أصبحت الوجهة الأولى بخنشلة: حديقة «دريمز وورد» .. فضاء للتسلية والثقافة

تشهد ولاية خنشلة، قبيل الدخول المدرسي حركية كبيرة على مستوى مختلف الشوارع، حيث تستغل العائلات ما بقي من أيام العطلة لتمضية وقت ممتع و السماح للأطفال بالحصول على أكبر قدر من التسلية قبل العودة إلى الأقسام، و تعد حديقة التسلية «عالم الأحلام «أو «دريمز وورد «، الوجهة الأولى للكثيرين، خصوصا وأنها فضاء عوض النقص الكبير في المرافق و الهياكل السياحية بالولاية.

 كلتوم رابية

خدمات و ترفيه
تقع الحديقة بمدخل مدينة خنشلة، و تصنف كمكسب ترفيهي مهم، يضمن خدمات تطلبها العائلات، وهو ما ضاعف الإقبال عليها خصوصا في الأيام الأخيرة  تزامنا مع انتهاء عطل الكثيرين وعودة المصطافين من المدن الساحلية والتحاق بعضهم بوظائفهم، إذ يقصدونها مساء رفقة أبنائهم للتسلية و الترفيه، لما تتوفر عليه من ظروف الراحة إضافة إلى عامل الأمن، فيقضون فيها ساعات تبدأ عادة مع حلول المساء و تنتهي ليلا و غالبا ما تنظم فيها سهرات ثقافية  وفنية متنوعة.
فضاء غابي مجهز للراحة و  للتسلية
تتميز الحديقة بتواجدها ضمن محيط غابي عند مدخل الولاية، وهو ما شجع الإقبال عليها، خصوصا و أن درجة الحرارة فيها تكون معتدلة  بالعموم و الهواء نقي و عليل و مناسب لتجديد طاقة الجسم،  ناهيك عن تنوع وسائل الترفيه فيها، بما في ذلك ألعاب الأطفال و حتى الكبار، وهو ما أكدته لنا سيدة قابلناها في المكان رفقة طفليها حيث قالت لنا، بأنها متعودة على زيارة « دريم وورلد» لأنها منطقة عائلية و محترمة و آمنة، موضحة أنها تستغل الأيام الأخيرة من العطلة المدرسية لتسمح لأبنائها بالحصول على  أكبر قدر من المتعة، خاصة و أن ظروفها المادية لم تسمح لها باصطحابهم إلى للبحر.
 سيدة أخرى كانت مع  زوجها و أبنائها الأربعة  أخبرتنا، أنها تحب  زيارة الحديقة  لتعيد شحن رئتيها بالهواء النقي على اعتبار أن المنطقة غابية و نظيفة وقالت، أن الفترة التي تقضيها هنا رفقة عائلتها تسمح لها بالراحة لأن أطفالها يتنقلون بين الألعاب باستمرار ما يوفر لها لحظات من الهدوء.
وأضاف رب عائلة،  أن سبب حبه للحديقة وتردده الدائم عليها رفقة عائلته،  هو اتساع المكان وبعده البيئي    ناهيك عن تنوع الخدمات بما في ذلك الألعاب و الأكشاك زيادة على أن الأسعار مناسبة نوعا ما، حيث أوضح بأنه لا يتوقف عن زيارة الحديقة بانتهاء عطلة الصيف، بل يتردد عليها على مدار السنة، خصوصا خلال نهايات الأسبوع.
 وقال، أن أكثر ما يحبه أبنائه هو المسابح الصغيرة و المتوسطة التي تعوضهم عن زيارة الشاطئ، وهي مسابح أخبرنا أطفال تحدثنا إليهم في الحديقة، بأنها نظيفة و منعشة وأنهم يحبون قضاء الوقت فيها، خاصة وأنها مناسبة لمختلف الفئات العمرية، ويمكنهم قضاء ساعات طويلة فيها مقابل 600دج.
منطقة صامتة للمطالعة ومسار للسباق
و تتربع الحديقة على مساحة 9 هكتارات، مقسمة إلى عدة مناطق بألوان مختلفة، تتوفر كل منطقة على امتيازات  و خصائص معينة، بينها منطقة صامتة لكل من يريد الابتعاد عن الصخب و يرغب في المطالعة ومنطقة نشاط تتحول  في فصل الشتاء إلى ساحة لسباق السيارات للكبار، كما تتوفر على مسابح بأعماق مختلفة لتناسب جميع الأعمار.
