أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...
وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...
* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...
ياسمين ، أصالة دورصاف و سارة ياسمين، شابات في مقتبل العمر قررن اقتحام سوق الأعمال الحرة وكلهن عزيمة وتحد، لخوض غمار تجربة المقاولاتية، عن طريق إنشاء مشاريع الخاصة، نجحن في قيادتها و وفرن بفضلها مناصب عمل للكثيرين بقسنطينة. تعرف السنوات الأخيرة، اقتحام المرأة الجزائرية لعالم المقاولاتية بشكل متزايد، وقد سجلت قسنطينة عددا من المشاريع النسوية الناجحة، حيث أعلنت مؤخرا الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية « آناد» أن المشاريع النسوية تمثل 30 بالمائة من المقاولات، وذلك خلال ملتقى لإطلاق « الشبكة النسوية المقاولاتية» والذي يضم حاليا 12 سيدة من الولاية بينهن نساء ننقل تجاربتهن في هذا الموضوع.
رميساء جبيل
من مرتب ضعيف إلى دخل يتعدى 35 مليــونا شهـــريا
أطلقت ياسمين العايب، صاحبة 30 سنة، سنة 2021 مشروعا خاصا بالتحويل الصناعي للأكياس الورقية، حيث استأجرت ورشة بالخروب مساحتها 200 متر مربع بمبلغ 40 مليون للسنة لتبدأ في العمل على تحقيق حلمها.
ياسمين متحصلة على ماستر في المالية و التسويق سنة 2016، كانت تقدم حصصا تعليمية للمقبلين على اجتياز رخصة السياقة صنف ب، من 8 صباحا إلى الرابعة مساء مقابل راتب قدره 15000 دينار، وهو دخل لم يكن يكفي لتغطية مصاريفها اليومية على حد قولها ولذلك قررت أن تغير واقعها وأن لا تعيد تجربة والدها و تنتظر التقاعد، حيث توجهت في أواخر سنة 2018، إلى وكالة أونساج سابقا « أناد» حاليا، بناء على نصيحة زميل لها وهناك قدموا لها النص و بعض الأفكار لمشاريع مختلفة من بينها صناعة الأكياس الورقية، وهو مشروع شجعتها عليه الإجراءات التي أعلنت عنها الدولة آنذاك بتوقيف بيع الخبز في الأكياس البلاستيكية. قالت محدثتنا، إنها واجهت بعض العراقيل في البداية، لكن ذلك لم يقف حاجزا أمام إطلاق مشرعها، بداية بالجائحة التي أخرت قبول ملفها و كذا رفض المقربين منها لفكرة دخولها مجال العمل الحر، ما عدا والديها، فضلا عن جهلها بنقاط بيع المواد الأولية وطريقة تشغيل العتاد، لدرجة أنها استعانت بمختص من ولاية البليدة، كما أن هذا العمل يحتاج حسبها جهدا ومالا وتركيزا، حيث انطلقت بداية برأس مال بقيمة 120 مليون سنتيم إلى جانب الحصول على دعم وكالة أناد التي وفرت لها العتاد، مؤكدة، أنها كانت تعمل لوحدها في البداية أما اليوم فيعمل بورشتها 3 أشخاص، و يرتفع العدد إلى أكثر خلال الفترات التي يزيد فيها الطلب على الأكياس. وأضافت ياسمين، أن المنتج يلاقي إقبالا كبيرا، من تجار الجملة من ولايات مختلفة على غرار قسنطينة والعاصمة و ميلة ومسيلة و باتنة، قائلة أنها تنتج في اليوم الواحد مئات الأكياس وهذا يدر عليها أرباحا تفوق 35 مليون سنتيم شهريا، وهو ما حسن وضعها و ساعدها على تقديم الدعم لعائلتها.
أردت أن أكـــــــون منتجة لا عاملـــــــة
روت لنا شابة أخرى من قسنطينة، و هي شرفي أصالة دورصاف، قصة نجاحها في عالم المقاولاتية، وهي لا تتعدى 27 من العمر، حيث قررت إنشاء مؤسستها الخاصة لتنتقل من مجرد عاملة في مؤسسة لبيع المواد شبه الصيدلانية، إلى منتجة و ممولة وهذا بعد أن أنهت تكوينها في مجالي المحاسبة والتجارة.
وأسرت لنا دورصاف، أن طموحها في العمل كان يتعدى وظيفتها البسيطة كموظفة، لذلك بدأت سنة 2019 في البحث عن كيفية إطلاق هذا مشروع خاص، ليتم توجيهها إلى وكالة أناد، أين حصلت على المعلومات الكافية و التسهيلات اللازمة، وفي ظرف ثلاثة أشهر قبل ملفها و باشرت العمل على تجسيد مشروعها الذي تحول من فكرة إلى واقع سنة 2019، قبل أن تضطر للتوقف عن النشاط بسبب جائحة كورونا، ما عرقل حصولها على العتاد، لتعود إلى الإنتاج مجددا سنة 2021.
