تنظمها وكالات و نواد سياحية: إقبال على رحلات الإفطار الجماعي على شواطئ البحر

تنظم هذه الأيام وتزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة وكالات و نواد سياحية بقسنطينة، رحلات إفطار جماعية على شاطئ البحر بولايتي سكيكدة و عنابة وهي وجهات تستقطب العائلات بكـثـرة، لما توفره من متعة و أجواء استثنائية تستقطب عشاق البحر، الذين يستفيدون من برنامج تنشيط ثري خاص بالسهرات على الشاطئ، ينطلق بعد وجبه الإفطار و تتخلله ألعاب جماعية و قراءة للبوقالات و الألغاز، إلى جانب دروس توعوية دينية و إقامة صلاة التراويح جماعة.

أسماء بوقرن

خطوة لتشجيع السياحة الموسمية
تنتشر عبر الفضاء الافتراضي، صور لرحلات  الإفطار على شاطئ البحر، وقد كانت البداية محتشمة أول أيام رمضان، و اقتصر الإقبال على بعض الشباب الذين يحبون التغيير و يجدون متعة في تجربة الإفطار خارج المنزل، لتتحول هذه الوجهة إلى موضة بحلول الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث باتت المدن الساحلية تستقطب عائلات و شبابا كثرا من قسنطينة، و صنعت صور موائد الإفطار الرملية الحدث على المنصات التفاعلية، وهي رحلات منظمة تشرف عليها نواد سياحية و وكالات.
 وحسب بعض من تحدثنا إليهم من منظمين و مسؤولي وكالات، فإن الفكرة جاءت تحت شعار «جيب عايلتك و افطر معانا» و تهدف لإنعاش السياحية الموسمية، من خلال إطلاق عروض مغرية تتعلق أساسا بتنظيم الإفطار الجماعي، الذي صار جزءا من برامج المتعاملين في مجالات السياحة والخدمات.
ويكثر هذه الأيام، تداول إعلانات من قبيل « إفطار جماعي على شاطئ فلفلة ولاية سكيكدة، نقدم لكم الفرصة للاستمتاع بفطور جماعي في جو عائلي محترم، الانطلاق على الساعة الثانية و النصف بعد الزوال من المدينة الجديدة، العودة تكون في نفس اليوم الساعة منتصف الليل»، وهي رحلات تكلف بالعموم 1000 إلى 1500دج للفرد، مع عدم احتساب تكلفة وجبة الإفطار و تكون في حافلات مريحة من الحجم الكبير.
مسابقات دينية و جوائز للفائزين
ويشمل البرنامج كذلك، سهرة رمضانية على شاطئ البحر وتنظيم ألعاب جماعية، يشرف عليها مرشدون يرافقون الزبون لضمان خدمة نوعية، على أن يتكفل هو بإحضار وجبة إفطاره و أدوات الأكل و سجادة الصلاة و سجاد للجلوس.
وقد لاحظنا من خلال عروض لبعض الوكالات السياحية على موقعي فيسبوك و إنستغرام، بأن البرامج متنوعة و ثرية بالأنشطة الترفيهية و الفنية، إلى جانب حلقات التوعوية و الألعاب الجماعية و المسابقات الدينية، التي تختتم بتتويج الفائزين.
كما تبرمج وكالات زيارات خلال السهرة، إلى بعض المواقع السياحية في ولايتي سكيكدة و عنابة، و حتى إلى فضاءات الألعاب الخاصة بالأطفال، وهو نشاط يعرف تنافسا كبيرا من قبل الوكالات السياحية عبر الوطن ولا يقتصر فقط على قسنطينة ومدن الشرق الجزائري، بل تمارسه أيضا النوادي الشبانية و التي تبرمج هي كذلك رحلات تنطلق من مبلغ 900 دينار تجهز خلالها « قعدة تقليدية»، مع تخصيص لوازم الشواء للراغبين في تناوله.
البث المباشر لاستقطاب الزبائن
و ما زاد الإقبال على هذه الرحلات، هو توثيق المرافقين والمنظمين للأجواء بالصور و نقلها عن طريق البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز ديكور القعدة و الأجواء قبل و أثناء و بعد الإفطار، وكذا أجواء السهرة، حيث لاحظنا تفاعلا كبيرا لمواطنين مع الفيديوهات المباشرة، و قد أبدى البعض من خلال التعليقات رغبتهم في التسجيل في الخرجات اللاحقة.
وحسب أصحاب وكالات سياحية بقسنطينة، فإن شواطئ سكيكدة و «خاصة شاطئي سطورة و جاندارك» هي القبلة المفضلة للصائمين المسجلين في مثل هذه الرحلات، و السبب قربها المدينتين وسهولة الرحلة عبر الطريق السيار، فضلا عن جمال الشواطئ، حيث يجد السائح متعة في السهر قبالة البحر بعد الإفطار و الصلاة على الرمال.
و تستقطب شواطئ عنابة محبي هذه المدينة تحديدا  فيما تشهد عديد الولايات الساحلية قبيل الإفطار، حركية كبيرة للعائلات التي تتنقل منفردة كذلك كما قالوا.

