الفنانة فتيحة سلطان تكشف للنصر: أستعد لخوض تجربة الإنتاج المسرحي

تستعد الفنانة المسرحية و التلفزيونية فتيحة سلطان، لإنتاج عمل مسرحي أُختير له مبدئيا عنوان «هي و أنا»، حيث كشفت للنصر عن تفاصيله و الأسماء الفنية التي ستشارك فيه، مبدية استعدادها لخوض التجربة الإنتاجية، إن لقت الدعم المادي، لنقل خبرتها الطويلة التي تزيد عن 40 سنة في المجال الفني للجيل الصاعد من الممثلين، و ترك بصمتها في المجال،  فيما بررت تراجع ظهورها التلفزيوني إلى قلة العروض و احتكار فئة معينة للأعمال التلفزيونية.

ابنة قسنطينة، التي اشتهرت في عديد الأدوار التلفزيونية، و بأعمال لا تزال تستقطب اهتمام المشاهد على قناة يوتيوب كمسلسل «عمر بين الخدمة و الدار»  و «عيسي سطوري» و أعصاب و أوتار»، و التي تعتبرها، كما صرحت في مستهل حديثها للنصر، من الأعمال التي جعلت نجمها يسطع في سماء الفن سنوات التسعينات، لتواصل تألقها بعد نجاحها في أعمال كوميدية و درامية كمسلسل «جحا» و « الكسوف» و «دوار الشاوية» و «الوهم»، قالت للنصر، بأنها حاولت منذ بداية مسيرتها أن تقدم أدوارا ناجحة ترسخ في ذهن المشاهد و تظل صالحة لكل الأزمنة، فنجحت بفضل عفويتها و آدائها المتميز في الفوز بمحبة الجمهور الذي، لقبها كما قالت، بسيدة الشاشة و المسرح، حيث فاق رصيدها من الأعمال الدرامية 20 مسلسلا، مردفة بأن أول ظهور لها كان و هي في سن 14، عبر المحطة الجهوية للتلفزيون قسنطينة، مرجعة الفضل في اقتحامها الساحة الفنية مبكرا للكشافة الإسلامية التي لعبت دورا أساسيا في الكشف عن عديد المواهب الفنية، سواء في الغناء أو التمثيل، كما ترجع الفضل للمدرسة التي كانت حقلا خصبا لاكتشاف و تنمية المواهب، حيث كان يُدرس المسرح كمادة في الطور الابتدائي ما غذى شغفها بالركح و نمى موهبتها أكثر، لتقدم منذ بداية مسيرتها ما يزيد عن 12 عرضا مسرحيا.
إدراج المسرح في الطور الابتدائي ضرورة
و أعربت الفنانة عن أسفها لعدم إيلاء أهمية للمواد الفنية و حذف أخرى من المنهاج التربوي، و تدعو في هذا السياق، إلى ضرورة إدراج مادة المسرح في الطور الابتدائي، و عدم التقليل من أهميتها التي ترى بأنها لا تختلف عن باقي المواد، بالنظر لفوائد فوائد تدريسها، و التي ترى بأنها كثيرة لا تقتصر فقط على اكتشاف الموهبة، و إنما تساعد على الكشف عن الحالات المرضية النفسية التي يعاني منها الطفل و تعزز لديه الثقة بالنفس كما تنمي مهاراته الاتصالية و تكسبه طرق التعامل مع الغير، مشيرة إلى أن هناك بلدان أجنبية تعتمده كطريقة علاجية في المراحل العمرية الأولى.    
و بالحديث عن جديدها التلفزيوني، و سبب تراجع ظهورها، تقول سيدة الشاشة و المسرح، بأن قلة العروض و تمركزها في العاصمة غيب عديد الممثلين الكبار، الذين أُستبلدوا بفئة معينة من الممثلين الجدد، الذين احتكروا عديد الأعمال، بعد أن تغيرت معايير الانتقاء، متحدثة عن  آخر مسلسل درامي  شاركت فيه الموسم الرمضاني المنصرم، و هو مسلسل «أنين الأرض»، الذي تعتبره من الأعمال التي سعدت كثيرا بالمشاركة فيها، لاختلاف قصته و لأحداثه المشوقة، التي أبدع ممثلون في تجسيدها، و تعد هي من المشاركين من خلال آداء دور أم مقعدة، يتم قتل زوجها بينما ابنها مسافر خارج الوطن، و تظهر مشاهد العمل المعاناة التي تتكبدها بمفردها، مردفة بأن العمل نال ثناء الجمهور التي خصها بتعليقات عن دورها، بعد أن برعت في تجسيده، كما أفادت، مرجعة نجاح العمل إلى السيناريو  و مشاركة ثلة من الفنانين الذين اشتهروا على الخشبة، و نجحوا في تجسيد قصة العمل حول الصراعات العائلية التي تشب بعد محاولة أحد الانتهازيين سلب أرضهم الفلاحية و محاولة استغلالها لإقامة مشاريع استثمارية، كما تحدثت عن مشاركتها في مسلسل «البوهالي» الذي تدور أحداثه داخل أحد الأحياء الشعبية في العاصمة، و يسلط الضوء على قصة  فتاة تجسد دور المرأة العربية الشجاعة التي تفعل ما بوسعها لمحاربة الظلم و الاستبداد.
عشقي لأبي الفنون دفعني لخوض تجربة الإنتاج المسرحي
و عن سبب غيابها عن خشبة المسرح، قالت بأن وضعها الصحي لم يعد يسمح لها بالأداء ببراعة فوق الخشبة، غير أن عشقها لأبي الفنون جعلها تتجه نحو الإنتاج المسرحي من خلال التعاونية المسرحية التي أسستها مؤخرا، و التي تطمح من خلالها في حال قُدم لها الدعم المادي من الجهات الوصية لتقديم عروض ضخمة، مؤكدة بأنها شرعت منذ أشهر في وضع لبنات عمل مسرحي جديد، يعالج واقع الأزواج، من خلال تسليط الضوء على قصة شاب يرغب في التنقل للعمل خارج الوطن، فيسعى لاختيار زوجة تساعده على تحقيق طموحه، بالزواج من سيدة ثرية تكبره سنا، مؤكدة بأن العرض سيقدم في قالب فكاهي و سيحمل مبدئيا عنوان « هي و أنا»، و هو عنوان مبدئي من المبرمج تغييره ليأخذ طابعا مشوقا.
العرض من كتابة و إخراج الممثل و المخرج المسرحي حسان حجيرة،  فيما ستفتح المجال لمشاركة شباب في تمثيل مشاهده، ذكرت منهم فطيمة بوحجل، و الممثل جموعي، و ستشرف الفنانة فتيحة على تفاصيل العرض، حيث تسعى لترك بصمتها في الإنتاج المسرحي، متمنية أن تلقى الدعم من الجهات الوصية، بعد أن وضعتها ملفها على طاولة الوزارة.
و ترغب الممثلة فتيحة في أن تكون حاضرة في أفلام ثورية،  حيث تجد نفسها دائما متعطشة للمشاركة في هكذا أعمال، مشيرة إلى أن آخر مشاركة سينمائية لها كانت من خلال فيلم سينمائي بعنوان  «دزاير»، و هو اسم أول إمرة شهيدة جزائرية في الثورة التحريرية، سقطت في ميدان الشرف قبل دقائق من استشهاد باجي مختار .
أسماء بوقرن