وتقول الشابة، أنها وجدت دعما قويا وتشجيعا من قبل المحيطين بها، حيث حولت الطابق الأرضي لمنزل العائلة الكائن مقرة بزواغي سليمان، إلى ورشة لصناعة المنتوجات شبه الصيدلانية على غرار « الكحول الجراحي وماء أكسجيني و أزرق الميثينن و كحول لودي، و أيوزين مائية، وتسعى اليوم إلى توسيع مجال نشاطها أكثر، حيث خصصت جزء من ورشتها لصناعة الصابون السائل وجل الاستحمام وغيرها.
ورغم غلاء أسعار المواد الأولية و عدم توفرها في قسنطينة ناهيك عن الركود النسبي الذي تعرفه السوق، إلا أن محدثتنا لا تزال مصرة على توسيع دائرة عملها، من خلال توفير كل ما يطلبه زبائنها من منتجات و غالبيتهم تجار الجملة كما قالت.
اخترت مجالا مختلفا لأتميز
أما سارة ياسمين بن عسكر البالغة من العمر 29 سنة، فاختارت أن تلج سوق الأعمال الحرة بإطلاق مشروع لصناعة ألعاب تعليمية، يهدف حسبها، إلى القضاء على التعليم الممل، حيث تقدم منتجات بعضها موجه للأطفال الصغار و بعضها لتلاميذ البكالوريا.
وتقول ياسمين، أنه رغم كونها قد تحصلت سنة 2017 على ديبلوم مهندس دولة في التسيير الإيكولوجي والتنمية المستدامة، إلا أنها اختارت الاستثمار في مجال مختلف يكون أكثر نشاطا، وذلك قررت سنة 2018 صناعة الألعاب التعليمية، وأضافت، أن هذه الفكرة راودتها بعد مشاركتها في عدد من الدورات التي تعنى بصناعة الألعاب، إلى جانب ملاحظتها للضجة التي أحدثتها دورات تنمية الذكاء، ومدى إقبال الناس عليها، فضلا عن استخدام ألعاب الذكاء في عدد من الحضانات والمراكز التدريبية، وذلك توجهت إلى وكالة « أناد» لتطرح عليهم فكرة مشروعها، فتمت الموافقة عليه سنة 2020، لكن و نظرا للظرف الصحي الذي عرفته البلاد آنذاك، فقد تعطل تزويدها بالعتاد الذي تحتاجه ورشتها الكائنة بحي سيساوي لتبدأ في 2021، في الإنتاج والتصنيع.
وحسب الشابة، فإن مؤسستها التي تحمل اسم « جويز»، قائمة على فريق يتكون من 6 أشخاص، يقدمون خدمات تتعلق بتصميم وإنتاج الألعاب التعليمية وكذا الأدوات البيداغوجية باستخدام مواد أولية منها ما هو مرسكل وغير مرسكل، مضيفة، أنها قد تلقت كامل الدعم المعنوي والمادي من طرف عائلتها، الذين دعموها بالمال من أجل توسيع مشروعها أكثر.
* رئيس كونفيدرالية أرباب العمل الهامل مرنيز
مساهمـــــة المــــــرأة مهـــمة لــرفع مـــــــعدلات نمــــــو ســـــوق الـــــشغل
يؤكد رئيس الكونفيدرالية الجزائرية لأرباب العمل، الهامل مرنيز، أن هناك تزايدا في إقبال النساء على مجال المنافسة الاقتصادية وإنشاء المشاريع، وفي قسنطينة، سجلت النساء حسبه، حضورهن في العديد من مجالات النشاط، على غرار الحرف و التجارة والصناعة والعقار، مؤكدا أنهن مثال يقتدى به كونهن أثبتن جدارتهن وتفوقهن، و هن اليوم على حد قوله منافسات قويات للرجال، و توفرن من خلال مؤسساتهن ما يزيد عن 150 منصب شغل، ما يساهم فعليا في رفع معدلات نمو شوق التشغيل. ويرى مرنيز، أن نجاح المرأة في هذا المجال، هو نتاج لإرادة سياسية قوية لتفعيل دورها حتى وإن كان الاستمرار في عالم المقاولاتية أصعب بالنسبة للنساء، لأنه يتطلب جهدا مضاعفا مقارنة بما يقدمه الرجل، مضيفا بالقول، أن هناك نساء أجدن تسيير مؤسساتهن و طورنها خلال ظرف وجيز خصوصا الناشطات في مجالات الصناعة و الخدمات و الإطعام، وقال بأنه من المشجع جدا، أن تخرج النساء من الإطار المعهود كالعمل في الخياطة والحلاقة وغير ذلك، إلى العمل في المجال الصناعي الذي يتهرب منه الرجال مشيرا، إلى وجود رائدات أعمال ينشطن في صناعة المواد الكيميائية و شبه الصيدلانية و التجميلية و الترقية العقارية ناهيك عن إنتاج الحليب ومشتقاته وهي مساهمة تعرف تزايدا مستمرا. ر.ج