الأربعاء 9 أكتوبر 2024 الموافق لـ 5 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
ثمّن خلو مشروع قانون المالية من أي زيادات ضريبية: الرئيـس تبـون يأمـر برفـع منـح السفـر  و الطلبـة والحـج
ثمّن خلو مشروع قانون المالية من أي زيادات ضريبية: الرئيـس تبـون يأمـر برفـع منـح السفـر و الطلبـة والحـج

ثمن رئيس الجمهورية السيد ،عبد المجيد تبون النموذج المالي لمشروع قانون المالية لسنة 2025 الذي لم يتضمن أي زيادات ضريبية تمس الحياة اليومية للمواطن،...

  • 06 أكتوير
الرئيس يؤكد أن فرض التأشيرة على المغاربة جاء لاعتبارات أمنية : اتفاقية 68 مع فرنسا أفرغت من محتواها وتستعمل كفزاعة
الرئيس يؤكد أن فرض التأشيرة على المغاربة جاء لاعتبارات أمنية : اتفاقية 68 مع فرنسا أفرغت من محتواها وتستعمل كفزاعة

الجزائر تحافظ على شعرة معاوية مع فرنسا و لا يجب السماح للمتطرفين بقطعها استبعد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قيامه بزيارة إلى فرنسا مثلما كان مقررا خلال هذا...

  • 06 أكتوير
الرئيس تبون يبدي استعداده لمراجعة الدستور ويعلن : البحـــــث عـــن كفـــاءات وطنيـــة لتتولــى مناصب في الحكومة
الرئيس تبون يبدي استعداده لمراجعة الدستور ويعلن : البحـــــث عـــن كفـــاءات وطنيـــة لتتولــى مناصب في الحكومة

  فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات بشأن ما جرى في الرئاسيات قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إنه سيعلن عن الحكومة الجديدة قبل نهاية العام الحالي مضيفا أنه يبحث عن أحسن الكفاءات الوطنية...

  • 06 أكتوير
مجلس الوزراء: رفع منح وأوامر بمتابعة الوضعية الصحية بأقصى الجنوب
مجلس الوزراء: رفع منح وأوامر بمتابعة الوضعية الصحية بأقصى الجنوب

ترأس اليوم السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني اجتماعا لمجلس الوزراء تناول مشروع قانون المالية لسنة 2025...

  • 06 أكتوير

تراث ذهبي يرتبط بقسنطينة ولباس نسائها: « الفتلة » .. قصّة حرفة تقاوم رياح العصرنة

تعتبر الفتلة، من الحلي الذهبية التي ترتبط بمدينة قسنطينة، و تعد قطعة أساسية في زينة نسائها، ورغم تطور التصاميم ومنافسة الحلي المستوردة، إلا أن صاغة المدينة، دائما ما يخصصون جزء من واجهات محلاتهم، لعرض أجمل التصاميم المصنوعة بدقة متناهية كشبكة عنكبوت بخيوط ذهبية تتعانق وتتقاطع لتشكل زخارف مستمدة من تراث المدينة.

