليدية، كالبقلاوة و القطايف اللتين تشتهر بهما مدينة قسنطينة، فقد لاحظنا اختلافا في أسعارها من محل لآخر، بفارق 30 دينارا في الكيلوغرام، خاصة سعر الجوز، فهناك من يعرضه بـ 1600 دينار أو 1700 دينار، فيما فاق ثمنه لدى بعض التجار ألفي دينار، و برر التجار هذا الاختلاف، باختلاف أنواع الجوز، فالنوع المستورد من أمريكا هو الأغلى ثمنا، فيما فاق سعر اللوز ألفي دينار، ويباع على شكل شرائح بـ 2400 دينار، أما ثمن الكيلوغرام من الفستق، فيقدر بـ 4500 دينار و الكاجو ب 2900 دينار، و الفول السوداني ب 380 دينارا للكيلوغرام الواحد.
سيدات تخصصن 30 ألف دينار لسينية العيد
غير أنه، و حسب ما وقفنا عليه في جولتنا بالمحلات، لم تمنع الزيادات المفروضة بعض الزبونات، من شراء كل ما يحتجن من مستلزمات تحضير الحلويات، بما فيها قوالب الحلوى العصرية، و بعض المواد الخاصة بالتزيين، بحجة، حسب من تحدثنا إليهن، أن العيد مناسبة لصلة الرحم، وفرصة لإكرام الضيوف، و كذا أهل البيت، بما لذ من الحلويات.
وقالت لنا ربة بيت التقينا بها بمحل بشارع العربي بن مهيدي «الطريق جديدة»، بأن الزيادة المفروضة، ليست مانعا بالنسبة إليها من شراء اللوازم التي تريدها، مؤكدة بأنها تحرص على شراء ما تحتاج إليه لتحضير الحلويات التقليدية وكذا العصرية، وسعادتها تكتمل في هذه المناسبة بتزيين «سينيتها» بأشهى وأبهى أنواع الحلويات وتعتمد في ذلك على راتبها الشهري وليس راتب زوجها، حيث خصصت ميزانية قدرها 30 ألف دينار لشراء لوازم تحضير الحلويات التي حددتها، وهي «البقلاوة» و«طمينة اللوز» و«تشاراك» و«بوراك الرنة» و «غريبية الورقة» و «الصابلي» و«بنيون»، فيما تكفل زوجها بشراء مستلزمات تحضير حلوى «المقروظ» فقط.
الحلويات الجاهزة و المعلبة
في المقابل لاحظنا أن مجموعة من السيدات يقتنين كميات كبيرة جدا من المواد، و خلال حديثنا إليهن، اكتشفنا أنهن حرفيات مختصات في تحضير أصناف الحلويات و بيعها، و أكدن لنا بأنهن اضطررن لرفع أثمان الحلويات الجاهزة، نظرا للزيادات المفروضة على مكوناتها.
و قالت إحداهن بأن هناك زبونات ألغين طلبياتهن بعد أن أخبرتهن بالزيادات المفروضة، لكن عديد الزبونات لجأن إلى اقتناء الحلويات الجاهزة، بدل تحضيرها بأنفسهن، لأنها لم تشهد سوى زيادات طفيفة، حسب الحرفية، مقارنة بغلاء مكوناتها، فسعر الكيلوغرام الواحد من «المقروظ» 1200 دينار، أما سعر كيلوغرام من «الغريبية»، فيتراوح بين ألف و ألف و 700 دينار، فيما وصل ثمن «سينية البقلاوة» ذات 24 حبة ، 3500 دينار، و هناك من تعرضها بـ 4 آلاف دينار.
وتباع الحلويات الأخرى التي تحضر بالمكسرات عموما بالحبة، فمثلا تباع حبة «طمينة اللوز» بـ130 دينارا فما فوق، بعد أن كان سعرها 120 دينارا ، فيما وجدنا محلات تعرضها بأكثر من 150 دينارا و يقدر سعر الكيلو غرام الواحد بـ 3 آلاف دينار، في حين يباع الكيلوغرام من «الصابلي» بـ 1200 دينار، كما قالت المتحدثة، مشيرة إلى أن نسبة كبيرة من الطلبيات التي تلقتها، تتعلق بحفلات الختان و «المهيبة».
في المقابل لجأت عديد ربات البيوت لشراء الحلويات الجاهزة المعلبة، المعروضة في الفضاءات التجارية و محلات المواد الغذائية، نظرا لأسعارها المقبولة، و التي تبدأ من 210 دناير للعلبة.
و قد لاحظنا الإقبال المعتبر عليها، بالفضاءات التجارية، لكونها تعرض حلوى لا تختلف عن المنزلية، لكونها تعد من قبل حرفيين مختصين في صناعة الحلوى، و قال لنا تاجر بأن ما جلبه مؤخرا منها، نفد في ظرف ثلاثة أيام، مؤكدا بأن الإقبال عليها تضاعف هذا الموسم، خاصة «غريبية الورقة» و «الصابلي» و «الكروكي» و غيرها من الأنواع.
أ. ب