التلميذ المخترع قصي شعباني يتحدث للنصر: مركبــــتي نمــــوذج لســــــيارة ســـــــباق وسأطــورها أكثــــر

تمكن التلميذ قصي شعباني، من متوسطة جربوعة المكي بولاية قسنطينة، من صنع مركبة باستخدام بقايا الحديد التي كان يجمعها من ورشة أبيه وجارهم الميكانيكي، و قام قبل أيام، بتجربتها لأول مرة بفناء مؤسسته التربوية، ليحقق بذلك كثيرا من التفاعل.

ص. رضوان

النصر، قابلت التلميذ الساكن بقرية الكحالشة ببلدية عين عبيد، و كان لنا حديث معه، بحضور مديرة المتوسطة  التي يدرس بها، حيث علمنا منه بأنه مولع بالأنشطة اليدوية منذ الصغر، و كثيرا ما كان يرسم هياكل سيارات من خياله و يحلم أن ينجز نماذج لها في المستقبل، وقد شرع في ذلك فعليا وهو ابن 11 ربيعا، إذ تعلم التلحيم و أتقنه في ورشة أبيه، كما تعلم الكثير أيضا عن السيارات من خلال مراقبة عمل جاره الميكانيكي، و لما تمكن جيدا من حرفة والده شرع في التخطيط لتحقيق حلمه و صناعة مركبة حقيقية قادرة على السير.
أخبرنا محدثا الشاب، بأنه بدأ بصناعة قاعدة طولها 2.39 مترا و عرضها  1.37مترا، من أجل ضمان توازن المركبة أثناء السير والدوران في المنعرجات، و استعمل في باقي الأجزاء نوابض تخص درجات هوائية، وذلك لتخفيف الاهتزاز و مثلثات حديدية من أجل التحكم في توجيهها، باستعمال مقود لسيارة «فيات».
 وفيما يخص المحرك، قال بأنه أدخل على مضخة المياه الصغيرة تعديلات مع تركيب قاعدة و أجزاء، تعمل على محور دوران يجعل العجلات تدور بمجرد الدوس على دواسة البنزين دون علبة سرعات، بزيادة آلية في السرعة لتصل إلى 80 كيلومترا في الساعة، وقام بتركيب عداد يشير إلى السرعة من خلال نقطة الثبوت، إلى جانب جزء يشبه علبة سرعات أوتوماتكية تزيد السرعة بالدوس على دواسة البنزين.
 أما المكابح فأوضح محدثنا، بأنه استعمل لأجلها اسطوانات فرامل الدرجات الهوائية مع عجلاتها، وأدخل عليها تعديلات خاصة وربطها بالمحرك وكل ميكانزمات حركة سير المركبة، التي زودها أيضا بمقعد قديم لحافلة سوناكوم من النوع الصغير، علما أن كل الأجزاء تعتمد على طاقة البنزين العادي لتشتغل و لدفع المحرك الصغير.
 و حسب التلميذ قصي، فإن العمل مستمر لتطوير نموذج المركبة مستقبلا، حيث سيقوم كما أخبرنا، بصنع هيكلها الخارجي بنفسه كما سيصنع الأبواب والزجاج الأمامي والخلفي، وهي خطوة كبيرة كما وصفها، و تقدم مهم بالنسبة إليه في اتجاه صناعة سيارة السباق التي يحلم بها.
واعتبر قصي ذلك نجاحا مهما في حياته و خطوة قد تقوده إلى دخول عالم تصنيع السيارات مستقبلا، حيث يتمنى أن يحصل على المرافقة لتطوير موهبته كي يتمكن من صناعة نموذج لسيارة جديدة بمواصفات حديثة يكون قابلا للتصنيع  و وعدنا بأن يجتهد أكثر في الدراسة كي ينجح و يتخصص و يواكب التطور العلمي الذي يعرفه عالم صناعة السيارات.
وتأمل مديرة متوسطة جربوعة المكي، السيدة لوصيف حرم بن لخلف، في أن يحظى التلميذ بالدعم لينجح، وقالت، إن نتائجه الدراسية في الثلاثي الأول حسنة، و أن عليه أن يجتهد أكثر  ليحقق نتائج أفضل و يلتحق بالشعب التقنية مستقبلا، ويكون أقرب إلى عالم صناعة السيارات الذي يعرف تحولات جد كبيرة ودعت إلى تبني موهبة التلميذ.