  رميساء جبيل

50 سنة وأكثر
في قلب المدينة القديمة وتحديدا بحي طاطاش بلقاسم المعروف بـ « الشارع» يعمل شباب كخلية نحل داخل ورشة الدوادي لصناعة حلي « الفتلة»، وهي ورشة يزيد عمرها عن خمسين سنة، احترف أصحابها صناعة الفتلة الذهبية، و توارثوها أبا عن جد، ليرتبط  وصف الحلي باسم العائلة « فتلة الداودي» كما يعرفها القسنطينيون.  
و حسب محمد الصالح بولقرع، مسير الورشة، فإن والده كان واحدا من بين أول أربعة حرفيين بقسنطينة افتتحوا ورشات لصناعة الفتلة سنة 1979، وكانوا أول من كون جيلا كاملا من  « الصناعية» الذين يداعبون سبائك الذهب و خيوطه الرفيعة من أجل تصنيع أشكال مختلفة من حلي « الفتلة» التقليدية، التي تشبه إلى حد كبير النقوش على قندورة « القاطيفة» القسنطينية.
ويقول محمد، إن رأس مال والده كان سمعته، ولذلك فقد استطاع أن يصنع من اسمه علامة ترتبط إلى يومنا بالفتلة،  و مد جسرا متينا من الثقة بينه وبين زبائنه مؤكدا، أن حلي «فتلة  الدوادي» كما تعرف لدى تجار الذهب، كانت الأكثر طلبا ورواجا في الولايات الشرقية المجاورة، خصوصا بسكيكدة و عنابة و الحروش       و سطيف.
التقينا خلال تواجدنا في الورشة، مع سليم بن طاهر وهو أحد التجار الذين ينشطون بحي « الشارع»، فأخبرنا  أنه كان على صلة بالمرحوم « الدوادي» لأزيد من 50 سنة، و يشهد له بالطيبة و الصدق في العمل وهو ما ساهم في التعريف بهذه الحرفة و حولها إلى علامة قسنطينية مسجلة في سوق الذهب، نفس الرأي قاسمه آخرون تحدثنا إليهم على غرار الحرفيين بوسطيلة هشام وفاتح عقون ، اللذان قالا، بأن فتلة الدوادي، تعتبر الأشهر في قسنطينة و إقليم الشرق عموما و السر يكمن حسبهما، في أن ورشتها مفتوحة من سنة 1979، ولم تكن مجرد ورشة للتصنيع و تزويد المحلات، بل كانت مدرسة للحرفيين الشباب.
 ويسعى أبناء الدوادي بولقرع، للحفاظ على الصنعة و السير على نفس خطى الوالد، حيث يقول الابن الأكبر محمد الصالح، أنه يعمل بنصائح والده التي كان يرددها على مسامعه طيلة السنوات الماضية، بإتقان العمل واحترام الزبون وكذا الحفاظ على حرفة الأجداد بتعليمها للأجيال القادمة حتى لا تزول، ولذلك فقد هجر مقاعد الدراسة فور نيله لشهادة التعليم المتوسط، بعدما سحره بريق المعدن الأصفر، وقرر أن يحمل مشعل والده و يضمن توريث أسرار الحرفة لأبنائه وأحفاده، لأن الأمر يتعلق حسبه بجزء من تراث مدينة الجسور.
أما أمين الشاب الثلاثيني و الابن الثاني للعائلة، فقال   بأن والده تفرغ قبل وفاته، ليعلمه أصول الحرفة  ولأنها صناعة دقيقة فقد تطلب منه إتقانها سبع سنوات كاملة، اكتسب خلالها مهارة كبيرة في لف خيوط الذهب و تشكيلها، ليتحمل بعد رحيل والده مسؤولية الإشراف على الورشة القديمة بـ « الشارع»، أين ينصهر التقليد مع العصرنة ضمن قالب ذهبي  واحد ليلبي رغبة الزبائن و يحافظ على أصول وأساسيات الفتلة، كما يعرفها جميع زبائن محلات « بالي دور» المخصصة لتسويق المنتج النهائي حاليا.
ولا يقتصر الأمر على الأخوين أمين ومحمد الصالح فقط، بل يعد الشقيق الأصغر، الأمل الذي يعتمدان عليه لمواصلة درب والدهما مستقبلا.
التركيز لحياكة خيوط الذهب
أخبرنا الصانع حمزة صاحب 34 ربيعا، و هو المشرف على الورشة الثانية لصناعة فتلة الدوادي، بالوحدة الجوارية 6 بعلي منجلي، أن أساس هذه الحرفة هو التركيز العالي و الصبر، لأن تشكل قطعة من الفتلة بخيوط الذهب يشبه إلى حد كبير حياكة شبكة عنكبوت بخيوط الحرير، فهو عمل دقيق فيه كثيرا من الفن و القدرة على التحكم في التفاصيل الصغيرة، والتعامل مع خيط رفيع ثمين جدا، ولذلك فإن صناعة حلي الفتلة  تأخذ وقتا، فمثلا يتطلب تصنيع « محزمة» بوزن 1 كيلوغرام شهرا كاملا، مشاركة عدد من « الصنايعية» لأنه ليس عملا فرديا يمكن أن يتمه شخص واحد.