رحلات تجمع شمل العائلات
أخبرنا سفيان سعادة، مسؤول بوكالة « المنقذ للسياحة و الأسفار»، بأن رحلات الإفطار على شاطئ البحر، تلقى إقبالا كبيرا من عائلات تجد متعة في التجمع حول طاولة واحدة، وأوضح بأن هناك من يرافقون الفوج السياحي، ولكن باستخدام مركباتهم الخاصة، ويتعلق الأمر بعائلات كبيرة، يبرمج أفرادها الإفطار جماعة و يلتقون على الشاطئ أين يجتمع شملهم من جديد.
و أشار المتحدث، إلى أنه يدرج شروطا صارمة في عقود الرحلات لتنظيم التعامل بين الوكالة و  المسجلين منها الالتزام باحترام المشاركين الآخرين في الرحلة و شرط إظهار الدفتر العائلي، مع حرية الإفطار الفردي أو الجماعي، و التأكيد على احترام الوقت و التحلي بروح المجموعة و التقيد بالتعليمات، زيادة على تسخير مؤطرين طوال الرحلة لضمان راحة المشاركين أو السياح إن صح وصفهم.
 كما ينشر المرشد، صورا من مكان الإفطار و ديكور القعدة، و تخصص الوكالة ديكورا تقليديا أو عصريا للتجمع، مع تجنب استخدام الطاولات البلاستيكية و الكراسي و استبدالها بطاولة رملية يجهزها المنظمون   يتم تزينها بشموع و وسائل إضاءة أخرى، فيما يُطلب من المشتركين إحضار سجاد للجلوس و وجبة الإفطار على أن توفر الوكالة وسائل التسخين. مع تنظيم برنامج  ثري يتلاءم و طبيعة الشهر، و ذلك بتقديم دروس توعوية و الصلاة جماعة أو فردا، إضافة إلى فقرة فنية و فقرة للألعاب و المسابقات، موضحا بخصوص السعر بأنه يتراوح بين 700 و ألف دج للطلبة الجامعيين      و ينطلق من 1000 دج بالنسبة للعائلات.
نسجل 35 شخصا في الرحلة
أما السيدة عبير بلغليفي، مسؤولة وكالة عبير للسياحة و الأسفار بقسنطينة، فقالت للنصر، بأنها تستقبل عددا معتبرا من الطلبات على رحلات الإفطار على الشاطئ مؤكدة، بأن الترويج لأولى الخرجات بفيديوهات مباشرة ساهم في استقطاب عدد معتبر من العائلات، حيث تسجل وكالتها 35 فردا في الرحلة، وهو عدد الكراسي في الحافلة، و يحدث كثيرا أن يتزامن الوصول إلى الشاطئ مع حضور عائلات قسنطينية أخرى تنقلت بمفردها، ما يعني بأن الوجهة مطلوبة.
و أضافت محدثتنا، بأنها تركز على وضع برنامج ثري لإمتاع المشاركين، من خلال إحياء عادات رمضانية قديمة كالألغاز و البوقالات، مؤكدة بأن تكاليف الرحلة مقبولة جدا، وهي موجهة للعمل الخيري و كسوة اليتامى للعيد، بما يجمع بين فعل الخير و الاستمتاع بأجواء إفطار وصفها بالاستثنائية.
فوج الإخلاص يخص كشفيين بإفطار على الشاطئ
لاحظنا من خلال الفضاء الافتراضي، أن أفواج الكشافة الإسلامية خصت هي الأخرى منخرطيها بإفطار جماعي على الشاطئ، منها فوج الإخلاص الكشفي لحي بكيرة بقسنطينة، حيث نظمت فرقة الكشاف المتقدم إفطارا جماعيا بشاطئ سطورة بسكيكدة، بإشراف قادة كشفيين و مشاركة منتسبين تفوق أعمارهم 15 سنة. و  قال قائد الفوج صلاح الدين شرقي للنصر، بأنه يتم كل نهاية أسبوع، تنظيم خرجة لأحد شواطئ المدينة، للإفطار هناك فوق الرمال الناعمة و وسط سقف من النجوم، ما يزيد من روحانية الشهر وأجوائه، ويكون برنامج الرحلة ثريا يضم حلقات توعية و أداء صلاة المغرب و التراويح جماعة، و ذلك لتعزيز العلاقات الاجتماعية و مشاعر التآخي بين المنخرطين و الاستمتاع بنفحات الشهر، مع الحرص على تنظيف المكان قبل المغادرة. و هناك عائلات تنظم خرجات مماثلة بمفردها، وهو ما لاحظناه من خلال منشورات عبر الفضاء الافتراضي توثق لذلك، منها منشور لعائلة اختارت أن تستضيف أقارب و أصدقاء للفطور على الشاطئ وسط ديكور رائع، و نشرت شابة صورا تظهر تجمعا عائليا أرفقتها بتعليق جاء فيه «خرجة إفطار جماعي بشاطئ واد بوقراط جنان الباي بعنابة، مع العائلات و الأحبة و الأصدقاء لكسر الروتين المنزلي». كما تستهوي الفضاءات الخضراء عائلات أيضا بقسنطينة، على غرار منطقة جبل الوحش، التي تحولت إلى قبلة للكثيرين لأجل الإفطار على موائد توقد قربها النيران لأجل أجواء خاصة، يتمتع خلالها الصائم بوجبة إفطار مختلفة وسط الطبيعة.          
أ ب