أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
استطاع عبد العزيز عرجاني، ابن مدينة جيجل، أن يحقق حلمه في إنشاء مركز لتنمية القدرات وتطوير المهارات التعليمية بالمدينة و يوسع مشروعه ليشمل ولايات عدة عبر الوطن، وذلك بعدما آمن به و سعى لأجله، مؤكدا، بأنه عمل على تحقيق حلمه بالموازاة مع دراسة الماجستير ثم التفوق فيه و الانتقال للتدريس في الجامعة، وأن المسؤوليات المختلفة لم تقلل من عزيمته في مواصلة الاجتهاد لأجل مشروعه الخاص، الهادف لتنمية القدرات و تدعيم البرامج التعليمية من خلال برنامج الحساب الذهني.
وقد ركز الشاب في مشروعه على فئة الأطفال، الذين يعمل على توفير برامج تساعد على تطوير قدراتهم الفكرية والإبداعية و تتيح لهم الفرص للمشاركة في بطولات وطنية وعالمية للحساب الذهني، علما أنها منظومة مؤسساتية تنتشر عبر الوطن أنشأها ليوفر من خلالها كذلك مجالا لتوظيف غيره من الشباب.
ويعد عبد العزيز من أمثلة النجاح و الطموح بولاية جيجل، فقد سعى و تكلل سعيه بتحقيق حلمه في إنشاء مركز متطورفي مجال تنمية القدرات و تطويرها وفق برامج تعليمية عالمية يتم تلقينها للأطفال و الشباب، لاسيما في مجال الحساب الذهني و التركيز على التنمية البشرية لمختلف القدرات، وقد كانت بدايته مع الأفراد البالغين قبل أن يختار تركيز عمله على النشء.
مراكز التنمية تحقق إقبالا كبيرا
عرفت ولاية جيجل، في السنوات الأخيرة، تنظيم العديد من البطولات في الحساب الذهني، وهو مجال يشهد إقبالا كبيرا و مشاركة قياسية للأطفال ضمن برنامجي السروبان والمونتيسوري، وهما نظامان انتشرا بقوة مع ظهور مراكز متخصصة في التعليم والتدريب، أبرزها مركز الشاب عبد العزيز عرجاني و فريقه، المكون من عشرات الشباب الذين تدربوا على يده و لقنوا أساليب تنمية القدرات ليحملوا صفة مدرب أو مرافق، وهم موزعون عبر مراكزه بعاصمة الولاية و الطاهير و الميلية و في ولايات مجاورة، وحسب عبد العزيز، فإن الاستثمار في هذا المجال واعد، وهو ما دفعه لاقتحامه رفقة شركائه و الإيمان بالفكرة، أما الهدف منه فيشمل الجانب المعنوي بشكل كبير.
و أشار محدثنا، إلى أن تطوير المجتمع ينطلق من تدريب و تطوير الأفراد، فكلما كانت المنظومة التعليمية رائعة كلما حققت نتائج ممتازة حسبه، وذلك فقد بدأ العمل في مجال تطوير القدرات الذهنية للأطفال و تعزيز المهارات عند الكبار منذ سنوات، قال بأنه حقق خلالها نتائج إيجابية، وهو التزام أخلاقي منه ومساهمة بناءة له كفرد يحمل على عاتقه هم تطوير المجتمع، إذ اجتهد رفقة شركاء آخرين لتوسيع النشاط كي يشمل 31 ولاية و يمس 7000 طفل على المستوى الوطني، مؤكدا بأن الطفل الجزائري يملك قدرات هائلة و يحتاج فقط لتوفير البيئة المناسبة ليبدع، بدليل تحقيق فريقه لثلاث مراتب متقدمة في منافسات دولية بتايوان، حظي بفضلها بتكريم من قبل رئيس الجمهورية.