وأضاف المتحدث، أن مدة الإنتاج تختلف من قطعة إلى أخرى، فتصنيع « المذبح» مثلا يأخذ حوالي 8 ساعات بدءا من التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، أما    « المقياس» فيتطلب الانتهاء من تشكيله يومين أو أكثر حسب الشكل والحجم.
أنامل من ذهب و لمسات ببريقه
تلتقط أذنك وأنت تقترب من ورشة تصنيع مجوهرات   « الفتلة» الذهبية، أصواتا مختلفة تملأ المكان  بعضها يعود للطرق اليدوي على المعدن الأصفر من أجل صقله، و بعضها ضجيج يصدر من آلة الجر التي تحول السبيكة إلى صفيحة ورقية يسهل تحويلها إلى خيوط رفيعة، يتطلب الحصول عليها، عملية أعقد تنهي بملأ الورشة بالدخان و برائحة احتراق قوية.
ويختلف المنتج النهائي حسب محمد الصالح، من صانع إلى آخر و يرتبط بسنوات الخبرة، لأن هذا النوع من الحرف يعتمد على أصحاب اللمسة السحرية التي تضفي البريق على كل قطعة، لأن الصناعية هم  الجوهرة الحقيقية التي تزين المحل كما قال.
وتمر صناعة حلي « الفتلة» بعدة مراحل، أولها هو فرز قطع الذهب من خواتم وأقراط وأساور وغيرها               « كاص»، بشرط أن يكون ذهبا بجودة عالية، يصهر داخل فرن تقليدي قديم باستخدام « المحرق» ثم يصب في « الكروزي» وهو قالب معدني مستطيل الشكل لا يتجاوز عرضه ثلاثة سنتيمترات وتترك فترة من الزمن حتى تبرد للحصول على سبائك ذهبية يتم تمريرها عدة مرات  على آلة الجر  حتى تصبح عبارة عن صفيحة ورقية، يسهل تحويلها إلى نوعين من الخيوط الرفيعة تستخدم الأولى في تشكيل الإطار الخارجي الذي يكون على شكل ريشة أو مربع أو دمعة، أما المرحلة الثانية و هي الأعقد فتستخدم فيها خيوط أقل سمكا.
توضع القطعة بعدها في محلول كيميائي، ثم تسكب عليه برادة الذهب، ليتم تلحيمها بالمحرق ثم تصقل بالدق عليها بواسطة المطرقة فوق قرص معدني.
 أما عملية تلميعها، فتتم في ورشات أخرى تختص في هذا المجال وذلك بوضع القطعة في قدر من النحاس يحتوي على 5 ليترات من الماء تضاف إليه بعض المواد الكيميائية، إلى جانب قطعة صغيرة من الذهب 24 قيراطا، ثم تستخدم كهرباء بقوة 220 فولطا لمزج كل هذه المكونات مع بعضها للحصول على البريق الخاطف.
مواقع التواصل أحيت الحرفة
يقول محمد الصالح بولقرع، أن دخول التصاميم الحديثة والمستوردة سرق كثيرا من زبائن الفتلة في السنوات الماضية، لكن الفترة الأخيرة تعرف عودة الاهتمام بهذه الحلي، و الفضل في ذلك يعود إلى السوق الإلكترونية ومواقع التواصل، التي سمحت بالتعريف بها و إعادة تقديم منتجاتها للزبائن من داخل الولاية ومن خارجها كما أن للأمر علاقة بالعودة القوية للاهتمام بكل ما هو تقليدي، حتى أن الطلب لم يعد مقتصرا على زبائن من الشرق فقط، بل يشمل آخرين من الوسط والجنوب و الغرب كذلك.
وتابع محمد حديثه قائلا، أنه نظرا لتزايد الطلب على مصوغاتهم، فقد أضحى يولي اهتماما كبيرا للتجارة الإلكترونية، إذ يقوم بعرض صور وفيديوهات مختلفة على صفحة محل « باليدور» على فيسبوك، مع الاعتماد على خاصية الإعلانات الممولة لضمان رواجها بسرعة ووصولها إلى أكبر عدد ممكن من مستعملي التطبيق  إلى جانب اقتراح خصومات على الأسعار .
وأوضح المتحدث، أن الورشة، تملك زبائن أوفياء جلهم من العائلات القسنطينية، التي تعتبر « المذبح و المقياس» و « السخاب» و « المحزمة»، تقليدا راسخا لا تكتمل زينة المرأة إلا به، علما أن المحزمة تعتبر أيضا قطعة لا غنى عنها بالنسبة للكثير من العائلات التبسية.

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com