ويستقبل الفضاء يوميا ما يقارب 300 فرد، و هي حديقة نظيفة، فيها مسرح خشبي تقدم عليه عروض مسرحية و موسيقية، إلى جانب تجهيز  منطقة خاصة بالأطفال تتوفر على ألعاب عديدة منها سيارة راقصة  و سيارات تصادم و دعسوقة و قطار وألعاب مجانية أخرى كالأرجوحة و ممرات التزحلق .
يوجد مطعم عائلي يقدم أشهى الأطباق وأكشاك لبيع  الحلويات و المرطبات، إضافة إلى أن الحديقة مفتوحة مجانا لإقامة حفلات أعياد الميلاد، خاصة و أن المكان مؤمن بأعوان حراسة  و بكاميرات مراقبة.
برنامج ترفيهي فني ثقافي للعائلات
و تحتضن المنطقة بشكل دوري العديد من الفعاليات ذات البعد الفني كالحفلات و السهرات إلى جانب نشاطات ثقافية أبرزها اللقاءات التي تخصص للقراءة والطالعة وذلك لتلبية أذواق جميع الزوار الذي يقصدونها يوميا من  الحادية عشرة صباحا إلى غاية منتصف الليل .
 وتخصص فيها فقرات مختلفة للأطفال، تكون في العادة نشاطات ترفيهية تجمع بين المتعة والتعلم، كفقرات التهريج  و المنافسات والمسابقات، كما نظمت حديقة التسلية آيت الحاج، نشاطات عديدة بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية خنشلة، على غرار المكتبة المتنقلة التي تخللت برنامجها ورشات تثقيفية و ترفيهية.
مشروع ترفيهي بأبعاد سياحية واقتصادية
يؤكد مسير حديقة التسلية عبد العالي جلول، بأن المشروع يعد مهما لدفع عجلة السياحة في الولاية و تعويض شح المرافق ذات الصلة، و وهو مسعى يرى المتحدث، بأن تحقيقه لا يكون إلا بمساهمة فعالة من المستثمرين الخواص، ولذلك فقد افتتح الحديقة سنة  2021 تزامنا مع عيد النصر، وبعد فترة من الركود بسبب الجائحة، عاد المشروع للنشاط مجددا حيث يلقى إقبالا كبيرا من طرف المواطنين و يعد قبلة عائلية بامتياز، ناهيك عن أهميته الاقتصادية في توفير مناصب شغل للشباب واستقطاب الزوار من خارج الولاية.
موضحا، أن الأسعار في متناول الجميع خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة للكثير من الأسر، حيث أن الدخول إلى الحديقة مجاني للصغار و لذوي الاحتياجات الخاصة و محدد بـ 100دج للكبار، مع اقتراح تكلفة بسيطة للاستفادة من ألعاب التسلية التي تتوفر عليها  بحيث يمكن للطفل أن يلعب طيلة اليوم مقابل تذكرة رمزية، خصوصا في الأيام الأخيرة التي تعرف زيادة في التوافد من طرف العائلات، استعدادا لعودة الأبناء إلى المدارس، إذ تعد هذه الأسابيع الفرصة الأخيرة للاستفادة من الصيف.
 وقال، أن نشاط الحديقة لا يقتصر فقط  على موسم الحر، بل يستمر على مدار السنة مع برمجة نشاطات متنوعة تثقيفية و ترفيهية و بالتنسيق مع مختلف المؤسسات التابعة لقطاعي السياحة والثقافة.
 وينتظر أن تعرف عملة تحسين و تطوير في قادم الأيام لتنويع الخدمات و تجهيزها بشكل أفضل، مع تجسيد العديد من البرامج المتفق عليها مع الهيئات الفاعلة لصنع التميز و المتعة و الفائدة ولتطوير الخدمات السياحية في الولاية.