لم يكن حلما سهل المنال
قال الشاب، إنه اهتم بعد نجاحه في الدراسة و تخرجه من الجامعة، بمجال التطوير الذاتي و تطوير الأفكار والأفراد و كل ما يخص عالم التنمية البشرية، وهكذا تدرب جيدا ليتمكن من التحكم في آليات التحفيز و تطوير القدرات الذهنية و المهارات الفردية و التفكير بإيجابية قائلا " بعد تخرجي من الجامعة، وجدت صعوبة كبيرة في الحصول على فرصة اللعمل بالشهادة التي أحملها، تحدثت الظروف الصعبة و اقتنعت بأن الشهادة غير كافية وحدها لضمان الوظيفة، بل يرتبط الأمر كذلك بتوفر المهارة، فعملت في ورشات البناء، و في العديد من الأماكن، و بعد الخدمة الوطنية التي كانت صعبة في تلك الفترة، اكتشفت بأنني يجب أن أعود إلى الدراسة و أن أطور نفسي أكثر، فكنت أدرس يوميا للتحضير لشهادة الماجستير و بالفعل ناقشت مذكرتي وحققت النجاح و المرتبة الثالثة التي فتحت لي باب التوظيف بجامعة جيجل، بعدها اقتحمت ميدان تنمية مهارات الأطفال والأفراد و التنمية البشرية بصفة عامة وقد كان التوفيق بين كل تلك المسؤوليات و المهم بمثابة تحد حقيقي".
أخبرنا، بأنه لاحظ خلال تجربته في المجال، بأن العديد من الأولياء يبحثون عن طرق لتعليم و تطوير قدرات أبنائهم الذهنية و تحفيز ذكائهم، وهو ما دفعه للتفكير في المرور إلى المرحلة الثانية وهي البحث عن البرامج المتخصصة، وهكذا وقع على برنامج الحساب الذهني، وهو يشاهد إحدى القنوات الموجهة للأطفال و قد كانت تبث تقريرا عن فلسطيني يبرع في عمليات حسابية بطريقة رائعة جدا دون آلة حاسبة، فدفعه المشهد للبحث عن البرنامج و جلبه من أجل العمل على تعميم تعليمه في الجزائر.
تجارب ناجحة
قال المتحدث، بأن العديد من الأطفال الذين تدربوا في مراكزه على برنامج الحساب الذهني، حققوا نجاحات مبهرة في المجال التعليمي و في الحياة، و منهم من يدرسون اليوم في أرقى الجامعات و في تخصصات عالية المستوى، مما يعكس حسبه، نجاح البرنامج التعليمي الموجه لتطوير القدرات و الذي يتم على مراحل و طوال سنوات، مضيفا بأن برنامج الحساب الذهني يساعد الطفل كثيرا في عدة مجالات، حيث علق على الأمر " يساعد الحساب الذهني الطفل ليكون سريعا في التفكير و حل العمليات الحسابية و جيدا في الرياضيات والجانب المنطقي، و هي صفة تكسبه القدرة على تعلم اتخاذ القرار الصحيح، مع وجود برامج عديدة يتم تقديمها في مجال تعليمات اللغات البرمجية و الربوتيك كذلك".
و أشار مدربون و عمال بالمراكز التابعة له والمتواجدة بعاصمة جيجل، بأن نجاح المشروع لم يكن سهلا بل مر بمراحل تطلبت سنوات، واعتبروا أنفسهم جزءا من الحلم لأن المشروع وفر لهم وظائف محترمة في المجال التعليمي خصوصا وأن أغلبهم من خريجي الجامعة و حملة الشهادات وقد مروا بتجارب بطلة صعبة، قبل أن يحتضنهم المركز، أين تلقوا تدريبا و تكوينا في مجال الحساب الذهني وأصبحوا مدربين ومرافقين، كما أن العمل في المجال ساعدهم هم أنفسهم على تنمية القدرات و المهارات وتطويرها بعيدا عن المناهج التربوية و التعليمة الكلاسيكية مؤكدين، بأنه خلال إشرافهم على تدريب الأطفال و مع مرور الوقت، لاحظوا تحسنا كبيرا في مستواهم الفكري و قدرتهم على الاستيعاب.
كـ. طويل