الفنانة نوال عواق للنصر: بكالوريا الفنون سترفع مستوى الفنانين

ثمنت الممثلة المسرحية و التلفزيونية نوال عواق      فكرة بكالوريا فنون، وقالت في حوارها مع النصر، بأن فتح شعب فنية في الطور الثانوي مهم جدا لرفع مستوى الفن في بلادنا بمختلف جوانبه، حيث تتوقع بأن هذه الشهادة وما يرافقها من تكوين سيغيران واقع الفنان و يسمحان بظهور مواهب كبيرة تملك تكوينا قاعديا.
وقالت الفنانة الشابة، أن هذا التكوين سوف يحدث نقلة نوعية في حال توفرت إرادة حقيقية لبعث الصناعة الفنية، كما تحدثت عن جديدها السينمائي الذي من المزمع بداية تصويره هذا الشهر.
و كشفت  نجمة مسرح قسنطينة، الممثلة نوال عواق عن مشاركتها في فيلم تلفزيوني بعنوان « الانهيار»، و هو فيلم حركة، يسلط الضوء على آفات تنخر المجتمع الجزائري و تهدد مستقبل شباب أحاط بهم شبه المخدرات، حيث تلعب أحد الأدوار الرئيسية وهي شخصية امرأة «مافيا»، لها دور محوري في تحريك أحداث الفيلم،  المرتقب عرضه عبر شاشة التلفزيون الجزائري، موضحة أن التحضير له انطلق، و من المرتقب أن تعطي وزيرة الثقافة إشارة انطلاق التصوير رسميا هذا الشهر العملية من ولاية بجاية، التي ستدور الأحداث بين أزقة أحيائها، وهو فيلم من إنتاج يزيد فيران و سيناريو و حوار إيمان بن نية.
و عن طبيعة دورها في الفيلم، قالت بأن دور «المافيا»  من الأدوار التي تبرع في أدائها وأنها لا تجد صعوبة في تقمص هذه الشخصيات في أعمال الأكشن، خصوصا وأن أول تجربة لها في التليفزيون كانت في هذا النوع من الأعمال بفيلم «أبواب السلام» سنة 2015، تلتها مشاركة أخرى في فيلم « الخطأ» سنة 2016، أين لعبت دور البطولة، و هو فيلم سينمائي جزائري شارك فيه ممثلون من مصر و سوريا، و من الأعمال المهمة في مسيرتها، خاصة و أنه عالج قصة فتاة جزائرية كانت تسعى لتحقيق طموحها العلمي لكنها تعثرت بسبب رفض أخيها لفكرة التحاقها بالجامعة لمواصلة دراستها غير أن إصرارها على النجاح جعلها تتحدى كل الصعاب، بما في ذلك إدمان شقيقها على المخدرات وهو ما جعل نهاية قصتها مأساوية.
محدثتنا قالت، بأنها و رغم  التحاقها بالتلفزيون منذ قرابة سبع سنوات فقط إلى أنها تحصي في رصيدها عديد الأعمال التلفزيونية، بينها 12 مسلسلا بين الدراما و الفكاهة، فضلا عن مشاركتها في برنامجي كاميرا خفية، كما أن لها أكثر من تسع مشاركات سينمائية     من بينها فيلم « و يبقى الأمل» أين لعبت دور معالجة نفسانية و فيلم «الحب الكبير» الذي أدت فيه دور معلمة و هي أعمال شاركت فيها بعد خبرة عمرها 23 سنة في ميدان المسرح، الذي تعتبره المدرسة الأولى خاصة وأنها التحقت به وعمرها لا يتعدى  18 سنة، حيث لاقت كل الدعم و التكوين من فنانين يعتبرون عمالقة الخشبة بقسنطينة، على غرار عبد الحميد حباطي و عنتر هلال و محمد حازورلي و علي عيساوي و حسان بوبريوة و ياسين تونسي، معربة عن امتنانها  للفنانين خالد بلحاج و وحيد عاشور من جمعية البليري، اللذان اكتشفا موهبتها سنة 1999، و أشرفا على  تكوينها.
لتشارك لاحقا في الكثير من العروض و المهرجانات بتونس و مصر، كان آخرها مهرجان الفيلم الطويل بمراكش سنة 2018.

ويعد « الجدار الخامس» للمخرج عز الدين عبار، آخر عمل مسرحي شاركت فيه، و قد عرض ببلعباس خلال المهرجان الوطني للمسرح المحترف، و هو من العروض التي تعكس جانبا من واقع مسكوت عنه عن معاناة المرأة الفنانة في المجتمع الجزائري و صراعها خلف الكواليس في فرض وجودها و بلوغ هدفها دون الوقوع في فخ الاستغلال.
شاركت فيه المسرحية كما أوضحت ست ممثلات،  وقد كان آخر ظهور لها على الركح، خصوصا في ظل نقص النشاط المسرحي و قلة الإنتاج و هذا نتيجة غياب صناعة فنية تضمن إنتاجا مستمرا و غزيرا، يوفر عملا مستمرا للفنان، و بالتالي دخلا دائما يؤمن مستقبله.  
بطاقة الفنان تتيح فرص استثمار في الفن
دعت المتحدثة في ختام حديثها، إلى ضرورة  فرض شروط أكثر صرامة عند منح بطاقة الفنان، التي من المفروض أن تسلم لمستحقيها فقط، مثمنة في ذات الوقت الامتيازات التي تمنح لحاملها خاصة ما تعلق بدعم إنشاء مؤسسات فنية ثقافية، و هو ما يتيح فرصة للفنانين المحترفين لإنشاء مدارس متخصصة، موضحة بأنها ستسعى إلى الاستثمار في المجال لنقل خبرتها للأجيال الصاعدة، و تقديم أعمال نوعية، و هو امتياز قالت، بأنه يحسن وضع الفنان اجتماعيا.  
و ثمنت الفنانة قرار استحداث بكالوريا للفنون في  الطور الثانوي، لأجل تعزيز مكانة الفنون في المنظومة التربوية و اكتشاف المواهب و تأطيرها لضمان تكوين قاعدي، وهو قرار اعتبرته مهما جدا، و من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في الساحة الفنية و يكشف عن مواهب عديدة في مختلف الفنون، كما سيضمن تكوينا جيدا يؤهل الشباب لاقتحام عالم التمثيل دون تعثر بسبب عقبة غياب التأطير، كما يساهم في بعث صناعة فنية خاصة في مجال السينما و الدراما و يقضي بذلك على مشكل الظرفية في الإنتاج، و الحد من الرداءة المتفشية في المجال حسبها، نتيجة توزيع الأدوار على مؤثرين غير مؤهلين حتى للظهور على الشاشة.
أسماء بوقرن